جريدة الوطن:
2024-10-05@11:38:37 GMT

رأي الوطن: السودان .. تحذيرات ألا من مستمع لها؟

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

رأي الوطن: السودان .. تحذيرات ألا من مستمع لها؟

يواجه السودان الشَّقيق أزمة إنسانيَّة كبرى تُعدُّ الأسوأَ في تاريخه الحديث، رغم الجهود التي تبذلها دوَل الجوار والدوَل العربيَّة لرأب الصَّدع بَيْنَ الأطراف المتناحرة، إلَّا أنَّ الفرقاء لا يزال صوت العقل بعيدًا عن آذانهم بتغليب المصلحة العُليا لبلدهم، فيما يظلُّ الشَّعب السودانيُّ الشَّقيق يدفع الثَّمن غاليًا من ظروف معيشيَّة صَعْبة، وأوضاع إنسانيَّة في غاية السُّوء، تجبرهم على النزوح من وطنِهم نَحْوَ مجهول اللجوء.

فأبناء السودان باتوا يعيشون أوضاعًا معيشيَّة بالغة التعقيد؛ بسبب الانقطاع المستمرِّ للتيَّار الكهربائيِّ والمياه وشحِّ المواد الغذائيَّة، هذا على الرغم من تعهُّد الفرقاء المتوالي بتمكين إيصال المساعدات الإنسانيَّة بأمانٍ، واستعادة الخدمات الأساسيَّة، إلَّا أنَّ الواقع على الأرض لا يزال يخالف تلك التعهُّدات.
إنَّ ما يعيشه الشَّعب السودانيُّ الشَّقيق من ظروف غاية في الصعوبة على المستوى الإنسانيِّ، خصوصًا في ظلِّ ازدياد معاناة المَدنيِّين في ظلِّ أحوالٍ جوِّيَّة قاسية، وظروف صحيَّة تتفاقم بعد خروج عشرات المستشفيات عن نطاق الخدمة والنَّقص الكبير في الإمدادات الطبيَّة التي أصبحت شحيحةً، بالإضافة إلى تهديد حياة ملايين الأطفال بالجوع، خصوصًا مع موجات النزوح الكبيرة التي حدثت نتيجة الصِّراع. فالحرب الدَّائرة حالت بَيْنَ الزَّارعينَ وبَيْنَ زراعة المحاصيل التي ستُطعمهم هم وجيرانهم، والوضع بِرُمَّتِه أصبح يقترب من الخروج عن السيطرة وفق ما أعلنته العديد من المنظَّمات الإنسانيَّة، ما يستلزم وقفةً من كافَّة أطراف المعادلة وألوان الطَّيف السودانيِّ، وقفةً تتَّسمُ بالمسؤوليَّة تجاه وطنِهم وشَعْبهم.
ولعلَّ تحذير الأُمم المُتَّحدة الذي أطلقته وأكَّدت فيه أنَّ الوضعَ في السودان بدأ يخرج عن السَّيطرة، بالإضافة إلى تحذيرها من نفاد الغذاء والإمدادات الطبيَّة، يأتي رسالةً يجِبُ على الجميع الاستماع إلَيْها وعدم تجاهلها. فوفق المنظَّمات الإنسانيَّة العاملة في السودان يعيش السودانيُّون المَدنيُّون ظروفًا شديدة التعقيد، ما يدعو لسرعة التحرُّك لتجنُّبِ الأسوأ في الأشْهُرِ المقبلة، فقَدْ تسبَّبتِ الحرب في تشريد أكثر من أربعة ملايين شخص، بَيْنَهم نَحْوُ مليونٍ فرُّوا إلى بلدان الجوار، فيما يُواجِه الملايين الذين بقوا داخل المُدُن السودانيَّة انقطاعات طويلة الأمد للكهرباء والاتِّصالات والمياه، وباقي الخدمات الأساسيَّة التي تؤثِّر على حياة الملايين.
ويأتي الأطفال على رأس أكثر الفئات المتضرِّرة من تلك الحرب، حيث أعلنت منظَّمة (أنقذوا الأطفال) الدوليَّة أنَّ القتال الدَّائر في السودان سيجعل ثمانية ملايين طفل يعانون من الجوع، مشيرةً إلى أنَّ عدد الأطفال الذين يتضوَّرون جوعًا يزداد بواقع (17) ألفًا يوميًّا، ما يؤكِّد مدى خطورة الوضع في السودان. ويبقى أنْ نؤكِّدَ ضرورة وقف التدخُّلات الخارجيَّة في السودان الشَّقيق، فهناك العديد من الأيادي العابثة تسعى إلى تأجيج الصِّراع تحقيقًا لمصالحها وتدعيمًا لنفوذها على السَّاحة الدوليَّة، ولِنَهْبِ المزيد من الثروات التي يزخَر بها السودان، لذا على الفرقاء عدم الانجرار وراء هؤلاء تحقيقًا لمصالح ضيِّقة، قَدْ تُدمِّر مقدَّرات وطنِهم.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

دموع تحت القصف.. قصة ياسمينا وأمنيتها التي ضاعت وسط لهيب المعارك

في لحظة تبدو كأنها أطول من الزمان نفسه، اختزلت الطفلة ياسمينا نصار كل أحلامها البريئة على قصاصة ورقية، كتبتها بيدها الصغيرة المرتجفة: "أمنيتي أن أبقى بخير أنا وعائلتي في الحرب"، هذه الكلمات الموجعة التي سطرتها قبل أن يطالها القصف الإسرائيلي، الذي لم يفرق بين منزل وعائلة، بين كبير وصغير، كان قدرها أن تتحول هذه الأمنية إلى ذكرى، بعد أن استشهدت في غارة طالت منزلها في النبطية جنوبي لبنان.

رعب الطفولة تحت القصف

ياسمينا، ابنة الأحلام البسيطة، التي لم تطلب شيئًا سوى النجاة، لخصت في رسالتها حالة الذعر والخوف الذي يعيشه أطفال لبنان وغزة وكل مناطق الصراع. أمنيتها الصغيرة أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي، تداولها الآلاف، البعض قرأ فيها براءة الطفولة، والبعض الآخر رأى فيها صرخة ضد الحروب والاعتداءات.

لكن الأكيد، أن هذه الورقة حملت مشاعر طغت على كل الحدود، مشاعر امتزجت فيها البراءة بالخوف، بالحنين إلى الحياة، حتى أصبحت رمزا لمعاناة الطفولة في عالم يغلق عينيه عن الأوجاع اليومية.

غضب على مواقع التواصل.. وتساؤلات حول ضمائر العالم

صورة ياسمينا ورسالتها أيقظت الغضب لدى الكثيرين، الناشطة ليال علّقت على الصورة قائلة: "هذا هو بنك أهداف الكيان الصهيوني"، فيما عبّر المؤثر خالد صافي بمرارة عن حجم السخرية التي تُمارس في السياسة الدولية، قائلًا: "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، لذلك قتلت هؤلاء الأطفال في لبنان وما زالت تحصد الأرواح".

لم تكن ياسمينا وحدها، بل تمثل قصة ياسمينا "اللبنانية" قصة "ياسمينة" غزة والشام والضفة، الطفولة العربية التي تمزقت أحلامها أمام العنف. كما قال أيمن، أحد المغردين: "كان الياسمين في أرض العرب يتمنى حياة تليق بتلك الطفولة البريئة، إلا أن للإجرام رأيًا آخر".

وحشية الاحتلال وعنف الصمت الدولي

في ظل تصاعد الاعتداءات، أدرجت الأمم المتحدة إسرائيل في "قائمة العار" لارتكابها انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في غزة، واليوم يُعاد المشهد في لبنان، حيث أكدّت الأمم المتحدة أن خمسين طفلًا قضوا جراء الغارات الإسرائيلية، وهو أمر وصفته بالخطير، يبرز هذا التصريح حجم المأساة والانتهاكات المتكررة بحق الأطفال، الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم ولدوا في مناطق النزاع.

الناشطة فاطمة سالاري صرحت بغضب: "إن الطبيعة الوحشية لإسرائيل وإيمانها بتفوقها على غيرها من الأمم يسمح لها بارتكاب أي جريمة، كما أن الدعم والغطاء غير المشروط من أميركا يسمح لها بغزو لبنان". كلمات فاطمة تأتي لتلخص مشاعر الغضب والإحباط من التواطؤ الدولي الذي يسمح بتمرير هذه الجرائم.

مشهد ياسمينا.. شهادة على الإنسانية المهدورة

قصة ياسمينا نصار هي قصة الآلاف من الأطفال الذين عاشوا وماتوا تحت القصف، رسالة ياسمينا الأخيرة ليست مجرد كلمات، بل صرخة إنسانية هزت الضمائر، وعرت القلوب التي تأقلمت مع مشهد الدماء، هذه القصاصة البسيطة المليئة ببراءة الطفولة، تدمرنا، وتبكينا، وتدفعنا لإعادة التفكير في واقع يبدو فيه الموت هو الإجابة الوحيدة لأحلام الحياة.

الأطفال ليسوا أرقامًا في بيانات الحرب، ياسمينا لم تكن رقمًا، كانت روحًا نابضة، كانت أملًا، حلمت بالحياة، وذهبت ضحيةً لصراعٍ لم تختره.

مقالات مشابهة

  • دموع تحت القصف.. قصة ياسمينا وأمنيتها التي ضاعت وسط لهيب المعارك
  • المنتخب السوداني يستعد لمباريتين حاسمتين في مواجهة غانا
  • المنتخب السوداني يستعد لمباريات حاسمة في مواجهة غانا
  • إبراهيم جابر يبدي تحفظا على المواقف السالبة لبعض الدول الأفريقية وصمتها عما يدور في المشهد السوداني
  • بعد سيطرة الجيش السوداني عليه.. ماذا تعرف عن جبل مويه بولاية سنار؟
  • الجيش السوداني يتقدم وسط الخرطوم وقوات متحالفة معه تحقق انتصارات بدارفور
  • لا لدخول حماس للسودان
  • وزير الصحة السوداني: 555 حالة وفاة بالكوليرا وإصابة الآلاف
  • فوائد الفول السوداني..ما هي أبرز المعادن والفيتامينات التي يحتويها؟
  • وزير الصحة السوداني يكشف للجزيرة نت حجم تفشي الكوليرا