«الاتحادية للشباب» و«الخدمة الوطنية» تنظمان «ملتقى فخر»
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
أبوظبي: عماد الدين خليل
تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبحضور سموّ الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، نظمت المؤسسة الاتحادية للشباب، بالتعاون مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية فعاليات «ملتقى فخر» بدورته الثانية تحت شعار «وصية وطن»، وهي إحدى المبادرات التي تهدف إلى الاحتفاء بالشباب الإماراتي من منتسبي الخدمة الوطنية وخريجيها، وإعلاء القيم الأصيلة، وبثّ روح الفخر والتضحية والعطاء في نفوسهم، وجعلها هُويّة راسخة تُعزز روح الولاء والانتماء لديهم، فضلاً عن الإضاءة على أفضل تجارب الشباب ودورهم المشرّف في خدمة الوطن.
حضر الملتقى الشيخ أرحمة بن سعود بن خالد القاسمي، مدير مكتب سموّ ولي عهد رأس الخيمة، والشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون آل نهيان، مستشارة في وزارة الخارجية، والشيخ الدكتور محمد بن سعود بن خالد القاسمي، والشيخ زايد بن سيف بن زايد آل نهيان، والشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام.
كما حضر الملتقى، الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وسهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، وعبدالله النعيمي، وزير العدل، والدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، وشمّا المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، وعمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، والدكتورة ميثاء الشامسي، وزيرة دولة، وزكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السموّ رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، ومسؤولون في الحكومة الاتحادية والمحلية، ونحو 9 آلاف من منتسبي الخدمة الوطنية وأسرهم، ووفود شبابية من مختلف أنحاء الدولة.
عظمة الإنجازات
قال سموّ الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، في الكلمة الرئيسية «لطالما آمنت القيادة الرشيدة بأن بناء المستقبل يبدأ بإعداد جيل من الشباب الواعي، المؤمن بدوره، والمدرك لمسؤوليته، لأنهم الأمل الذي تنعقد عليه طموحاتنا، والقوة التي تصنع التغيير، وكل إنجاز يتحقق على أرض الوطن يأتي بفضل عزمهم وتفانيهم.
ويشكل الملتقى انعكاساً لعظمة الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات خلال 53 عاماً من البناء والتطوير والتضحية والعطاء والطموح الذي لا يتوقف، لنستذكر بكل فخر أن الوطن الذي ننعم به اليوم، الذي ما كان ليتحقق لولا إرادة الآباء المؤسسين ورؤيتهم المستقبلية الملهمة، الذين واجهوا الصعاب، وناضلوا، وقدموا الكثير من التضحيات لإرساء دعائم قوية لدولة عظيمة، لتواصل القيادة الرشيدة اليوم، وعلى رأسها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مسيرة البناء والتمكين نحو الازدهار المستدام».
وأكد سموّه في حديثه للشباب، أن «الخدمة الوطنية محطة مُلهمة تعزز عزيمتهم، وتُرسخ حب الوطن لديهم، وتمنحهم أدوات النجاح، وتغرس فيهم قيم الوفاء والولاء، وتؤهلهم ليكونوا الجدار الحصين أمام أي تحدٍ. مشيراً إلى أن شباب الإمارات أثبتوا أن العطاء للوطن لا يعرف الحدود ولا يتوقف، لأنهم ملتزمون بكل قيم التضحية والإخلاص، مستذكراً بكل فخر واعتزاز تجربته في الخدمة الوطنية، التي منحته القوة والعزيمة والإصرار على خدمة الوطن، لتصنع منه شخصاً أقوى وأكثر التزاماً، وجعلته يدرك أهمية التضحية والوقوف صفاً واحداً لحماية الوطن والحفاظ على مكتسباته، وزرعت في قلبه معنى المسؤولية والانتماء، وكانت الخدمة الوطنية بالنسبة لسموه مدرسة في بناء الإرادة لمواجهة التحديات بروح لا تعرف الهزيمة».
ميادين العطاء
وقال الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب «نشعر بفخر واعتزاز بشباب الوطن الذين يجسدون القيم الأصيلة لدولة الإمارات في ميادين العطاء، من شجاعة وتضحية وانتماء للقيادة الرشيدة التي تولي اهتماماً بالغاً بهم وتفخر بإنجازاتهم وطاقاتهم، حيث تسخر الإمكانات لتمكينهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة لقيادة المستقبل، لإيمانها المطلق أن الشباب هم الركيزة الأساسية للتقدم والنهضة، ومصدر الفخر والعزة للوطن، بما يملكونه من عزيمة وإصرار على العطاء، واضعين نصب أعينهم خدمة الوطن ورفع رايته خفاقة عالية فوق القمم. ويأتي الملتقى ليشكل فرصة استثنائية للتعبير عن الامتنان لشباب الوطن في حدث يجسد هذا الاهتمام، والاحتفاء بمجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية الذين يمثلون نموذجاً مشرفاً للعطاء والوفاء تحت شعار«وصية وطن»، وهي إرث الآباء المؤسسين للأجيال المتعاقبة، والرؤية الراسخة في مسيرة الاتحاد، ووثيقة الوفاء والإخلاص، ومنهج البناء والتطوير، ومسار التنمية الشاملة المستدامة، وهي الإرادة والطموح، والتطلعات الاستشرافية للمستقبل، وأساس تحقيق الإنجازات التي تعزز جودة الحياة، وعهد الالتزام والمسؤولية التي يجب أن يتحلّى بها الشباب تجاه وطنهم للدفاع عن مكتسباته، كما أن الملتقى هو تكريم للشباب الذين ساهموا في بناء مستقبل الإمارات وتعزيز مكانتها إقليمياً وعالمياً».
وتابع «تبقى الخدمة الوطنية والاحتياطية تجربة استثنائية في حياة الشباب، فهي ليست مجرد واجب وطني، بل مدرسة تعلّم شباب الإمارات العزيمة والشجاعة، وتغرس في نفوسهم روح المسؤولية والإصرار على مواجهة التحديات. كما أنها تسهم في بناء جيل قوي ومتمسك بالقيم الأصيلة التي تجسد الهوية الإماراتية، قادر على حماية الوطن والدفاع عنه، ليظل الشباب دائماً نبراساً للمستقبل وعنواناً للفخر والعزة. ونحن واثقون بأن الشباب الإماراتي، بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، سيواصلون حمل راية الوطن بكل فخر وإخلاص، والالتزام بتمكينهم وتعزيز هويتهم الوطنية، سيسهم في أن تبقى الإمارات فخورة بهم وبإنجازاتهم وتعتز بها أمام العالم».
خُطى زايد
وقال العميد حمد النيادي، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية «إن ما تنعم به دولة الإمارات اليوم من أمن وأمان ورفعة وتطور وسمعة طيبة إقليمياً ودولياً، يعود فضله بعد الله سبحانه وتعالى إلى النهج الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، هذا القائد الاستثنائي الذي ترك لأبناء شعبه ولوطنه إرثاً عظيماً من الإنجازات المشرفة، وغرس فيهم القيم والمبادئ والأخلاقيات التي تدعو إلى حب الوطن. والقيادة الرشيدة تحت مظلة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مستمرة في نهجها على خطى زايد، واضعة نصب أعينها الشباب الذين تعوّل عليهم لبناء الوطن لأنهم عماد الأمّة وسر نهضتها، لذا كانت الخدمة الوطنية والاحتياطية البرنامج الذي استطاع الاستثمار فيهم باعتبارهم رأس مال الوطن في حاضره ومستقبله».
وأكد أن هذا البرنامج نجح في أن يكون النقطة المركزية لالتقاء واجتماع أبناء الوطن الواحد من كل مدنه وجزره وشعابه، كما أنه نجح كذلك وبالتغذية الراجعة التي هي نتاج تجارب أبناء الوطن وتفاعلهم واحتكاك بعضهم ببعض، أنّ يطور نفسه ويحقق قفزات نوعية بتطوير أساليب التدريب والتعليم والارتقاء بجودة الخدمات، التي يقدمها للمجندين طوال مدة الالتحاق بالخدمة، وهذا ما يدعونا للفخر والاعتزاز بهذه الإنجازات المشرفة.
وأشاد بالملتقى لأنه الفرصة التي تشحذ عبرها همم الشباب ممن لم يلتحقوا بالخدمة الوطنية، وتشجيعهم للإقبال على هذه التجربة بكل ثقة وإيمان وروح معنوية عالية. مؤكداً أن الآمال معقودة على عيال زايد، وثقة القيادة فيهم لا حدود لها، متمنياً التوفيق والسداد لهم في خدمة وطنهم الإمارات.
مصنع الرجال
وشارك الشيخ زايد بن سيف بن زايد آل نهيان، خريج برنامج الخدمة الوطنية في الدفعة 20، في كلمة قال فيها: إن الخدمة الوطنية مدرسة لغرس قيم الولاء والانتماء، وتعلم الانضباط وتحمل المسؤولية. وللشباب أهمية في استثمار كل لحظة لاكتساب المهارات، وبناء العلاقات، وفهم معنى العمل الجماعي.
وقدم مجندو الدفعة ال 22 الحالية من البرنامج، الشكر لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على هذا البرنامج الذي يُعدّ مصنع الرجال. كما شكروا إخوانهم المجندين ممن تخرجوا في دفعات سابقة، وشاركوهم قصصهم وتجاربهم المُلهمة، مؤكدين أنها عززت لديهم القوّة والعزيمة والإصرار على أداء الواجب الوطني بهمة وروح معنوية عالية، ومنحتهم الحافز للاستزادة من البرنامج بالعلوم والمعارف والخبرات والمهارات الجديدة.
تحولات كبرى
وتضمنت أعمال الملتقى، سلسلة من الفعاليات التي أضاءت على تجارب ناجحة لشباب إماراتيين خاضوا الخدمة الوطنية واستفادوا من هذه الفرصة، ليحققوا تحولات كبرى في حياتهم، بصقل مهاراتهم في ميادين التدريب، وتجهيزهم لأداء واجباتهم تجاه الوطن والمجتمع بعزيمة وثبات، إذ تضمنت جلسة «قيم من الميدان» تحدث خلالها عمر سلطان العلماء، عن أهمية دور الخدمة الوطنية في تعزيز القيم الإماراتية الأصيلة من تضحية وعطاء وتماسك وعزيمة لا تلين في خدمة الوطن، فضلاً عن تطوير المهارات القيادية، وإعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية، والمساهمة في رفعة شأن الوطن، والحفاظ على مكتسباته، والسعي لبلورة طموحاته في إنجازات نوعية لمستقبل واعد.
كما قدم مجموعة من الشباب المتميزين في مسارات مهنية متعددة تجربتهم في الخدمة الوطنية خلال جلسة «شباب الإمارات.. فخر الميادين»، وأضاءت على أثر الخدمة الوطنية في تطوير خبراتهم العملية ومهاراتهم الإبداعية. وجلسة «طريق التمكين»، وتمحورت حول قصص فردية ملهمة لشباب انضموا إلى الخدمة واستثمروا طاقاتهم بالشكل الصحيح، ليسهموا بإحداث الأثر الإيجابي في خدمة الوطن. وعرضت جلسة «رحلةُ طموحٍ ورؤية وطنية» جانباً من مسيرة شباب حصلوا على فرص منحتهم آفاقاً جديدة لتحقيق الإنجازات الواعدة لخدمة الوطن.
مسارات تعاونية
وجاء الملتقى ليجسد المسارات التعاونية الهادفة بين المؤسسات بمختلف القطاعات، وتمثل في العلاقة النموذجية بين المؤسسة الاتحادية للشباب وهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، القائمة على توجهات الأجندة الوطنية للشباب 2031، بإطلاق برامج مشتركة تهدف إلى رفع مستوى الوعي المعرفي والمهارات والمواهب لمجندي الخدمة الوطنية، بحيث توائم المتغيرات في القضايا المعاصرة، وتزودهم بالمعلومات والمفاهيم، وتوسع مداركهم عبر دورات تدريبية بمختلف المجالات، لبناء جيل قادر على حماية مكتسبات الوطن، والمضي به نحو آفاق جديدة من التقدم والابتكار، محققين إنجازات تعزز مكانة الإمارات إقليمياً وعالمياً.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات الخدمة الوطنیة والاحتیاطیة الشیخ محمد بن زاید آل نهیان القیادة الرشیدة شباب الإمارات خدمة الوطن بن سعود بن فی خدمة
إقرأ أيضاً:
الأرشيف والمكتبة الوطنية يوثق لـ"الظفرة" أثناء مهرجان الشيخ زايد
يحتفي الأرشيف والمكتبة الوطنية بمنطقة الظفرة في منصة "ذاكرة الوطن" التي يشارك بها في مهرجان الشيخ زايد، ويعرض صوراً تاريخية توثق أبرز معالمها التراثية والتاريخية.
وتعكس الصور المعروضة بعض الاهتمام الذي حظيت به الظفرة من المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكيف حولت رؤيته التنموية الظفرة إلى واحة حضارية يتماشى فيها التراث مع الحداثة.
وتتضح النهضة الحديثة التي شهدتها منطقة الظفرة بمقارنة حاضرها بماضيها، ولقد وثق الأرشيف والمكتبة الوطنية جوانب من تاريخ المنطقة وأهميتها، وكشف في فعاليات سابقة مسيرة تطور منطقة الظفرة بفضل اهتمام ودعم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتوجيهاته التي زادت الظفرة تطوراً وازدهاراً وعززت تراثها واستدامته، وذلك سيراً على نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
كما يتضمن المعرض صورا فوتوغرافية تاريخية لعدد من جولات الشيخ زايد التفقدية لمزارع المواطنين في ليوا وما تنتجه من الخضراوات والفواكه، في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي، وذلك دليل على الاهتمام المبكر للمؤسس والباني بالبيئة واستدامتها في مختلف مناطق الإمارات؛ إذ لم يقتصر الاهتمام على المكان وإنما انصبّ في المقام الأول على الإنسان إيماناً منه بأن الإنسان بإرادته هو الذي يصنع الحضارة والتطور والازدهار، وبأن في قربه من شعبه ترسيخ لقيم المحبة في قلوب المواطنين ومعاني الولاء في نفوسهم، ولا سيما أنه كان يطلع عن كثب على أحوال الموطنين، يتواصل ويتشاور معهم دون أي حواجز، وفي الوقت نفسه كان يتابع في جولاته الميدانية كل ما تشهده البلاد من مشاريع عمرانية وإنمائية.
وتشتمل منصة الأرشيف والمكتبة الوطنية على الصور التاريخية لزيارات الشيخ زايد وجولاته التفقدية لمزارع المواطنين وإنتاجها في المارية والمزيرعة وغيرهما في منطقة الظفرة.
وتقدم المنصة للزوار أيضاً صورة تاريخية لبرج المارية الدائري الضخم والقديم الموجود في المارية الشرقية، وصورة أخرى لقلعة القطوف في قرية القطوف وكلا الأثرين في منطقة ليوا، كما تعرض صوراً تاريخية اجتماعية توضح أساليب العيش وطرق التنقل في منطقة ليوا واهتمام السكان بأشجار النخيل، وواحات النخيل، والبيوت القديمة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وتتدرج الصور لترصد التقدم الذي طرأ على مساكن المواطنين في ليوا.