أصاب الزعيم الكوبي "فيدل كاسترو" عين الحقيقة حين سُئل إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي عام 1960م: أيهما تفضل: "ريتشارد نيكسون"، أم "جون كيندي"؟، فكان رده عبقرياً بالقول: "لا يمكن المقارنة بين حذاءين يلبسهما نفس الشخص. أمريكا لا يحكمها إلا حزب واحد، الحزب الصهيوني، وله جناحان، فالجناح الجمهوري يمثل القوة الصهيونية المتشددة، والجناح الديمقراطي يمثل القوة الصهيونية الناعمة.
وتتأكد عبقرية كلمات "كاسترو" الآن بعد انتخاب "دونالد ترامب" في ولايته الثانية رئيسًا، وهو ما يتجلى في اختياراته لفريق عمله قبيل دخوله البيت الأبيض رسميًا بنحو شهرين، وهو فريق "صهيوني بامتياز" يُعد امتدادًا منطقيًا لـ"ترامب" بنرجسيته وعجرفته و"صهيونيته الإنجيلية" ومشاعره الفوقية تجاه العرب والمسلمين، وانحيازه المطلق لحسم الصراع لصالح العدو الصهيوني، وفرض تصوره في شطب الملف الفلسطيني، وفرض الهيمنة الإسرائيلية ومعاييرها الأمنية على المنطقة.
وبنظرة سريعة على أركان إدارته الجديدة الصهيونية بشكل زاعق، نجد مثلاً: مديرة وكالة الاستخبارات الوطنية "تولسي غابارد"، والتي تؤمن بحق إسرائيل في عمل ما تراه مناسباً لحماية أمنها. أما وزير الخارجية "مارك روبيو" فيرى أن الطريقة الوحيدة للتخلص من الحرب في الشرق الأوسط هي التخلص من الفلسطينيين، وأن أرض فلسطين هي أرض إسرائيلية صرفة!!.
بينما يُعرف مدير الـ(سي ىي إيه) "جون راتكليف" بأنه "صهيوني حتى النخاع"، ونفس الأمر ينطبق على "مايك هاكابي" سفير واشنطن الجديد في تل أبيب، والذي يقول بصراحة أنه "لا يُوجد شيء اسمه فلسطيني"، فضلًا عن دعمه المطلق للمستوطنين، وبضرورة ضم الضفة الغربية، وأيضًا دعم الجماعات اليهودية المتطرفة التي تُطالب بتدمير المسجد الأقصى!!
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء غرينلاند ردا على ترامب: نستحق أن نُعامل باحترام
أعرب رئيس وزراء غرينلاند ميوت إيجه، الاثنين، عن استيائه من معاملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسكان الجزيرة ذات المساحة الشاسعة والغنية بالمعادن، وذلك بعد عود الأخير إلى إبداء رغبته بالسيطرة على الجزيرة التابعة لمملكة الدنمارك.
ودأب ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري على التصريح بشأن عزمه السيطرة على الجزيرة التي تعد الأكبر في العالم من حيث المساحة، وذلك بسبب احتوائها على ثروات هائلة.
وفي خطابه أمام الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي، جدد ترامب اهتمامه بشراء الجزيرة متعهدا بتحقيق الرخاء والأمن لصالح "الشعب الرائع" في غرينلاند.
وأعاد ترامب رسالته إلى غرينلاند من خلال تدوينة نشرها اليوم الاثنين عبر منصة التواصل الخاصة به "تروث سوشيال"، حيث قال "سنستمر في الحفاظ على سلامتكم، كما فعلنا منذ الحرب العالمية الثانية. مستعدون لاستثمار مليارات الدولارات لخلق وظائف جديدة وجعلكم أثرياء".
في المقابل، رد رئيس الحكومة في الجزيرة الواقعة في شمال المحيط الأطلسي على عرض ترامب، قائلا "نستحق أن نُعامل باحترام، ولا أرى أن الرئيس الأمريكي فعل ذلك منذ توليه منصبه".
وأضاف في حديثه مع الإذاعة العامة الدنماركية، "نحن بحاجة إلى وضع حدود واضحة وبذل المزيد من الجهد في (تنمية العلاقات مع) البلدان التي تظهر لنا الاحترام للمستقبل الذي نريده"، وفقا لوكالة رويترز.
وشدد رئيس وزراء غرينلاند، على أن الجزيرة التي تمارس حكما ذاتيا ويبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة، "يجب أن تقرر مستقبلها بنفسها".
يشار إلى أن الجزيرة تُعتبر نقطة استراتيجية في المنطقة القطبية الشمالية، ويجعلها هذا الموقع مهمة للغاية من الناحية العسكرية؛ فهي تُعد بوابة إلى القطب الشمالي، حيث تتزايد المنافسة بين الدول الكبرى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة.
تمتلك الولايات المتحدة بالفعل قاعدة عسكرية كبيرة في غرينلاند تُعرف باسم قاعدة ثول الجوية (Thule Air Base)، وهي تُستخدم لرصد الصواريخ وتوفير أنظمة إنذار مبكر.
السيطرة على غرينلاند بالكامل ستمنح الولايات المتحدة نفوذًا أكبر في المنطقة القطبية الشمالية، نظرا لأن أقصر طريق من أوروبا إلى أمريكا الشمالية يمر عبر الجزيرة.
ولا يمكن إغفال الموارد الطبيعية والثروات المعدنية التي تحتوي عليها الجزيرة، وربما تكون سببا بارزا لرغبة ترامب في السيطرة عليها، خاصة مع الاعتقاد أن غرينلاند تحتوي على احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي، ما يجعلها جذابة من الناحية الاقتصادية.