حماس غائبة عن مواجهات الجنوب: دلالات وأبعاد
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": كان لافتاً غياب حركة "حماس" في الآونة الأخيرة عن واجهة الفعل ودائرة النشاط الإعلامي والسياسي والعسكري، في الساحة اللبنانية ـ إلى حد أنها بدت كأنها اتخذت قراراً بالاحتجاب والغياب. وما يزيد في مشروعية التساؤل أن الحركة أطلقت في الفترة الأولى التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى" حركة نشطة جداً في بيروت عبّرت عن نفسها بالآتي:
- ظهور لقيادات الحركة على مدار الساعة بحيث قيل إن الحركة قد وزعت حضورها القيادي بين الدوحة وبيروت، بحيث خُصّصت الأولى للقيادات المحسوبة على الخط الإخواني وأبرز رموزها خالد مشعل رئيس فرع الحركة في الخارج، فيما العاصمة اللبنانية جُعلت مركزاً للفريق المحسوب على "محور المقاومة" وكان أبرز رموزه القيادي الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية صالح العاروري.
- وعلى المستوى الميداني أظهرت الحركة أنها تشارك في ميدان الجنوب المشتعل منفردة عبر عمليات تنفذها مجموعاتها وتجسّد بعضها في التسلل إلى العمق الإسرائيلي. ونتيجة لذلك خسرت الحركة أكثر من 30 عنصراً ما زالت جثث بعضهم محتجزة عند الإسرائيليين.
وبناءً على كل تلك المعطيات بدا كأن الجهد العسكري لـ"حماس" في الجنوب ممتدّ على نحو يستكمل المواجهات في غزة، التي كانت يومها في ذروتها.
وبناءً على كل هذه المعطيات، كان احتجاب "حماس" في الآونة الأخيرة كأنه انسحاب هادئ من المعركة وهو أمر ترك وراءه جملة تساؤلات حول الأبعاد الكامنة وراء هذا الأداء.
لذا كانت الإجابات والتحليلات متباينة، إذ وجد البعض فيها خطوة قد تكون منسّقة مع الحزب تحت عنوان: أبعدنا نحن عن دائرة الضوء وحيّز المشاركة، فتظهرون أنتم بمظهر المدافع الشرعي الوحيد عن أرضه، بمنأى عن آخرين تضعهم شريحة لبنانية في موضع الغرباء والدخلاء، ومن خلال تلك المعادلة نحيّد نحن مخيّمات اللاجئين المنتشرة في الجنوب وبيروت والشمال والبقاع عن الأذى الإسرائيلي ولا سيما الإغارات الوحشية التي من شأنها إن حصلت أن تضع أكثر من 250 ألف لاجئ في عين العاصفة الإسرائيلية، فضلاً عن أن هذا الانسحاب من شأنه أيضاً أن يخفف من عمليات الاغتيال بالطائرات والمسيّرات لقادة الحركة وكوادرها خصوصاً أنه سبق لإسرائيل أن اغتالت بهذه الطريقة نحو 20 من كوادر الحركة.
من المعلوم أنه سبق لـ"الجهاد" و"الشعبية" أن أعلنتا عن سقوط مقاتلين منهما في المعارك البرية المحتدمة في الجنوب منذ نهاية أيلول الماضي، فكان الأمر بمثابة نفي لفرضية عدم مشاركة الفلسطينيين في المعارك الحالية، فيما ثمة معلومات تؤكد أن مجموعات فلسطينية مقاتلة ومدربة تنتمي لـ"حماس" وسواها من الفصائل تتتمركز في مخيّمات الجنوب وهي لا يمكن أن تنأى بنفسها عن المشاركة في المعركة بأشكال مختلفة خصوصاً إذا ما وصلت القوات الإسرائيلية في زحفها البرّي إلى محيط صور كما يقدّر بعض الخبراء أو أنها بلغت ضفة نهر الليطاني إذا ما صحّت تقديرات أخرى، وهو ما يسمح لها بأن تفرض أمراً واقعاً متقدماً يبيح لها التحرر من أي التزامات تعطيها للبنان أو واشنطن.
وهكذا ثمة من يرى أن قوة "حماس" في لبنان مذخورة ليوم معيّن وأنها بناءً على ذلك تدحض كلّ ما يشاع عن أنها انسحبت من المعركة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مدير معهد أبحاث صهيوني: المعركة مع اليمن تتطلب قدرات استخباراتية دقيقة
يمانيون../ يتزايد العجز الإسرائيلي من يوم إلى آخر تجاه الجبهة اليمنية المساندة لغزة.
وخلال الأيام الماضية طرح عدد من المسؤولين الصهاينة عدداً من الخيارات للتعامل مع اليمن، من أبرزها شن هجوم جوي متواصل، كما دعا إلى ذلك مدير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي اللواء احتياط “تامير هايمن”.
وقال “هايمن” في تصريح للقناة ١٢ العبرية، الاثنين، إن المعركة مع اليمن تتطلب قدرات استخباراتية ودقيقة جداً، وهذه القدرات، وإلى مسافات كهذه، تحتاج تجهيزات متعددة، مضيفاً: “بكلمات أُخرى، عند الاختيار بين سلاح الجو وسلاح البحر، هناك أفضلية أكبر في هذه المجالات لسلاح البحر”.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يحتاج إلى قدرات عسكرية هائلة تتعامل مع اليمنيين كمنظومة عسكرية، وبالتالي فإن المطلوب هو مسائل عملياتية تسمح بتغيير جوهري على صعيد الدافع، وأيضاً القدرات لدى قوات صنعاء.
وأوضح أن الضربة في اليمن هي رد لائق وتشكّل درجة إضافية في تصعيد الردود من جانب “إسرائيل” على إطلاق الصواريخ من جانب اليمنيين، لكنها ليست كافية لتغيير الواقع، لافتاً إلى أنه كان يجب رفع الحصار اليمني المفروض على “إسرائيل” في أسرع وقت ممكن عبر استعمال قدرات الجيش، مع التشديد على سلاح البحر، مبيناً أنه ومنذ ذلك الوقت، ضرب الكيان مرتين، وفي جميع الحالات كان الرد عبارة عن استهداف بنى تحتية وطنية تجارية ولها علاقة بالطاقة.
وأضاف المسؤول العسكري الإسرائيلي قائلاً: “هناك أمران غائبان كلياً عن طريقة العمل في المعركة ضد قوات صنعاء: ضرب المرسل، أي إلحاق الضرر بإيران التي تمول وتؤدي دور الروح الحية التي تقف وراء الصواريخ من اليمن” أمّا الأمر الثاني، فهو عدم تدمير القيادة والسيطرة، وضرب القدرات العسكرية بصورة كبيرة، بما معناه، لا توجد عملياً معركة واسعة ومستمرة لإضعاف اليمنيين بصورة تفرض عليهم ضغوطاً متصاعدة كما حدث مع بقية أعداء إسرائيل في الحرب الحالية”.