رأي الوطن: السودان .. تحذيرات ألا من مستمع لها؟
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يواجه السودان الشَّقيق أزمة إنسانيَّة كبرى تُعدُّ الأسوأَ في تاريخه الحديث، رغم الجهود التي تبذلها دوَل الجوار والدوَل العربيَّة لرأب الصَّدع بَيْنَ الأطراف المتناحرة، إلَّا أنَّ الفرقاء لا يزال صوت العقل بعيدًا عن آذانهم بتغليب المصلحة العُليا لبلدهم، فيما يظلُّ الشَّعب السودانيُّ الشَّقيق يدفع الثَّمن غاليًا من ظروف معيشيَّة صَعْبة، وأوضاع إنسانيَّة في غاية السُّوء، تجبرهم على النزوح من وطنِهم نَحْوَ مجهول اللجوء.
إنَّ ما يعيشه الشَّعب السودانيُّ الشَّقيق من ظروف غاية في الصعوبة على المستوى الإنسانيِّ، خصوصًا في ظلِّ ازدياد معاناة المَدنيِّين في ظلِّ أحوالٍ جوِّيَّة قاسية، وظروف صحيَّة تتفاقم بعد خروج عشرات المستشفيات عن نطاق الخدمة والنَّقص الكبير في الإمدادات الطبيَّة التي أصبحت شحيحةً، بالإضافة إلى تهديد حياة ملايين الأطفال بالجوع، خصوصًا مع موجات النزوح الكبيرة التي حدثت نتيجة الصِّراع. فالحرب الدَّائرة حالت بَيْنَ الزَّارعينَ وبَيْنَ زراعة المحاصيل التي ستُطعمهم هم وجيرانهم، والوضع بِرُمَّتِه أصبح يقترب من الخروج عن السيطرة وفق ما أعلنته العديد من المنظَّمات الإنسانيَّة، ما يستلزم وقفةً من كافَّة أطراف المعادلة وألوان الطَّيف السودانيِّ، وقفةً تتَّسمُ بالمسؤوليَّة تجاه وطنِهم وشَعْبهم.
ولعلَّ تحذير الأُمم المُتَّحدة الذي أطلقته وأكَّدت فيه أنَّ الوضعَ في السودان بدأ يخرج عن السَّيطرة، بالإضافة إلى تحذيرها من نفاد الغذاء والإمدادات الطبيَّة، يأتي رسالةً يجِبُ على الجميع الاستماع إلَيْها وعدم تجاهلها. فوفق المنظَّمات الإنسانيَّة العاملة في السودان يعيش السودانيُّون المَدنيُّون ظروفًا شديدة التعقيد، ما يدعو لسرعة التحرُّك لتجنُّبِ الأسوأ في الأشْهُرِ المقبلة، فقَدْ تسبَّبتِ الحرب في تشريد أكثر من أربعة ملايين شخص، بَيْنَهم نَحْوُ مليونٍ فرُّوا إلى بلدان الجوار، فيما يُواجِه الملايين الذين بقوا داخل المُدُن السودانيَّة انقطاعات طويلة الأمد للكهرباء والاتِّصالات والمياه، وباقي الخدمات الأساسيَّة التي تؤثِّر على حياة الملايين.
ويأتي الأطفال على رأس أكثر الفئات المتضرِّرة من تلك الحرب، حيث أعلنت منظَّمة (أنقذوا الأطفال) الدوليَّة أنَّ القتال الدَّائر في السودان سيجعل ثمانية ملايين طفل يعانون من الجوع، مشيرةً إلى أنَّ عدد الأطفال الذين يتضوَّرون جوعًا يزداد بواقع (17) ألفًا يوميًّا، ما يؤكِّد مدى خطورة الوضع في السودان. ويبقى أنْ نؤكِّدَ ضرورة وقف التدخُّلات الخارجيَّة في السودان الشَّقيق، فهناك العديد من الأيادي العابثة تسعى إلى تأجيج الصِّراع تحقيقًا لمصالحها وتدعيمًا لنفوذها على السَّاحة الدوليَّة، ولِنَهْبِ المزيد من الثروات التي يزخَر بها السودان، لذا على الفرقاء عدم الانجرار وراء هؤلاء تحقيقًا لمصالح ضيِّقة، قَدْ تُدمِّر مقدَّرات وطنِهم.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من تصاعد خطر الذكاء الاصطناعي في هجمات التصيد الاحتيالي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذّرت شركة كاسبرسكي من استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير وتخصيص هجمات التصيد الاحتيالي، مشيرة إلى تزايد تعقيد هذه الهجمات وصعوبة كشفها حتى من قبل موظفين ذوي خبرة عالية في الأمن السيبراني.
وكشفت دراسة أجرتها كاسبرسكي في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا عن زيادة بنسبة 48% في الهجمات السيبرانية على المؤسسات خلال العام الماضي، حيث شكلت هجمات التصيد الاحتيالي التهديد الأوسع، إذ واجهها 51% من المشاركين في الدراسة.
ويتوقع 53% من المشاركين تزايدًا في تلك الهجمات مع استمرار المجرمين السيبرانيين في استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي يعزز تخصيص الهجماتبينما كانت هجمات التصيد سابقًا عامة وتُرسل بشكل عشوائي، بات بالإمكان الآن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لاستهداف الأفراد برسائل دقيقة مخصصة تتوافق مع وظائفهم واهتماماتهم، اعتمادًا على معلومات منشورة عبر الإنترنت. ويُظهر ذلك كيف يمكن بسهولة انتحال صفة مسؤول تنفيذي لإقناع الموظفين باتخاذ إجراءات ضارة.
خطر التزييف العميق يتصاعدوأشارت كاسبرسكي إلى أن تقنيات التزييف العميق أصبحت أداة فعالة في يد المهاجمين لإنتاج محتوى صوتي ومرئي مقنع لانتحال شخصيات، ما يؤدي إلى حالات مثل تحويل ملايين الدولارات بناءً على مقاطع فيديو وهمية.
تستخدم هجمات التصيد المدعومة بالذكاء الاصطناعي خوارزميات لتجاوز أنظمة الحماية التقليدية وتحاكي أسلوب البريد الإلكتروني الشرعي، مما يتيح لها تفادي اكتشاف برامج الحماية.
الخبرة وحدها لا تكفيورغم الخبرة، يظل الموظفون عرضة لهذه الهجمات المتطورة نتيجة لقدرتها على استغلال العوامل النفسية، مثل الاستعجال والخوف والثقة في السلطة، مما يقلل من فرص التحقق المسبق.
استراتيجية دفاعية متعددة المستوياتأوصت كاسبرسكي باعتماد استراتيجية شاملة للتصدي لهذه الهجمات، تتضمن تدريب الموظفين على التهديدات الحديثة عبر منصات مثل Kaspersky Automated Security Awareness Platform،
واستخدام أدوات الحماية المتقدمة مثل Kaspersky Next وKaspersky Security for Mail Server، بالإضافة إلى تطبيق نموذج أمان انعدام الثقة الذي يضمن الحد من الوصول للأنظمة الحساسة.