رئيس جامعة قناة السويس: حريصون على تعزيز التواصل مع طلاب المدارس لتعريفهم بالحياة الجامعية
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تُولي اهتماماً خاصاً بتعزيز التواصل مع طلاب المدارس لتعريفهم بالحياة الجامعية ودورها الأكاديمي والمجتمعي.
واستقبلت الجامعة وفداً طلابياً من مدرسة الإسماعيلية الرسمية للغات ومدرسة العقادة
الابتدائية ضمن سلسلة الزيارات المدرسية التي تنظمها إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وأشارت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى أهمية هذه الزيارات في تنمية وعي الطلاب بالأنشطة العلمية والمجتمعية التي تقدمها الكليات، مؤكدةً أن الجامعة مستمرة في تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تجمع بين الترفيه والتعليم.
شملت الزيارات كليتي الطب البيطري والزراعة، حيث تمت تحت إشراف الأستاذة الدكتورة داليا منصور، عميد كلية الطب البيطري، والأستاذ الدكتور محمود فرج، عميد كلية الزراعة.
كما أشرف على التنفيذ الأستاذ الدكتور محمد وصفي، وكيل كلية الزراعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور محمد الشبراوي، وكيل كلية الطب البيطري لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
بدأت الجولة بكلية الطب البيطري حيث زار الطلاب متحف الحياة البرية.
وخلالها قدم الدكتور جمال جمعة مدني، الأستاذ المتفرغ بالكلية، شرحاً تفاعلياً حول بيئات الحيوانات البرية، أنماط هجرة الطيور، والأنواع المختلفة من الطيور البرية والحيوانات المفترسة.
بعد ذلك، توجه الطلاب إلى كلية الزراعة، حيث استمعوا إلى ندوة علمية حول التنوع البيولوجي قدمها الدكتور محمد شبل، الأستاذ بقسم وقاية النبات.
تناولت الندوة أهمية التنوع البيولوجي، أنواع الحشرات والنحل، ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي.
كما تضمنت الزيارة جولة في قسم الألبان، حيث شاهد الطلاب عمليات تصنيع منتجات مثل الجبن الدمياطي والقريش، الزبادي، والآيس كريم.
وقام الأستاذ وليد غريب، مدير الإنتاج، بمرافقة الطلاب وشرح خطوات التصنيع.
قامت بتنظيم الزيارات الأستاذة إيفون حبيب، مدير إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
تُعد هذه الزيارات دليلاً على حرص جامعة قناة السويس على تقديم تجربة تعليمية متكاملة تربط بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، مع تعزيز دورها المجتمعي في رفع الوعي العلمي لدى الأجيال الناشئة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التواصل مع الإسماعيلية الحيوانات البرية الدكتور محمود هجرة الطيور جامعة قناة السويس أ جامعة قناة السويس خدمة المجتمع وتنمیة البیئة الطب البیطری
إقرأ أيضاً:
بعد واقعة مدرسة كابيتال الدولية.. هل يتحول العنف والبلطجة بين طلاب المدارس إلى ظاهرة؟!
العنف والبلطجة والشتم بأفظع الألفاظ أصبحت لغة الحوار السائدة بين طلاب المدارس سواء كانت مدارس حكومية أو خاصة أو دولية.
ورغم أن المدارس الدولية والتي لا يلتحق بها إلا أبناء الطبقات العليا من المجتمع نظراً لارتفاع المصروفات الدراسية بها والتي تبدأ من أرقام خيالية تتجاوز الـ150ألف جنيه إلى أرقام أعلى من ذلك بكثير، وكان هناك اعتقاد بأن طلاب هذه المدارس لا يعرفون شيئا عن الألفاظ والعبارات المتدنية، لكن جاءت واقعة التعدي على طالبة داخل مدرسة كابيتال الدولية بالتجمع الخامس من جانب طالبة أخرى لتدق ناقوس الخطر لظاهرة العنف والبلطجة وتدنى مستوى أخلاقيات الطلاب والطالبات.
والأمر لم يقتصر على ما حدث بين الطالبتين محل النزاع ولكن برزت مشكلة أخرى وهى السلبية وهو ما اتصف به طلاب وطالبات آخرون شاهدوا الواقعة حيث ظلوا فى سلبية دون أى محاولة من جانبهم لفض النزاع.
والغريب أن هذه ليست ظاهرة العنف الوحيدة خلال الأيام القليلة الماضية، بل تعددت حالات العنف والبلطجة وفرض العضلات وهذا ما كان واضحاً فى واقعة مأساوية بمدرسة السادات الإعدادية فى مدينة الزقازيق حينما رفض طالب أثناء امتحانات الشهادة الإعدادية أن يسمح لزميل له داخل اللجنة بأن يغش منه وكانت النتيجة أن قام بطعنة فى رقبته بعد انتهاء اللجنة. فضلاً عما حدث فى مدينة الإسكندرية عندما قام طالب فى المرحلة الثانوية بطعن ثلاثة طلاب من الخلف طعنات قاتلة وآخرون قاموا بإلقاء المعلمين بالحجارة بعد انتهاء لجنة الامتحان لرفضهم الغش.
والمأساة الآن ليست فى تدنى أخلاقيات الطلاب وإنما الموضوع أكبر من ذلك بكثير.. فما حدث فى محافظة أسيوط كاشف لحجم المشكلة، حيث اقتحم عدد من الأهالي لجنة مدرسة عرب العطيات البحرية الإعدادية المشتركة يوم الأربعاء الماضى أثناء انعقاد امتحان الشهادة الإعدادية وحدثت اشتباكات قوية أدت إلى ذعر وفزع البنات داخل المدرسة مما أدى لإصابة عدد من الطلاب ونقلهم للمستشفى والسبب جاء عبر أكثر من رواية.. فالبعض يقول إن ما حدث لعدم تمكن الطلبة من الغش، ورواية أخرى تقول إن أحد الطلاب قام بمضايقة طالبة (تحرش) فقامت الطالبة باللجوء لابن عمها وهو زميلها بنفس المدرسة والذى قام بضرب الطالب الآخر وشارك فى المشاجرة زملاء كلا الطرفين فى الوقت الذى عجز فيه المراقبون ورؤساء اللجان عن السيطرة على الموقف فيما اتصل كل طرف بأهله فتحولت المدرسة إلى موقعة، حيث اقتحم الاهالى المدرسة ودارت الاشتباكات حتى استطاع الأمن بمركز الشرطة التابعة له المدرسة بالسيطرة على الموقف.
وفى أسيوط أيضاً ولكن فى مدرسة أخرى حدثت واقعة أخرى أثناء امتحانات الشهادة الإعدادية، حيث قام الطلاب بتهديد المراقبين منددين بعبارات "يا تغششونا يا نكسّر المدرسة ونضرب المراقبين" وبناء على ما جرى تم الاتصال بالشرطة لتأمين خروج الملاحظين من اللجان.
والحقيقة الكثير والكثير من الحوادث تحدث كل يوم ولكن لم يتم تسليط الضوء عليها هذا ما أكد عليه العديد من المعلمين أن تصرفات الطلاب خلال السنوات الأخيرة أصبحت غريبة تتسم بالعنف والعصبية والتنمر بعيداً عن التسامح والعفو الذى يدعو له كل الأديان السماوية حتى أن المداعبة فيما بينهم أصبحت خارجة عن النطاق الطبيعى وتحمل عبارات بذيئة.
"فيروس كورونا"فيما يرى وليد عبد الفتاح مدرس لغة عربية أن سبب هذه الظاهرة كانت نتاج " فيرس كورونا " وغلق المدارس وتحول التعليم عن كونه وسيلة للتحصيل العلمي، مما كان له مردود سلبى على سلوكيات الطلاب والطالبات الذين يجلسون لفترة طويلة فى منازلهم أمام شاشات الموبايلات.
وتقول سامية ابراهيم مدرسة رياضيات فى المرحلة الابتدائية إنها قامت بالتحويل من مدرستها إلى مدرسة للتربية الفكرية هاربةً من تصرفات وعنف وشغب الطلاب الذين لا تتعدى أعمارهم 12 عاماً، وأضافت أن مثل هذه التصرفات كان يتصف بها الطلاب فى سن المراهقة نهاية المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانوية ولكن الغريب كما تقول معلمة الرياضيات أن طلاب المرحلة الابتدائية يتصفون بأعمال شغب مبالغ فيها وأنها كانت تعانى من مرضي السكر والضغط فقررت الفرار إلى مكان آخر يكون بعيداً عن الضرب والعنف وشكاوى لا تنتهى بين الطلاب بعضهم البعض وبينهم وبين المعلمين.
وتعلق منى أبو غالى "مؤسسة جروب حوار مجتمعى تربوى" على ظاهرة العنف والبلطجة بين الطلاب بقولها: واضح أن الأهالي مش فاضيين يربوا أولادهم وأصبحوا فقط آله للصرف سواء على المسكن والملبس والمأكل والمظهر والمدارس او الجامعات الخاصة معتقدين أنهم بهذا يقومون بأحسن تربية دون أن تعي هذه الأسر أنهم المذنب الأول والسبب الحقيقي في كل معاناة أبنائهم.
"ظواهر جديدة"وتقول فاتن أحمد ولي أمر "أدمن جروب حوار مجتمعى" إن كل مجتمع يحتوى على الصالح والطالح ولم تكن كثرة المال أو قلته معبرة عن الأخلاق، ولكن المجتمع دخلت عليه ظواهر جديدة لا يستطيع ولي الأمر أن يواجهها بمفرده مثل الموبايل الذى أصبح فى متناول كل طالب على كل المستويات بلا منع أو حدود مما أدى إلى إباحة الممنوع والإطاحة بالمبادئ والقيم.
من جانبه يقول خالد إبراهيم ولى أمر أن من أمن العقاب ساء الأدب مطالباً وزارة التربية والتعليم بتطبيق وسيلة عقاب رادعة من خلال أساتذة كلية التربية قسم الصحة النفسية ومن خلال الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين داخل المدارس، لأنهم هم وحدهم القادرون على وضع العقاب المناسب بحكم تواجدهم وسط العديد من الطلاب خلال اليوم الدراسي.
فيما طالبت رئيسة اتحاد أولياء أمور المدارس التجريبية أمانى الشريف وزارة التربية والتعليم برد فعل تجاه حالات الشغب والتحرش والاعتداء والتنمر التى يكون بطلها الطلاب داخل المدارس لافتةً إلى أن الصمت تجاه ما يحدث جعل الأمور تتفاقم وتزيد بشكل مفزع.
وتؤكد رودى نبيل مؤسسة "معا لغد مشرق" التعليمى أن هذا هو نتاج سوء تربيه وإهمال وتراجع دور مؤسسات الدولة التثقيفية والدينية والرياضية وكل وسيله آمنه تستهلك طاقة الشباب بالإضافة إلى العنف السائد فى الإعلام والدراما، مؤكدةً أنه لن ينصلح الحال إلا بإصلاح كل ما كل ما سبق.
من جانبه يرجع الخبير التربوي والعميد السابق لكلية التربية جامعة أسيوط الدكتور عادل النجدي مشكلة العنف المدرسي إلى تغافل الأسرة المصرية عن رقابة أبنائها والسماح لهم طوال الوقت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب دون رقابة منزلية هذا إلى جانب أن المدارس أصبح اهتمامها بالتعليم متدنيا وكذلك بالأنشطة المدرسية والمسابقات الرياضية والفنية التي تستوعب طاقات الطلاب بطرق سليمة مع غياب دور المرشد النفسي داخل المدرس وكل تلك الأسباب أدت الي تفاقم ظاهرة العنف المدرسي.
طرق العلاجوحول طرق علاج الظاهرة يرى النجدي أنه لابد من وجود توعية تربوية مدرسية مستمرة ووجود لائحة للانضباط المدرسي يوقع عليها الطالب وولي الأمر ويتم تنفيذها بكل حزم موضحاً أن هذا ما يجعل من ولي الأمر متابعا لسلوك ابنه وعلى الجانب الاخر يخشى الطالب وجود عقوبات مدرسية عليه حال ممارسته للتنمر والعنف المدرسي علاوة على ذلك فأن التربية الدينية وجودها مهم وضروري لإكساب الطالب القيم والسلوكيات الصحيحة وإضافتها للمجموع مهمة أيضاً باستثناء الشهادات التي يتنافس فيها الطالب علي الدرجات للالتحاق بالمستوى الأعلى وينبغي إلا تضاف للمجموع ولكن تكون مادة نجاح ورسوب وبدرجة عالية هذا إلى جانب وجود مادة القيم واحترام الآخر والتي تعد مهمة وضرورية ولكن ينبغي ألا يكون تدريسها تقليدياً يعتمد علي الحفظ والتلقين ولكن لابد أن تهتم أكثر بممارسة القيم ممارسة عملية وتطبيقية.
ويتفق محمد كمال أستاذ القيم والأخلاق بجامعة القاهرة والخبير التربوي مع الرأي السابق مضيفاً أن التفكك الأسري وغياب الترابط العائلي والعنف المنزلي هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه حيث يشاهد الأطفال العنف في المنزل وكذلك الإهمال الأسري بعدم متابعة سلوكيات الأبناء وتوجيهها والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي أدت لتراكم الضغوط على الأسرة مما انعكس على الأطفال فصلاً عن عدم قيام المدرسة ببعض أدوارها زاد من العنف في المدارس، حيث لا يوجد نظام رقابي صارم داخل المدارس لردع السلوكيات العنيفة رغم صدور لائحة ممتازة للمخالفات كما يصفها من جانب وزارة التربية والتعليم إلا أنها لا تطبق في معظم المدارس هذا الى جانب أن هناك ضعفا كبيرا في ممارسة الأنشطة التي تزيد التعاون بين الطلاب وتبعدهم عن السلوكيات العدوانية أيضا غياب القدوة الصحيحة وقلة النماذج الأخلاقية الملهمة التي تشجع الأطفال والشباب على السلوكيات القويمة وعدم إبرازها إعلامياً في مقابل تتويج النماذج الفاسدة وهو ما ساهم فيه بدور كبير الإعلام والتكنولوجيا والتي تحتوي على مشاهد عنف على التليفزيون والإنترنت مما يؤثر على سلوكيات الأطفال والمراهقين.
وأوضح الخبير التربوى أن مواجهة هذه الظاهرة تبدأ من الأسرة من خلال تعزيز الحوار بين الأهل والأبناء لبناء جدار الثقة وتوجيه سلوكيات الأبناء بشكل سليم وتوفير بيئة أسرية خالية من العنف ومشاركة الأطفال في الأنشطة المفيدة في إطار أسري.
تدريب المدرسينوعن دور المدرسة يقول أستاذ القيم والأخلاق إنه يجب تعديل المناهج لتقوم بدورها في تعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية مثل التسامح واحترام الغير مع تدريب فعلي للمدرسين على كيفية التعامل مع السلوكيات العنيفة للطلاب بأسلوب تربوي وتطبيق الأنشطة الترفيهية والرياضية التي تساهم في تفريغ طاقة الطلاب بشكل إيجابي والمجتمع له دور أيضا وهو تقنين المحتوى العنيف في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وتشديد القوانين التي تحمي الأطفال من التنمر والعنف وإشراك منظمات المجتمع المدني في تقديم التوعية للأهالي والمدارس، وختم كلامه بصرورة الاهتمام بمادة التربية الدينية ومادة القيم، حيث تسهم مادة التربية الدينية في الحد من العنف إذا تم تدريسها بطريقة تركز على القيم والأخلاقيات وليس فقط الجوانب العقائدية مع مراعاة أن تطبيقها كمادة للمجموع قد يحول الهدف منها إلى التحصيل الأكاديمي فقط مما يفقدها قيمتها الأخلاقية أما مادة القيم واحترام الآخر فهي إضافة إيجابية إذا تم تدريسها بشكل عملي وتفاعلي وليس نظريا فقط وأن تكون مصحوبة بأنشطة تطبيقية لتعليم الطلاب الاحترام والتسامح وغيرها من القيم في الحياة اليومية لافتاً إلى أنه يجب التراجع عن محاولات تهميش الفلسفة وعلم النفس والاجتماع لطلبة المرحلة الثانوية، لأن الفلسفة تعلم الطالب آليات التفكير وعدم الوقوع في الخطأ ومغالطات التفكير كما تغرس فيه التفكير الناقد واتساع الأفق بجانب القيم المختلفة مما يساعد الطالب على فهم الذات والآخر كما أن علم النفس والاجتماع يعلم الطلاب فهم السلوكيات البشرية ودوافعها مما يقلل من النزعة إلى العنف أما تغييب هذه المواد فيقلل من فرص تعليم الطلاب كيف يفكرون بطريقة منطقية أو يتعاملون مع المشكلات الاجتماعية ما يضعف إدراكهم لتأثير أفعالهم على الآخرين ويجعلهم أحاديي التفكير وأقرب إلى التطرف ويسهل السيطرة على عقولهم.
بينما ترى الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع أن العنف حالة عامة فى كل المجتمعات وأصبحت ظاهرة عالمية وليست محلية ولأن الوضع المسيطر الآن هو إحداث عنف من خلال الحروب بين الدول والقتل والدمار، بالإضافة إلى الضغوط إلى يعيشها المجتمع فى أزمات حياتية بشكل مستمر وهو ما جعل وجود شحنة غضب داخل كل إنسان يقوم يتفريغها فى الحلقة الأضعف أمامه. وأضافت منصور: إلى جانب عامل مهم وهو الدراما والمسلسلات وحكايات السوشيال ميديا وكل ما تحمله من مشاهد العنف حتى أصبح العنف هو الصفة السائدة بجانب غياب دور المؤسسات مما أدى إلى رفع معدل العنف داخل المجتمع الى جانب جزئية أخرى- كما تقول أستاذة علم الاجتماع- وهو ما يسمى بالتربية الحديثة وهى إعطاء حرية بلا معنى وتحويلها إلى همجية وأنانية شديدة أدت إلى طمس المفهوم الحقيقى للحرية وهي أنها تعنى المسئولية وكل فرد فى الأسرة له دور مكمل للآخر وحدود حرية الانسان تنتهى عند حدود الآخرين بالإضافة أن خبرات الآباء والأمهات لا تستند على القيم الدينية والعادات والقيم العائلية المستمدة من ذوى الخبرات ولكن أصبحت تستند إلى الإنترنت وأشخاص مجهولين وهذا ما جعل الأسر التى ترغب فى تربية أولادهم بشكل صحيح تستند على أشياء مغلوطة بالإضافة تأثير الأعمال الدرامية فى المجتمع والتى أصبحت لغة حياة ساعدت على انهيار قيمة المعلم والمدرسة بداية من مدرسة المشاغبين، مشيرةً إلى وجود أنماط متعددة من التعليم متناحرة "تعليم حكومى وتجريبى وخاص ودولى" والتي ساعدت على ظاهرة العنف وسعى الآباء فى التقديم داخل هذه الأنماط المختلفة من أجل سوق العمل والوجاهة الاجتماعية مما أدى إلى ضياع الهدف الرئيسى للعملية التعليمية وهو بناء مستقبل مجتمع وضياع الدور التربوى والتعليمى للمدرسة.
من جانبه يقول الخبير التربوى وأستاذ علم النفس التربوى جامعة عين شمس دكتور تامر شوقي: إن أسباب الظاهرة يرجع إلى عدة أسباب منها:
الميول الاندفاعية والتى تدفع الطلاب إلى ارتكاب سلوكيات عنيفة دون الوضع في الاعتبار عواقب تلك السلوكيات الخطيرة وعدم التسامح بين الطلاب والرغبة فى الانتقام، مع افتقاد القدرة على الضبط والتحكم الذاتى في الانفعال نتيجة لعدم تعلم ذلك في الأسرة أو حتى المدرسة إلى جانب عدم وجود القدوة سواء في نطاق الأسرة أو المدرسة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة التيك توك والتى تظهر كل ما هو غير طبيعي في المجتمع وكأنه طبيعي مع غياب التربية الدينية الصحيحة سواء في المنزل أو المدرسة أو المجتمع، بالإضافة إلى تغافل إدارة المدرسة أحياناً عن نشر بعض المخالفات السلوكية أو اتخاذ عقوبات صارمة فيها حتى لا يتم تشويه سمعة المدرسة، مما يشجع الطلاب على الاستمرار في ارتكاب تلك المخالفات.
ولعلاج كل هذه السلبيات يرى د.شوقي هو أن تسترد الأسرة دورها التربوي من جديد وأن يكون الوالدان قدوة سلوكية للأبناء في كيفية التعبير عن انفعالاتهما مع نشر برامج التربية السليمة للأبناء سواء في الإعلام أو السوشيال ميديا من خلال متخصصين حقيقيين وليسوا مدعين ينقلون معلومات مغلوطة، أيضا، استعادة دور العبادة في النصح والارشاد مع الاهتمام بالتربية الدينية في المدارس وخاصة في المراحل الأولى من التعليم وعودة دور المدرسة من خلال حرص إدارة المدرسة على تكريم الطلاب الملتزمين ومنحهم شهادات ومكافأة في طابور الصباح فى نهاية كل أسبوع، وإتاحة فرص ممارسة الأنشطة للطلاب داخل وخارج المدرسة وتنمية مواهبهم مما يمنحهم الثقة بالنفس إلى جانب جزئية مهمة جداً كما يرى الخبير التربوى وهو منع عرض مشاهد العنف في الدراما وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تطبيق العقوبات بصرامة على الطلاب الذين يرتكبون المخالفات السلوكية بمختلف مستوياتها.
بينما تقول دكتورة شيماء قاسم أستاذ علم النفس إن أسباب الظاهرة يرجع إلى غياب البيئة الآمنة في المدارس مما يؤدي إلى زيادة السلوكيات العدوانية بين الطلاب مع ضعف الرقابة الأسرية وعدم تعليم الأطفال احترام الآخرين وتسهيل التنمر الإلكتروني الذي يُعتبر امتدادًا للتنمر المدرسي لافتةً إلى أن تهميش مواد دراسية مهمة مثل علم النفس والتي تُعنى بفهم السلوك الإنساني وآليات التعامل مع الآخرين قد يحرم الطلاب من الأدوات التي تساعدهم في بناء علاقات إيجابية.
وأضافت أن المعالجة لا تكون إلا بالتركيز على القيم والأخلاق من خلال مادة القيم واحترام الآخر والتي تهدف إلى تعزيز التسامح وقبول الاختلاف مع تطبيق مثل هذه المواد في المناهج الدراسية بالشكل الصحيح الذي أعدت من أجله وهذا قد يكون خطوة مهمة لمعالجة الظاهرة وبناء مجتمع مدرسي متماسك.
اقرأ أيضاً«تعليم أسيوط» تشارك في معرض منتجات طلاب المدارس بوزارة التربية والتعليم
للتعرف على دور الشرطة في حمايتهم.. الداخلية تنظم زيارات لطلاب المدارس ودور الرعاية
موعد إجازة نصف العام 2025 لطلاب المدارس والجامعات