سياسة الانحناء الحوثية والخطاب التحريضي
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
تماشيا مع “سياسة الانحناء” التي تستخدمها المنظومة الخمينية هذه الفترة بعد الإهانات والانكسارات المتتالية لهذا المحور مؤخرا، نشر العنصر الحوثي حسين العزي منشورا حاول فيه التودد للمملكة العربية السعودية قال فيه بأن عصابته قطعت “شوطا مهما نحو السلام” مع المملكة وغيره من الكلام الذي سمعناه في أكثر من مناسبة لكننا رأينا غيره.
قبلها بأيام، نشرت قيادات حوثية معروفة تغريدات وفيديوهات فيها إساءات بالغة للمملكة العربية السعودية. كان منها تغريدات المدعو حميد رزق وعامر والخزان وغيرهم التي تهدف إلى تحريض اليمنيين وغير اليمنيين ضد قيادة المملكة بذريعة “الدفاع عن المقدسات”.
في يونيو الماضي، رأينا خطابا مشابها. في اللحظة نفسها التي يظهر فيها الزنبيل يحيى الرزامي وبجانبه نجل مؤسس جماعة الحوثي علي حسين الحوثي قبل مغادرة مطار صنعاء ليشكروا فيها المملكة العربية السعودية على جهودها في تسهيل عملية الحج، يظهر زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي في خطاب مصور يهاجم فيه المملكة العربية السعودية ويتهمها بأنها تبتز الحجاج، وتتاجر بالحج، وتنفذ إجراءات معقدة بشدة تحرم كثيرا من المسلمين من فريضة الحج، إلى غيرها من الأكاذيب التي اعتادت عليها الجماعة وعرفت بها.
الرزامي يشكر السعودية على تسهيل الحج، وفي اللحظة نفسها عبدالملك يتهم السعودية بتعقيد الإجراءات والابتزاز والمتاجرة؟!
أما قبل سنوات، كانت مهمة بعض الحوثيين بقيادة المدعو صالح الصماد تخدير حزب المؤتمر الشعبي العام والاقتراب من الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله. ما زلت أتذكر تغريدة لأسامة ساري نشرها في نوفمبر 2016 يقول فيها: “عفاش رجال ويمثل كل حر يمني وعلى عينك يا حزب الإصلاح”. في الوقت كان فريق حوثي آخر يقوم بمهمة تعبئة عامة اليمنيين ضد حزب المؤتمر الشعبي العام حتى انتهى الأمر بالعدوان على رئيسه في منزله واغتياله.
الغريب.. أني وحتى هذه اللحظة أجد بعض اليمنيين يرون التصريحات الحوثية عبارة “عن تناقض” و”اضطراب” و”تخبط”..!
المدح هنا والذم هناك ليس تخبطا كما يعتقد الكثير، وإنما أسلوب حوثي مدروس استخدموه كثيرًا لتخدير الخصوم. هي منهجية وسياسة يلعبها الحوثي وليس تناقضا. وهو أسلوب إيراني مُتبع. ستلحظ محمد جواد ظريف خوانساري يستخدم خطابا ناعما ومتصالحا مع الإقليم والعالم، في المقابل يشكك رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية “كمال خرازي” بعروبة البحرين ويزعم أنها “انفصلت عن وطنها الأم إيران”، ويهدد الإمارات المتحدة مدعيا بأن الجزر الإماراتية الثلاث تابعة لإيران..!
قيادات إيرانية تستخدم مسكنات كي لا يشعر ضحاياهم بالألم (الخطر) ويقاوموا، وقيادات أخرى تستخدم خطابا حادا فيه تحريض وتعبئة ضد الخصوم لضمان استمرار استنفار وحماس أنصارهم لتوجيههم في اللحظة المناسبة.
بالعودة إلى اليمن، كان جزء من الحوثيين يذهبون إلى المؤتمريين ويقولون لهم إنهم ليسوا المستهدفين بتحركاتهم وإنما الإصلاحيون هم المستهدفون، بل ويستخدمون مصطلحات وشعارات تُشعر قيادات المؤتمر أنهم يتفقون معهم سياسيًا.
ثم يذهب فريق آخر منهم إلى الإصلاحيين ليقوموا بذم حزب المؤتمر ويطمئنوهم بأن الحوثية لا تستهدف الإصلاح، بل تستهدف المؤتمر الشعبي العام وعلي عبدالله صالح ويستخدمون شعارات ثورية تشعر الإصلاحي أنهم الأقرب لهم.
ويذهب فريق حوثي ثالث إلى الاشتراكيين ثم يحدثونهم عن خطورة “تحالف 94” أي المؤتمر والإصلاح وضرورة إسقاطهم لاستعادة مؤسسات الدولة، ويذهب فريق رابع إلى الحراك الجنوبي ليحدثوهم عن مظالم الوحدة ويقولون إنهم يؤيدون “حق تقرير المصير”. وفريق آخر إلى الحزب الناصري ويحدثونهم عن أهمية إسقاط القوى التقليدية في اليمن وضرورة مواجهة السعودية.
ليس هذا وحسب.. بل يذهبون إلى الأمريكان يعرضون خدماتهم لهم ويعدونهم بقتال تنظيم القاعدة والإرهاب، في المقابل يفرجون عن قيادات في القاعدة ويمدونهم بالسلاح تحت شعار “قتال أمريكا وإسرائيل”.
ويذهبون إلى السفير الروسي ليحدثوه عن اتفاق منهج الحوثية مع رؤية كارل ماركس والاشتراكية، ثم يخطبون ود الصينيين بالالتزام لهم أن جماعتهم عند سيطرتها على السلطة ستسلم لهم مهمة إعادة البناء والإعمار.. ويذهبون لبعض دول الخليج ليقولوا لهم أن مهمتهم في اليمن فقط القضاء على الإخوان المسلمين.. وهكذا. يخدرون كل الأطراف المحلية والدولية ليخلوا الأمر ويتمكنوا من السيطرة. هكذا هو دأب الجماعات المتطرفة مثل الحوثية في اليمن والحشاشين في إيران، تلعب على التناقضات وتجيد الدسائس وتخدير الأطراف الفاعلة لتستفرد بكل طرف.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةالله لا يلحقه خير من كان السبب في تدهور اليمن...
الإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...
تقرير جامعة تعز...
نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الوطنی للأحزاب الیمنیة العربیة السعودیة جماعة الحوثی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
كهرباء غزة: إسرائيل زودت القطاع بـ5 ميغاوات فقط منذ نوفمبر
قالت شركة توزيع الكهرباء في غزة ، اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025، إن إسرائيل زودت القطاع بخمسة ميغاوات من الطاقة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 استخدمت فقط لتشغيل محطة تحلية المياه، إثر تدخل مؤسسات دولية وأممية، في حين يحتاج القطاع نحو 500 ميغاوات/ ساعة.
وأضاف مدير العلاقات العامة والإعلام بالشركة محمد ثابت، في تصريح للأناضول "إسرائيل وافقت في نوفمبر 2024 بإدخال 5 ميغاوات من الكهرباء لتشغيل محطة تحلية المياه بـ(محافظة) الوسطى، بعد تدخل مؤسسات دولية أبرزها اليونيسيف".
وأوضح أن إمداد القطاع بهذه الكمية المحدودة جدا والتي تكاد لا تذكر من الكهرباء استمر حتى القرار الإسرائيلي بقطع الطاقة الأحد الماضي.
والأحد، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، قرر وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء "فورا".
وذكر ثابت أن تدخل المؤسسات الدولية لتزويد محطة تحلية المياه بالكهرباء جاء لتكدس مئات الآلاف من النازحين وسط وجنوب القطاع خلال حرب الإبادة الجماعية في ظل ندرة توفر المياه وارتفاع نسبة التلوث وتحذيرات دولية من انتشار الأوبئة.
وأشار إلى أن تلك الظروف مجتمعة دفعت المؤسسات الدولية للتدخل إنسانيا والضغط على إسرائيل لتزويد غزة بـ5 ميغاوات من الكهرباء.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وقبل اندلاع الإبادة كانت قدرة الكهرباء المتوفرة بقطاع غزة تقدر بنحو 212 ميغاوات من أصل احتياج يبلغ حوالي 500 ميغاوات لتوفير إمدادات الطاقة على مدار 24 ساعة يوميا.
مقدار العجز وصل آنذاك إلى نحو 288 ميغاوات، فأطلقت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو" في 21 سبتمبر/ أيلول 2023 مشروع "طاقة أمل" لتزويد القطاع بنحو 50 ميغاوات من الكهرباء من الطاقة الشمسية فيما حالت الإبادة الجماعية دون تنفيذه.
ومن إجمالي الكهرباء المتوفرة بغزة قبل 7 أكتوبر 2023، كان يتم شراء نحو 120 ميغاوات منها من إسرائيل وتصل القطاع عبر 10 خطوط تغذية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تقطع إسرائيل إمدادات الكهرباء عن القطاع كما تمنع دخول الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة.
وتسبب انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع لنحو 17 شهرا بتداعيات كارثة انعكست على كافة الخدمات الحيوية والأساسية في القطاع كالمستشفيات والمياه، ما تسبب بوفاة أشخاص جراء عدم تلقيهم لتلك الخدمات.
ومطلع مارس/ آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع أداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، فيما قطعت لاحقا الكهرباء.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 5 شهداء في قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين في قطاع غزة إصابة شاب برصاص الاحتلال خلال مواجهات في مخيم الدهيشة قوات الاحتلال تقتحم مدينة بيت لحم ومخيم الدهيشة الأكثر قراءة تقديرات في إسرائيل باحتمال تجدد القتال في غزة خلال 10 أيام تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع نظيره السوري أحمد الشرع التنمية بغزة: وقف دخول المساعدات ينذر بكارثة إنسانية وعودة للمجاعة محدث: الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد حماس في مخيم جنين وحماس تُعقّب عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025