كيف يقع الإنسان في ظلم نفسه؟ علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
ما هو أشد أنواع الظلم ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، مؤكدا أن الله نهانا عن الظلم، وأن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، ومجاوزة الحد والميل عن العدل.
ما هو أشد أنواع الظلم ؟وأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: الظلم في الشرع : عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل، فالتصرف في ملك الغير ظلم، ومطالبة الإنسان بأكثر مما عليه من واجبات ظلم، وإنقاص حق الإنسان ظلم، والاعتداء على أمن الناس بالضرب أو التخويف أو اللعن ظلم، والاعتداء على أموال الناس بالسرقة والغصب ظلم.
وبين أن أعظم ظلم في حق الإنسان هو القتل، قال تعالى : ﴿وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّى القَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾ [الإسراء :33]، وأعظم ظلم على الإطلاق الشرك بالله، لأنه أكبر مغالطة في وضع الشيء في غير موضعه، قال تعالى : ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان :13]، ومن الظلم منع المؤمنين من عبادة الله في المساجد وتخريبها، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة :114].
ويحذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الظلم فيقول : «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» [رواه البخاري ومسلم].
وأضاف علي جمعة أن المسلم قد يقع في الظلم في حقه نفسه، وذلك إذا فعل المعاصي والذنوب فيعرضها لعذاب الله، وقد يقع في الظلم في حق والديه، أو أقاربه، أو أصدقائه، أو جيرانه، أو حتى أعدائه وذلك بأن يمنع أحدهم حقًا من حقوقه، أو يحمله فوق طاقته.
وشدد على أن العدل قيمة عظيمة، وخلق يأمر به المسلم على كل حال، والظلم صفة خبيثة تؤدي بصاحبها إلى العذاب، والفارس النبيل ينبغي أن يتحلى بالعدل دائما، وخاصة في الغضب، رزقنا الله العدل في كل حال.
وعن قال قتادة –رحمه الله- في قوله {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} : إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواه ، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً ولكن الله يعظم من أمره ما شاء ، وقال : إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً ، واصطفى من الكلام ذكره ، واصطفى من الأرض المساجد ، واصطفى من الشهور رمضان ، واصطفى من الأيام يوم الجمعة ، واصطفى من الليالي ليلة القدر ، فعظموا ما عظم الله فإنما تعظم الأمور لما عظمها الله تعالى به عند أهل الفهم والعقل.[الدر المنثور-السيوطي]
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الظلم هيئة كبار العلماء الظلم فی علی جمعة
إقرأ أيضاً:
صليت في اتجاه غلط وعرفت القبلة الصح هل صلاتي محسوبة؟.. علي جمعة يرد
وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه (لو أنا عايشة في بيت بقالي كتير وفجأة حد قالي إن القبلة غلط فهل صلاتي اللي قبل كده محسوبة ولا لا؟
وقال علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامج "نور الدين والدنيا"، إن صلاة السائلة في القبلة الخطأ محسوبة ونبدأ بعد ذلك في تصحيح اتجاه القبلة بمجرد معرفة الاتجاه الصحيح لها.
وتابع: اللي فات كله في الصلاة صح، لأن الاجتهاد في القبلة مرتبط بزمان الصلاة، فمثلا، لو اجتهد المصلي في اتجاه القبلة وصلى الظهر ثم قبل العصر تفاجأ أن القبلة خطأ فعليه أن يعيد صلاة الظهر، أما لو أذن العصر فلا يصلي وعليه أن يصحح اتجاه القبلة في الصلوات القادمة.
وأشار إلى أن كثير من الناس يظنون أن القبلة غلط، وهذا غير صحيح، منوها أن المصلي مثلا يصلي باتجاه الكعبة ويكون أنفه في اتجاهها، وهناك ما يعرف بقوس الوجه يكون قبل الأذن اليمنى إلى قبل الأذن اليسرى، ولو خرج من هذه المنطقة شعاع ووصل إلى الكعبة فهو يصلي في الاتجاه الصحيح، ويكون متجها للقبلة.
وأوضح أن القوس يساوي 45 درجة، ولو حصل انحراف في اتجاه القبلة للمصلي أو في المساحد، ويكون هذا الانحراف بأقل من نصف القوس أي أقل من 22 درجة، فيكون المصلين مستقبلين الكعبة.
واستشهد بقوله تعالى ([113] قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) فالله تعالى يقول شطر ولم يقل عين المسجد الحرام، ولو قال عين المسجد لكان واجبا أن نتجه إلى الكعبة بالدقة المتناهية.