«معلومات الوزراء» يرصد جهود مصر لحماية الآثار من تداعيات تغير المناخ
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أنّ التاريخ المصري وما يتضمنه من معالم أثرية على مر العصور، من أهم ركائز التراث الثقافي العالمي، مضيفا أنّ مصر تمتلك حضارة تاريخية عريقة وإرثا ثقافيا فريدا، بداية من العصور الفرعونية حتى التاريخ المعاصر، ومع وضوح تأثيرات تغير المناخ على مختلف القطاعات -ومن ضمنها التراث الثقافي والحضاري للدولة-، بذلت الحكومة جهودًا حثيثة لتسليط الضوء على قضية تأثير تغير المناخ على الآثار المصرية على الصعيد الدولي، وهو ما ظهر جليًّا على مستوى الخطط والاستراتيجيات وبرامج العمل الوطنية.
وركز مركز معلومات مجلس الوزراء على أهمية «الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي من الآثار السلبية لتغير المناخ» كأحد توجهات الهدف الثاني في الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، الذي ينص على «بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ»، عن طريق تحديد عدة مسارات، ومنها تقليل الخسائر والأضرار التي تمس أصول الدولة والحفاظ عليها من تغير المناخ، ومن أهم هذه الأصول إرث الدولة الثقافي.
صندوق حماية المواقع التراثية والمتاحف من أضرار التغيرات المناخيةوأضاف التحليل أنّه على هامش استضافتها لمؤتمر قمة المناخ (COP 27) بمدينة شرم الشيخ، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ICESCO) بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار مبادرة إنشاء صندوق حماية المواقع التراثية والمتاحف من أضرار التغيرات المناخية، ما عزز التزام مصر بمكافحة تأثير تغير المناخ على إرثها الثقافي؛ إذ يعمل الصندوق على تحقيق عدة أهداف، وهي دراسة واقع تأثير تغير المناخ على المناطق الأثرية والمتاحف، والبحث عن فرص تمويلية لصياغة خطط حماية الآثار.
علاوة على ذلك، وضعت وزارة السياحة والآثار هدفًا رئيسًا متمثلًا في «الحفاظ على التوازن البيئي واستدامة نشاط السياحة والآثار» كأحد أهداف الوزارة الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030، وهو ما ترجمته الوزارة بالعديد من البرامج والمشروعات التي تنهض باتجاه الحفاظ على استدامة المعالم الأثرية، وحفظها من تأثيرات تغير المناخ، ولعل من أبرز تلك المشروعات: «ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك - مشروع خفض منسوب المياه الجوفية في مقابر كوم الشقافة - مشروع ترميم وتطوير معبد دندرة».
علاوة على ذلك، لا يقتصر تنفيذ مشاريع حماية الآثار المصرية من العوامل الناتجة عن ظواهر تغير المناخ على وزارة السياحة والآثار فقط، بل تتشارك الوزارات الأخرى المعنية في تلك المشروعات، فقد قامت وزارة الموارد المائية والري بتنفيذ عدة مشروعات بهدف التكيف مع ظواهر تغير المناخ، ويتم تطبيقها تحت شعار حماية الشواطئ المصرية من ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن الاحترار العالمي وما يتسبب به من تبعات ومشاكل بيئية تُهدد المناطق الساحلية المصرية مثل «النوات» -ظاهرة مناخية تحدث في فصل الشتاء في المناطق الساحلية تصحبها رياح شديدة وأمطار غزيرة وعواصف رعدية- الساحلية وتآكل الشواطئ وتملح الأراضي ومشاكل النحر.
وتابع المركز، أنّ أبرز تلك المشروعات حماية قلعة قايتباي والمنتزه من خطر النحر الناجم عن الأمواج العالية في أوقات النوات والتقلبات الجوية- حماية مدينة رأس البر التاريخية ضمن مشروع حماية سواحل محافظة دمياط- مشروع خفض مناسيب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية والتي تم تسجيلها على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979 وتعد المنطقة الوحيدة المدرجة في القائمة بالإسكندرية ويتضمن المشروع إنشاء خطوط صرف للمياه لتخضع لعملية التطهير بصفة دورية وتحديث منظومة التحكم الإلكتروميكانيكية.
الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة لا غنى عنها لأجل ضمان سلامة المعالم الأثريةوأفاد التحليل بأنّ الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة لا غنى عنها لأجل ضمان سلامة المعالم الأثرية المصرية وحمايتها من المخاطر التي تهددها، سواء ارتبطت بالمناخ أو العوامل الجغرافية الأخرى، موضحا في ختامه أنّه من الضروري زيادة رصد تأثير الظواهر المصاحبة لتغير المناخ على المعالم الأثرية المختلفة عن طريق إنشاء وحدات بحث ومتابعة مختصة لإيجاد حلول لتقليل الضرر وبناء القدرة على التكيف، وضمان سرعة التدخل من جانب أجهزة الدولة وتنفيذ شراكات مع المنظمات الدولية المعنية، ومع كفاءة المشاريع القائمة، لا تزال هنالك المزيد من الحاجة لمضاعفة الجهود لضمان الحفاظ على سلامة الإرث الحضاري المصري.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أجهزة الدولة أمطار غزيرة إنشاء صندوق الآثار المصرية التراث العالمي التغيرات المناخية التقلبات الجوية التنمية المستدامة السیاحة والآثار المعالم الأثریة تغیر المناخ على الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب تخفف من تأثير الرسوم الجمركية على السيارات لحماية الصناعة المحلية
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، عن تحرك لتقليل تداعيات الرسوم الجمركية المفروضة على قطاع السيارات، من خلال تخفيف بعض الرسوم المفروضة على الأجزاء الأجنبية المستخدمة في تصنيع السيارات داخل الولايات المتحدة، وتفادي تراكم الرسوم على السيارات المستوردة.
وقال وزير التجارة الامريكي هوارد لوتنيك في بيان صدر عن البيت الأبيض: "الرئيس ترامب يبني شراكة مهمة مع شركات صناعة السيارات المحلية وعمالنا الأمريكيين العظماء، هذا الاتفاق يمثل انتصارًا كبيرًا لسياسة الرئيس التجارية، إذ يكافئ الشركات التي تصنّع محليًّا، ويوفر مرونة لأولئك الذين ينوون التوسع في استثماراتهم داخل أمريكا"
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن هذه الخطوة تعني أن شركات صناعة السيارات التي تدفع رسومًا جمركية لن تُفرض عليها رسوم إضافية على مكونات مثل الصلب والألمنيوم، وأنه سيتم تعويضها عن الرسوم التي دُفعت سابقًا.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض صحة التقرير، مشيرًا إلى أن القرار سيُعلن رسميًّا اليوم، تزامنًا مع زيارة ترامب إلى ولاية ميشيجان للاحتفال بمرور 100 يوم على توليه الرئاسة، وهي فترة اتسمت بتحولات جذرية في النظام الاقتصادي العالمي بقيادته.
وتُعَد هذه الخطوة الأحدث في سلسلة تحركات تهدف إلى إظهار قدر من المرونة في تطبيق الرسوم، التي أثارتِ اضطرابات في الأسواق المالية وأوجدت حالةً من عدم اليقين لدى الشركات، مع تصاعد المخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد.
من جانبها، عبّرت شركات السيارات عن ارتياحها، حيث قالتِ الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، ماري بارا، إن قيادة الرئيس تساعد على خلق بيئة تنافسية أكثر عدلاً لشركات مثل جنرال موتورز، وتتيح لنا الاستثمار بشكل أكبر في الاقتصاد الامريكي.
أما الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، فرأى أن التعديلات ستساعد على التخفيف من تأثير الرسوم الجمركية على شركات صناعة السيارات والموردين والمستهلكين على حد سواء.
وكان تحالف من مجموعات صناعة السيارات الأمريكية قد بعث رسالة إلى الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي، طالب فيها بعدم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات قطع السيارات.. محذّرًا من أنها ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات وانخفاض المبيعات.
وجاء في الرسالة، التي وُجهت إلى الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة لوتنيك، أن الرسوم على قطع السيارات ستربك سلسلة التوريد العالمية للقطاع، وستؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وانخفاض المبيعات، وزيادة تكاليف الصيانة والإصلاح.
وأضافتِ الرسالة: "أغلب موردي قطع السيارات ليس لديهم القدرة المالية للتعامل مع اضطرابات مفاجئة ناتجة عن الرسوم الجمركية، الكثير منهم يعاني بالفعل من ضغوط مالية، وسيواجهون توقفات في الإنتاج وتسريحات عمالية وحتى الإفلاس"، محذرة من أن "فشل مورد واحد فقط يمكن أن يؤدي إلى إغلاق خط إنتاج كامل لدى شركات صناعة السيارات".
اقرأ أيضًاحزب المؤتمر: تصريحات ترامب عن قناة السويس ابتزاز سياسي مرفوض
قيادي بحزب العدل: «تصريحات ترامب عن قناة السويس تؤكد أنه لا يعلم التاريخ جيدًا»
بيسكوف: الكثير من النقاط التي يتبناها ترامب للتسوية في أوكرانيا تتسق مع موقف روسيا