يشكل قرار إدارة الرئيس جو بايدن إعطاء الإذن لكييف باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى (أتاكمز) لضرب عمق روسيا، تغييراً في السياسة ينذر بتصعيد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حتى مع تخطيط الرئيس المنتخب دونالد ترامب وفريقه الانتقالي للسعي إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع عن طريق التفاوض.

قرار بايدن "سيؤدي إلى تصعيد هائل" للحرب وسيُسلم ترامب أسوأ وضع ممكن"

وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي فرانسيس بي.

سيمبا، في مقاله بموقع مجلة "أمريكان سبكتيتر": بدأت المقاومة لخيارات ترامب السياسية من أخطر مكان، وهو البنتاغون.

ولن يتنازل المجمع الصناعي العسكري الأمريكي بسهولة عن سياسة النصر في أوكرانيا، حتى لو كان ذلك يعني الاقتراب من حرب شاملة بين روسيا وحلف الناتو. 

#Biden and whoever is actually in charge are doing a mad dash to start the #WW3 before #Trump comes to the office.
The calculus is simple: such a disaster would create a real global challenge and will continue to feed the military complex. The consequences to humanity be damned pic.twitter.com/pNXZCqlccE

— Arthur Morgan (@ArthurM40330824) November 21, 2024

وصرح بوتين في وقت سابق أن مثل هذا القرار من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو "لن يعني أقل من المشاركة المباشرة لدول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية في الحرب في أوكرانيا".

ويأتي هذا القرار بالتزامن مع تقرير يفيد بأن ترامب سيعين قريباً مبعوث سلام لتسهيل المفاوضات بين كييف وموسكو لإنهاء الحرب.

تصعيد الحرب واستنزاف مخزون الصواريخ

وذكرت شبكة "سي إن إن" أن بعض المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن مخاوفهم من أن قرار بايدن من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الحرب واستنزاف المخزونات المتضائلة بالفعل من هذه الأسلحة بعيدة المدى. وفي الوقت نفسه، قدمت بريطانيا وفرنسا صواريخ كروز ستورم شادو بمدى 155 ميلاً إلى أوكرانيا.
وأضاف الكاتب: في الواقع، يخلق قرار بايدن حقائق على الأرض قد تجعل من الصعب على ترامب التفاوض على وقف إطلاق النار.

ولن تسمح الصواريخ طويلة المدى أن تفوز أوكرانيا بالحرب، لكنها ستمكن القوات الأوكرانية من إلحاق ضرر أكبر بالقوات والأصول الروسية الموجودة في عمق البلاد. وسيحدد رد فعل بوتين ما إذا كان هذا العمل الاستفزازي سوف يؤدي إلى مزيد من التصعيد وتأخير أي مفاوضات مقترحة من قبل إدارة ترامب القادمة. 

Biden Admin pushing hard to manufacture WW III before Trump Takes Office: https://t.co/7IQM0gHUg1

— Tom Corley (@RICHHABITS) November 19, 2024

لماذا هذا القرار الاستفزازي؟ يتساءل الكاتب ويقول: إن مدى الصواريخ يبلغ 190 ميلاً، مما يعني أنها يمكن أن تصل إلى كورسك وفورونيج وروستوف. وينطوي نظام تحديد المواقع العالمي لصواريخ أتاكمز الأمريكية على استخدام الأقمار الاصطناعية الأمريكية؛ أي لا يمكن إطلاق الصواريخ دون مشاركة الجيش الأمريكي.
وكما أشار الصحافي كريستوفر كالدويل مؤخراً، فإن استخدام مثل هذه الأنظمة من شأنه أن يشكل "عملاً حربياً مميتاً من صناعة أمريكا بشكل لا لبس فيه"، وهو ما يعد "تصعيداً متهوراً" للحرب.
وأضاف كالدويل أن هذا القرار، الذي اتخذه رئيس يعترف حتى الديمقراطيون بأنه يعاني من تدهور إدراكي، يجعل الولايات المتحدة "أقرب إلى المشاركة النشطة" في الحرب.

روسيا تحذر

وحذر رئيس مجلس الدوما الروسي من أنه إذا زودت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، فإن روسيا ستستخدم "أسلحة أكثر قوة وتدميراً". وحذر أحد أعضاء لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الروسي من أن قرار بايدن "يعد خطوة كبيرة نحو بداية الحرب العالمية الثالثة.
وأضاف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي: "ستؤدي الضربات بالصواريخ الأمريكية في عمق المناطق الروسية حتماً إلى تصعيد خطير، مما يهدد بالتسبب بعواقب أكثر خطورة".
ورغم أن مسألة السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز كانت محل نقاش لعدة أشهر من قِبل إدارة بايدن، فإن توقيت هذا الإعلان يأتي في لحظة غريبة: قبل شهرين فقط من تولي إدارة ترامب السلطة.
ونُقل عن دونالد ترامب الابن على وسائل التواصل الاجتماعي قوله: "يبدو أن المجمع الصناعي العسكري يريد التأكد من بدء الحرب العالمية الثالثة قبل أن تتاح لوالدي فرصة خلق السلام وإنقاذ الأرواح".
وكتبت عضو الكونغرس مارغوري تايلور غرين، وهي حليفة قوية لترامب في الكونغرس، على موقع إكس: "يحاول جو بايدن وهو في طريقه لمغادرة منصبه بدء حرب عالمية ثالثة من خلال السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية طويلة المدى في روسيا... كفى من هذه القرارات، وعليه أن يتوقف".
كما كتب ديفيد ساكس على موقع إكس أن قرار بايدن "سيؤدي إلى تصعيد هائل" للحرب وسيُسلم ترامب أسوأ وضع ممكن".

وأضاف تشارلي كيرك: "بايدن يحاول بدء الحرب العالمية الثالثة. هذا عمل مرضي ومجنون تماماً... تخيل لو أمدت روسيا إحدى الدول بصواريخ لإطلاقها على أمريكا!"

ولفت الكاتب النظر إلى أنه منذ أول قرار لتوسيع الناتو في أواخر التسعينيات، تجاهلت الولايات المتحدة وحلف الناتو الحساسيات الروسية والتحذيرات الواضحة حول عواقب قراراتهما. إنها قصة حزينة عن انتصار الحرب الباردة الذي أدى إلى الغطرسة ثم المأساة، على حد وصف الكاتب.

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن قرار بايدن بتصعيد حرب أوكرانيا بشكل أكبر قد يفرض المزيد من الضغوط على روسيا. ولكن يبدو أن روسيا تنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها محاولة أخيرة من جانب المجمع الصناعي العسكري الأمريكي لتقويض قدرة دونالد ترامب على التفاوض لإنهاء هذا الصراع المأساوي، واعتمادا على رد فعل بوتين، قد تؤدي هذه الخطوة إلى حرب أوسع نطاقا وأكثر خطورة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الولایات المتحدة قرار بایدن هذا القرار إلى تصعید

إقرأ أيضاً:

انتكاسة لترامب.. تفاصيل قرار الأمم المتحدة ضد روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا

قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، يوم الاثنين إن إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا أوكرانيا يطالب روسيا بالانسحاب الفوري، هو انتكاسة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفشلت الولايات المتحدة يوم الاثنين في جعل الجمعية العامة للأمم المتحدة توافق على قرارها الذي يدعو إلى إنهاء الحرب دون الإشارة إلى عدوان موسكو، ووافقت الجمعية على قرار أوكراني مدعوم من أوروبا يطالب روسيا بالانسحاب الفوري من أوكرانيا.

يمثل هذا نكسة لإدارة ترامب في الهيئة الأممية المكونة من 193 عضوًا، والتي لا تكون قراراتها ملزمة قانونًا ولكنها تُرى كمقياس للرأي العالمي. 

قرار الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا

وتُظهر أيضًا بعض الدعم المتناقص لأوكرانيا، التي مر قرارها بأغلبية 93 صوتًا مقابل 18 صوتًا، مع امتناع 65 دولة عن التصويت، وهذا أقل من التصويتات السابقة، التي شهدت إدانة أكثر من 140 دولة للحرب.

وكانت الولايات المتحدة قد حاولت الضغط على الأوكرانيين لسحب قرارهم لصالح اقتراحها، وفقًا لمسؤول أمريكي ودبلوماسي أوروبي تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأن المحادثات كانت خاصة. ورفض الأوكرانيون، ثم أضافت الجمعية لغة إلى الاقتراح الأمريكي توضح أن روسيا غزت جارتها الأصغر في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة.

كان التصويت على القرار الأمريكي المعدل 93-8 مع امتناع 73 دولة عن التصويت، حيث صوتت أوكرانيا بـ "نعم"، وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت وصوتت روسيا بـ "لا".

وقالت نائبة وزير الخارجية الأوكرانية ماريانا بيتسا إن بلادها تمارس "حقها المتأصل في الدفاع عن النفس".

وأضافت "بينما نحتفل بمرور ثلاث سنوات على هذا الدمار ندعو جميع الدول إلى الوقوف بحزم والوقوف إلى جانب الميثاق، وجانب الإنسانية وجانب السلام العادل والدائم، السلام من خلال القوة".

وفي الوقت نفسه، قالت نائبة السفيرة الأمريكية دوروثي شيا إن قرارات الأمم المتحدة المتعددة السابقة التي تدين روسيا وتطالب بانسحاب القوات الروسية "فشلت في وقف الحرب"، التي "استمرت الآن لفترة طويلة جدًا وبتكلفة باهظة للغاية على الشعب في أوكرانيا وروسيا وخارجها".

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: حماس مستعدة لعودة القتال وترامب يحاول تغيير النظام الدولي
  • روسيا: أوروبا فقدت حقها بالمشاركة في التفاوض بشأن أوكرانيا.. اختارت طريق العسكرة
  • أبو الغيط: النظام الدولي لن يتغير بشكل جذري إلا بحرب عالمية ثالثة
  • أبو الغيط: النظام الدولي لن يتغير إلا بحرب عالمية ثالثة
  • أول لقاء بالفضائيين وحـــ رب عالمية ثالثة على الأبواب.. تنبؤات مخيفة من العرافة بابا فانجا
  • بعد وقف الحرب في أوكرانيا..روسيا: لدينا معادن نادرة كثيرة تحتاجها أمريكا
  • ترامب: ماكرون يؤيد تولي أوروبا المسؤولية عن أمن أوكرانيا طويل الأمد
  • ترامب: الحرب الأوكرانية يمكن أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة ولن أسمح بذلك
  • انتكاسة لترامب.. تفاصيل قرار الأمم المتحدة ضد روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا
  • 3 أعوام منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا.. كيف يبدو المشهد؟