مع تفاقم الحروب والنزاعات في بعض بلدان العالم العربي، شهدت المنطقة موجات نزوح ولجوء كبيرة نحو دول أخرى، وعلى الرغم من أن اللاجئين يسعون إلى الأمان والاستقرار في تلك الدول، إلا أنهم يواجهون أزمة هوية معقدة نتيجة التغيرات الجذرية في حياتهم وظروفهم.
أزمة الهوية هي حالة من الاضطراب النفسي والاجتماعي يعيشها الفرد عندما يجد صعوبة في تحديد من يكون، أو في التوفيق بين ثقافته الأصلية والقيم الجديدة في المجتمع المستضيف.
تنشأ أزمة الهوية بسبب الفقدان المفاجئ للأوطان، فقد ترك هؤلاء من خلفهم أوطانهم، منازلهم، وعائلاتهم الممتدة، مما أدى إلى شعور بالانفصال والاغتراب إضافة إلى الاختلاف الثقافى، فهؤلاء اللاجئون الذين ينتقلون إلى دول ذات ثقافات ولغات مختلفة يواجهون صعوبة في الاندماج، مما يضعهم في مواجهة تحديات الهوية، ويعرضهم أيضًا إلى التمييز والإقصاء مما يعيق شعورهم بالانتماء، ويُفاقم شعور الاغتراب وفقدانهم الوضع الاجتماعي الذى كانوا يتمتعون به في أوطانهم، فيضطرون إلى قبول أعمال بسيطة أو العيش في ظروف صعبة في دول اللجوء. كما تؤثر تلك الأزمة على الأطفال الذين نشأوا في دول اللجوء حيث يواجهون صراعًا إضافيًا حين يشعرون بالانتماء للمجتمع الجديد بينما يتمسّك أهلهم بالثقافة الأصلية للوطن الأم.
أزمة الهوية التي يواجهها اللاجئون العرب ليست مجرد تحدٍ شخصي، بل قضية إنسانية واجتماعية تتطلب تعاونًا بين الدول المستضيفة والمجتمع الدولي من أجل تعزيز ثقافة التعايش، وتوفير الدعم اللازم للاجئين ليتمكنوا من بناء حياة جديدة دون فقدان هويتهم الأصيلة.. .حفظ الله بلادنا وشعوبنا العربية من التشتت والأزمات. حفظ الله مصر الوطن.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
هيام عباس: السينما أداة قوية للتعبير عن الهوية والتراث والفن يُحافظ على الذاكرة الجماعية
(عمان): مسيرة فنية استثنائية تجسدها الممثلة والمخرجة الفلسطينية هيّام عباس، التي انطلقت من قرية دير حنا في الجليل لتصل إلى أرقى المنصات الفنية العالمية في هوليوود. وخلال مشاركتها في فعاليات مهرجان أجيال السينمائي 2024، استعرضت عباس تجربتها الفنية الممتدة على مدار أربعين عاماً، مؤكدة أهمية السرد القصصي الجماعي في نقل الهوية والتراث.
وفي حديثها عن دور السينما في التعبير عن الهوية، شددت "عباس" على أهمية استخدام الفن كمنصة للتعبير عن الذات والوجود بشكل أصيل، بعيداً عن الصور النمطية التي يفرضها الآخرون. وأكدت على العلاقة الوثيقة بين التجارب الشخصية والذاكرة الجماعية، داعية إلى أهمية الحفاظ على الهوية الجماعية وتعزيزها.
وكشفت الفنانة المخضرمة عن مشاريعها المستقبلية، حيث تستعد للتعاون مع المخرج دانييل عربيد، كما ستشارك في فيلم للمخرجة آن ماري جاسر يتناول قصة نضالية فلسطينية تمتد عبر أجيال متعددة. وتفتخر عباس بمسيرتها المهنية الثرية التي جمعتها مع نخبة من أهم المخرجين في العالم، من بينهم المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ، وجيم جارموش، ودينيس فيلنوف، وتيرينس ماليك، وريدلي سكوت، إضافة إلى مخرجين عرب بارزين مثل يسري نصر الله وهاني أبو أسعد.
وتصف هيام عباس تجربتها في عالم التمثيل بأنها رحلة معرفية عميقة ساعدتها في اكتشاف ذاتها وفهم الطبيعة البشرية بشكل أعمق. وقد توج هذا المسار المهني مؤخراً بمشاركتها في الفيلم الوثائقي "باي باي طبريا" الذي أخرجته ابنتها لينا سويلم، وحظي بدعم مؤسسة الدوحة للأفلام. وعلى الرغم من ترددها الأولي في كشف جوانب شخصية من حياتها، إلا أن النتيجة النهائية للفيلم أثبتت نجاح هذه التجربة الفنية المميزة.
وفي سياق حديثها عن السينما الفلسطينية، أشارت إلى تجاربها المتنوعة في السينما العربية، خاصة في دول شمال إفريقيا، مؤكدة على العلاقة الخاصة التي تربطها بالسينما النسائية في هذه المنطقة. كما نوهت إلى التحديات التي تواجه صناعة السينما الفلسطينية، وأبرزها نقص التمويل الذي يعيق تطور هذه الصناعة رغم وفرة الأفكار والمواهب.
وأثبتت الممثلة والمخرجة الفلسطينية هيّام عباس تنوع موهبتها من خلال تجربتها في الإخراج، حيث قامت بإخراج حلقة من المسلسل الشهير "رامي"، كما أخرجت الفيلم القصير "لي دوني ديلا فوتشيرا" ضمن سلسلة روايات برادا المخصصة للنساء، مما يؤكد قدرتها على التنقل بين مختلف المجالات الفنية بنجاح.