أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أنّ التاريخ المصري وما يتضمنه من معالم أثرية على مر العصور، من أهم ركائز التراث الثقافي العالمي، مضيفا أنّ مصر تمتلك حضارة تاريخية عريقة وإرثا ثقافيا فريدا، بداية من العصور الفرعونية حتى التاريخ المعاصر، ومع وضوح تأثيرات تغير المناخ على مختلف القطاعات -ومن ضمنها التراث الثقافي والحضاري للدولة-، بذلت الحكومة جهودًا حثيثة لتسليط الضوء على قضية تأثير تغير المناخ على الآثار المصرية على الصعيد الدولي، وهو ما ظهر جليًّا على مستوى الخطط والاستراتيجيات وبرامج العمل الوطنية.

وركز مركز معلومات مجلس الوزراء على أهمية «الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي من الآثار السلبية لتغير المناخ» كأحد توجهات الهدف الثاني في الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، الذي ينص على «بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ»، عن طريق تحديد عدة مسارات، ومنها تقليل الخسائر والأضرار التي تمس أصول الدولة والحفاظ عليها من تغير المناخ، ومن أهم هذه الأصول إرث الدولة الثقافي.

صندوق حماية المواقع التراثية والمتاحف من أضرار التغيرات المناخية

وأضاف التحليل أنّه على هامش استضافتها لمؤتمر قمة المناخ (COP 27) بمدينة شرم الشيخ، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ICESCO) بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار مبادرة إنشاء صندوق حماية المواقع التراثية والمتاحف من أضرار التغيرات المناخية، ما عزز التزام مصر بمكافحة تأثير تغير المناخ على إرثها الثقافي؛ إذ يعمل الصندوق على تحقيق عدة أهداف، وهي دراسة واقع تأثير تغير المناخ على المناطق الأثرية والمتاحف، والبحث عن فرص تمويلية لصياغة خطط حماية الآثار.

علاوة على ذلك، وضعت وزارة السياحة والآثار هدفًا رئيسًا متمثلًا في «الحفاظ على التوازن البيئي واستدامة نشاط السياحة والآثار» كأحد أهداف الوزارة الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030، وهو ما ترجمته الوزارة بالعديد من البرامج والمشروعات التي تنهض باتجاه الحفاظ على استدامة المعالم الأثرية، وحفظها من تأثيرات تغير المناخ، ولعل من أبرز تلك المشروعات: «ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك - مشروع خفض منسوب المياه الجوفية في مقابر كوم الشقافة - مشروع ترميم وتطوير معبد دندرة».

علاوة على ذلك، لا يقتصر تنفيذ مشاريع حماية الآثار المصرية من العوامل الناتجة عن ظواهر تغير المناخ على وزارة السياحة والآثار فقط، بل تتشارك الوزارات الأخرى المعنية في تلك المشروعات، فقد قامت وزارة الموارد المائية والري بتنفيذ عدة مشروعات بهدف التكيف مع ظواهر تغير المناخ، ويتم تطبيقها تحت شعار حماية الشواطئ المصرية من ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن الاحترار العالمي وما يتسبب به من تبعات ومشاكل بيئية تُهدد المناطق الساحلية المصرية مثل «النوات» -ظاهرة مناخية تحدث في فصل الشتاء في المناطق الساحلية تصحبها رياح شديدة وأمطار غزيرة وعواصف رعدية- الساحلية وتآكل الشواطئ وتملح الأراضي ومشاكل النحر.

وتابع المركز، أنّ أبرز تلك المشروعات حماية قلعة قايتباي والمنتزه من خطر النحر الناجم عن الأمواج العالية في أوقات النوات والتقلبات الجوية- حماية مدينة رأس البر التاريخية ضمن مشروع حماية سواحل محافظة دمياط- مشروع خفض مناسيب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية والتي تم تسجيلها على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979 وتعد المنطقة الوحيدة المدرجة في القائمة بالإسكندرية ويتضمن المشروع إنشاء خطوط صرف للمياه لتخضع لعملية التطهير بصفة دورية وتحديث منظومة التحكم الإلكتروميكانيكية.

الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة لا غنى عنها لأجل ضمان سلامة المعالم الأثرية

وأفاد التحليل بأنّ الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة لا غنى عنها لأجل ضمان سلامة المعالم الأثرية المصرية وحمايتها من المخاطر التي تهددها، سواء ارتبطت بالمناخ أو العوامل الجغرافية الأخرى، موضحا في ختامه أنّه من الضروري زيادة رصد تأثير الظواهر المصاحبة لتغير المناخ على المعالم الأثرية المختلفة عن طريق إنشاء وحدات بحث ومتابعة مختصة لإيجاد حلول لتقليل الضرر وبناء القدرة على التكيف، وضمان سرعة التدخل من جانب أجهزة الدولة وتنفيذ شراكات مع المنظمات الدولية المعنية، ومع كفاءة المشاريع القائمة، لا تزال هنالك المزيد من الحاجة لمضاعفة الجهود لضمان الحفاظ على سلامة الإرث الحضاري المصري.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أجهزة الدولة أمطار غزيرة إنشاء صندوق الآثار المصرية التراث العالمي التغيرات المناخية التقلبات الجوية التنمية المستدامة السیاحة والآثار المعالم الأثریة تغیر المناخ على الحفاظ على

إقرأ أيضاً:

بعد جهود حثيثة لإنقاذه بذلها فريق مختص من قوات حماية الحياة البرية نفوق أحد الحيتان النادرة قبالة شاطئ دنقناب – صورة

تم رصد وجود حوت من الحيتان التى تعيش في المياه العميقة علي الساحل بالبحر الاحمر داخل خليج دنقناب بالقرب من الساحل عالقا بمنطقة ضحلة ويشير الخبراء الى وجود هذا النوع من الاحياء البحرية في المناطق الضحلة دليل علي وجود أسباب أثرت علي بيئته الأصلية بالمياه العميقة مما ادي الي إنتقاله الي المياه الضحلة علي الشاطي وبالتالي وجودة بالمياه الضحلة يحد من حرية حركته مما يجعل حياته مهددة بالخطرمن جهته وجه السيد مدير عام قوات حماية الحياة البرية الفريق شرطة/ عصام الدين جابر حقار بتحرك فريق من المختصين بقوات حماية الحياة البرية بالتعاون مع الخبراء و الجهات المهتمة بالبيئة البحرية لموقع الحدث لدراسة هذه الحادثة والتعامل معها بإعادة الحوت الى بيئته وعلى الفور توجه فريق الإنقاذ الى الموقع بقيادة مدير المحميات البحرية الرائد شرطة/ مصطفى محمد عمر ومدير الشؤون العامة الرائد/ مجدى محمد خليفة ومدير محمية دنقناب الرائد شرطة أنور إبراهيم أحمد ومدير محمية سنقنيب الرائد عمر على محمد برفقة البروفيسور شيخ الدين محمد الأمين مدير مشروع تعزيز المحميات البحرية (عميد كلية علوم البحار السابق) ودكتور الأمين محمد الأمين من محطة أبحاث أسماك البحر الأحمر وعند وصول الفريق الى موقع الحدث تعذر إنقاذه بعد مفارقته للحياة فى ظل الظروف القاسية التى عاشهاوتفيد متابعات المكتب الصحفى للشرطة بأنه تم التعرف على نوع الحوت وهو من فصيلة ما يسمى بالحوت الزعنفى وقد تم أخذ قياسات لدراسة حالته ومن ثم العمل على تحنيطه ووضعه بمتحف كلية علوم البحار جدير بالذكر أن تحرك الفريق تم بالتنسيق مع الجهات المختصة ممثلة فى منظمة الصندوق الدولى للرفق بالحيوان وتحت إشراف مدير عام قوات حماية الحياة البرية .المكتب الصحفي للشرطة إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جهود مجتمعية في قطر لحماية البيئة وتنوعها
  • مركز معلومات تغير مناخ بـ«الزراعة»: لم نشهد حالة الطقس القطبية الحالية منذ 2008
  • برنامج توعوي يبرز جهود حماية الطفل بجنوب الشرقية
  • محمد الفيومي: مطلوب توسيع الاستثمارات في الطاقة المتجددة لمواكبة تداعيات تغيرات المناخ
  • وزارة البيئة تطلق تطبيقات رقمية لحماية المحميات الطبيعية وتنظيم السياحة البيئية
  • معلومات الوزراء يرصد جهود مصر في صناعة وإصلاح المحركات الطائرات داخل العربية للتصنيع
  • الزراعة توجه نصائح عاجلة للفلاحين وتطالب بضرورة مراعاتها خلال الساعات المقبلة
  • رئيس الوزراء يُتابع مع وزير التموين جهود حوكمة منظومة الدعم
  • لم تحدث منذ 2008.. تحذير من ظاهرة جوية خلال الساعات المقبلة
  • بعد جهود حثيثة لإنقاذه بذلها فريق مختص من قوات حماية الحياة البرية نفوق أحد الحيتان النادرة قبالة شاطئ دنقناب – صورة