ملامح إدارة ترامب الجديدة: توجهات مثيرة للجدل وشخصيات غير تقليدية
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
يمانيون../
كشف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن ملامح إدارته الجديدة، التي تتميز بتنوع التوجهات وتضم شخصيات مثيرة للجدل من قطاعات مختلفة، في خطوة تسعى لتجسيد رؤيته السياسية والاقتصادية خلال فترة رئاسته المقبلة.
تم تكليف الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة “إكس” وشركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، بقيادة عملية تدقيق شاملة في الإنفاق العام بهدف تقليصه، حيث يُعرف ماسك بأسلوبه الإداري الصارم وقدرته على تنفيذ تغييرات جذرية وسريعة.
لوزارة الصحة، اختار ترامب روبرت إف. كينيدي جونيور، المعروف بمواقفه المشككة في جدوى اللقاحات. وستكون مهمته “إعادة الصحة لأمريكا”، بمساعدة الجراح والنجم التلفزيوني “دكتور أوز” الذي سيقود برنامج التأمين الصحي العام.
كما عين المدعية العامة السابقة لفلوريدا، بام بوندي، وزيرة للعدل، بمساعدة ثلاثة من محامي ترامب الشخصيين الذين سيعملون على مواجهة ما يعتبره الرئيس المنتخب “استغلالًا للقضاء” وتفعيل أجندته القانونية.
وفي الشأن الدولي، عيّن ترامب السيناتور ماركو روبيو وزيرًا للخارجية، ليكون أول أمريكي من أصول لاتينية يتولى هذا المنصب. ويُعرف روبيو بمواقفه المتشددة تجاه الصين ودعمه القوي للكيان الصهيوني، إضافة إلى معارضته لإيران.
وعلى صعيد الأمن القومي، اختير مايك والتز مستشارًا للأمن القومي، حيث يُعرف بمواقفه الحازمة تجاه كل من الصين وروسيا. كما تم تعيين مايك هوكابي سفيرًا لدى الكيان الصهيوني، وإليز ستيفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة.
ترامب اتخذ قرارًا غير مألوف بتعيين بيت هيغسيث، مقدم البرامج في قناة “فوكس نيوز”، وزيرًا للدفاع. ورغم افتقاره للخبرة في إدارة المؤسسات الكبرى، سيشرف هيغسيث على وزارة الدفاع ذات الموازنة السنوية التي تتجاوز 850 مليار دولار.
وفي خطوة تعكس توجهات ترامب بشأن الهجرة، عُينت كريستي نويم، حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية، وزيرة للأمن الداخلي، حيث ستقود عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين وفق تعهدات ترامب الانتخابية.
أما على صعيد الطاقة والبيئة، فقد تم اختيار كريس رايت المشكك في قضايا المناخ وزيرًا للطاقة، ولي زيلدين رئيسًا لوكالة حماية البيئة. كما تم تعيين دوغ بورغوم، المعروف بقربه من صناعة النفط، في دور مزدوج لإدارة الأراضي الفيدرالية ومجلس الطاقة الوطني.
وبالنسبة للسياسات المالية، رُشح سكوت بيسنت، المعروف بدعمه لفكرة فرض رقابة سياسية على الاحتياطي الفيدرالي، لتولي وزارة الخزانة، بينما تم اختيار ليندا مكماهون، المؤسسة المشاركة للاتحاد العالمي للمصارعة الترفيهية، وزيرةً للتعليم.
هذه التعيينات تسلط الضوء على توجهات إدارة ترامب الجديدة، التي تجمع بين رجال أعمال بارزين، شخصيات إعلامية، وسياسيين معروفين بمواقفهم الحادة، مما يثير توقعات بمرحلة مليئة بالتحديات والقرارات الجذرية في البيت الأبيض.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: 100 يوم من إدارة ترامب زلزال سياسي واقتصادي
في 100 يوم الأولى من ولايته الثانية، يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسوأ انهيار في وول ستريت منذ ووترغيت، وتراجعا حادا في شعبيته وسط أجواء من الفوضى والشكوك الدولية، وفقا لعدد من الصحف العالمية الكبيرة.
هذه الصحف أجمعت على أن 100 يوم الأولى من ولاية ترامب الجديدة اتسمت بالاضطراب على الصعيدين الاقتصادي والسياسي في ظل قرارات أدت لتوجس الحلفاء والخصوم على حد سواء، بل إن إحداها اعتبرت ما حدث حتى الآن بأنه زلزال سياسي واقتصادي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: أهالي الأسرى ناقمون وبعضهم يدعو للهجرةlist 2 of 2نيوزويك: ترامب حسم قراره بالترشح للرئاسة بعد إهانة أوباما له علناend of list الوضع الاقتصادي تحت وطأة التعريفاتتكشف الأرقام أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد انخفض بنسبة 7.9% منذ عودة ترامب إلى السلطة، مسجلا أسوأ أداء في أول 100 يوم لرئيس أميركي منذ فضيحة ووترغيت، كما تقول صحيفة ديلي تلغراف البريطانية.
وقد فاقمت هذه الخسائر التعريفات التجارية التي أطلقها ترامب تحت مسمى "يوم التحرير"، والتي أدت إلى محو 8.6 تريليونات دولار من قيمة الأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، يعلق لوكا بينديلي رئيس إستراتيجية الاستثمار في شركة لومبارد أودير قائلًا "الجميع كان لديه في البال "ترامب 1.0″، الذي انتهج مقاربة التحفيز الاقتصادي ومن ثم الحرب التجارية، ولكن اتضح أنه في ظل "ترامب 2.0″، تم عكس ذلك القالب، وما حصلنا عليه هو حرب تجارية قبل أي تحفيز".
إعلانهذا الوضع تمخض عنه قلق اقتصادي لا يزال صداه يتردد بين الخبراء، إذ يقول دوج هيي -وهو خبير إستراتيجي جمهوري- لصحيفة فايننشال تايمز "الناس لا يزالون يذهبون إلى متجر البقالة ويغضبون، وهذا، كما تعلمون، له تأثير. ثم هناك الفوضى العامة".
تراجع حاد في الشعبيةلم يقتصر التراجع على الأسواق المالية، بل امتد ليشمل شعبية الرئيس ترامب، فقد أظهر استطلاع رأي مشترك بين واشنطن بوست وأي بي سي نيوز وإبسوس انخفاضًا في معدل الرضا في الأداء إلى 39%.
ويربط راميش بونورو الكاتب في صحيفة واشنطن بوست هذا التراجع بسياسات ترامب المثيرة للجدل، خاصة الحرب التجارية، قائلًا "يشير الاستطلاع إلى أن الحرب التجارية هي السبب الرئيسي لتراجعه. أعتقد أيضًا أن تراجع ترامب هو الوجه الآخر لهيمنته الاستثنائية على السياسة الأميركية خلال الأشهر القليلة الماضية".
ولفت بونورو إلى أن ثمة ما يشي بأن سياسات الهجرة التي انتهجها تكشف أن "أفعاله مصممة بشكل أفضل لإحداث رد فعل عنيف في الرأي العام بدلاً من تحقيق تخفيض دائم في عدد المهاجرين غير النظاميين".
من جهتها، ترسم صحيفة لوفيغارو الفرنسية صورة قاتمة للأجواء داخل البيت الأبيض تحت قيادة ترامب، ويصف الكاتب في الصحيفة باتريك سان بول الوضع بأنه أشبه بـ"محكمة نيرون"، حيث يسود التملق والفوضى.
ويشير إلى أنه "في غضون 100 يوم، أعلن ترامب الحرب على القضاة لطرد المهاجرين، وأرسل إيلون ماسك لتقليص الخدمة المدنية، وشن حربًا تجارية. لقد أدار ظهره لحلفائه التقليديين في "العالم الحر"، المتهمين "بخداع" أميركا، لتبني المستبدين"، وفقا لسان بول.
هذه السياسات الخارجية غير المتوقعة تثير قلق الحلفاء والخصوم على حد سواء، كما يتضح من تصريح نقلته لوموند الفرنسية عن مسؤول في الحكومة الصينية لم تذكر اسمه بأن "الممارسة الأحادية للترهيب والإكراه [من قبل الولايات المتحدة] تتعارض مع القوانين الاقتصادية الأساسية والحس السليم (..). الصين ستقاومها حتى النهاية".
ويحلل الخبير الاقتصادي كلود ماير في لوموند تداعيات الحرب التجارية، محذرًا من أن "بكين يمكن أن تقيد صادراتها من السلع الأساسية للصناعة والدفاع الأميركية.. وبإحكام الخناق، يمكنها تدريجيا.. أن تخنق بعض الصناعات الأميركية المتقدمة من خلال حرمانها من هذه المنتجات الأساسية".
بيرسيو: الرئيس ترامب وعد بترحيل الأشخاص الذين كانوا هنا بشكل غير قانوني ويرتكبون جرائم، والجميع يدعم ذلك. ولكن (..) عندما تبدأ في حرمان الناس من الإجراءات القانونية الواجبة، هنا تبدأ المشاكل
مسار المستقبليبدو مما سبق أن المئة يوم الأولى من ولاية ترامب الثانية قد زرعت بذور الشك وعدم اليقين على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وبينما يواجه الرئيس تراجعًا في شعبيته وتحديات اقتصادية متزايدة، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرته على تغيير هذا المسار وإعادة بناء الثقة على المستويين المحلي والدولي.
إعلانوقد علقت الخبيرة الإستراتيجية الجمهورية سوزان ديل بيرسيو لصحيفة فايننشال تايمز على سياسات الهجرة قائلة "الرئيس ترامب وعد بترحيل الأشخاص الذين كانوا هنا بشكل غير قانوني ويرتكبون جرائم، والجميع يدعم ذلك. ولكن (..) عندما تبدأ في حرمان الناس من الإجراءات القانونية الواجبة، هنا تبدأ المشاكل".
وتقول فايننشال تايمز إن هذه التصريحات تعكس القلق المتزايد بشأن اتجاه السياسات الأميركية وتأثيرها المحتمل على المدى الطويل.
وفي خضم تراجع شعبيته واضطراب الأسواق، يواجه ترامب تحديات جسيمة تهدد استقراره السياسي والاقتصادي. يبقى المستقبل معلقًا على قدرته على تجاوز هذه العاصفة وإعادة بناء الثقة محليًا ودوليا، وسط شكوك متزايدة بشأن مسار سياساته، وفقا لما جاء في هذه الصحف العالمية.