24 نوفمبر خلال 9 أعوام.. 49 شهيدًا وجريحًا وتدمير للبنى التحتية في جرائم حرب للعدوان على اليمن
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
يمانيون../
تعمَّدَ العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 24 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، و2018م، و2021م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير والتشريد لعشرات الأسر، من منازلها، بغاراته الوحشية، على المنازل والأسواق والمصانع والمستشفيات، وسط الأحياء السكنية المكتظة بالسكان، والسيارة المواطنين والإسعاف على الطريق العام بصعدةَ، وصنعاءَ، وحجّـة.
أسفرت عن 20 شهيدًا، و29 جريحاً، بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل والبنى التحتية والمنشآت الصحية والاقتصادية، وممتلكات المواطنين.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
24 نوفمبر 2015..33شهيداً وجريحاً في جريمتي حرب لغارات العدوان على سوق عاهم ومنزل الحاج بحجة:
في مثل هذا اليوم 24 نوفمبر من العام 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً المتسوقين في سوق عاهم ومنزل المواطن ناصر منصر الحاج في مديرية كشر محافظة حجة، بغاراته الوحشية المباشرة، أسفرت عن 15 شهيداً و18 جريحاً، بينهم أطفال ونساء وتدمير المنزل بالكامل، ونفوق المواشي، ومحلات المواطنين وممتلكاتهم، وخسائر مالية، ومضاعفة معاناة الأهالي، وموجة من النزوح والتشرد، وتفاقم الأوضاع المعيشية.
هذه الغارات الوحشية كشفت مساعي العدوان في استئصال الإنسان وإبادة الحياة، بغارات متزامنة بدأت بالضرب على سوق عاهم وثم المنزل، سفكت الدماء وأزهقت الأرواح، وحولت الأعيان المدنية إلى مقابر جماعية، وحياة المواطنين إلى جحيم لا يوصف.
يؤكد المسعفون وجود 30 إنسانا تحت أنقاض المنزل أكثرهم نساء وأطفال، وبالكاد تم إخراج طفلين وبقي الجميع تحت الإنقاض، بينهم طفلة تم اسعافها إلى المشفى فيما الطفل الأخر توفي على الفور.
صرخات الاستغاثة ارتفعت في الهواء، ولكن لا مجيب، فالطيران المعادي يحلق في سماء المنطقة ويضع حياة المنقذين رهن اقترابهم من المنزل المستهدف، وبعد ساعات بدأ الأهالي في انتشال الجثث وإخراج الجرحى، ورفع الدمار، وتركت هذه الجريمة أثرًا عميقًا في نفوس الناجين، الذين يعيشون الآن في خوف ورعب من تكرار هذه الإبادة.
يقول أحد المنقذين من فوق دمار المنزل وجوار الجثث: “هؤلاء أطفال ما ذنبهم يا عالم! بأي ذنب قتلت هذه النفوس البريئة، هذا منزل مواطن ليس معسكر ولا مصنع سلاح، ولا مخزن معدات حربية، فيه عوائل وأطفال وكبير سن ، بأربع غارات ، لم يخرج منهم أحد منهم من تحت الإنقاض إلى الآن”.
تظل جريمة منزل الحاج وسوق عاهم واحدة من آلاف جرائم الحرب الوحشية للعدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني، وجريمة إبادة بكل المقاييس، تستوجب من المجتمع الدولي، ومحكمة العدل والجنايات الدولية التحرك الفوري لوقف العدوان، ومحاسبة مجرمي الحرب، وتحقيق العدالة لأسر وأهالي الضحايا.
24 نوفمبر 2018..12شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على سيارات المواطنين والمسعفين بحجة:
وفي 24 نوفمبر 2018م، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب مركبة بحق الإنسانية، مستهدفاً سيارة المواطن عبد الرحمن وسيارة المسعفين بجوار محطة بنزين في منطقة الغزاوة مديرية مستبأ محافظة حجة، بغارات وحشية، أسفرت عن 5 شهداء و7 جرحى، وترويع المارين وأهالي المناطق المجاورة وأهالي الضحايا وتضاعف معاناتهم.
قبل الغارات كانت سيارة عبد الرحمن ومن على متنها تمشي على الطريق كعادتها نحو هدفها في أمان، تبادل التحايا لكل المارة والمنتظرين والعمال في المدرجات الزراعية والحقول، وسائقي الدراجات النارية والعائدين إلى منازلهم من هنا او هناك، فيما كان طيران العدوان يبحث عن هدف مدني يسفك به دماء أبناء الشعب اليمني ويزهق أرواحهم، ويرعب أهاليهم ومن حضر مشهد الجريمة.
أثناء الغارات الغادرة تحولت السيارة ومن عليها إلى كرة نار تفحمت بداخلها الجثث، ومن نجى منهم هرعت سيارة الإسعاف لإنقاذهم، وما أن تم تحميلهم والتحرك بهم بعض الأمتار قرر السائق التزود بالوقود لمواصلة السير، لكن طيران العدوان لاحقه بضربة خاطفة أحرقت سيارة الإسعاف والجرحى والمسعفين، ومحطة الوقود، وحولت المشهد إلى جريمة وحشية ومحرقة وإبادة متعمدة، وعن سابق أصرار وترصد.
سيارة الإسعاف تلمع تحت أشعة الشمس، تحمل على متنها رمز الأمل والشفاء، لكن هذا الأمل سرعان ما تحول إلى رماد، عندما استهدفها صاروخ غادر، ممزقاً إياها إلى أشلاء. خرجت ألسنة اللهب من السيارة، وارتفعت أعمدة الدخان الأسود في السماء، حاملة معها صرخات الجرحى واستغاثات المحتضرين.”
تروي شهادات العيان تفاصيل مروعة عن الجريمة، ففي المكان الذي وقعت فيه، تحولت الأرض إلى جحيم، وانتشرت أشلاء الضحايا في كل مكان، وشاهد الناجون مشاهد لا تُنسى، من بينها احتراق الجثث وتطاير الأجزاء منها، وبكاء الجرحى الذين كانوا يطلبون النجدة، وهلع الأهالي الذين هرعوا إلى مكان الحادث بحثًا عن أحبائهم.
أهالي الضحايا تغيرت حياتهم فور سماع خبر الجريمة، فانهالت الدموع وارتفعت أصوات البكاء والصراخ، من الأطفال الذين يتموا، والنساء اللاتي رملن، ومن فقد اخوه وأجاره وصديقة وقريبة، وتتجه الجموع إلى مكان الجريمة والمستشفيات، محملين بالهلع والخوف.
ودعت الأسر محبيها وأقامت مواكب النعوش، والعزاء، والكل يتحدث عن أهمية مواجهة العدوان والنفير إلى الجبهات، للأخذ بالثائر لتتحول المعادلة نصراً وصموداً للشعب اليمني.
ترك هذا الجريمة أثراً نفسياً عميقاً في نفوس الناجين وأهالي الضحايا، فالصور المأساوية التي شاهدوها ستظل محفورة في ذاكرتهم إلى الأبد، وقد وصف أحد الناجين، وهو أحد المسعفين الذين أصيبوا في الهجوم، كيف فقد زملاءه حياتهم أمامه، وكيف نجا بأعجوبة من الموت، وأضاف أن هذه الجريمة غيرت حياته تمامًا، ودفعته إلى تكريس حياته للجهاد في سبيل الله.
يقول أحد الجرحى : “استهدفنا العدوان في خميس مستبأ ، ونقلتنا سيارة الإسعاف ولحقنا طيران العدوان إلى منطقة الهيجة واستهدفنا، كنا مسوقين عائدين إلى منازلنا ، لا ذنب لنا، هذا عدوان سفيه مجرم ، ضعيف عاجز في الجبهات كل قوته على المدنيين”.
24 نوفمبر 2021.. شهيدين وجريحين بغارات وحشية للعدوان تستهدف المدنيين والبنية التحتية بصنعاء:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، استهدف طيران العدوان في 24 نوفمبر 2021م، عدداً من الأهداف المدنية في العاصمة صنعاء، مخلفاً وراءه دماراً هائلاً وخسائر في الأرواح والممتلكات.
شهد حي النهضة بمديرية الثورة، وشارع الستين بمديرية بني الحارث في صنعاء، صباح يوم 24 نوفمبر، مشهداً مأساوياً، حيث استهدف طيران العدوان مستشفى اليتيم والمنازل المجاورة له، ومصنع البلاستيك في شارع الستين الشمالي، بسلسلة غارات جوية متتالية، أسفرت عن استشهاد وجرح آخرين، وتسببت في دمار كبير في المباني والممتلكات، وخلفت حالة من الهلع والرعب في صفوف السكان.
وصف شهود عيان المشاهد التي أعقبت الغارات بأنها مروعة، حيث ارتفعت أعمدة الدخان الأسود في سماء صنعاء، وتناثرت الحطام في كل مكان، وقد أصيبت العديد من المنازل بأضرار بالغة، وتكسرت نوافذها وتشققت جدرانها، وتحطمت عشرات السيارات، كما تعرض مصنع البلاستيك لدمار هائل، وتسبب في خسائر مادية فادحة لصاحبه وللعاملين فيه، وقطع ارزاق عوائلهم.
تسببت هذه الغارات في تشريد العشرات من الأسر، الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بحثاً عن مكان آمن، كما حرمت هذه الجريمة آلاف الأسر من أمل المستشفى الذي كان قيد الإنشاء، والذي كان من المقرر أن يقدم خدماته الطبية للمحتاجين.
عبر أحد الأهالي المتضررين عن غضبه واستيائه من هذه الجرائم، قائلاً: ” في يوم الثلاثاء إلى صباح الأربعاء، قام العدوان بضرب مبنى مستشفى قيد الإنشاء ، لا يوجد فيها أي شيء ، الدمار في كل الطوابق ، وتضررت منازلنا المجاورة، وخاف أطفالنا ونساؤنا، ونزحت عشرات الأسر خشية من معاودة الاستهداف”.
أما أحد عمال المصنع، فيقول : “المصنع فيه بلاستيك العدوان ما معه أي مبرر ولا أي هدف ، والمصنع تابع مواطن وصابي، قبل الفجر قصفونا وارعبوا أطفالنا، وحرموا عشرات العمال وأسرهم من مصدر رزقهم، هذا تخبط عشوائي لماذا ما يحاسبوا هؤلاء المجرمين، أن الأمم المتحدة؟”.
تؤكد هذه الجريمة حجم الانتهاكات التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني، حيث يستهدف المدنيين والبنية التحتية بشكل متعمد، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
تدعو هذه الجريمة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان على اليمن، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وتقديم الدعم للشعب اليمني للتغلب على هذه الأزمة الإنسانية الكبرى.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی طیران العدوان سیارة الإسعاف الشعب الیمنی هذه الجریمة أسفرت عن
إقرأ أيضاً:
بعد شهر ونصف.. ما وراء انضمام بريطانيا إلى العدوان الأمريكي على اليمن؟
يمانيون/ تقارير كشف إعلانُ بريطانيا عن الانضمامِ إلى العدوان الأمريكي الجديدِ على اليمن، بعد شهر ونصف شهر من بدايته، عن المزيدِ من دلائل فشلِ إدارة ترامب، حَيثُ جاء هذا الانضمامُ في خضم أزمة كبيرة يواجهها البيت الأبيض فيما يتعلق بالتعامل مع الجبهة اليمنية، سواء على المستوى العملياتي، أَو على مستوى التكاليف، وكذلك على المستوى السياسي.
التجربةُ البريطانية ضد اليمنِ خلال إدارة بايدن:
كانت بريطانيا جزءًا من العدوان الذي شنته إدارة بايدن ضد اليمن مطلع 2024م لمساندة العدوّ الصهيوني؛ بهَدفِ حماية الملاحة الصهيونية ووقف عمليات الإسناد اليمنية لغزة، وقد كانت تجربة صادمة بالنسبة لبريطانيا، حَيثُ سَرعانَ ما كشفت معركةُ البحر الأحمر عن نقاط ضَعف خطيرة لدى السفن الحربية التابعة للبحرية البريطانية، بما في ذلك عدم قدرتها على اعتراض الصواريخ البالستية، وحاجتها إلى السفر مسافات هائلة لإعادة التزود بالذخيرة، الأمر الذي كشف أن مشاركة المملكة المتحدة في العدوان لم يكن في الأَسَاس سوى محاولة لتكثير عدد المشاركين في العدوان الأمريكي؛ مِن أجلِ إظهار نوعٍ من الإجماع الدولي على استهداف اليمن، والتغطية على هدف إسناد العدوّ الصهيوني، وقد فشلت هذه المحاولة ولم تستطع حتى بريطانيا أن تصمد إلى جانب الولايات المتحدة، وسحبت سفنها الحربية من المنطقة بعد أشهر، وتحولت مشاركتها مع مرور الوقت إلى مشاركة “إعلامية” وشكلية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت النتائجُ العكسيةُ لتلك المشاركة واسعةً وكبيرة، حَيثُ عانى الاقتصاد البريطاني من ضربة كبيرة أثَّرت على حركة الصادرات والواردات، وتضررت العديد من الشركات التي تعتمد في حركتها التجارية على البحر الأحمر، حتى إن الأسواق البريطانية واجهت أزمة في غياب العديد من المنتجات المطلوبة بشكل كبير، مثل الشاي، وفي البحر كانت سفينة “روبي مار” البريطانية أول سفينة تغرقها القوات المسلحة بشكل كامل، كما تعرضت سفن بريطانية أُخرى مثل “مارلين لواندا” لأضرارٍ جسيمة.
هذه التجربة الفاشلة تمامًا ربما جعلت المملكة المتحدة تغيب عن المشاركة في العدوان الجديد الذي بدأته إدارة ترامب على اليمن منتصف مارس الماضي، لنفس أهداف العدوان الأول، بالإضافة إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة اعتمدت على تقديرات خاطئة بأنها ستكون قادرة على تحقيق نتائجَ “حاسمة” خلال فترة قصيرة، كما كشفت التصريحاتُ الأخيرةُ التي قال فيها مسؤولون أمريكيون: إن “البنتاغون كان يخطِّطُ لتحقيق تفوُّقٍ جوي كامل في اليمن خلال شهر، ثم الانتقال إلى مرحلة ثانية من العدوان، وبالتالي ربما ظنت إدارةُ ترامب أنها لا تحتاجُ للفائدة الشكلية للمشاركة البريطانية”.
تقاسُمُ أعباء الفشلِ والخسائر:
على ضوء هذه الخلفية، يمكن القول إن إعلان بريطانيا الانضمامَ إلى العدوان الأمريكي الجديد بعد 45 يومًا من بدايته، يعكس قوة اصطدام إدارة ترامب بواقع الفشل، والتي دفعتها للعودة إلى البحث عن الأوراق التي ظنت في البداية أنها لن تحتاجها.
هذا أَيْـضًا ما تؤكّـده المتغيرات التي جاءت المشاركة البريطانية في خضمها؛ فهذا الأسبوع تلقت البحرية الأمريكية صفعة مدوية عندما فقدت حاملة الطائرات (يو إس إس هاري ترومان) مقاتلة (إف-18) أثناء تعرضها لهجوم يمني واسع في البحر الأحمر، واضطرت إلى الهروب نحو أقصى شماله، وهو الأمر الذي أعاد تسليط الضوء على الأزمة العملياتية المعترف بها والتي تواجهها واشنطن في اليمن، والمتمثلة في العجز الكامل عن تحقيق أي نجاح في الإضرار بالقدرات اليمنية من جهة، وكذلك في عدم قدرة الجيش الأمريكي حتى على التمترس بشكل آمن في المنطقة من جهة أُخرى، حَيثُ تواجه حاملات الطائرات تهديداتٍ وضغوطًا كبيرة وتقضي الكثير من وقتها في الهروب من الضربات اليمنية؛ الأمر الذي أسفر عن خروج الحاملة (ترومان) عن الخدمة، كما كشف الرئيس المشاط في وقت سابق.
وكان مسؤولون أمريكيون قد أقرّوا قبل أَيَّـام بأن الحاملة (ترومان) ستغادر قريبًا، وهو ما رجَّحته مصادرُ عسكرية للمسيرة بعد العملية الأخيرة التي أسفرت عن إغراق طائرة (إف-18)؛ الأمر الذي لا يمكن فصلُه عن توقيتِ انضمام بريطانيا إلى العدوان.
هذه الأزمة العملياتية دفعت إدارة ترامب على الأرجح إلى الاستعانة ببريطانيا لتقاسم جزء من الضغط العملياتي، خُصُوصًا في ظل تزايد الانتقادات لتعريض الأُصُول الجوية الأمريكية للخطر، بعد فقدان 8 طائرات (إم كيو-9) ومقاتلة (إف-18) في غضون أسابيع.
ولا شك أن الضغطَ العملياتي ليس الأمرَ الوحيدَ الذي تريد إدارة ترامب من بريطانيا أن تشارك في تحمله؛ فضغط التكاليف يرتفع أَيْـضًا بشكل متسارع ويجعل الانتقادات التي يواجهها البيت الأبيض تصبح أكثر حدة؛ فقد كشفت تقارير أمريكية مؤخّرًا أن كلفة العدوان الجديد وصلت 3 مليارات دولار، وسط مخاوفَ متزايدة معلنة من قادة عسكريين أمريكيين بشأن استنزاف موارد وذخائر باهظة الثمن ولا يمكن تعويضُها بسهولة.
والحقيقة أن الحاجة إلى توزيع ضغط التكاليف كانت حاضرة منذ اللحظات الأولى للعدوان، فمحادثاتُ “سيغنال” التي تم تسريبها في مارس الماضي بشأن خطط استهداف اليمن، تضمنت تذمُّرًا صريحًا من قِبَلِ كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكي بخصوص تحمل الولايات المتحدة بمفردها كلفةَ العدوان، والرغبة في أن تتحمل أُورُوبا بشكل خاص جُزءًا من التكاليف، وهو تذمر اتسع لاحقًا ليطال حتى حلفاءَ الولايات المتحدة في المنطقة.
ويشير توقيتُ انضمامِ بريطانيا لتقاسُمِ ضغط التكاليف مع الولايات المتحدة إلى أن الأخيرة باتت تدركُ تمامًا انهيارَ حسابات العمليات والتكاليف التي كانت قائمة على سقف زمني محدود، وأنها تشعر الآن بحاجة ماسَّة إلى توريط أطراف أُخرى؛ لأَنَّ الوضع خرج عن السيطرة تمامًا.
هناك حاجةٌ أُخرى تقفُ وراءَ اللجوء إلى توريط بريطانيا في العدوان، وهي ناجمة أَيْـضًا عن الفشل، تتمثل في تزايد حدة الأزمة السياسية الداخلية التي يواجهها البيت الأبيض نتيجة العدوان على اليمن، حَيثُ أصبح وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث هدفًا لحملة انتقادات كبيرة تتهمه بأنه وراءَ الفشل في اليمن لقِلة خبرته، كما تتزايد الانتقادات داخل الكونغرس للغارات الجوية التي تستهدف المدنيين اليمنيين، وهي أمور ربما تَظُنُّ الإدارةُ الأمريكيةُ أن إشراكَ بريطانيا في العدوان سيخفِّفُ حدتَها؛ باعتبَار أن ذلك سيُظهِرُ أن العدوانَ على اليمن ليس قرارًا فرديًّا للبيت الأبيض، لكن الحقيقة أن هذه المحاولةَ قد تأخَّرت أصلًا، كما أنها لم تنجح في عهد الإدارة السابقة.
وفيما يعكسُ انضمامُ بريطانيا إلى العدوان بجلاء عمق المأزق الأمريكي، فَــإنَّه يؤكّـد أَيْـضًا حتمية فشل هذا “التحالف” فالمشاركةُ البريطانيةُ لن تشكِّلَ أيَّ فرق على الميدان، كما أنها لم تمنح البيت الأبيض حتى راحةً فعليةً من ضغط الاستنزاف وارتفاع التكاليف طالما استمر العدوان، بل إن التداعياتِ التي ستواجهُها بريطانيا نتيجةَ مشاركتها، مثل عودة سُفُنِها إلى الحَظر البحري اليمني، ستجعلُ قدرتَها أضعفَ على مساندة البيت الأبيض حتى في التكاليف، وبذلك ستتحوَّلُ مشاركتُها في العدوان إلى عبءٍ إضافي.
نقلا عن المسيرة نت