أعلنت جمهورية مصر العربية أنها أكثر البلدان تضررا بالتصعيد الحالي في البحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين على سفن الشحن.

 

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، -الأحد، في مؤتمر صحفي بالكويت- "إن مزيداً من العسكرة في البحر الأحمر يضر ضررا بالغا بالتجارة العالمية والاقتصاد المصري، خاصة أن هناك تراجعا كبيرا في عائدات قناة السويس نتيجة التصعيد "غير المقبول" في البحر الأحمر.

 

ومطلع نوفمبر الجاري، أعلن الوزير عبدالعاطي خلال لقائه بسكرتير عام المنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينجيز، تكبّد اقتصاد بلاده نحو 6 مليار دولار، جراء تداعيات الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على سفن الشحن في البحر الأحمر وباب المندب، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية.

 

وأواخر أكتوبر الماضي استبعدت شركة ميرسك للشحن البحري عودة الإبحار في قناة السويس حتى العام 2025، في ظل التهديدات المرتبطة بالهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على السفن في البحر الأحمر.

 

وتشن جماعة الحوثي، منذ أكثر من عام، هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن شحن أثناء إبحارها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن قبالة سواحل اليمن، وتقول إنها نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر 2023م.

 

وأثرت تلك الهجمات سلبا على حركة الشحن والتجارة وسلاسل الإمداد العالمية حيث لجأت العديد من الشركات إلى طرقات أطول لغرض السلامة، كما أضرت باقتصادات الدولة المشاطئة للبحر الأحمر وخاصة "مصر".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مصر قناة السويس الحوثي البحر فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

لماذا سارع ترامب لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟

قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الماضي إدراج جماعة أنصار الله (الحوثيين) على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية"، وقال إنه سيوجه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لإنهاء علاقتها مع الكيانات التي قدمت مدفوعات للجماعة.

وذكر البيت الأبيض -في بيان- حيثيات هذا القرار، مرجعا ذلك إلى أن أنشطة الحوثيين "تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، كما تهدد أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة العالمية".

ويأتي هذا القرار بعد يومين فقط من تولي ترامب مهامه الرئاسية في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، لتبدأ معه فترته الرئاسية الثانية.

ولا يعد تصنيف جماعة الحوثي "إرهابية" جديدا في السياسة الأميركية، فقد سبق أن وضعها ترامب نفسه على قائمة الجماعات الإرهابية في أواخر فترته الرئاسية الأولى عام 2020، ثم ألغى خلفه جو بايدن هذا التصنيف لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

منظومات صاروخية تستخدمها جماعة الحوثيين في عملياتها (مواقع التواصل) أسباب التصنيف

ويوضح أستاذ الدراسات الإستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون ديفيد دي روش أنه في الفترة الأولى من رئاسة ترامب كان الحوثيون قضية إقليمية، لكنهم تحولوا الآن إلى قضية عالمية.

إعلان

وأضاف دي روش -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن قرار التصنيف كان لا مفر منه، نتيجة "العمليات التي قامت بها جماعة الحوثي ضد الممرات البحرية الدولية، وبغض النظر عن تاريخ ترامب والحوثيين، فهذا التصنيف جاء نتيجة تصرفات الجماعة ضد الشحن البحري، والجديد أنه جاء بسرعة أكبر" فقط.

وفي ما يتعلق بالعلاقة بين هجمات الحوثيين على إسرائيل والحرب على قطاع غزة، قال دي روش -وهو قائد عسكري سابق- "أنا متأكد من أن إسرائيل ترحب بإعادة إدراج الحوثيين في القائمة الإرهابية، لكنني لا أعتقد أن هذا كان المحرك الرئيسي للإدراج، فالهجمات على السفن المدنية شيء عارضته الولايات المتحدة دائما وهذا ما يقود الأمور الآن".

الموقف الأميركي من الحوثيين لا يبتعد كثيرا عن النظرة العامة لسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، إذ يرى أستاذ الدراسات الإستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني أن "إدارة ترامب ترجح أنه إذا لم تُجبر إيران على وقف الدعم العسكري المقدم للحوثيين فإن المشكلة لن تحل".

العلاقة مع إيران

وهذا ما يؤيده خبير الشؤون الإيرانية والخليجية بمركز الشرق الأدنى بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون جودت بهجت، إذ يؤكد أن قرار ترامب تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية "يعد لفتة رمزية أكثر من كونه تغييرا في السياسة" الأميركية.

ويدلل على ذلك بأن الحوثيين يخضعون بالفعل إلى قصف عنيف من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، كما يخضعون لعقوبات اقتصادية، لكن "هذه الهجمات العسكرية والضغوط الاقتصادية والسياسية ستزداد حدة في ظل إدارة ترامب".

وأضاف بهجت -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن "هناك علامات متزايدة لدى كل من إيران وإدارة ترامب على أنهما يرغبان في التفاوض على اتفاق نووي جديد، وإذا نجحت هذه المفاوضات فمن المرجح أن يتم إدراج القضايا الإقليمية في المفاوضات".

إعلان

وعن مستقبل جماعة الحوثي وموقف الإدارة الأميركية الجديدة منها، قال الخبير في الشؤون الإيرانية والخليجية إن هذا مرتبط بجملة من العوامل، وأهمها:

أولا- موقف الحوثيين من مهاجمة السفن بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة يشير إلى أن تهديدهم للملاحة الدولية لم يعد ملحا بعد الآن. ثانيا- العلاقات الأميركية السعودية الأكثر دفئا في ظل إدارة ترامب ستجعل نهج واشنطن تجاه الحوثيين أكثر عدوانية. ثالثا- تقييم إيران لإستراتيجيتها العسكرية بعد تدهور القدرات العسكرية لحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وبناء على هذه العوامل يرجح بهجت أن "يكون للمفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن تأثير ضئيل على الحوثيين، الذين يتمتعون ببعض الاستقلالية عن طهران، خاصة أن الجماعة طوروا بعض القدرات العسكرية المحلية".

الموقف الحوثي

موقف جماعة الحوثي من التصنيف الأميركي كان واضحا على لسان أكثر من مسؤول، فقد قال عضو المكتب السياسي للجماعة ضيف الله الشامي إن القرار الأميركي "ليس جديدا ولا يمكن أن يقدم أو يؤخر"، مبينا أن "هذا التصنيف أميركي بامتياز لأننا في عداوة أساسًا مع الولايات المتحدة، وشعارنا معروف منذ الوهلة الأولى (الموت لأمريكا)، ولذلك أي تصنيف أميركي لن يكون له أي تأثير علينا مطلقًا".

وأضاف الشامي -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن "هذا الاستهداف بأكمله ليس استهدافا لجماعة أو لكيان، إنما هو استهداف لشعب كامل". مؤكدا أنه "إذا كان هناك من سيتأثر فإن الشعب اليمني يحمل هذه الروح ويعد نفسه لأن يواجه كل الاحتمالات"، "ونحن جاهزون ومستعدون ونعد العدة ونجهز أنفسنا لمواجهة أي تحديات".

وأشار عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي إلى فشل تحالف "حارس الازدهار" الذي قادته الولايات المتحدة ضد الجماعة، قائلا إن "استمرار القصف الأميركي جاء بعد أن فشل فشلا ذريعا في الفترات السابقة في محاولة إسناده للكيان الصهيوني واستخدم كل وسائل العدوان على بلدنا، وحاول أن يحشد ما يسمى تحالف حارس الازدهار وفشل في ذلك".

إعلان

و"تحالف الازدهار" تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تأسس في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، بمبادرة أطلقتها الولايات المتحدة، بهدف التصدي للهجمات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية من إسرائيل وإليها عبر البحر الأحمر.

الحرب في غزة

وكان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 باعثا لشن الحوثيين نحو 300 عملية ضد أهداف في إسرائيل أو تابعة لها وللولايات المتحدة في البحر الأحمر.

وبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن "المعركة وصلت إلى خواتيمها بإعلان وقف إطلاق النار في غزة"، مضيفا أن مشاركتهم كانت "فاعلة ومؤثرة من أول الطوفان حتى الإعلان" عن وقف إطلاق النار.

وأضاف عبد السلام -في بيان- إن مشاركتهم في المعركة "لم تكن عن فائض قوة أو استعراض لها بل من واقع صعب" حسب تعبيره، مؤكدا أن "القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية الأولى التي يتوجب أن تنهض الأمة بالمسؤولية تجاهها".

وعبر عن هذا الموقف أيضا الشامي في حديثه للجزيرة نت، قائلا إن "العمليات في البحر مرتبطة بوقف العدوان على غزة وفك الحصار عنها، وكان هذا مبدأ معلنًا عنه، ولا زلنا نراقب ونتابع مجريات الأحداث ومدى تنفيذ بنود الاتفاق المتفق عليه مع الإخوة في حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين لتحقيق وقف إطلاق النار وتنفيذ مراحله بشكل كامل".

أهداف الهجمات الإسرائيلية على اليمن (الجزيرة) تأثير الهجمات الأميركية

وطوال أكثر من عام، شن تحالف "حارس الازدهار" نحو 1000 غارة على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، في محاولة لإجبار الجماعة على إيقاف عملياتها في البحر الأحمر وضد إسرائيل.

ويرى الصحفي المتخصص في الشأن العسكري والحوثيين عدنان الجبرني أن الضربات الأميركية لم تنجح في إضعاف قدرات الحوثيين الهجومية، لأن "الأميركيين لم يفهموا حتى الآن الطريقة التي تعمل بها جماعة الحوثيين".

إعلان

وأضاف الجبرني -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن ترامب سيرفع الكُلفة على الحوثيين، ويقرر ضرب أهداف أكثر أهمية أو قيادات بالجماعة، مشيرا إلى أن الحوثيين في المقابل يدركون ذلك ويستعدون بتغيير تكتيكاتهم وبروتوكولاتهم الأمنية فيما يخص حماية القيادات الرئيسية.

وخلال الفترة الماضية، شنت إسرائيل عدة هجمات على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باليمن، لكنها كانت تستهدف في الأغلب البنية التحتية المدنية مثل موانئ الحديدة وخزانات النفط، وكذلك مطار صنعاء الدولي ومحطات توليد الكهرباء.

وذكر مصدر يمني مطلع للجزيرة نت أن الرؤية الأميركية تجاه الحوثيين تغيّرت منذ انخراطهم في هجمات البحر الأحمر، وأن رغبة واشنطن في توجيه ضربة للجماعة تزايدت، لكنها تدرك أن مشاركة الفاعلين الإقليميين والمحليين مهمة.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء ناصر الطويل أن التعقيدات اليمنية الداخلية والتدخل العسكري للتحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في السابق، وكذلك وبشكل أكبر هجمات البحر الأحمر والضربات المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل أسهمت في جعل الحرب في اليمن حربا مركّبة وذات مسارات متعددة، وفي كثير من الأحيان متداخلة.

وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن "الاستعدادات العسكرية لدى الأطراف اليمنية المنخرطة في الصراع، وتداعيات الهجمات في البحر الأحمر، ورغبة إسرائيل في رد اعتبارها تجاه الحوثيين ونفس الأمر بالنسبة للقيادة المركزية الأميركية والرغبة العميقة لدى دول التحالف العربي في كسر الحوثيين عسكريا؛ تشير هذه العوامل كلها إلى أن اليمن مقبل على جولة جديدة من الحرب، وأنها تلوح في الأفق".

مقالات مشابهة

  • لماذا تتردد شركات الشحن بالعودة إلى البحر الأحمر رغم وقف الحوثيين عملياتهم؟
  • في ظل تصعيد الحوثيين.. وزير الدفاع المصري يطّلع على جاهزية قوات قاعدة "البحر الأحمر" البحرية
  • تحليل إسرائيلي: هجمات الحوثيين على تل أبيب تكتيك لضمان البقاء في مشهد جيوسياسي متغير (ترجمة خاصة)
  • لماذا سارع ترامب لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟
  • شركة شحن فرنسية: مستمرون في تجنب البحر الأحمر 
  • شركة شحن عالمية: مستمرون في تجنب البحر الأحمر
  • روبيو يبحث مع رئيس وزراء اليمن التعاون لوقف هجمات الحوثيين
  • أدنوك الإماراتية تستبعد العودة السريعة إلى البحر الأحمر
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع رئيس الوزراء اليمني التعاون ضد هجمات الحوثيين
  • هل يعود الشحن العالمي إلى طبيعته بعد توقف هجمات الحوثيين؟