الثورة نت:
2025-04-24@08:28:34 GMT

“في خيمة واحدة”

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

“في خيمة واحدة”

تلتقي الجدران مع السقف، وتثبت الخشبة بجسدها النحيل تفزع العدو وتحمي قلوب النازحين، لكن ليس بوسعها دفع الغارات القادمة إلى هذا المكان، يتفاهم الجميع مع شظايا الحرب، ويعيشون ضمن المتاح. هناك ترقد جذور المعاناة في الأرض، بينما تتكرر المحاولات للوصول إلى مهد السماء.
ينبعث صوت من كل خيمة، ينادي الجثث الطاهرة بأن تقاتل معهم، ويطالب المركبات حولها بالالتفات نحوها لتحتضن بأذرعها المتربة عشرات الأسر الغزاوية، خيمة واحدة تولد شمسا صغيرة وتفرش طبيعة بلا ألوان.

تطهو طعامًا غير مرئي يُنتظر بلا أمل. يتصاعد الدخان، لكنه يحمل دلالات ثقيلة على عبثية البقاء، تتقلص أمعاؤهم في صبر الانتظار، ولا مجال للهزيمة على أية حال.
تتنامى المأساة في عيونهم الغارقة، وأجسادهم البارزة. تتوسع قمصانهم وتتبدل ملامحهم، فيما تبقى أسماؤهم كما هي: أحمد هو أحمد، ياسين هو ياسين، وفاطمة هي فاطمة؛ لكن علامات النزوح استعمرت خلاياهم، فأصبحوا غرباء بين آلاف البشر. تأوي الخيام وحدها جميع النازحين، تشغلهم عن الموت، ولكنها لا تستطيع إطلاق أي رصاصة أو دك مستعمرات المحتل.
تمتلئ بالخدوش والدخان الأسود، وطسوتها المفتوحة تتشابه مع المغلقة، تشتركان في النظرة الفارغة إلى اللا شيء. لكنها لا تزال تستر جزءًا من معاناتهم، وتذكرهم بأنهم لا يزالون بين الأحياء المجاهدين.
حياتهم في تلك المساحة الضيقة لا تعترف بالشعور ولا بالتفكير، ولا حتى بالهروب، فكل الدول خائنة، وكل الوجوه تشارك شيطانًا أخرس يسبح في الصباح، ويشارك في قتلهم بالمساء. السواعد العربية مقطوعة الأصابع تجيد فقط الرقص على مرأى أحزانهم، بينما يبارك إعلامهم المعيب فسادهم السنوي.
تعيش قلوبهم في لحظة ممتدة، ولا علاقة للوقت بما هو قادم. يعرفون أن مصاصي الدماء سيهبون في أي غارة بلا شفقة، وليس هناك من يمنعهم. تلك القلوب مدهونة بالشقاء، تتأمل مصابيح معتمة بلا جدوى، لكنها تُبدع معجزة البقاء في خيمة واحدة. المسافات صغيرة لا تكفي لمرور شخص واحد، لكنها تكفي لتصنع صبرًا مقاومًا يغنيهم عن فقاعات العالم. لا مجال للمبيت أو حتى الاستلقاء بعد كل فاجعة، فالنار وحدها تشتعل، وتحاول العيش لأجلهم، وهم يحاولون ضم كل منهم الآخر دون أي صوت.
العالم كبيرٌ حولهم في غزة، والدول الأخرى تضج بالحياة وتنعم بالرخاء. الأذان يرتفع فوق كل مسجد، ويتعلم الناس حب الفضيلة كأنه الطريق الوحيد إلى الجنة. ولكن ماذا عن النازحين في غزة؟ أصبحت الخيمة مؤتمنة على كل روح، أكثر من أي دولة أخرى.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مستوطنون صهاينة يهاجمون مركبات في تقوع ببيت لحم..ويعتدون على المركبات وينصبون خيمة غرب سلفيت

الثورة نت/وكالات هاجم مستوطنون صهاينة إرهابيون، الليلة الماضية، مركبات في بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم بالضفة الغربية. وأفادت وكالة “وفا” الفلسطينية، بأن مجموعة من المستوطنين هاجمت مركبات المواطنين بالحجارة عند دوار تقوع الغربي، ما تسبب بأضرار في عدد منها. وفي سلفيت بالمثل، اعتدى مستوطنون صهاينة، على مركبات المواطنين الفلسطينيين، قرب مدخل بلدة بروقين غرب سلفيت، ونصبوا خيمة عند مدخلها الغربي. وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن عددا من المستوطنين تجمعوا بالقرب من مدخل البلدة، واعتدوا على المركبات المارة، دون أن يبلغ عن إصابات. يشار إلى أن هذا الطريق يعد المسار البديل الذي يستخدمه المواطنون الفلسطينيون من البلدات الغربية في الوصول إلى مدينة سلفيت، بعد إغلاق المدخل الشمالي للمدينة بالبوابة الحديدية منذ نحو عشرة أيام. وفي وقت لاحق، نصب مستوطنون خيمة قرب المدخل الغربي للبلدة، فيما أغلقت قوات العدو الإسرائيلي البوابة الحديدية المقامة عند مدخلها، ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج.

مقالات مشابهة

  • جريدة الثورة وموقع “نبض” للأخبار العربية يوقعان اتفاقية تعاون مشترك ‏
  • تصاعد المعارك في “الفاشر” وعدد النازحين السودانيين يتجاوز المليون 
  • ياسين بونو يغيب عن مباراتي تونس والبنين والركراكي يبحث عن الخلف
  • مستوطنون صهاينة يهاجمون مركبات في تقوع ببيت لحم..ويعتدون على المركبات وينصبون خيمة غرب سلفيت
  • بديل “إكس” تستعير واحدة من أبرز ميزاتها على منصتها
  • الخرج يكرّم أفضل معلم في العالم، لفوزه بجائزة “فاركي العالمية”
  • أكبر اليخوت في العالم “ليدي مورا” في سواحل المضيق
  • صفعة قوية لـ مذيع قناة الـ BBC بعد سؤال قيادي “حوثي”: لماذا ورطتم انفسكم والشعب اليمني في حرب مع أقوى جيوش العالم؟ (فيديو)
  • رشيد والسوداني “زعلانين” على وفاة البابا
  • المحيط “يغلي”.. “بابا فانغا اليابان” تتنبأ بكارثة مدمرة ستضرب العالم خلال 3 أشهر!