تايمز: رفض الحريديم التجنيد ينذر بإحداث شرخ في الحكومة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
قالت صحيفة تايمز البريطانية إن الضغوط تزداد باطراد على الحكومة الإسرائيلية منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتجنيد اليهود المتشددين دينيا من طائفة الحريديم الذين يمثلون 13% من السكان، وحوالي 18% من اليهود ممن تبلغ أعمارهم 18 عاما.
وكانت المحكمة العليا في إسرائيل قد قضت، في يونيو/حزيران الماضي، بأن اليهود الحريديم لا يمكن إعفاؤهم من الخدمة العسكرية.
وقد شكلت هذه القضية -وفق الصحيفة- تهديدا بإحداث شرخ في الائتلاف الحاكم "الهش" برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يعتمد على حزب يهودت هاتوراه -أي (حزب التوراة الموحد)- الشريك الأصغر في الحكومة الذي يعارض بشدة تمديد التجنيد.
وكان ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، هو أول من أعفى 400 من الحريديم الذين كانوا يتلقون تعليمهم في المدارس الدينية اليهودية، من أداء الخدمة العسكرية. وأشارت الصحيفة إلى أن القرار لم يكن له تأثير عملي يُذكر في ذلك الوقت.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حوار مثير لميركل مع صنداي تايمز: وبّخت نفسي على مصافحة ترامبlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: هل هذا هو السلاح الذي استخدم ضد إيران؟end of listولكن الأمر تغير بعد أكثر من عام على هجوم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) على إسرائيل، حيث بدأت قضية إعفائهم تثير مشاكل بينما جيشها في حاجة ماسة إلى جنود للقتال على جبهتين ضد حركة حماس وحزب الله اللبناني، حسب ما ورد في التقرير.
وقد وافق وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس، هذا الشهر، على تجنيد 7 آلاف من الحريديم المتشددين. وردا على ذلك، اتهمت شخصيات حريدية بارزة حزب الليكود بزعامة نتنياهو، بـ"إعلان الحرب" على مجتمعهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر، الأسبوع الماضي، 1125 مذكرة اعتقال بحق مجندين من الحريديم الذين لم يستجيبوا لأوامر التجنيد الإلزامي.
حمامي: لا يعرف المعضلة التي نحن فيها إلا من ولد متدينا، إذا لم تكن متدينا ولا تلتزم بشرائع التقاليد اليهودية فلن تفهمنا أبدا
وفي خضم التوترات المتزايدة، نقلت الصحيفة عن العديد من الحريديم في بني بريك -وهي بلدة أرثوذكسية متشددة تقع شرق تل أبيب- القول إنهم يشعرون بأنه أُسيئ فهمهم من قبل بقية الإسرائيليين، الذين يصفونهم بالمتهربين من التجنيد تجنبا لأهوال الحرب بدلا من أن يعتبروهم منقطعين "بصدق" لدراسة التوراة.
وقال موشيه حمامي، (38 عاما) وهو تاجر ملابس رجالية من الحريديم، للتايمز إنه يتفهم كلا الجانبين "أولئك الذين يعتقدون أنه يجب أن نذهب إلى الجيش وأولئك الذين يريدون دراسة التوراة".
وأضاف "لا يعرف المعضلة التي نحن فيها إلا من ولد متدينا. إذا لم تكن متدينا ولا تلتزم بشرائع التقاليد اليهودية، فلن تفهمنا أبدا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات من الحریدیم
إقرأ أيضاً:
غزة بلا دواء.. صمت المستودعات ينذر بموت آلاف المرضى
بدت مستودعات الأدوية بوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة شبه خالية، في مشهد يعكس عمق الكارثة الصحية نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر منذ نحو شهرين.
عند مدخل أحد المستودعات يقف عامل التوزيع فارغ اليدين، لا صناديق تصل، ولا سيارات إمداد تُفرغ حمولتها، فيما داخله الرفوف شبه خالية، وأدراج الأدوية موصدة على الفراغ.
هذا المشهد يُظهر عمق الأزمة الصحية التي يمر فيها قطاع غزة، جراء إغلاق إسرائيل للمعابر منذ 2 مارس/آذار أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وحذّرت وزارة الصحة من أن استمرار هذا الوضع ينذر بانهيار كامل للمنظومة الصحية، ويعرض حياة آلاف المرضى، خصوصاً المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، لخطر الموت المحقق، في ظل عجز القطاع الصحي عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية المطلوبة.
** عجز كبير بالأدوية
الطبيب علاء حِلِّسْ، مدير عام الرعاية الصيدلانية بالوزارة، يقول للأناضول إن "أكثر من 37 بالمئة من قائمة الأدوية الأساسية غير متوفرة في مخازن وزارة الصحة، إلى جانب نقص يتجاوز 59 بالمئة في قائمة المستهلكات الطبية اللازمة لكل الخدمات الصحية".
ويضيف أن "هذا العجز يؤثر بشكل مباشر على كافة التخصصات والخدمات الطبية، من بينها علاج السرطان وأمراض الدم"، مبينا أن أكثر من 54 بالمئة من الأدوية المخصصة لهذه الأمراض غير متوفرة.
ويشير إلى "أن أكثر من 24 بالمئة من الأدوية اللازمة لمرضى غسيل الكلى غير متوفرة، فيما يشهد القطاع عجزا بنسبة 23 بالمئة من قائمة المواد اللازمة للعمليات الجراحية والعناية الفائقة".
ويؤكد الطبيب الفلسطيني أن الرعاية الأولية في المشافي والمراكز الصحية التي تعمل في قطاع غزة تفتقر إلى نحو 40 بالمئة من الأدوية اللازمة لها.
ويأتي التدهور الصحي والإنساني في قطاع غزة بالتزامن مع تصعيد إسرائيلي متواصل على مختلف مناطق قطاع غزة، متسبباً بعشرات القتلى والجرحى يوميا.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ويقول الطبيب حِلِّسْ إن وزارته "تقدم تقارير مفصلة حول الواقع الدوائي في القطاع إلى كافة الجهات الدولية العاملة في غزة، ومنها منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسات أخرى في محاولة للحد من العجز".
كما أن الوزارة "ناشدت المؤسسات المعنية مراراً لتوفير الأصناف الدوائية أو تقليص الفجوة"، وفق حلس الذي يؤكد أن استمرار إغلاق المعابر سيزيد من تدهور الوضع الدوائي ويضاعف معاناة المرضى.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
وفي حديثه للأناضول، يحذّر حِلِّسْ من أنه في حال استمرار الوضع على حاله فإن المعاناة ستكون أكبر "وسيواجه كثير من المرضى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فقدان الحياة، وسط ألم المرض وقلق الأسر التي لا تملك وسيلة لإنقاذ أحبّائها".
** بدائل
وحول ما إذا كانت هناك وسائل أخرى لدى الوزارة لتقليل خطر، يشير الطبيب الفلسطيني إلى أنهم يعملون على بدائل علاجية في محاولة للتعامل مع الأزمة.
ويستدرك بالقول إن "هذا الحل لا يسير مع كل الحالات"، مضيفًا أن "تغيير العلاج المخصص للمريض قد يعرّض حياته للخطر ويؤثر على جودة الخدمة الصحية بشكل مباشر".
والأربعاء، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، من خطر وقوع وفيات جماعية في أي لحظة، "بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية وانتشار الأمراض".
وقال المكتب إنه يحذر "من دخول الوضع الإنساني في القطاع مرحلة الانهيار الإنساني الكامل، بفعل سياسة الحصار والتجويع الممنهجة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكانه منذ أكثر من ستة أشهر".
وأكد أن القطاع "يعيش كارثة إنسانية حقيقية ومجاعة واضحة المعالم، يُهدد فيها الجوع حياة السكان المدنيين بشكل مباشر، وفي مقدمتهم أكثر من مليون و100 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، نظرا لغياب الغذاء وشُح المياه وتدهور المنظومة الصحية بشكل شبه كامل وحرمان الناس من الحدّ الأدنى من مقومات الحياة.
وفي 9 أبريل/نيسان الجاري حذرت وكالة الأونروا من اقتراب قطاع غزة من مرحلة "الجوع الشديد للغاية" جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل ومشارفة ما يتبقى من الإمدادات الأساسية على النفاد.
وقالت مديرة الإعلام والتواصل لدى الأونروا جولييت توما، إن الرضع والأطفال في قطاع غزة "ينامون جائعين" في ظل اقتراب الإمدادات الأساسية المتوفرة في القطاع من النفاد بشكل كامل.
هذه المرحلة الجديدة من المجاعة، تأتي في وقت لم يتعافَ فيه أصلا فلسطينيو القطاع من موجة سابقة حيث عمدت إسرائيل خلال عام ونصف من الإبادة إلى تقتير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، ما حرم مئات الآلاف من العائلات الفقيرة الحصول على حصصها الغذائية المجانية.
وبحسب بيانات البنك الدولي فإن الإبادة التي ترتكبها إسرائيل حولت جميع فلسطينيي غزة إلى فقراء، ما يعني أنهم عاجزون عن توفير أدنى مقومات الحياة لعائلاتهم من أغذية ومياه.