مشاركون جرحى في مسيرة السبعين.. الشهادة في سبيل الله شرف عظيم وهذا هو زمانها ومكانها
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
يمانيون../
وسط زخات المطر، وبرودة الشتاء، يخرج الشعب اليمني بمختلف فئاته العمرية إلى ميادين وساحات النصرة والإسناد للشعبين الفلسطيني واللبناني.
ويؤكد الأحرار خلال كل جمعة عدم تراجعهم أو فتورهم، مشددين في مسيرة الجمعة الماضية على أهمية الشهادة في سبيل الله والدفاع عن المستضعفين، وأنهم على جهوزية عالية، للانتصار لدماء الشهداء ضد كل طواغيت الأرض.
وأكد المشاركون أن الذكرى السنوية للشهيد، تعد محطة إيمانية جهادية تربوية تذكر شعب الإيمان والحكمة بقيم ومبادئ الشهداء، وعظيم الفوز -بفضل الله- ودور الشهادة في حماية الأوطان والشعوب والأديان، ونشر قيم العدل والقسط والرحمة والإحسان في أرقى مراتبه بين أبناء الأمة، لافتين إلى أن الشهادة في سبيل الله شرف عظيم، لا ينالها إلا الصابرون، وأن هذا هو زمانها ومكانها، داعين كل أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى استشعار المسؤولية الدينية والتحرك الفوري لنصرة أهلهم وإخوانهم المستضعفين في فلسطين ولبنان، جراء ما يتعرضون له من حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي منذ أكثر من عام.
وفي هذا السياق يقول الجريح طه المؤيد ومعه أطفاله تحت المطر: “في هذه الذكرى العظيمة التي حاربتها الأنظمة العميلة، وحاولت عزل شعوبنا عن قيم الشهادة في سبيل الله وفضلها، وأهميتها، وأهمية الجهاد والاستشهاد، ووصل بها الحال لاستبعاد الدروس والنصوص ذات الصلة من الكتب الدراسية، والمقررات الجامعية والوعي الشعبي وخطب الجمعة، المتصلة بهذه الزاوية المهمة في ديننا الإسلامية،نؤكد للشهداء العظماء أننا على دربهم ماضون وللحاق بهم مشتاقون، وهزيمة عدونا متلهفون، ولنصرة المستضعفين على هذه الأرض متفانون”.
ويتابع المؤيد في حديثة ن الرسالة السماوية المحمدية منذ بزوغ فجرها قائمة على هذا العماد المهم من أعمدة الدين، ومن يتأمل في حركة الشعوب والحضارات والصراعات عبر مختلف الأنبياء والرسل، تعتمد بشكل كبير ومحوري على أهمية الجهاد والاستشهاد، في مقارعة الطغاة والمستكبرين في كل عصر”.
ويردف المؤيد: “ماذا سنقول لله يوم نلقاه حين يسألنا عن دورنا وما قدمناه في نصرة عباده المستضعفين في قطاع غزة ولبنان؟ وكيف سيكون حالنا إذا تخاذلنا اليوم ونحن هنا؟ العدو الصهيوني المشهور بقتل أنبياء الله ورسله والصالحين من عباده، لم يتوقف في حدود فلسطين ولبنان، بل سيتحرك لإبادة كل العرب والمسلمين، وهذا جزء من منهاجه ودينه وثقافته التي يعمقها في عقول الأطفال داخل كيانه الغاصب”، مشيراً إلى أن المخرج الوحيد والسبيل الأوحد لهذه الأمة لتخرج من واقعها البائس اليوم هو أن تحيي قيم ومبادئ التضحية والفداء والشهادة والاستشهاد في وعي شعوبها، وتحرك رجالها للدفاع عن كرامتها، ووجودها ومقدراتها وشرفها ودينها ومقدساتها”.
الجريح أبو أحمد الحملي وهو بعكازتيه على ميدان السبعين وسط الماء والبرد لا يأبه لشيء غير الاستماع بإنصات لفقرات المسيرة المليونية، وبيانها.
يقول: “الشهادة هي تجارة مع الله، وأنا اليوم جريح، أحمد الله على هذا الفضل، وهذه المرتبة التي تقربنا لما عدها من المرتبة العظيمة، وكما تقبل الله من بعض العطاء ، نسأله، ونتضرع إليه أن يأخذ منا ما بقى، ونحن في سبيل الله على درب المجاهدين العظماء لن نحيد ولن نتزحزح قيد أنملة ، بل سنسعى بكل عشق وشوق لنكون في رفقتهم هناك أحياء عند ربهم يرزقون، وأن نكون ممن قال الله فيهم: [ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا] صدق الله العظيم.
ويضيف الحملي: “نحن ماضون على درب الشهداء، ونواكب الأحداث، وما يحصل من جرائم الإبادة في غزة ولنبان ، وما تقوم به السعودية من نشر للفسوق والرجس والانحطاط والعصيان، مؤكداً أن هذا يحتم علينا كمجاهدين التمسك بمبدأ الشهادة في سبيل الله ، ومقارعة المجرمين، وأئمة الكفر ، وجنود الشيطان الذين يقتلون عباد الله ويستهدفون القيم والدين والهوية وزكاء النفوس”.
ويختم:”بعنا من الله منذ أول يوم تحركنا فيه للجهاد في سبيل الله، وسنقدم كل جوارحنا، وما بقي لنا من أنفاس للدفاع عن هذه الأمة، وشعوبها ودينها ومقدساتها تحت لواء السيد القائد العلم سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله.
وعلى صعيد متصل يقول يحيى علي إسحاق :”نحمد الله على أن منَّ علينا بهذه القيادة الربانية التي عززت، ورسخت مفهوم الشهادة والاستشهاد في وعي شعبنا وأجيالنا، وقدمت للأمة النموذج الفريد، الذي يمكن البناء عليه، من القدرة والاقتدار، على مقارعة المستكبرين والطواغيت، موضحاً أنه لولا هذه الثقافة المشبعة بحب الشهادة في سبيل الله والسعي بكل تفاني للفوز -بفضل الله- لما وصل شعبنا اليمني، إلى هذا المستوى المتقدم الذي وصل إليه، حيث تمكن من تمريغ أنوف قوى العدوان خلال 9 أعوام وما سبقها من حروب ظالمة على حملة المشروع القرآني في محافظة صعدة، ولما استطعنا اليوم الوقوف بهذا الموقف المشرف في نصرة المستضعفين المسلمين في فلسطين ولبنان”.
ويشير إسحاق في حديثة “إلى أن الشهادة في سبيل الله وحبها وتنميتها في وعي أجيال الأمة، تمثل المخرج الوحيد لشعوب أمتنا التي تعيش اليوم أسوأ مراحل الإذلال والاستعباد والمهانة، تحت هيمنة أمريكا وإسرائيل وأدواتها من الأنظمة العربية والإسلامية”.
ويقول: “نحن من أبناء محافظة صعدة عانينا ويلات العدوان منذ الحروب على صعدة، وعايشنا الأحداث المتلاحقة، وخبرنا وعرفنا أهمية وفاعلية الشهادة في سبيل الله عن قرب، ومن منطلق الحاجة، ونحن اليوم نؤكد أن فيها فضل عظيم هنا في هذه الحياة الدنيا يثمر نصراً وعزاً وتمكيناً وغلبة”.
من جانبه يتساءل عادل محسن دهيش: ما الفرق بين جيش محور المقاومة المجاهد في سبيل الله ، وبين جيوش أعدائنا؟ مؤكداً أن الشهادة في سبيل الله وحبها والتسابق والمسارعة نحوها هو الفرق بيننا وبين عدونا، وهي العامل والمتغير الأهم الذي قلب الموازين والمعادلات العسكرية والسياسية في المنطقة اليوم “.
ويرى دهيش في حديثه أن من يتحرك في سبيل الله يلمس أثر الشهادة وفضلها ومكاسبها على المستوى الأسري والمجتمعي والوطني، وعلى مستقبل الأمة بشكل عام، وهذه وصيتي التي أود أن يعيها كل المجاهدين الصامدين في الثغور والمرابطين في مختلف الجهاد المقدس من اليمن إلى لبنان إلى فلسطين إلى العراق وسوريا، وكل مجاهد يسعى للتحرك في مقارعة قوى البغي والعدوان والاستكبار أينما كان موقعه”.
ويزيد :”الفرق الكبير الذي تخلقه الشهادة وحبها بين مجاهدينا وجيوش أعدائنا كبير وواضح اليوم، حيث أثمر في الميدان ، وعلى العدو أن يفهم أن مخططاته السابقة التي استهدفت وعي الأمة بهذا الفضل العظيم تبخر، وعلى شعوب أمتنا تعزيز روحية الشهادة وحب الاستشهاد، لتكون بالمستوى القادر على مواجهة الأعداءـ وإفشال مخططاتهم ومساعيهم التدميرية للمجتمع البشري”.
————————————-
منصور البكالي – المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشهادة فی سبیل الله
إقرأ أيضاً:
عون من القمة العربية: اليوم يعودُ لبنانُ إليكم وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غداً
في كلمته أمام القمة العربية في القاهرة، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أنه قد يكون آخر الوافدين إلى القمة، لكنه لا يهدف إلى تقديم الدروس عن فلسطين، بل جاء ليقدّم شهادة حياة فقط. وأوضح أنه خدم وطنه لأكثر من أربعين عاماً، وهذا ما يدفعه للتعبير عن موقفه إزاء القضية الفلسطينية.وجاء في كلمة الرئيس عون:
"قد أكون آخر الوافدين إلى مجلسكم.
وهذا لا يخولني إعطاء الدروس عن فلسطين، موضوع قمتنا... وأمانتنا.
لكنني آتٍ إليكم من أربعين سنة ونيف، جندياً في خدمة وطني وشعبي.
وهذا ما يدفعني لاستئذانكم، لتقديمِ شهادةِ حياةٍ لا غير.
لقد علّمني لبنانُ أولاً، أنّ فلسطينَ قضيةُ حق.
وأنّ الحقَ يحتاجُ دوماً إلى القوة.
وأنّ القوةَ في نضالات الشعوب، هي قوةُ المنطق. وقوةُ الموقف. وقوةُ إقناعِ العالم. وقوةُ حشدِ تأييدِ الرأي العام. وقوةُ موازين القوى الشاملة".
أضاف:" علّمني لبنانُ ثانياً، أنّ فلسطينَ قضيةٌ ثالوث: فهي حقٌ فلسطينيٌ وطني. وحقٌ عربيٌ قومي. وحقٌ إنسانيٌ عالمي.
وأننا كلما نجحنا في إظهار هذه الأبعاد السامية لفلسطين، كلما نصرْناها وانتصرنا معها.
بالمقابل، كلما حجّمناها وقزّمناها، إلى حدودِ قضيةِ فئةٍ أو جهةٍ أو جماعةٍ أو محور...
وكلما تركنا فلسطينَ تُزجُّ في أزقةِ صراعاتٍ سلطويةٍ هنا، أو نزاعاتِ نفوذٍ هناك...
كلما خسرناها وخسرنا معها".
وقال:" علّمتني حروبُ لبنان أيها الإخوة، أنّ البُعدَ الفلسطيني لقضية فلسطين، يقتضي أن نكون دائماً مع شعبِها. أصلاً وفعلاً .
أي أن نكونَ مع خياراته ومع قراراته. مع سلطاتِه الرسمية ومع ممثليه الشرعيين. أنْ نقبلَ ما يقبلُه شعبُها. وأن نرفضَ ما يرفضُه.
أن تكونَ بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها...
إنه الطريقُ الأفضلُ لنصرةِ فلسطين.
كما أن سيادة لبنان الكاملة والثابتة، تتحصّن بالتعافي الكامل في سوريا، كما بالاستقلالِ الناجز في فلسطين.
الأمر نفسه بالنسبة إلى كل دولة من دولنا، في علاقاتها وتفاعلها مع كل جار عربي، ومع كل منطقتنا العربية.
أيُ اعتلالٍ لجارٍ عربي، هو اعتلالٌ لكل جيرانه. والعكسُ صحيحٌ".
أكمل:" علّمني لبنان بعد عقودٍ من الصراعات والأزمات والإشكاليات، أن لا صحة لأي تناقض موهوم، أو لنزاع مزعوم، بين هوياتنا الوطنية التاريخية والناجزة، وبين هويتِنا العربية الواحدة والجامعة. بل هي متكاملة متراكمة.
أنا لبنانيٌ مئة بالمئة. وعربيٌ مئة بالمئة. وأفخرُ بالاثنين. وأنتمي وطنياً ورسالياً إلى الاثنين.
ما أن تكون فلسطين قضية حقٍ إنساني عالمي، فيقتضي أن نكون منفتحين على العالم كله. لا منعزلين. أصدقاء لقواه الحيّة. متفاعلين مع مراكز القرار فيه. محاورين لها لا محاربين. مؤثرين لا منبوذين.
استطرد:" هذا ما علمني إياه لبنان عن فلسطين، وهذا ما أشهد به أمامكم.
أشهدُ به، بعدما تعهدتُ أمام شعبي، بعودةِ لبنانَ إلى مكانِه ومكانتِه تحت الشمس.
وها أنا هنا بينكم، أجسّدُ العهد. فها هو لبنانُ قد عادَ أولاً إلى شرعيته الميثاقية، التي لي شرفُ تمثيلِها.
ها هو الآن، يعودُ ثانياً إلى شرعيتِه العربية، بفضلِكم وبشهادتِكم وبدعمِكم الدائم المشكورِ والمقدّر.
ليعودَ معكم ثالثاً إلى الشرعيةِ الدولية الأممية. التي لا غنى ولا بديلَ عنها لحمايتِه وتحصينِه واستعادةِ حقوقِه كاملة".
تابع": في بلدي، تماماً كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ محتلة من قبل إسرائيل. وأسرى لبنانيون في سجونها. ونحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم.
لا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ أرضِنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبتة والمرسّمة أممياً.
ولا سلامَ من دون دولةِ فلسطين.
ولا سلامَ من دون استعادةِ الحقوق المشروعة والكاملة للفلسطينيين.
وهو ما تعهدنا به كدولٍ عربية. منذ مبادرةِ بيروتَ للسلام سنة 2002، حتى إعلان الرياض في تشرين الثاني الماضي.
أيها الإخوة، لقد عانى لبنانُ كثيراً. لكنه تعلّمَ من معاناته.
تعلّمَ ألا يكونَ مستباحاً لحروبِ الآخرين.
وألا يكونَ مقراً ولا ممراً لسياساتِ النفوذِ الخارجية. ولا مستقَراً لاحتلالاتٍ أو وصاياتٍ أو هيمنات.
وألا يسمحَ لبعضِه بالاستقواء بالخارج ضدَ أبناءِ وطنِه. حتى ولو كان هذا الخارجُ صديقاً أو شقيقاً.
وألا يسمحَ لبعضِه الآخر، باستعداءِ أيِ صديقٍ أو شقيق. أو إيذائه فعلاً أو حتى قولاً".
ختم:" تعلمَ لبنان أنّ مصالحَه الوجودية هي مع محيطِه العربي. وأنّ مصالحَه الحياتية هي مع العالمِ الحرِ كلِه.
وأنّ دورَه في منطقته أن يكونَ وطنَ لقاء. لا ساحةَ صراع.
وأنّ علةَ وجودِه هي في صيانةِ الحرية، وصياغةِ الحداثة، وصناعةِ الفرح.
فرحُ الحياةِ الحرة الكريمة السيدة المزدهرة اليانعة، المنفتحة على كلِ ما هو جمالٌ وحقٌ وخيرٌ وعدلٌ وقيمٌ إنسانية جامعة حيّة.
اليوم يعودُ لبنانُ إليكم. وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غداً.
فإلى اللقاء. وحتى ذاك لكم من لبنانَ كلُ التحية وكلُ الأُخوّة".