ماذا تعرف عن الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية في السودان؟
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
لم يكن سقوط نظام البشير سوى البداية الفعلية لدور الأجيال الجديدة من الشباب السوداني في مساعي إحداث التغيير والانتقال الديمقراطي، رغم التحديات الجسيمة التي لا تزال تواجه البلاد.
التغيير : بروفايل: فتح الرحمن حمودة
منذ اندلاع ثورة ديسمبر، برزت العديد من الأجسام الشبابية المدنية التي واصلت العمل بلا انقطاع لتحقيق رؤى السودان الجديد.
وفي ظل تطورات المشهد السياسي والظروف الاستثنائية التي ما زال يشهدها السودان منذ الإطاحة بنظام البشير في أبريل 2019، وحتى اندلاع حرب “الجنرالات” المستمرة حاليًا، برزت الشبكة كمنصة رائدة تعمل على توحيد جهود الشباب السودانيين والشابات في مراقبة الوضع الأمني والسياسي والإنساني في البلاد.
التأسيس والبداياتتأسست الشبكة كفكرة تحمل طموحًا كبيرًا للجمع بين المنظمات الشبابية ولجان المقاومة ومكونات المجتمع المدني في مختلف مدن وولايات السودان. هدفها الرئيسي هو تحقيق تحول مدني ديمقراطي وشفاف ومستدام.
بدأت الشبكة كمشروع في يناير 2020 بهدف ربط المنظمات الشبابية ولجان المقاومة، وأجرت سلسلة من المقابلات مع الشباب لتحديد أولوياتهم ومخاوفهم وتصوراتهم للتحول المدني الديمقراطي في السودان. أسفرت هذه اللقاءات عن تقرير شامل يعكس القضايا الملحة للشباب، ما مهد الطريق لتأسيسها ككيان رسمي.
رغم التحديات التي فرضها انقلاب أكتوبر 2021، واصلت الشبكة مراحل تأسيسها كقوة محورية لتعزيز الشفافية وحقوق الإنسان والديمقراطية. بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل، أطلقت الشبكة عملية مراقبة ميدانية واسعة للانتهاكات أثناء الحرب، وظلت تغطي كل ولايات السودان بدقة ومهنية.
الرؤية والإدارةتنطلق الشبكة من رؤية تهدف إلى تعزيز مبدأ الحكم الرشيد وترسيخ الديمقراطية الاجتماعية، مع تمكين الشباب ليصبحوا حجر الزاوية في بناء مستقبل قائم على الحرية والسلام والعدالة. كما تسعى إلى معالجة انتهاكات حقوق الإنسان، تعزيز الشفافية، ودعم مبادرات السلام لتحقيق رفاهية الشعب السوداني وخلق مجتمع أكثر شمولاً.
تدار الشبكة بواسطة مكتب تنفيذي يرأسه الأمين العام، ويدعمها مجلس إداري يضم 18 منظمة تمثل أصحاب المصلحة من بين 742 كيانًا شبابيًا تحت مظلتها. تضم الشبكة مكاتب متخصصة تشمل وحدة التقارير والأبحاث، مكتب المناصرة، قسم الإعلام، ووحدة التدريب وبناء القدرات.
فريق المراقبين والنجاحاتتمتلك الشبكة فريقًا من المراقبين الميدانيين المنتشرين في مختلف محليات السودان لرصد الانتهاكات وتوثيق تأثير الحرب على المدنيين، خصوصًا في مناطق الاقتتال الرئيسية. تعتمد تقاريرها على مصادر مباشرة من الميدان، مما عزز مصداقيتها وأصبحت مرجعًا رئيسيًا للعديد من المنظمات المحلية والدولية.
من أبرز نجاحات الشبكة إصدار تقارير دورية توثق تأثيرات الحرب في السودان، ودعوتها لتقديم إحاطة حول السودان في مجلس الأمن بتاريخ 28 أكتوبر الماضي، بدعوة من البعثة السويسرية. تمثل الشبكة الآن مصدرًا موثوقًا في مجال حقوق الإنسان، وتعد تقاريرها مرجعًا للمنظمات الإنسانية والفاعلين الإقليميين والدوليين.
تقاريرها المتنوعة والتحدياتمنذ مايو 2023، تصدر الشبكة تقارير شهرية تسلط الضوء على أوضاع حقوق الإنسان، النزوح، والهجرة، إلى جانب التداعيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للحرب. كما أنتجت وحدة الأبحاث تقارير متخصصة تناولت قضايا مثل مرور عام على الحرب، تأثير تعدد الجيوش في شرق السودان، ومفاوضات السلام المتعثرة، إضافة إلى تقارير عن الأزمة الإنسانية وتنفيذ تعهدات جنيف بشأن فتح المسارات الإنسانية.
رغم المخاطر الأمنية التي تواجه المراسلين ومصادر المعلومات، وتعطل شبكات الاتصالات في بعض المناطق، تواصل الشبكة عملها لنقل تأثيرات الحرب على السودانيين وتضخيم الأصوات الداعية للسلام. بفضل تفاني أعضائها وشراكاتها القوية، تسعى الشبكة إلى مواصلة دورها المحوري في تعزيز السلام والديمقراطية من خلال توحيد جهود الشباب وبناء مجتمع يقوم على الشفافية والحقوق والمشاركة الفعالة.
الوسومالشباب في السودان الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية حقوق الإنسان وقف الحربالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الشباب في السودان حقوق الإنسان وقف الحرب حقوق الإنسان فی السودان
إقرأ أيضاً:
برد قارس وصقيع يستمر 40 يوما.. ماذا تعرف عن أربعينية الشتاء؟
تثير بعض المفاهيم التقليدية والقديمة اهتمامًا خاصًا عند المقارنة مع أساليب العلم الحديث، ومن بين هذه المفاهيم «أربعينية الشتاء»، الذي يُعتبر واحدًا من المصطلحات الفلكية التي كانت تُستخدم لتحديد فترة معينة من الشتاء في تقاليد الشعوب العربية قبل ظهور علم الأرصاد الجوية، وارتبطت هذه الفترة بأبرد أيام السنة في بعض المناطق العربية، ولكن مع تقدم العلم، تغيرت طرق قياس الطقس والظواهر المناخية بشكل جذري.
ما هي أربعينية الشتاء؟يقول الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إنّ «أربعينية الشتاء» هو مصطلح قديم كان يستخدمه الفلكيون قبل ظهور علم الأرصاد الجوية، وكانوا يطلقونه على فترة تمتد من 21 ديسمبر حتى نهاية شهر يناير، هذه الفترة كانت تتميز في الغالب بتسجيل درجات حرارة منخفضة، إذ كان يرافقها برد قارس وهواء جاف شديد البرودة طوال هذا الوقت من العام.
برد قارس يستمر 40 يوماويضيف «القياتي» في تصريح لـ«الوطن»، أن سبب تسمية «أربعينية الشتاء» يعود إلى أن هذه الفترة تستمر حوالي 40 يومًا، وتتميز ببرودة قارسة مقارنة بباقي أيام السنة، ويستخدم هذا المصطلح بشكل خاص في بعض البلدان العربية مثل بلاد الشام، والمغرب، ومصر.
الكتل الهوائية هي المعيار الحديثويوضح عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أنّ في العصر الحديث تعتمد هيئة الأرصاد الجوية على دراسة الكتل الهوائية التي تؤثر على الطقس، وعلى مصدرها وحركتها سواء على سطح الأرض أو في طبقات الجو العليا، بدلاً من استخدام هذه التسميات الفلكية القديمة.