أثار اللقاء الذي جمع قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)، مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، قبل أيام، أسئلة عدّة تتمحور حول سياق اللقاء الذي وُصف بـ"النادر والمفاجئ".

وكانت قيادات في حزب الإصلاح، الذي يعتبر من الأحزاب المؤيّدة للحكومة اليمنية المعترف بها، قد التقت بالزبيدي، بعدما اتّسمت العلاقة بينهما بـ"العداء المعلن"، إذ لم تخلو خطابات الأخير منذ عام 2017، من: "التحريض والحرب على الحزب بأشكاله المختلفة".

 

كذلك، طرح اللقاء نفسه، جُملة أسئلة، من قبيل: هل نحن أمام مرحلة جديدة من التقارب بين الطرفين؟، أم أنه لا يعدو عن كونه تهدئة واستهلاك إعلامي؟.

"خطوة طيبة"
قال رئيس التكتل الوطني للأحزاب والقوى اليمنية (ائتلاف تشكّل حديثا)، أحمد عبيد بن دغر، إنّ: "مصلحة الوطن تتطلب تعزيز العلاقة وتمتينها بين القوى المناهضة للمشروع الحوثي الإمامي المدمر في اليمن، المرتبط بمشروع إيراني توسعي في المنطقة".

وأضاف بن دغر الذي يرأس مجلس الشورى اليمني: "أن يلتقي الإخوة في قيادة حزب الإصلاح بنائب الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، فذلك لقاء الإخوة وخطوة طيبة من الجانبين، وبادرة نحو مصالحة وطنية شاملة ينبغي المضي نحوها".

وأردف: "إننا نقترب شيئًا فشيئًا من مقتضيات المرحلة، ومهامها الجسيمة، وتتعمق رؤيتنا المشتركة لطبيعة الصراع"، متابعا بالقول: "يصفو وعينا جميعا من وهم التفرد، ونغادر بعض أطروحاتنا الإقصائية، وبعضا من خطابنا المحمل بإرث التناقضات".

"نعيش بعض الأمل فنبدو وكأن العافية تدب من جديد في أطراف تفكيرنا السياسي الرشيد" تابع المتحدث نفسه، مؤكدا أنّ: "المعركة مع الحوثيين بطبيعتها القادمة من غبار الماضي وإرث التاريخ ليست شمالية كما أنها ليست جنوبية، وهي ليست أيضًا مسؤولية الشرق أو مهمة الغرب".

وأوضح: "إنها مسؤولية الدولة وتعبيرها السياسي السلطة وقد غدا الانتقالي إحدى ركائزها، كما هي مسؤولية المجتمع بمكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية". فيما لم يرد المتحدث الرسمي باسم حزب الإصلاح على طلبات التعليق حول هذا اللقاء.


"شغل سياسي"
من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، إنّ: "لقاء الانتقالي والإصلاح شغل سياسي ذكي جدا.. وهذه الحقيقة".

وتابع محمد، عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "هناك حاجة من الطرفين للتفاهم خاصة وأن التعديلات الحكومية ستقلص من هذين المكونين الوطنيين لصالح مكونات أخرى".

وأضاف: "سبق هذه الصورة (صورة اللقاء) حملة إعلامية مشتركة على الفساد، لكن للأسف لم تكن مرتبة بشكل أفضل".

الحقيقة أن لقاء الانتقالي والإصلاح شغل سياسي ذكي جدا..
هناك حاجة من الطرفين للتفاهم خاصة وأن التعديلات الحكومية ستقلص من هذين المكونين الوطنيين لصالح مكونات أخرى..
سبق هذه الصورة حملة إعلامية مشتركة على الفساد ، لكن للأسف لم تكن مرتبة بشكل أفضل. pic.twitter.com/Bc2TjKpOmU — Abdulsalam Mohammed (@salamyemen2) November 21, 2024
"لن يذيب جليد الخلافات "
بدوره، قال الكاتب والناشط اليمني، صلاح السقلدي، إنه: "إذا تم النظر إلى مكان وزمان اللقاء، فقد عقد في الرياض بالتوازي مع تحركات لعقد جلسة لمجلس النواب في عدن".

وأضاف السقلدي، في حديث خاص لـ"عربي21" أنّ: "الرياض هي من دفعت بالطرفين لهذا اللقاء، وضغطت بالذات على المجلس الانتقالي الذي ظل يمانع مثل هذه اللقاءات لئلا يبدو أنه يتحرك ويتحالف كحزب".

وأشار إلى أن: "المجلس الانتقالي يؤكد أنه أكبر من أن يكون حزبا فهو بذاته تحالفا من عدة كتل جنوبية"، كما "أنه لا يريد أن يظهر أمام جماهيره أنه يتماهى مع النشاط الحزبي على حساب القضية الجنوبية فهو قبل بشراكة مع هذه القوى الحزبية في إطار  مؤسسات حكومية ورئاسية وليس شراكة حزبية، فالجنوب كما نعلم خارج الخارطة الحزبية منذ حرب 1994".

وأوضح الكاتب الموالي للمجلس الانتقالي أنّ: "هكذا لقاءات -على أهميتها- لن تذيب جبل جليد الخلافات بين الأحزاب من جهة والانتقالي من جهة أخرى"، مؤكدا: أن "الخلافات بجوهرها هي خلافات مشاريع سياسية حتى وإن رأينا لقاءات من هذا النوع، وشاهدنا تحالفات وشراكات كنوع الشراكة بالحكومة والرئاسة واتفاق الرياض الأول والثاني".


وبحسب الناشط السياسي نفسه، فإن: "هذه اللقاءات تظل محدودة الأثر والإيجابية في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في عدن معقل الانتقالي، وفي عموم الجنوب (جنوب اليمن)"، موضحا أن "المجلس الانتقالي يجابه سخطا شعبيا عارما جراء ذلك، الأمر الذي جعل معه أي حوارات تبدو عبثية فاقدة المعنى حتى وإن كانت مسنودة  إقليميا ودوليا".

ومنذ سنوات، تعرّضت شخصيات سياسية وقيادات أمنية وعسكرية لعملية "اغتيالات"؛ فيما كانت غالبية الأشخاص المستهدفين من كوادر وأعضاء حزب الإصلاح اليمني المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، وكانت أصابع الاتهام توجّه لدولة الإمارات التي تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي، بدعم منها، وعناصر يمنيين تم تدريبهم على تنفيذ هكذا عمليات، وفق تقارير دولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية اليمني حزب الإصلاح إيراني مجلس الشورى الإمارات إيران اليمن الإمارات مجلس الشورى حزب الإصلاح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الانتقالی حزب الإصلاح

إقرأ أيضاً:

على ناصر محمد: نؤيد مشاركة الحوثيين والانتقالي في الحكم باليمن

قال الرئيس اليمني الأسبق على ناصر محمد إنّه يؤيد مشاركة الحوثيين في الحكم ويرفض أن يكونوا حكاما لصنعاء، كما يؤيد مشاركة المجلس الانتقالي في حكم اليمن لا أن ينفرد بحكم الجنوب.

 

واضاف ناصر في تصريح لقناة "بي بي سي" إن مجموعة السلام اليمنية التي يرأسها تملك مشروعا سياسيا تسعى من خلاله إلى دفع الأطراف اليمنية والاقليمية والدولية للحوار من أجل استعادة الدولة اليمنية برئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد.

 

وقال "جربنا الحروب في والجنوب والشمال وبين الجنوب والشمال لذلك نحن ندعو إلى وقف الحروب والاحتكام إلى لغة الحوار".

 

هذا ولم ينفي رئيس اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا، الدور الإقليمي فيما تشهده اليمن من أزمة سياسية، بل يرى أن بعض الأطراف اليمنية تدين بالولاء لبعض الأطراف الإقليمية.

 

وأشار على ناصر محمد إلى سعي مجموعة السلام اليمني إلى أجراء حوار مع المملكة العربية السعودية والإمارات وإيران وقطر وغيرها من دول المنطقة.

 

وتابع "نحن نطالب هذه الدول بمساعدتنا حتى لا نكون عبئا عليها".

 

ويرى ناصر أنّ تصنيف الرئيس الأمريكي جماعة الحوثي جماعة إرهابية شأن يخص الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أنّ الحوار الذي تسعى إليه مجموعة السلام اليمنية لن يستثني أحدا.

 

 


مقالات مشابهة

  • عدن.. وفاة معتقل بسجون مليشيا الانتقالي
  • ناقد رياضي: لقاء القمة سيكون «متكتف فنيا».. وكولر أهدى الزمالك التعادل في اللقاء الأول
  • لقاء في حجة لمناقشة تطوير الخدمات والتحشيد لمواجهة أعداء الأمة
  • مليشيا الانتقالي تواصل احتجاز شاحنات الغاز في أبين
  • الانتقالي يكشف كواليس زيارته لمحافظات شرق وغرب عدن
  • جنوب أفريقيا تواصل العداء ضد الوحدة الترابية للمغرب بتعيين سفير لدى بوليساريو
  • غروندبرغ في اليوم العالمي للمرأة: يجب أن يكنّ جزءًا فاعلًا في طريق السلام باليمن
  • المبعوث الأممي يشدد على أهمية مشاركة المرأة في رسم طريق السلام باليمن
  • على ناصر محمد: نؤيد مشاركة الحوثيين والانتقالي في الحكم باليمن
  • اختتام فعاليات لقاء الشبيبة المسيحية في حلب