عربي21:
2025-02-27@08:41:20 GMT

الآتاكمز.. هل تغير قواعد المعركة؟

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

ما هى حكاية صواريخ الآتاكمز ATACMS التى جعلت العالم بأكمله يخشى من تحول الحرب الروسية الأوكرانية من حرب تقليدية إلى حرب نووية؟

‎هذه الصواريخ تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، والنسخة التى وصلت لأوكرانيا مؤخرا يصل مداها إلى ١٦٥ كيلومترا، فى حين أن هناك نسخا أحدث مداها ٣٠٠ كيلومتر.

‎هذا الصاروخ يحمل رأسا حربيا يزن ٢٢٧ كيلوجراما ومجهز بنظام تحديد المواقع GPS ويحتوى على ذخائر عنقودية، وعند إطلاق هذه العناقيد فى الهواء، فإنها تنشر مئات القنابل الصغيرة بدلا من رأس حربى واحد محدثة خسائر وإصابات متنوعة.



‎والسؤال لماذا شعرت روسيا بأن هذه الصواريخ قد تمثل تغيرا نوعيا فى الحرب، بل دفعتها إلى تغيير عقيدتها النووية، بما يتيح لها شن هجوم نووى ضد دولة لا تملك أسلحة نووية مثل أوكرانيا؟

‎الإجابة يقدمها الخبراء العسكريون بقولهم إن استخدام القوات الأوكرانية لهذه الصواريخ سيؤدى إلى تشتيت القوة الجوية الروسية وسحب طائراتها بعيدا عن خطوط المواجهة، كما يمكنها تعطيل خطوط الإمداد الروسية التى تتحرك بحرية كبيرة فى مسارح العمليات.

‎كما أن هذه الصواريخ ستكون موجهة بالأساس إلى المطارات والطائرات العسكرية الروسية، والبنية التحتية الحيوية، خصوصا قطاع الطاقة، وكذلك مراكز الاتصالات.

 لكن فى النهاية فإن تأثير هذه الصواريخ يتوقف على العدد الذى تنوى أمريكا أن تقدمه لأوكرانيا، وعلى نوعية النسخ بمعنى هل تكون ذات مدى ١٦٥ كيلومترا أم ٣٠٠ كيلو، فإذا كانت ذات مدى أطول وتشمل معظم الأراضى الروسية فستعقد قدرة موسكو على الاستجابة لمتطلبات ساحة المعركة، أما إذا اقتصرت على ضرب القوات الروسية فى جيب كورسك الذى تحتل معظمه القوات الأوكرانية منذ أغسطس الماضى، فإن ذلك قد لا يقلق موسكو كثيرا لأنها لن تكون مضطرة إلى نقل مراكز القيادة ومناطق انتشار قواتها الجوية إلى أماكن أبعد من المدى الذى تصله هذه الصواريخ.

أوكرانيا أطلقت بالفعل ٦ صواريخ آتاكمز يوم الأربعاء الماضى، وطبقا للجيش الروسى فقد تم إسقاط ٥ صواريخ منها والسادس تطايرت شظاياه الى موقع عسكرى لكن من دون خسائر.

‎خبراء عسكريون قالوا إن القوات الروسية كان لديها المزيد من الوقت لسحب معداتها خارج مدى هذه الصواريخ.

‎ ما تأمله أوكرانيا أن تتمكن من الاستمرار فى السيطرة على كورسك الروسية لكى تستغلها ورقة مهمة فى أى مفاوضات مقبلة، أما إذا فقدت هذه الورقة، فلن يكون بإمكانها أن تقايض روسيا على أى شىء خصوصا أن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب كرر وعده بأنه سيوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

 والتقديرات أن هذا الوقف سيصب فى مصلحة روسيا التى تتمتع بوضع عسكرى أفضل، وتسيطر على ثلث مساحة أوكرانيا، ولو نجح الهجوم الروسى المتوقع فى كورسك فلن يجد زيلينسكى شيئا للتفاوض بشأنه.

‎وفى هذا الإطار يلفت النظر ما يكرره زيلينسكى فى الأيام الأخيرة بأن بلاده ستفعل ما فى وسعها لضمان انتهاء الحرب فى العام المقبل من خلال الوسائل الدبلوماسية، لكنه لا يخفى نواياه بأن الأسلحة الحديثة التى حصل عليها من الغرب يمكنها أن تساعده فى شن هجوم مضاد فى الأسابيع المقبلة لتعزيز السيطرة على كورسك أولا، وصد الهجوم الروسى المستمر والذى حقق نجاحات ميدانية كثيرة فى الأسابيع الأخيرة ثانيا، قبل أن يأتى الشتاء بأمطاره وأوحاله والمعطل للحرب.

‎مرة أخرى نسأل: هل صواريخ الآتاكمز ومعها صواريخ ستورم شادو البريطانية و«سكالب» الفرنسية التى صارت بحوزة أوكرانيا يمكنها أن تغير من مسار المعركة وتؤمن نصرا لأوكرانيا؟
‎غالبية الخبراء يقولون أن الإجابة هى لا.

‎على سبيل المثال جليب فولوسكى المحلل فى مركز CBA للأبحاث يقول إن تزويد أوكرانيا بالصواريخ جاء متأخرا جدا، ولو تم اتخاذه فى بداية الخريف لأمكن تعطيل الهجوم الروسى المضاد فى كورسك، ولو جاء فى وقت أبكر من الخريف لكان من الممكن أن يعرقل الهجوم فى اتجاه بوكروفسك.
روسيا وللمرة الأولى اطلقت صاروخا عابرا للقارات على دنيبرو فى أوكرانيا يوم الخميس الماضى وهو تطور شديد الأهمية.

‎تلك هى الصورة، والأقرب للدقة أن روسيا ستنتظر لترى أثر هذه الصواريخ والأسلحة الغربية الحديثة على سير المعركة.

فإذا لم تؤثر سيظل القتال بصيغته الراهنة، أما إذا حدث تغير نوعى لصالح أوكرانيا، فلن يكون مستبعدا أن ينفذ بوتين وعده ويستخدم الأسلحة النووية تطبيقا لتغيير العقيدة النووية.

ووقتها سيكون الكلام مختلفا بل ربما لن يكون هناك كلام بالمرة.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرب روسيا روسيا اوكرانيا حرب مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الصواریخ

إقرأ أيضاً:

3 سنوات من الحرب الروسية على أوكرانيا.. ماذا خسر العالم؟

استنزفت الحرب الروسية على أوكرانيا أطرافها وأثرت على أطراف أخرى، وبلغت الخسائر المباشرة وغير المباشرة على جميع الأطراف ما يصل إلى 2.5 تريليون دولار، وهو ما يتجاوز ميزانية ألمانيا السنوية لـ5 سنوات، وميزانية دول أفريقية مجتمعة لعقود.

ورصد تقرير لصهيب العصا بثته قناة الجزيرة تفاصيل تكلفة هذه الحرب على أطرافها وتأثيراتها على مستوى العالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تصريحات ترامب تعكس التحول الأميركي الكبير من الحرب الأوكرانيةlist 2 of 2النفط السوري… رحلة 90 عاما من الاكتشاف إلى الأزمةend of list

وبخصوص المساعدات المالية والعسكرية التي تدفقت على أوكرانيا منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022، كانت الولايات المتحدة أكبر المساهمين، حيث قدمت مساعدات بقيمة تتجاوز 119 مليار دولار، تلاها الاتحاد الأوروبي بمساعدات بلغت 52 مليار دولار.

ووفق التقرير، فقد تحولت هذه المساعدات إلى ديون على أوكرانيا يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتسديدها وعينه في ذلك على المعادن الثمينة التي تمتلكها أوكرانيا الخائفة على مصير ثرواتها.

خسائر أوكرانية وروسية

أما إعادة إعمار ما دمرته الحرب، فقدرت الحكومة الأوكرانية والبنك الدولي التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار والتعافي بأكثر من 480 مليار دولار.

وبلغت تكلفة الحرب على أوكرانيا خلال 3 سنوات حوالي 820 مليار دولار.

ومن جانب روسيا، فقد تلقت موسكو عدة ضربات من أوروبا والولايات المتحدة عنوانها الرئيسي العقوبات، 16 ألفا و500 عقوبة فرضتها دول مختلفة على روسيا خلال السنوات الثلاث الماضية، هدفت بشكل أساسي إلى تقويض الاقتصاد الروسي والأموال الروسية في الخارج.

إعلان

وجمدت احتياطات من العملات الأجنبية قيمتها 350 مليار دولار ما يعني نصف إجمالي احتياطات روسيا من النقد الأجنبي.

في المقابل، يقول الاتحاد الاوروبي إنه جمد نحو 70% من أصول البنوك الروسية.

وبينما تؤكد أرقام البنك الدولي أن الاقتصاد الروسي تراجع في العام الأول للحرب، لكنه تعافى في العامين التاليين، تقول وزارة الخزانة الأميركية إن العقوبات على روسيا دفعت إلى تسجيل تراجع بنسبة 5% من النمو الاقتصادي الذي كان من الممكن تحقيقه في روسيا.

وفي التكلفة المباشرة، قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية إن روسيا أنفقت أكثر من 200 مليار دولار بشكل مباشر على الجيش لتنفيذ عمليات في أوكرانيا، وإن موسكو خسرت أكثر من 10 مليارات دولار بسبب إلغاء صفقات أسلحة أو تأجيلها.

خسائر أوروبية

أما الطرف الثالث المتضرر من هذه الحرب فهم الأوروبيون، حيث أدت الحرب إلى نزوح ملايين الأوكرانيين، مما شكّل عبئًا على الدول الأوروبية المجاورة، فقد استقبلت بولندا وألمانيا وجمهورية التشيك أعدادا كبيرة من اللاجئين الأوكرانيين، مما تطلب موارد إضافية لتوفير المأوى والرعاية الصحية والتعليم.

ويشير تقرير الجزيرة إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا أدت إلى إفلاس شركات وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا بسبب اعتمادها على الغاز الروسي.

وتُقدر بعض الدراسات خسائر الاقتصاد الأوروبي بحوالي تريليون و600 مليار دولار بسبب هذه الحرب، ويشمل ذلك الآثار المباشرة مثل العقوبات، وكذلك الآثار غير المباشرة مثل زيادة الإنفاق العسكري وتكاليف رعاية اللاجئين.

ولأن أوكرانيا هي أحد أهم موردي القمح بالعالم، فقد توقف وصول القمح إلى دول كثيرة، فارتفعت أسعاره 60% في العام الأول للحرب، وانخفض المخزون العالمي 6% في دول تعتمد على القمح الأوكراني مثل الشرق الأوسط وأفريقيا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • "فايننشال تايمز": العقوبات الأوروبية على روسيا.. أداة ضغط أم عائق للسلام في أوكرانيا؟.. فشل قمة باريس يكشف عجز أوروبا عن تقديم الدعم لكييف
  • أوروبا وتأثير الحرب الروسية على أوكرانيا بتوفير الغاز والطاقة
  • مقتل 220 عسكرياً أوكرانياً في “كورسك” خلال 24 ساعة
  • 3 سنوات من الحرب الروسية على أوكرانيا.. ماذا خسر العالم؟
  • وزارة الدفاع الروسية تعلن مقتل أكثر من 200 عسكريا أوكرانيا في محور “كورسك”
  • روسيا وأوكرانيا تتوصلان إلى اتفاق في منطقة كورسك
  • بعد مرور 3 سنوات.. ترامب يغير قواعد الأزمة الأوكرانية الروسية
  • إلى روسيا..موسكو تعلن الاتفاق مع كييف تتفقان على إجلاء سكان من كورسك
  • بعد مرور 3 سنوات.. ترامب يغير قواعد الأزمة الأوكرانية الروسية (فيديو)
  • روسيا توافق على إجلاء سكان من منطقة كورسك