المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة غزة الإنسانية
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
غزة – امتنعت المحكمة العليا الإسرائيلية عن إصدار قرار في التماس قدمته منظمات حقوقية منذ ثمانية أشهر حول الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، بزعم انتظار اتضاح الحقائق حول الظروف الميدانية.
واعترفت السلطات الإسرائيلية في جلسة عقدتها المحكمة العليا للنظر في الالتماس اليوم الأحد، بأنها منعت إدخال مساعدات إنسانية إلى شمال قطاع غزة في أكتوبر الماضي، فيما ادعت وحدة “منسق أعمال الحكومة في المناطق (المحتلة)” أنه دخل إلى القطاع منذ بداية الحرب 1.
وأكدت المنظمات الحقوقية: “مركز الحفاظ على الحق بالتنقل “مسلك”” و”مركز الدفاع عن الفرد” و”أطباء من أجل حقوق الإنسان” و”جمعية حقوق المواطن” و”مركز “عدالة””، على أنه يتعين على إسرائيل ضمان الحماية بالحد الأدنى للسكان من كارثة إنسانية ومن القتال، وحذرت من تجاوز عتبة الجوع في شمال القطاع الذي لم يتبق فيه سوى حوالي 75 ألفا من سكانه.
وحذرت الأمم المتحدة من أن وضع الأمن الغذائي في القطاع يتدهور يوميا، وأفادت بأن أكثر من مليون إنسان، في وسط وجنوب القطاع، لم يتلقوا مواد غذائية، منذ يوليو الماضي.
واقتبست المذكرة التي قدمتها هذه المنظمات إلى المحكمة في نهاية الأسبوع الماضي تقارير تؤكد أن القيود الإسرائيلية تعرقل عمل منظمات الإغاثة وأن عواقب ذلك خطرة على السكان الذين يكتظون حاليا في خُمس مساحة القطاع.
وذكر تقرير للأمم المتحدة أنه لا توجد مطابخ ومخابز في شمال القطاع، وأن 138 مطبخا كانت تنتج 330 ألف وجبة طعام يوميا مهددة بالإغلاق بسبب النقص في المساعدات الإنسانية، كما أن الغاز المخصص للطهي لم يدخل إلى القطاع منذ بداية الحرب، وأن الأخشاب التي تستخدم لإشعال النار والتدفئة توشك على الانتهاء.
ونتيجة لذلك، يضطر السكان إلى إحراق النفايات من أجل الطهي أو البحث عن أخشاب في مناطق خطرة. ومنذ بداية الشهر الماضي، وافقت إسرائيل على دخول وفدي إغاثة إنسانية إلى شمال القطاع، وفرضت عليهما قيودا.
ويضطر السكان البالغون إلى التقليل من استهلاك المواد الغذائية من أجل إبقاء طعام لأطفالهم، فيما ارتفع سعر كيس الطحين بزنة 25 كيلوغراما إلى عشرة أضعافه فوصل إلى 400 شيكل (حوالي 110 دولارات أمريكية).
وتشير معطيات الأمم المتحدة التي ذكرت في الالتماس، إلى أن 90% من الأطفال في القطاع أصيبوا بأمراض معدية، وأن 11 ألف طفل يعانون من التلوث في قنوات التنفس واليرقان والإسهال الدموي، وأن ربع النساء تعانين من مشاكل طبية، وليس متاحا لحوالي 155 ألفا منهن الوصول إلى العلاج قبل الولادة أو بعدها.
وصادقت إسرائيل الأسبوع الماضي، على دخول 5 من أصل 10 بعثات إغاثة إلى مستشفى “كمال عدوان” في شمال القطاع، لكن لم يُسمح لها بإفراغ مواد الإغاثة أو إدخالها للمستشفى.
كما رفضت إسرائيل المصادقة على طلبات لإدخال وقود لتشغيل منشآت تحلية المياه في ظل عدم قدرة الغالبية العظمى من سكان شمال القطاع على الوصول إلى مياه نظيفة.
واتهمت منسقة الإغاثة في الأمم المتحدة جويس مسويا، إسرائيل قبل أسبوعين بارتكاب فظائع في قطاع غزة، وبضمن ذلك تدمير 70% من مساكن القطاع، وعدم تزويد بضائع وخدمات بينها الكهرباء التي قطعت كليا، وشددت على أن عائلات كثيرة في شمال القطاع عالقة تحت الأنقاض، وأن النقص في الوقود يمنع طواقم الإنقاذ من الوصول إليها.
وتطالب المنظمات الحقوقية في التماسها بإلزام إسرائيل باستنفاد كافة الطرق من أجل الاستجابة لمطالب منظمات الإغاثة وضمان وصول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
وقالت المنظمات إنها تواجه صعوبة في فهم سبب استمرار مماطلة المحكمة العليا والادعاء بأنها بانتظار اتضاح الصورة، الأمر الذي يفاقم يوميا الكارثة المروعة في قطاع غزة.
المصدر: وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المحکمة العلیا فی شمال القطاع قطاع غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
«أوتشا» لـ«الاتحاد»: حظر «الأونروا» سيؤدي إلى كارثة إنسانية
أحمد عاطف (غزة، القاهرة)
شدد القائم بأعمال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في فلسطين، جوناثان ويتال، على أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» تلعب دوراً مهماً وأساسياً في توفير المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، حيث قدمت أكثر من 60% من إمدادات الغذاء في القطاع، وتدعم أكثر من 1.05 مليون شخص، معرباً عن قلقه البالغ إزاء حظر المنظمة.
وحذر ويتال في تصريح خاص لـ«الاتحاد» من أن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية ستؤثر على الجهود الإغاثية، مؤكداً ضرورة العمل على منع انهيار «الأونروا» بكل السبل؛ لأنها ليست قابلة للاستبدال، واستمرار عملها ضروري لإنقاذ الأرواح.
وفيما يخص ملف المفقودين ولمّ شمل العائلات، أشار القائم بأعمال «أوتشا» في فلسطين، إلى أن النزوح القسري تسبب في فصل العديد من الأطفال عن عائلاتهم خاصة أثناء الانتقال من شمال غزة إلى جنوبها، حيث يتم بذل جهود كبيرة للمّ الشمل، وتم نقل بعض الأطفال من الشمال للقاء ذويهم.
وكشف ويتال عن أن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص لا يزالون تحت أنقاض المنازل المدمرة منذ أشهر، ولم تتمكن فرق الدفاع المدني من انتشالهم بسبب نقص المعدات والوقود، حيث تنتظر العائلات بفارغ الصبر استعادة جثامين أبنائها.
وحذر جوناثان ويتال من خطورة الذخائر غير المنفجرة على النازحين العائدين إلى منازلهم المدمرة والتي تمثل مصدر قلق كبير في القطاع.
وقال: «رأيت في غزة ذخائر غير منفجرة أكثر مما رأيته في جميع النزاعات الـ 15 التي عملت بها مجتمعة، وهناك كميات هائلة من الذخائر المدفونة تحت الأنقاض وفي الشوارع، ما يشكل خطراً قاتلاً على العائدين إلى منازلهم».
وأوضح أنه «رغم الدمار الكامل يعود النازحون إلى منازلهم بحثاً عما تبقى من مقتنيات شخصية، مثل ألبومات الصور أو الملابس، غير مدركين أنهم يواجهون خطر الموت بسبب الذخائر غير المنفجرة، وتشمل الجهود حالياً توعية السكان بمخاطرها، وتحديد مواقعها ووضع علامات تحذيرية حولها، وحماية الفرق الإنسانية العاملة في القطاع».
وشدد ويتال على أن «التوعية وحدها لا تكفي بل يتطلب الأمر معدات خاصة لإزالة هذه الذخائر، والوضع لا يزال يواجه عقبات بسبب صعوبات إدخال المعدات اللازمة».