ماذا يعني إصدار المدعي العام للجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق المجرم نتنياهو وغالانت؟
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
يحيى صلاح الدين
أُسّست المحكمة الجنائية الدولية عام 2002، وهي أول محكمة دولية دائمة لجرائم الحرب في العالم، ولكن ليس لديها وسيلة لتنفيذ أوامر الاعتقال وتكون الدول الأعضاء في المحكمة (124 دولة) مُلزَمة بالتعاون معها، واعتقال الأشخاص الذين صدرت هذه المذكرات بحقهم بشكل فوري إذَا وُجد على أراضيها.
ولكن لماذا صدرت أوامر الاعتقال بعد عام كامل من جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدوّ الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والواضح أن الغرب أراد تجميل صورته وخاف على خسارة سمعته مثلما ساءت سُمعة “إسرائيل” في العالم بأكمله وأراد أن يثبت أن أهم منصة قضائية دولية ليست أداة بيد الغرب، لذلك منح الضوء الأخضر للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات الاعتقال بحق المجرم نتنياهو وغالانت.
وأوضحت المــادة (5) الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة:
1- يقتصر اختصاص المحكمة على أشد الجرائم خطورة موضع اهتمام المجتمع الدولي بأسره، وللمحكمة بموجب هذا النظام الأَسَاسي اختصاص النظر في الجرائم التالية:
أ) جريمة الإبادة الجماعية.
ب) الجرائم ضد الإنسانية.
ج) جرائم الحرب.
د) جريمة العدوان.
2- تمارس المحكمة الاختصاص على جريمة العدوان متى اعتمد حكم بهذا الشأن وفقًا للمادتين 121 وَ123 يعرف جريمة العدوان ويضع الشروط التي بموجبها تمارس المحكمة اختصاصها فيما يتعلق بهذه الجريمة، ويجب أن يكون هذا الحكم متسقًا مع الأحكام ذات الصلة من ميثاق الأمم المتحدة.
وللمحكمة أن تمارس اختصاصها فيما يتعلق بجريمة مشار إليها في المادة 5 وفقًا لأحكام هذا النظام الأَسَاسي في الأحوال التالية:-
(أ) إذَا أحالت دولة طرفٌ إلى المدعي العام وفقًا للمادة 14 حالة يبدو فيها أن جريمة أَو أكثر من هذه الجرائم قد ارتكبت.
(ب) إذَا أحال مجلس الأمن، متصرفًا بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حالة إلى المدعي العام يبدو فيها أن جريمة أَو أكثر من هذه الجرائم قد ارتكبت.
(ج) إذَا كان المدعي العام قد بدأ بمباشرة تحقيق فيما يتعلق بجريمة من هذه الجرائم وفقًا للمادة 15.
العدوّ الإسرائيلي يتحجج بأنه ليس عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، ويدعي أنه “لا صلاحية” للمحكمة على “إسرائيل” أَو الأراضي الفلسطينية المحتلّة، لكن المحكمة تدحض هذا الادِّعاء وأكّـدت في فبراير/شباط 2021، أن لها ولاية قضائية على جرائم حرب أَو فظائع ارتُكبت في الأراضي الفلسطينية المحتلّة عام 1967 كما أعلنت المحكمة، في يناير/كانون الثاني الماضي، أنها تحقّق في جرائم محتملة بحق الصحفيين منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، إضافة إلى أن الغاية من إنشاء المحكمة هو النظر في الجرائم الخطيرة التي تهدّد السلم والأمن الدوليين والعمل على ألا تمر دون عقاب، وأنه يجب ضمان مقاضاة مرتكبيها على نحو فعال ولها الأَسَاس القانوني المستند إلى اتّفاقية “فيينا” لقانون المعاهدات وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني من خلال تدابير تتخذ على الصعيد الوطني وَمن خلال تعزيز التعاون القضائي الدولي.
صحيح أن مذكرات الاعتقال تأخرت كَثيرًا إلَّا أنها صدمت العدوّ الإسرائيلي وجعلته يخسر سمعته كَثيرًا أمام العالم وأصبحت تنقلات الملعون المجرم نتنياهو وغالانت محدودة وضيقة وتداعياتها الاقتصادية والسياسية داخل الكيان كارثية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المدعی العام
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني طلب اعتقال زعيم طالبان ورئيس المحكمة العليا في أفغانستان؟
كابُل- في خطوة مفاجئة، طالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بإصدار مذكرتي اعتقال بحق زعيم حركة طالبان الشيخ هبة الله آخوند زاده، ورئيس المحكمة العليا وكذلك قاضي القضاة الشيخ عبد الحكيم حقاني، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والتمييز ضد النساء والفتيات في أفغانستان.
وقال كريم خان، في بيان، إن "ثمة دوافع معقولة تسمح بالقول إن زعيم حركة طالبان، هبة الله آخوند زاده، ورئيس المحكمة العليا، عبد الحكيم حقاني، عليهما مسؤولية جنائية متمثلة في اضطهاد مرتبط بحقوق المرأة الأفغانية، ويعتزم مكتب المدعي العام تقديم طلب مماثل بشأن أعضاء كبار آخرين في طالبان قريبا".
رئيس المحكمة العليا في حكومة طالبان عبد الحكيم حقاني (وكالات)ويتعيّن على قضاة المحكمة الجنائية الدولية النظر في طلب المدعي العام قبل البتّ في مسألة إصدار مذكرة توقيف من عدمه، في إجراء قد يتخذ أسابيع أو شهورا.
ويعيش الشيخ هبة الله آخوند زاده في شبه عزلة بولاية قندهار، معقل حركة طالبان التاريخي، وكانت إطلالاته العلنية نادرة جدا.
في المقابل، ندّدت الخارجية الأفغانية بالطلب، وقالت في بيانها -الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إن "طلب اعتقال زعيم الإمارة الإسلامية الشيخ هبة الله آخوند زاده ورئيس المحكمة العليا الشيخ حقاني قرار ذو دوافع سياسية ولا يستند إلى أساس قانوني عادل".
إعلانواتهم بيان الخارجية المحكمة الجنائية بغضّ الطرف "عن جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الأجنبية خلال 20 عاما من وجودها في أفغانستان".
وانضمت أفغانستان إلى الدول التي وقعت على قانون محكمة الجنائية الدولية عام 2003، خلال فترة رئاسة الرئيس الأسبق حامد كرزاي.
ورغم أن قضية أفغانستان كانت قيد التحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية منذ فترة طويلة، فإنه منذ عام 2007 لم يصدر أي أمر من المحكمة لاعتقال ومحاكمة قادة حركة طالبان.
ضرر في العلاقات الدوليةيرى خبراء في الشأن الأفغاني أن حكم المحكمة الجنائية الدولية ستكون له آثار كبيرة على مستقبل حكم طالبان في أفغانستان وعلاقاتها بالخارج. في حين ستكون أي دولة وقعت على نظام روما الأساسي مسؤولة عن اعتقال زعيم طالبان أو المسؤولين المتهمين من حكومته، والقرار يضر بمكانتهم القانونية والسياسية والدولية.
ويوضح الباحث في القانون الدولي حكمت جليل، للجزيرة نت، أن "زعيم حركة طالبان الشيخ هبة الله أول زعيم أفغاني يواجه المحكمة الجنائية الدولية، وبإمكان هذه الحالة أن تعرقل عملية الاعتراف بحكومة طالبان، فالدول الأعضاء في المحكمة ستتعامل مع الملف الأفغاني بحذر".
وتقسّم المحكمة الجنائية الدولية الجرائم ضد الإنسانية إلى 4 فئات، هي:
الإبادة الجماعية. والقتل الشامل. والجرائم الإنسانية ضد المرأة أو الفئات الاجتماعية. وفرض أيديولوجية على الآخرين.ووجّه بيان المدعي العام للمحكمة الجنائية هذه الاتهامات الأربع فعلا لزعيم طالبان ورئيس المحكمة العليا في أفغانستان. ويعتبر المراقبون هذا الأمر خطوة تاريخية كرد قضائي دولي على سياسات طالبان بشأن المرأة الأفغانية وعملها.
وإذا أقرت المحكمة طلب الاعتقال، فسيكون ذلك بداية لعملية قضائية معقّدة قد تؤثر بشكل كبير على العلاقات الدبلوماسية والداخلية لطالبان، وتضع الحركة في منعطف خطير، ويلقي بظلاله على توقعاتها بالحصول على اعتراف دولي.
إعلانيقول الكاتب والباحث السياسي أسد الله كريمي، للجزيرة نت، إن "زعيم طالبان لا يظهر أمام الجمهور، وقد يمتنع عن السفر الدولي، فمن المحتمل أن يظل في مأمن من الاعتقال لفترة طويلة رغم أمر المحكمة، وسياسيا سيجعل القرار نوع العلاقات الخارجية والتعامل مع طالبان أكثر تعقيدا وصعوبة".
وهذا هو التحقيق الثاني الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية بالشأن الأفغاني. وإصدار مذكرتي اعتقال لا يضمن في حد ذاته قيام المحكمة الجنائية الدولية باعتقال زعيم طالبان أو غيره من المتهمين، إذ لا تتمتع المحكمة بصلاحيات واسعة، كما أن تعاون الدول الأعضاء ضروري لتنفيذ الأمر، كما سيحتاج الأمر إلى فترة طويلة، كما أن رد حركة طالبان على طلب المدعي العام يظهر أنها لا تأخذ الأمر بصورة جدية، وتعتقد أنه ضغط سياسي لا أكثر.
يقول الكاتب والباحث السياسي داود باركزاي للجزيرة نت "عندما ننظر إلى تاريخ قادة طالبان، نجد معظمهم في القائمة السوداء للأمم المتحدة، واعتادوا ذلك".
مزيد من الضغط
وستتولى التحقيق في ملف زعيم طالبان لجنة مكونة من 3 قضاة، وإذا دانته المحكمة فسيتم الحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما أو بالغرامة ولديه الحق في طلب الاستئناف.
وأثار طلب المدعي العام كريم خان ردود فعل سياسية كبيرة، فقد فسّرته طالبان بأنه محاولة لفرض الاشتراطات عليها، بينما ترى النساء الأفغانيات ونشطاء حقوق الإنسان أن المجتمع الدولي يقف إلى جانبهن في الحصول على حقوقهن، ويمكن أن يفرض مزيدا من الضغوط على طالبان لاحترام حقوق الإنسان.