الدكتور سلطان القاسمي يكتب: القذيفة القاتلة
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
وصلت القوات البريطانية إلى شاطئ رأس الخيمة، قبالة حصن رأس الخيمة، يوم الثاني من شهر ديسمبر عام 1819م، وفي اليوم التالي (الثالث من شهر ديسمبر) تم إنزال فرقة من القوات البريطانية على بعد ميلين إلى الجهة الجنوبية من حصن رأس الخيمة، وفي صباح اليوم الرابع من الشهر، تم إنزال قوات بريطانية على شاطئ رأس الخيمة قبالة الحصن، حيث كانت استحكامات القواسم على بعد تسعمئة ياردة من البحر حيث كانت هنا غابة النخيل، التي تختفي فيها قوات القواسم.
كان أول تقدم للمفرزة البريطانية التي أنزلت على الشاطئ ناحية غابة النخيل، وحينما تقدمت تلك المفرزة تمّ إطلاق قذيفة مدفع من غابة النخيل، قتلت قائد المفرزة مولزورث «Molesworth»، وجرح الليفتنانت سوبري «Supery» بنيران الأسلحة الخفيفة من حصن رأس الخيمة، فتوقفت المفرزة عن التقدم. تم إبلاغ الفرقة البريطانية التي تمركزت على بعد ميلين في الجهة الجنوبية من الحصن بأن تقوم بإطلاق قذائف المدفعية على الحصن.
في صباح اليوم السادس من شهر ديسمبر أطلقت تلك الفرقة المذكورة إلى جنوب الحصن عدة قذائف من مدفع عيار ستة أرطال على الحصن، وإذا مدافع القواسم ترد عليها، حتى تبيّن للفرقة أن القواسم يستعملون القذائف عيار ستة أرطال التي وصلت إليهم من البريطانيين.
استبدلت تلك المدافع بثلاثة مدافع عيار عشرة أرطال، التي لم يستطع القواسم استعمالها، فقاموا باستعمال الصخور لمدافعهم، التي لم تُحدث أثراً.
اقترب الطراد «ليفربول» من الشاطئ قدر ما يسمح به غاطسه، وفتح نيران مدافعه على البلدة والحصن، لكنها لم تحدث أثراً لبعدها الكبير عن الهدف.
كانت القوات البريطانية قد انسحبت من الشاطئ وبقيت القوات الموجودة على بعد ميلين جنوبي حصن رأس الخيمة، وفي مساء اليوم الخامس من المعركة أظهر القواسم درجة عالية من التصميم والصمود والبراعة في مقاومة القوات البريطانية. حصن رأس الخيمة في عام 1819م ، وتظهر غابة النخيل
لم تكن المدفعية البريطانية تُحدث أثراً على حصن رأس الخيمة، حيث المدفعية ونيران الأسلحة الخفيفة، فقررت القوات البريطانية إحضار بطارية من مدفعين عيار أربعة وعشرين رطلاً أنزلا من السفينة «ليفربول» «Liverpool» ليلاً، وكان القواسم يراقبون عملية الإنزال فقرروا الهجوم على الموقع الذي يبعد عن حصن رأس الخيمة بميلين جنوباً، وكان هو الموقع الوحيد المتقدم.
عند فجر اليوم السادس من المعركة تسللت القوات القاسمية من ناحية خور رأس الخيمة إلى قبالة الموقع الباقي للقوات البريطانية، الذي سيقوم بهدم حصن رأس الخيمة على من فيه.
كانت المنطقة من ساحل خور رأس الخيمة، وعند نهايته، أرضاً منخفضة استتر القواسم خلف الكثبان الصغيرة فيها، وعند الساعة السادسة صباحاً قاموا بهجمة على طول جبهة التحصينات البريطانية، وزحفوا دون أن تشاهدهم القوات البريطانية، بالقرب من بطارية مدفعية الهاون عيار أربعة وعشرين رطلاً، ودخلوها متسلقين الحاجز، بعد أن طعنوا بالخناجر حرس المقدمة، واضطرت المفرزة البريطانية التي كانت تحتل البطارية للانسحاب.
استشاط البريطانيون غضباً، وأمرت بريطانيا ضباطها الذين على المدفعية بإطلاق مدافعهم كلها على حصن رأس الخيمة، لكنها لم تصب الحصن، بل أصابت بلدة رأس الخيمة بدمار شامل.
وما هي إلّا لحظات، وإذا بالنقيب جون غوفر «John Gover» قائد السفينة غلينليغ «Glenelg» يطلق طلقته القاتلة، حيث سقطت على حصن رأس الخيمة لتهده على من فيه.
قتل على أثر الطلقة القاتلة الشيخ إبراهيم بن رحمة القاسمي، قائد قوات القواسم، وهو شقيق الشيخ حسن بن رحمة القاسمي، حاكم رأس الخيمة، وقتل جميع من كانوا في حصن رأس الخيمة.
دخلت القوات البريطانية إلى بقايا حصن رأس الخيمة، وتم احتلال رأس الخيمة بعد مقاومة شديدة لمدة ستة أيام من قبل القواسم.
تم تكريم النقيب جون غوفر بالكأس الفضية المذهبة.
آلت تلك الكأس الفضية المذهبة إليّ، وهي موجودة في دارة الدكتور سلطان القاسمي، ومعروضة للمشاهدين.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات سلطان بن محمد القاسمي بريطانيا القوات البریطانیة على بعد
إقرأ أيضاً:
الشيوخ يحضرون حفل زفاف علي الشوز المهيري ويوسف بوالروغة الزعابي برأس الخيمة
رأس الخيمة (وام)
حضر الفريق الشيخ طالب بن صقر القاسمي، والشيخ سعيد بن راشد النعيمي، والشيخ المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، رئيس مجلس إدارة مطار رأس الخيمة الدولي، حفل الاستقبال الذي أقيم اليوم بمناسبة زفاف كل من.. علي سعيد علي الشوز المهيري على كريمة عبدالله أحمد علي المناعي، ويوسف حسن يوسف بو الروغة الزعابي على كريمة ناصر محمد ناصر السويدي.
وحضر الحفل، الذي أقيم إلى جانب منزل العريسين في منطقة الظيت برأس الخيمة، الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بإمارة الشارقة، والشيخ سلطان بن جمال بن صقر القاسمي، مدير إدارة شؤون المواطنين في الديوان الأميري برأس الخيمة، والشيخ عمر بن طالب بن صقر القاسمي، والشيخ محمد بن فايز بن محمد القاسمي، مدير إدارة الخدمات المساندة في دار الوثائق في إمارة الشارقة والشيخ محمد بن جمال بن صقر القاسمي، والشيخ مايد بن جمال بن صقر القاسمي، والشيخ أحمد بن حمد بن سيف الشرقي، والشيخ صقر بن أحمد بن سلطان القاسمي، والشيخ زايد بن جمال بن صقر القاسمي، والشيخ سلطان بن علي الخاطري، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي والشخصيات وأبناء القبائل من الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي والجاليات العربية المقيمة.
أخبار ذات صلة حاكم رأس الخيمة: شراكات مستدامة لخلق فرص اقتصادية جديدة سعود القاسمي: الطلبة المبتعثون سفراء الهوية الإماراتيةوهنأ الشيوخ العرسان، متمنين لهم حياة سعيدة، سائلين الله عز وجل أن يكلل حياتهم بالرفاه، وأن يرزقهم الذرية الصالحة. وقدمت الفرق الحربية الأهازيج الشعبية ابتهاجاً بالمناسبة السعيدة.