يواصل مكتب أبوظبي للاستثمار تعزيز برنامج الشراكة بين القطاعين العام والخاص في أبوظبي، ونجح هذا البرنامج في تمكين القطاع العام في أبوظبي من عقد صفقات بقيمة 2.4 مليار درهم في الفترة من 2020 إلى 2024، ما يرسِّخ مكانة الإمارة وجهةً استثماريةً رائدةً.

وتُعَدُّ مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص من العوامل الرئيسية الداعمة لتحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز النمو المستدام، وتمثِّل آلية فعّالة لتحقيق الأهداف الاقتصادية، بفضل دورها في توظيف المزايا التي يتمتَّع بها القطاعان العام والخاص لتطوير مشاريع نوعية تعود بالنفع على الاقتصاد والمجتمع.


وتُسهم مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تعزيز التنمية الاقتصادية عالمياً، حيث تشير بيانات البنك الدولي إلى أنَّ مشاريع الشراكة في البلدان النامية جذبت استثمارات تزيد على 83 مليار دولار في 2020، على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية. ووفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، تتطلّب البنية التحتية نحو 15 تريليون دولار بحلول 2040، وبإمكان مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص الإسهام في سدِّ فجوة تمويل هذه البنية، مع تحقيق الكفاءة بتقليل تكاليف التشغيل بنسبة تصل إلى 25% وفقاً لتقديرات شركة "ماكنزي".

نقل المعرفة

وتُسهم مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في نقل المعرفة والتكنولوجيا؛ فوفقاً للبنك الدولي تتيح هذه المشاريع للقطاع العام الاستفادة من خبرات القطاع الخاص في مجالات إدارة المشاريع والتكنولوجيا، ما يؤدّي إلى تحسين أداء الخدمات العامة وزيادة الإنتاجية، ويشير تقرير صادر عن شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" إلى أنَّ "نقل المعرفة في هذه المشاريع يرفع كفاءة العاملين في القطاع العام بنسبة تصل إلى 30%، ويُسرِّع من اعتماد الابتكارات والتقنيات الرقمية بـ40% مقارنةً بالمشاريع التقليدية. ووجدت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنَّ الدول التي تعتمد على الشراكات في مشاريع البنية التحتية تشهد زيادة في النمو الاقتصادي بمعدل 1.5% سنوياً، نتيجة توفير بيئة محفِّزة للاستثمار الخاص وتعزيز التنمية المستدامة".

تنويع الاقتصاد

ويؤدِّي برنامج الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مكتب أبوظبي للاستثمار دوراً مهماً في استراتيجية إمارة أبوظبي لتنويع الاقتصاد واجتذاب الاستثمارات الأجنبية، ويُعَدُّ برنامج الشراكة بين القطاعين العام والخاص من المبادرات الرئيسية التي تُسهم في تعزيز الروابط بين المستثمرين المحليين والدوليين والجهات الحكومية، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية في الإمارة، ما يعزِّز قدرتها التنافسية ويكرِّس ازدهارها، حيث يُسهم البرنامج في إشراك القطاع الخاص في تطوير البنية التحتية العامة وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والرعاية الصحية.
ومن أبرز الأمثلة الناجحة لبرنامج الشراكة بين القطاعين العام والخاص في أبوظبي، مشروع مدارس مدينة زايد، وهو أول مشروع وطني لتطوير المدارس ينفَّذ بالتعاون بين القطاعين العام والخاص في الدولة، ويؤكِّد هذا المشروع التزام إمارة أبوظبي بتطوير بنية تحتية تعليمية تدمج مبادئ التصميم المستدام، لتحفيز الإلهام الإبداعي والتعليمي. ويقام المشروع بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، ويهدف إلى بناء ثلاث مدارس حديثة قادرة على استيعاب أكثر من 5000 طالب من مختلف المراحل الدراسية، بدءاً من مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، وفاز بعقد تصميم المدارس وبنائها وتمويلها وصيانتها، ومدته 22 سنة، تحالف مجموعة "بيسيكس" البلجيكية، ومجموعة "بيليناري" الأسترالية.

طرقات أبوظبي

ويُعَدُّ مشروع إنارة طرقات أبوظبي بمصابيح إل إي دي، المشروع الأول من نوعه الذي يقام بالشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال إنارة الطرقات على مستوى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ويهدف المشروع إلى إعادة تركيب 176000 وحدة إنارة إل إي دي لإنارة الطرقات في الإمارة لتوفير الطاقة، وخفض الانبعاثات وتعزيز السلامة على الطرق، ويُنفَّذ المشروع بالتعاون مع دائرة البلديات والنقل، ويتألف من مرحلتين بمدة زمنية تبلغ 12.5 سنة لكلٍّ منهما. وفاز بعقد تطوير المشروع كلٌّ من شركة "تطوير" الإماراتية، وتحالف شركتي "إي دي إف"، و"إنجي للطاقة" الفرنسيتين.

سلسلة أبوظبي في أرقام تسلِّط الضوء على نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص لدى مكتب أبوظبي للاستثمار، التي أثمرت عن عقد اتفاقيات بقيمة 2.4 مليار درهم خلال الفترة من 2020 إلى 2024، ما يرسِّخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للتمويل والاستثمار. pic.twitter.com/94jorDzFch

— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) November 25, 2024

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات مشاریع الشراکة بین القطاعین العام والخاص الشراکة بین القطاعین العام والخاص فی أبوظبی للاستثمار مکتب أبوظبی فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

خالد خلاف يكتب: أشرف صبحي وتجربة الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص

شهادة شخصية في رؤية تصنع الأثر

 

خالد خلاف



قبل عامين، قُدِّر لي أن أخوض تجربة ستظل محفورة في ذاكرتي، حين شُرفت باختياري عضوًا في مجلس أمناء المدن الرياضية المصرية (نادي النادي). لم يكن هذا الاختيار مجرد شرفٍ، بل مسؤولية حملتني إلى عالمٍ جديد، مليءٍ بالتحديات والطموحات.
حين تلقيت هذا التكليف من معالي الأستاذ الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، شعرت بأنني جزء من مشروع أكبر، مشروع يحمل رؤية مصرية أصيلة تجمع بين الابتكار والتنمية. ومع كل خطوة، كنت أكتشف أنني أمام نموذج فريد للشراكة بين القطاعين العام والخاص.
مجلس أمناء يعكس روح التعاون
لم يكن مجلس الأمناء مجرد تجمع للأسماء اللامعة؛ كان منظومة حقيقية للتعاون والتكامل. الدكتور حسام الملاحي، الصديق والاخ الاكبر، كان وراء ترشيحي لهذه المسؤولية. هذا الرجل الذي يحمل في قلبه حلمًا لتطوير التعليم والمجتمع، فتح لي الباب لأكون جزءًا من هذا المجلس.
رئاسة المجلس كانت للمهندس محمد الرشيدي، رجل الصناعة الذي ترك بصمة لا تُمحى في قطاع التعليم العالي. بوجود هذه النخبة المتميزة، تحول العمل داخل المجلس إلى خلية نحل نشطة. ولا يمكنني إلا أن أعبر عن عميق امتناني وتقديري للمهندس محمد الرشيدي، الذي كثيرًا ما وضع العمل العام في النادي أولوية فوق أعماله الخاصة. لقد خصص من وقته وجهده ساعات وأيامًا لتنسيق إيقاع نموذج الإدارة والتشغيل، ولم يتردد في اتخاذ قرارات حاسمة في الأوقات الحرجة لضمان حماية وصيانة نموذج الشراكة مع القطاع الخاص. هذا النموذج، الذي صممه معالي الوزير ووضعه بين أيدينا، بات شاهدًا على تضافر العقول ووحدة الجهود من أجل تحقيق هدف واحد: تقديم الأفضل لوطننا العزيز.
لحظة الانبهار: زيارة نادي النادي
عندما زرت أول فرع من فروع نادي النادي، شعرت بالدهشة. لم أكن أتوقع أن أرى هذا المستوى من البنية التحتية والتصميم العصري.
فرع أكتوبر، الذي افتتحه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل ثلاث سنوات، كان علامة فارقة. أما فرع مصر الجديدة، فقد أضاف بُعدًا آخر لهذه التجربة. لكن التحفة الحقيقية كانت في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث ينتظر الافتتاح فرعٌ بمواصفات عالمية، فرع يعكس روح المدينة الجديدة وطموحها.
الشراكة مع القطاع الخاص: خطوة جريئة نحو المستقبل
وسط هذا الإنجاز، كانت المفاجأة الأكبر عندما قدم لنا معالي الوزير شريك الإدارة: شركة UFC. كانت هذه اللحظة تجسيدًا عمليًا لرؤية الدكتور أشرف صبحي في تعزيز الشراكة بين القطاع العام والخاص.
هذه الخطوة لم تكن مجرد قرارٍ إداري، بل رؤية جريئة تهدف إلى رفع كفاءة الإدارة وضمان استدامة المؤسسات.
الدروس المستفادة من الشراكة
التجربة أكدت لي أن الشراكة مع القطاع الخاص ليست مجرد خيار، بل ضرورة لتحقيق:
• كفاءة تشغيلية: الشركات الخاصة تجلب خبراتها وكفاءاتها لضمان تقديم خدمات عالية الجودة.
• استدامة مالية: تقليل العبء المالي عن الدولة وتحقيق استدامة اقتصادية للمؤسسات.
• ابتكار مستمر: القطاع الخاص معروف بقدرته على الابتكار وإيجاد حلول جديدة.
كلمة شكر من القلب
مع مرور العامين على هذه التجربة، أود أن أوجه شكري العميق لمعالي الوزير أشرف صبحي. لقد كان داعمًا ومشجعًا لكل فكرة ومبادرة خرجت من مجلسنا. كانت رؤيته وإيمانه بالنموذج سببًا رئيسيًا في نجاح هذه التجربة.
الختام: رؤية تلهم المستقبل
الشراكة بين القطاع العام والخاص ليست مجرد تجربة تُحكى، بل نموذج يُحتذى به. هي قصة نجاح تؤكد أن مصر قادرة على قيادة مسارات التنمية بطرق مبتكرة.
شكرا معالي الوزير، لأنك أثبت أن العمل برؤية وتكامل يصنع الفرق.

خالد خلاف
عضو مجلس الأمناء

مقالات مشابهة

  • خالد خلاف يكتب: أشرف صبحي وتجربة الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص
  • الحكومة: 709طلبات من المستثمرين للاكتتاب في أذون خزانة بـ262.5 مليار جنيه
  • استضافة المونديال تُسرّع إنجاز مشاريع متعثرة ببحيرة مارتشيكا
  • «معلومات الوزراء»: القطاعان العام والخاص يغطيان 91% من احتياجات سوق الدواء
  • موعد إجازة 25 يناير 2025 لموظفي القطاعين العام والخاص
  • بحث فرص رفع مستوى الكفاءة والإنتاجية في القطاعين الحكومي والخاص في جلستين حواريتين ضمن أعمال “هاكاثون إنجاز”
  • "خيول ياس" تحرز ثنائية في السباق الخامس بالعين
  • المشاط: تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لتفعيل آلية ضمانات الاستثمار بقيمة 1.8 مليار يورو
  • “خيول ياس” تحرز ثنائية في السباق الخامس بالعين
  • «ثنائية» لخيول ياس في سباق العين الخامس