هاشم: اذا لم تستح فقل ما تشاء كأن ذاكرة الناس قد محيت
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
قال النائب قاسم هاشم في تصريح: "اذا لم تستح فقل ما تشاء كأن ذاكرة الناس قد محيت ليطل من اقام الدنيا ولم يقعدها وكان الفراغ فعل وطني لعامين ونصف العام ليتكرس رئيسا للجمهورية واحدا ومن غيره المنقذ والمخلص والتغييري يومها كان كل ذلك مطلوب ومباح واليوم ومع الظروف الصعبة والمعقدة والتحديات انقلبت المعايير مع اصحاب النظريات الخنفشارية يومذاك لخدمة وصول الشخص كانت المقاومة لخدمة الجمهورية واليوم في مواجهة العدوان وفق الاهواء والمزاج المنقلب لم تعد الحاجة لمقاومة العدو واخطائه، يبدو ان المرآة اصبحت تعكس صورة ضبابية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تحت القصف في غزة.. فريق محلي ينقذ تاريخا مدفونا تحت الأنقاض
غزة- بينما كان غزيون ينبشون بسواعدهم تحت ركام المنازل والمباني المدمرة بحثا عن أحبتهم الشهداء، كانت حنين العمصي تقود فريقا محليا في مهمة معقدة تحفها مخاطر جمة لإنقاذ تاريخ غزة الذي لم يسلم من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع المدمر.
وعلى وقع أصوات الانفجارات، والقصف جوا وبرا وبحرا، كانت العمصي وفريقها ينقبون تحت مقر "دائرة المخطوطات والآثار" المدمر في قلب "غزة القديمة" بحثا عن مخطوطات استهدفتها صواريخ وقذائف الاحتلال لتغتال "حكاية تاريخ" لهذه المدينة "الضاربة في عمق الزمن".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إحياء فن الخط العربي في سريلانكا.. مبادرة لتعزيز الهوية الثقافية للمسلمينlist 2 of 2"شيخ الخطاطين" حسن جلبي.. 60 عاما برفقة اليراعend of listوبدأت رحلة البحث عن المخطوطات وإنقاذها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من خلال فريق محلي مكون من 4 أفراد وبتمويل أوروبي، وعن هذه المخطوطات تقول العمصي للجزيرة نت:
"إنها ضمير الشعب الفلسطيني، وعنوان بارز في تاريخنا، وهي الذاكرة الواعية، وسجل حافل، ورسالة تواصل بين الأجيال المتعاقبة".
وجاءت هذه الرحلة استكمالا لما كان قد بدأه المختص في ترميم المخطوطات أحمد أبو شريعة بمفرده، وهو المبادر الأول في مهمة البحث عن المخطوطات وانتشالها من تحت الأنقاض، ويقول للجزيرة نت "رغم حالة الخوف والرعب التي كانت تنتابني من سماع أصوات القذائف والصواريخ من حولي وأنا أحاول كل مرة أن أخرج هذا الإرث العظيم الذي خلفه علماء غزة ومشايخها من مخطوطات في كافة العلوم".
إعلان"تغلب عشقي للمخطوطات والتاريخ على مخاوفي" ويتابع أبو شريعة وهو عضو في الفريق المحلي ويقول "كان همي الوحيد أن أنقذ تاريخا عريقا خطه السابقون مثبتين أننا أصحاب هذه الأرض وأننا بحفاظنا على هذا الوجود القائم من قديم الزمان وهو مؤرخ في هذه المخطوطات نحفظ حق أبنائنا في هذه الأرض وندحض رواية من يقولون إننا حديثي العهد على هذه الأرض".
غير مرة تساقطت القذائف في الجوار، بينما حنين وفريقها ينهمكون في مهمة سباق مع الزمن، لانتشال المخطوطات من تحت الأنقاض والركام، وبرأيها فإن المهمة "تستحق المغامرة والمخاطرة" وبفخر وعزيمة تقول "قتلونا وأرادوا قتل تاريخنا، ولكننا أفشلنا عملية اغتيال التاريخ وحافظنا على إرث الأجيال".
وهذه المخطوطات التي أراد الاحتلال بجريمة ممنهجة أن يدمرها ويدفنها هي:
"وثائق نفيسة، وهي إرث قيم كتبه علماء فلسطين وعلماء غزة، وتروي تاريخنا الضارب في أعماق التاريخ من آثار معمارية وفنية، وحياة فكرية وعلمية، وتصور حياة زاخرة على هذه الأرض منذ قديم الأزل".
وجاء جهد الفريق المحلي ضمن مشروع "الإنقاذ العاجل لقبة دار السعادة والمخطوطات التاريخية" بتنفيذ مؤسسة التعاون الدولي جنوب جنوب (CISS Palestine)، وتمويل الاستجابة الثقافية الطارئة (Cultural Emergency Response).
وبكثير من الفخر بما أنجزه الفريق، تقول العمصي "الآن نستطيع القول: إننا نشعر بخير" وتضيف "هذه بطولة في وقت عصيب" وتستشهد بعظيم الانجاز بما يقوله المؤرخ الفلسطيني مدير دائرة المخطوطات والآثار الدكتور عبد اللطيف أبو هاشم "هذا وقت تعتبر فيه المخطوطات واحدة من أهم الوثائق التي تؤكد وترسخ التاريخ الفلسطيني في هذه الأرض، فهذه مخطوطات تعزز حقيقة وأحقية الوجود الفلسطيني، وتقف سداً منيعاً أمام الرواية التوراتية، والسردية الصهيونية. كما أنها تعمل على دحضها ونقدها وتقدم الأدلة الرصينة على ذلك، لكونها تعد أهم ركائز الموروث الثقافي الذي يشكل الشخصية الفلسطينية على مدار التاريخ".
عايش الدكتور أبو هاشم هذه المخطوطات على مدار 30 عاما، وأخضعها للدراسة والبحث، ليتكشف له الجانب المضيء من التاريخ الفلسطيني، وليثبت من خلالها أحقية الوجود الفلسطيني على هذه الأرض، فأصبح جل اهتمامه كيف يعتني ويحافظ على هذه المخطوطات الشاهدة على الهوية الفلسطينية.
إعلانوبإشراف الدكتور أبو هاشم، تقول العمصي:
"على مدار حرب الإبادة تفرقت وتمزق الكثير من هذه المخطوطات؛ لكن تعود اليوم من تحت الركام لترى النور من جديد بسواعد فلسطينية، لتبقى حكاية وهج فلسطيني يظنه الغافلون عن تاريخنا أنه اندثر وأُبيد .. هي حقائق تبرز تراثنا وإرثنا ومؤلفات علمائنا وأعلامنا وشيوخنا".
وما قيمة هذا التراث الذي تم إنقاذه؟ سألت الجزيرة نت الدكتور أبو هاشم، فقال كان يوجد في "قبة دار السعادة" كمقر للدائرة 228 مخطوطة كاملة و69 مخطوطة غير مكتملة، بالإضافة إلى أكثر من 25 ألفا و298 صحيفة، وتتضمن المجموعة مخطوطات من القرن الـ14 الميلادي إلى أوائل القرن العشرين، وعددًا كبيرًا من المخطوطات غير المؤرخة من العصر العثماني، وتم تسجيل هذه المكتبة في برنامج المحفوظات المهددة بالانقراض من قبل المكتبة البريطانية سنة 2018.
والمخطوطات التي كانت قبل الحرب هي مجموعة مخطوطات مكتبة الجامع العمري الكبير (دمره الاحتلال كليا خلال الحرب) التي أودعت منذ 3 عقود في دائرة المخطوطات، وتغطي وتتوزع على جميع أقسام المعرفة الدينية من علوم قرآن وحديث وفقه وسيرة وتصوف، كما يقول أبو هاشم.
ووفقا له تكمن أهمية هذه المخطوطات لما لها من خصوصية تتعلق بفلسطين ومدينة غزة، فقد أوقفها علماء مدينة غزة وجنوب فلسطين والبعض منها هي مؤلفات لعلماء المدينة، وتلقي الضوء على الحركة العلمية والثقافية في مدينة غزة وما حولها من المدن والقرى، وتبين مساهمة علماء غزة في العلوم العربية والإسلامية.
كما أنها تعبر عن الموروث الثقافي لمدينة غزة وشخصيتها العربية والإسلامية وهي إضافة للتراث العربي الإسلامي والعالمي أيضاً، ويستعرض أبو هاشم أهم هذه المخطوطات:
ديوان ابن زقاعة الغزي:وهو ديوان للشاعر الصوفي العالم الفلكي محمد بن بهادر بن زقاعة الغزي، وهذا الديوان وثيقة شاهدة على تاريخ وحضارة فلسطين ومدينة غزة.
ويصف أبو هاشم هذا الديوان بأن "بديعة أدبية ووثيقة تاريخية" لاحتوائه على كثير من مواضع فلسطين بأسمائها القديمة، ويعتبر وثيقة شاهدة ومهمة تعضد وتعزز الرواية الفلسطينية، وتبرز جميع صور الحياة في فلسطين وتظهر جميع الجوانب الحضارية والإنسانية في فلسطين.
إعلانكما أن هذا الديوان وثيقة ساطعة تبين كذب وتزوير الرواية والسردية الصهيونية، بما فيه من أدلة واضحة على علاقة السكان وتمسكهم بأرضهم ووجودهم، علاوة على أنه قطعة أدبية ووثيقة تاريخية ناطقة لأصالة وعراقة مدن وقرى فلسطين بأسمائها التاريخية الحقيقية، وهو أكبر دليل على كذب افتراءات المقولة الصهيونية "أرض فلسطين كانت خالية من أهلها" ففيه صورة حية عن الناس والمدن والقرى والأزهار، وهذا الديوان هو أشبه بموسوعة أراد الشاعر أن يجمع ما تفرق من معارف العلوم كان لديه نية لنشرها من خلال النظم والشعر، وهذا ما كان له في هذا الديوان.
وتبرز أهمية هذا المخطوط بحسب أبو هاشم بأنه كتب بخط يد العلامة الشيخ أحمد شعشاعة العلمي الغزي سنة 1271 هجرية، وبخط نسخي جميل وحسب الرسم العثماني للقرآن الكريم، وعلى ورق قديم أوقفه كاتبه الأصلي.
وبقي هذا المصحف الشريف في مكانه بمكتبة المسج العمري الكبير بمدينة غزة حتى اختفى عام 1927، وهو نفس العام الذي صدر فيه وعد بلفور المشؤوم، والذي سلب الفلسطينيين وطنهم.
ولهذا المصحف -بحسب خبير المخطوطات أبو هاشم- أهمية كبيرة جداً فهو مخطوطة أثرية تدل على مدى انتماء أهل مدينة غزة لدينهم الإسلامي الحنيف.
"كما أن مخطوطاتنا أهم موروث لدينا يجب المحافظة عليه، وهو يدل على مدى اهتمام علماء المدينة بكتابة ونسخ المصاحف في ظل عدم انتشار الطباعة في ذلك الوقت".
وعن هذا المخطوط، يقول أبو هاشم: جمعت فيه فتاوى العلامة النحرير والفهامة الشهير شيخ مشايخ الإسلام الإمام المقدام مفتي الأنام الشيخ محمد بن عبد الله التمرتاشي الغزي الحنفي، وهو بمثابة تاريخ للحركة الثقافية والدينية، حيث يرد على الفتاوى التي كانت ترفع إليه وهي سجل حافل بالحراك الاجتماعي والثقافي والديني.
فتاوى شيخ الإسلام حسن بن عبد اللطيف الحسيني:ولد عام 1156 هجري وتولى إفتاء الحنفية لأول مرة عام 1189 هجري، وبقيت في يديه حتى وفاته ما عدا فترات قصيرة. كما عمل قاضيا ونصب نقيبا للأشراف وشيخا للمسجد الأقصى، وهو أول من جمع أهم المناصب في القدس فكان نقيبا للأشراف، ومفتيا للحنفية، وقاضيا، وشيخا للمسجد الأقصى، وفقا لأبو هاشم.
وعنه يقول خبير المخطوطات إنه كان شخصية سياسية بارزة، وكان له دور مهم في الأحداث التي مرت على القدس وفلسطين وخصوصا أثناء الحملة الفرنسية، ولا يكاد يخلو فرمان أو مرسوم في تلك الفترة من ذكره كواحد من أبرز الأعلام المساهمين في الحياة السياسية والاجتماعية في المنطقة ككل.
إعلانومخطوط "الفتاوى الحسنية الحسينية" ضمنه مجموعة من الفتاوى، وجمع أسانيده الشيخ والعالم المقدسي محمد بن بدير بن حبيش كتابا أسماه "كشف الحزن وحلول المنن في أوصاف السيد حسن" وهو مخطوط -بحسب أبو هاشم- وقد أوقف مكتبة كبيرة عام 1201 هجري على العلماء والطلبة، وتضم كتبه وما ورثه عن والده من الكتب، وقد ضاعت هذه المكتبة لاحقا بفعل الإهمال، على أن كثيرا من الكتب الموقوفة توجد في مكتبة المسجد الأقصى.