(عدن الغد)علي صالح الخلاقي:
قيل: الناس معادنٌ، كمعادن الذهب والفضة. ولا تعرف معادن الناس إلا حينما تختبرها بالمعايشة عن قرب.
ومن أصحاب المعدن النفيس نقابل الكثير في حياتنا، هنا وهناك ممن لا تخطئهم العين ولا يغادرون ذاكرتنا، ومن هؤلاء الذين تشرفت بمعرفتهم في المهجر الأمريكي، الشاب النبيل والخلوق ناجي قرواش.
لفت انتباهي منذ الوهلة لوصولي إلى شيكاغو أثناء زيارتي الأولى لها العام الماضي بنبل أخلاقه، وصفاء سريرته، وعلاقاته الطيبة مع جميع من حوله، لا يحمل الحقد لأحد، فضلاً عن تواضعه الذي يزيده منزلة في قلب كل من عرفه، وقد قيل: تاج المروءة التَّواضع..ولا يتواضع إلا كلُّ رفيع. ويقول نبينا الكريم [من تَوَاضَعَ للَّه رَفَعه].
وحينما عرفت أنه نجل صديقي الشخصية الاجتماعية المحبوبة عطاف قرواش، لم استغرب منه ذلك..فهذا الشبل من ذاك الأسد..فقد عرفت والده منذ السبعينات حينما كنت طالباً في الإعدادية وكان حينها من الشخصيات الاجتماعية المعروفة في يافع وله بصماته الطيبة التي يذكرها له الجميع في المبادرات المجتمعية وفي العمل التعاوني والاهتمام بالزراعة وحفر الآبار في وادي حطيب، رغم أنه لم يكن موظفاً، بل مبادراً، ومثله مثل كثيرين عمل طوعيا بنكران ذات وبدون مقابل، وغادر الوطن منتصف الثمانينات إلى المهجر الأمريكي حيث يعيش ويقيم حالياً مع أسرته وأولاده في شيكاغو، دون أن ينقطعوا عن زيارة مسقط الرأس أو الانفصال عن هموم الوطن.
ناجي شاب متحرك ونشيط وله حضوره الملموس في مجتمع جاليتنا.. تجسد هذا أمام ناظري في اللقاءات العامة والخاصة التي جمعتنا، وتحركة مع عدد من شبابنا كخلية نحل لانجاح أي نشاط أو فعالية.
ورغم عمله وإقامته مع أسرته وأهله هنا في شيكاغو، إلا أنه نموذج لمن يحملون الوطن في ثنايا صدره وفي عقله وفكره، يتابع كل ما يعتمل فيه، وتجده في مقدمة صفوف الفعاليات الناجحة والأعمال الخيرية مبادراً وناشطاً، وساعياً للفعل المثمر ومساعدة المحتاجين، وهو من العناصر الحريصة على وحدة أبناء الجالية الجنوبية وتآلفهم وتوادّهم، ولما يحظى به من تقدير بين صفوفهم فقد تم اختياره رئيساً للجنة الانتخابات التي أبلت بلاءً حسناً في إدارة وتنظيم العملية الانتخابية بنجاح منقطع النظير، وقدمت من خلالها جاليتنا في شيكاغو نموذجاً رائعاً لإرساء العمل المؤسسي، حيث تم انتخاب رئيس للجالية ونائبيه ومجلس الأمناء (البورد) والاستفتاء على النظام الداخلي للجالية بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع، والممارسة الواعية للحق الانتخابي والقبول بالنتائج النهائية برحابة صدر وبترحاب كبير، وهو ما يضاف إلى رصيد هذه الجالية المتميزة التي تعد نموذجاً يحتذى به سواء في الانتخابات أو في النشاط الفاعل الذي تقوم به بين أبناء الجالية في المناسبات والفعاليات المختلفة وارتباطها بقضايا الوطن وأعمال الخير.
ناجي.. الذي لم تُتَح له الفرصة لاكمال تعليمه بعد الثانوية، من مشجعي التعليم ولذلك يحرص على تعليم أولاده، وقد تخرج نجله البكر عبدالله في العام الماضي من الجامعة فحقق حلم والده وجده وأسرته الذين كانوا أكثر فرحاً بتخرجه واكتملت فرحتهم في الشهر الماضي بزواجه الميمون الذين كان لنا شرف مشاركتهم أفراحه البهيجة.
تحية لناجي قرواش..وشاباش له ولأمثاله من شبابنا ورجالنا الذين يصح فيهم قول الحميد ابن منصور:
يا ذِيْ تقُول الذَّهَبْ مَالْ
مَا مَالْ إلا الرِّجَالْ
هم ذي يجيبون لموال
ويكسبوا كل غالي
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: فی شیکاغو
إقرأ أيضاً:
لم يهدد بالرحيل.. أحمد ناجي يكشف كواليس ما حدث بين الشناوي وجمهور الأهلي
قال أحمد ناجي المشرف على مدربى حراس المرمى والحراس بقطاع الناشئين بالنادي الأهلي، إنه تحدث صباح اليوم مع محمد الشناوي حارس مرمى القلعة الحمراء، على ما حدث عقب مباراة الأهلي وباتشوكا في كأس التحدي.
وتابع ناجي خلال مداخلة هاتفية لبرنامج ستاد المحور:"تحدثت مع محمد الشناوي صباح اليوم وقالي إنه لم يكن يقصد إنه سيرحل عن الأهلي بالعكس قال إنه كان يقول للاعبين أن يغادروا المعلب ويتجهوا إلى غرفة الملابس وعدم الاصطدام بالجماهير".
واختتم:" محمد الشناوي أكد لي إن النادي الأهلي بيته وعمره ما هيفكر للحظة إنه يرحل عن النادي وإن الشناوي أحد أبنائي وأعلم إنه حارس مرمى كبير وعلى خلق وبالتأكيد لم يقصد ما تم تداوله وإن شاء الله سيكون له دور هام وكبير مع الفريق خلال الفترة المقبلة".