اعترافات جديدة تكشف صفقات التزوير بين "الإخوان" والدواعش
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
عندما كشف الإرهابي الهارب سامي كمال الدين عن تورط إرهابي تكفيري في جرائم نصب، وتزوير جوازات سفر، وأقر بإبلاغ قيادات التنظيم الإخواني وتنظيم "الجماعة الإسلامية" عن الجرائم المُتكررة، لم يُدرك أن اعترافه المُوثق بالصوت والصورة سيكشف تورطه شخصيًا في الجريمة، ويفضح صفقات التزوير بين الدواعش، والكيانات الإخوانية، وحلفائهم في دول الملاذ الآمن.
مساء الثلاثاء، الثلاثين من أكتوبر 2024، أقر الإرهابي الهارب سامي كمال الدين بدفع تسعة آلاف دولار أمريكي للتكفيري الهارب "محمد.ز. ك" لاستخراج جواز سفر مصري جديد بعد انتهاء صلاحية جوازه. وصرح في فيديو نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن المدعو حسام فوزي جبر عرّفه على "واحد بلدياته من سيناء"، وادعى الأخير أن التكفيري المُزور "متواصل مع شخصيات مصرية نافذة". وتسلم التكفيري المبلغ المطلوب مقابل جواز السفر الجديد، وكرر جريمة التزوير مع خمسة عشر إرهابيًّا مصريًّا آخرين.
اعترف سامي كمال بأنه تسلم الجواز، وزعم أنه حاول التحقق من صحته، ليكتشف أنه مزور، وعندما أبلغ قيادات "الإخوان" في الجبهتين، بالإضافة إلى تنظيم "الجماعة الإسلامية"، تبرأ الجميع ظاهريًّا من "الأخ المزور"، وزعم كل فريق أنه "مش تبعهم"، ولم يتمكن سامي من استرداد أمواله عبر وساطات استمرت ثلاث سنوات. ثم علم أن التكفيري كان يواصل جرائم التزوير بإحدى الدول الإفريقية، وساعده "الإخوان" المستفيدون من خدماته على الانتقال إلى دولة الملاذ الآمن، رغم زعمهم أنه "مش تبعهم"، ولا تربطهم به أي صلة!
وكشف الهارب أن سلطات دولة الملاذ الآمن اكتشفت تورط عدد من المصريين الهاربين في وقائع تزوير جوازات السفر. وقال: "فيه ناس اتحبست ست، وسبع شهور بسبب باسبور مزور". وزعم أن الهدف كان توريطه في جواز سفر مزور لترحيله إلى مصر.
لم يتحدث الإرهابي الهارب في اعترافاته الفاضحة عن جذور التكفيري المتورط في وقائع التزوير والاحتيال، ولم يذكر أنه شقيق قيادي تكفيري كان مطلوبًا في قضايا استهداف جنود، وضباط الجيش والشرطة بالعريش، وقد لقي مصرعه أثناء ملاحقة قوات إنفاذ القانون لمجموعة إرهابية بقيادة أحد أبرز قيادات تنظيم ما يُسمى "أنصار بيت المقدس".
اعترافات سامي كمال تؤكد أنه كان يعلم بأن جواز السفر موضوع الصفقة مزور، أو سيتم استخراجه بطرق احتيالية. ولهذا دفع مبلغ تسعة آلاف دولار أمريكي، واستلمه بالفعل، ثم حاول التحقق من صحته قائلًا إنه "كشف عليه"، دون أن يوضح أين ومتى وكيف. وكان هذا الغموض سببًا في تعزيز الشكوك حول اتهامه بالخيانة والعمالة.
لم يدرك صاحب الاعترافات أن الفيديو الذي نشره عبر صفحته الرسمية المُوثقة يكشف تورطه شخصيًا في التواصل والتعاون مع التكفيريين والعناصر الإرهابية في العريش قبل القضاء على الإرهاب في سيناء. فقد سلّم المبالغ المطلوبة منه بثقة تامة في صديقه التكفيري "وسيط الصفقة"، وثقة أكبر في قدرة المزور على استخراج جوازات سفر جديدة. كما كشفت الاعترافات عن صلة التعاون الوثيق بين "الإخوان" ودواعش سيناء قبل تطهير أراضيها من دنس الإرهابيين.
الإرهابي الهارب سامي كمال الدينوكان السؤال المطروح بعد فيديو الاعترافات: ما هو مصدر التسعة آلاف دولار التي دفعها سامي كمال مقابل تزوير جواز السفر؟ وعند البحث عن الإجابة، يبرز سؤال آخر حول مصدر الأموال التي يدفعها لترويج منشوراته التحريضية وفيديوهات الشائعات والأكاذيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن تسببت صراعات المكاسب والمغانم بينه، وبين عدد من الهاربين في منع اللجان الإلكترونية من دعمه بمئات الإعجابات والتعليقات والمشاركات التي كانت تنهمر عليه بعد دقائق من النشر.
أما عن اعترافه بالفشل في استرداد التسعة آلاف دولار بعد أن أبلغ قيادات جناحين من أجنحة "الإخوان"، وقيادات في تنظيم "الجماعة الإسلامية"، فهذا يعود إلى سببين: أولهما أن عناصر إخوانية أكدت أنه كان يعلم بأن جوازات السفر مزورة من البداية، وخطط للإيقاع بالأخ "التكفيري"، وشركائه والمتعاونين معه لتسليمهم تسليم أهالي.
أما عن علم جناحي "الإخوان"، وتنظيم "الجماعة الإسلامية" بصفقة التزوير، ودعمهم للأخ "التكفيري المزور"، ونقله آمنًا مؤمنًا من دولة إفريقية إلى دولة الملاذ الآمن، فلا جديد فيه. فجميع السوابق تشير إلى أن "الإخوان"، وكيانات الحلفاء تورطوا في صفقات تزوير وثائق السفر، والمستندات الرسمية، وقدموا كل الدعم للمزورين، والمستفيدين من التزوير. وقد تورطت قيادات إخوانية في العديد من هذه الصفقات، وظهرت أولى الوقائع عندما تمكنت السلطات اللبنانية من ضبط القيادي الإخواني مختار العشري، "مسؤول اللجنة القانونية في حزب الحرية والعدالة" المنحل، وكذلك الإخواني مسعد البربري في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت خلال محاولتهما السفر بجوازي سفر مزورين في الثالث من أبريل 2014. ولا يزال مختار العشري في صدارة الصف القيادي الإخواني الأول.
وفي واقعة تزوير أخرى، اعترف الإخواني محمد أسامة العقيد في فيديو مُسجل بأنه كان يستخدم جواز سفر مزورًا باسم "مراد". كما كشف أن بعثة دبلوماسية تابعة لإحدى دول الملاذ الآمن ساعدته في الهروب من دولة إلى أخرى، حتى وصل إلى دولة الأحضان الدافئة، حيث يحظى هو وأسرته بدعم ورعاية إخوانية!
وفي واقعة ثالثة تم ضبط قيادي إخواني مصري في أحد المطارات الليبية خلال محاولة للهروب باستخدام جواز سفر مزور، كما كشفت رسائل متبادلة بين عدد من أصحاب مكاتب الخدمات الطلابية خلال شهر أكتوبر 2024 عن استخدام "دنجوان الإخوان" لجواز سفر مصري مزور.
وختامًا، تكشف اعترافات سامي كمال الدين عن تورطه، وآخرين من الإرهابيين، في صفقات تزوير جوازات السفر، بعلم قيادات "الإخوان" وكيانات الحلفاء. وبينما تم ضبط بعضهم دون اتخاذ إجراءات قانونية حاسمة، لا يزال الآخرون يتمتعون بنعيم الأحضان الدافئة في دول الملاذ الآمن. فإلى متى ستستمر هذه الحماية؟ وهل ستُطبق نصوص القانون لمحاسبة المتورطين في صفقات الدواعش؟ أم سيظل المستفيدون من التزوير بعيدين عن المساءلة؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الجماعة الإسلامیة الإرهابی الهارب الملاذ الآمن آلاف دولار تزویر جواز سامی کمال سفر مزور جواز سفر
إقرأ أيضاً:
طيران السلام يُعزّز مرونة السفر على متن رحلاته بتدشينِ خدماتٍ جديدة
مسقط - الرؤية
أعلن طيران السلام، الناقل الاقتصادي من سلطنة عُمان، عن إطلاق ثلاث خدماتٍ جديدة تهدف إلى تعزيز تجربة سفر عملائه الكرام. اعتبارًا من يناير 2025، سيدشّن طيران السلام خدمة حقيبة إكسبريس و خدمة الأولوية وتسجيل الوصول عبر الإنترنت، ليحصل المسافرين على المزيد من المرونة والخيارات لتصميم رحلاتهم بما يتناسب مع احتياجات سفرهم الشخصية. ستكون هذه الخدمات مُتاحة للحجز عبر جميع قنوات الحجز الخاصة بطيران السلام.
يركّز طيران السلام على إعادة صياغة إستراتيجيته التشغيلية وذلك بهيكلة أسعاره المخفضة ليُتيح للمسافرين فرصًا أفضل لتوفير التكاليف خلال السفر. وكجزء من هذا التغيير، يمكن للمسافرين الآن توفير 1 ريال عماني من تكلفة السفر من خلال تسجيل الوصول المجاني عبر الإنترنت. قال أدريان هاميلتون-مانز، الرئيس التنفيذي لطيران السلام: "نؤمن بأنه يجب أن يُتاح للمسافرين حرية اختيار الخدمات التي يحتاجونها أثناء سفرهم." وأضاف: "يجب أن تُتاح للمسافرين الفرصة لتقليل تكاليف سفرهم والدفع مقابل ما يحتاجونه فقط. خطوتنا الأولى ضمن هذا المسار هي تمكين المسافرين من تخفيض تكلفة السفر عن طريق استخدام تسجيل الوصول عبر الإنترنت. ويمكن للمسافرين أيضًا تسجيل الوصول عبر المطار في حال رغبتهم بذلك مقابل رسوم إضافية لتتمكن شركة الطيران من تغطية تكاليف هذه الخدمة."
بالإضافة إلى هذه المبادرة، يُقدّم طيران السلام خدمتين مُبتكرتين جديدتين:
حقيبة إكسبريس: يُمكن للمسافرين حجز هذه الخدمة لتكون حقائبهم من بين أولى الحقائب التي تصل إلى منطقة استلام الحقائب عند الوصول. تضمن هذه الخدمة للمسافرين استلام أمتعتهم بسرعة عند الوصول إلى وُجهتهم النهائية
لينطلقوا في رحلتهم دون الانتظار الطويل على حزام الأمتعة.
خدمة الأولوية: يُمكن للمسافرين الآن اختيار حمل حقيبة إضافية بوزن 10 كجم على متن الطائرة بالإضافة إلى 5 كجم من الأمتعة اليدوية التي يُمكن لكل مسافر حملها مجانًا. تشمل خدمة الأولوية من طيران السلام أيضًا أولوية الصعود إلى الطائرة لتضمن لهم الاستفادة من المساحة المُتاحة للأمتعة في الرفوف العلوية على متن الطائرة إلى جانب أولوية تسجيل الوصول في المطار للاستمتاع بتجربة سفر سلسة ومُريحة.
وعن تصميم هذه الخدمات قال هاميلتون-مانز: "لقد صممنا هذه الخدمات الجديدة لنوفّر للمسافرين المزيد من الخيارات والمرونة". وأضاف: "ابتداءً من يناير، سيتمكّن المسافرين على متن رحلاتنا من الاستمتاع بالمزيد من التخصيص لخطط سفرهم. ونلتزم في طيران السلام بتقليص تكاليف السفر بتوفير المزيد من الخيارات لعملائنا لتتوافق مع احتياجات سفرهم بما يتناسب مع متطلباتهم الشخصية. مع خدمة حقيبة إكسبريس، وخدمة الأولوية، وتسجيل الوصول عبر الإنترنت، يقدم طيران السلام مجموعة موسعة من الخدمات التي تجعل كل رحلة أكثر متعة وأقل تكلفة."
عن طيران السلام
طيران السلام هو الناقل الاقتصادي من سلطنة عُمان. بدأ عملياته التشغيليّة في عام 2017 ويُركّز على جعل السفر إلى سلطنة عُمان مُتاحًا بأفضل الأسعار. يشغّل طيران السلام أسطولًا مكوّن من 13 طائرة من عائلة إيرباص A320 لخدمة 6 وجهات محليّة في السلطنة بالإضافة إلى 37 مدينة في 18 دولة. تم التصويت لطيران السلام كأكثر العلامات التجارية ثقةً في سلطنة عُمان لعامي 2022 و2023.