يحيى صلاح الدين

أُسّست المحكمة الجنائية الدولية عام 2002، وهي أول محكمة دولية دائمة لجرائم الحرب في العالم، ولكن ليس لديها وسيلة لتنفيذ أوامر الاعتقال وتكون الدول الأعضاء في المحكمة (124 دولة) مُلزَمة بالتعاون معها، واعتقال الأشخاص الذين صدرت هذه المذكرات بحقهم بشكل فوري إذَا وُجد على أراضيها.

ولكن لماذا صدرت أوامر الاعتقال بعد عام كامل من جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدوّ الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والواضح أن الغرب أراد تجميل صورته وخاف على خسارة سمعته مثلما ساءت سُمعة “إسرائيل” في العالم بأكمله وأراد أن يثبت أن أهم منصة قضائية دولية ليست أداة بيد الغرب، لذلك منح الضوء الأخضر للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات الاعتقال بحق المجرم نتنياهو وغالانت.

وأوضحت المــادة (5) الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة:

1- يقتصر اختصاص المحكمة على أشد الجرائم خطورة موضع اهتمام المجتمع الدولي بأسره، وللمحكمة بموجب هذا النظام الأَسَاسي اختصاص النظر في الجرائم التالية:

أ) جريمة الإبادة الجماعية.

ب) الجرائم ضد الإنسانية.

ج) جرائم الحرب.

د) جريمة العدوان.

2- تمارس المحكمة الاختصاص على جريمة العدوان متى اعتمد حكم بهذا الشأن وفقًا للمادتين 121 وَ123 يعرف جريمة العدوان ويضع الشروط التي بموجبها تمارس المحكمة اختصاصها فيما يتعلق بهذه الجريمة، ويجب أن يكون هذا الحكم متسقًا مع الأحكام ذات الصلة من ميثاق الأمم المتحدة.

وللمحكمة أن تمارس اختصاصها فيما يتعلق بجريمة مشار إليها في المادة 5 وفقًا لأحكام هذا النظام الأَسَاسي في الأحوال التالية:-

(أ) إذَا أحالت دولة طرفٌ إلى المدعي العام وفقًا للمادة 14 حالة يبدو فيها أن جريمة أَو أكثر من هذه الجرائم قد ارتكبت.

(ب) إذَا أحال مجلس الأمن، متصرفًا بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حالة إلى المدعي العام يبدو فيها أن جريمة أَو أكثر من هذه الجرائم قد ارتكبت.

(ج) إذَا كان المدعي العام قد بدأ بمباشرة تحقيق فيما يتعلق بجريمة من هذه الجرائم وفقًا للمادة 15.

العدوّ الإسرائيلي يتحجج بأنه ليس عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، ويدعي أنه “لا صلاحية” للمحكمة على “إسرائيل” أَو الأراضي الفلسطينية المحتلّة، لكن المحكمة تدحض هذا الادِّعاء وأكّـدت في فبراير/شباط 2021، أن لها ولاية قضائية على جرائم حرب أَو فظائع ارتُكبت في الأراضي الفلسطينية المحتلّة عام 1967 كما أعلنت المحكمة، في يناير/كانون الثاني الماضي، أنها تحقّق في جرائم محتملة بحق الصحفيين منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، إضافة إلى أن الغاية من إنشاء المحكمة هو النظر في الجرائم الخطيرة التي تهدّد السلم والأمن الدوليين والعمل على ألا تمر دون عقاب، وأنه يجب ضمان مقاضاة مرتكبيها على نحو فعال ولها الأَسَاس القانوني المستند إلى اتّفاقية “فيينا” لقانون المعاهدات وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني من خلال تدابير تتخذ على الصعيد الوطني وَمن خلال تعزيز التعاون القضائي الدولي.

صحيح أن مذكرات الاعتقال تأخرت كَثيرًا إلَّا أنها صدمت العدوّ الإسرائيلي وجعلته يخسر سمعته كَثيرًا أمام العالم وأصبحت تنقلات الملعون المجرم نتنياهو وغالانت محدودة وضيقة وتداعياتها الاقتصادية والسياسية داخل الكيان كارثية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المدعی العام

إقرأ أيضاً:

أمل وإحباط.. عربي21 تستطلع آراء ضحايا العدوان في غزة بشأن مذكرة اعتقال نتنياهو

تباينت ردود فعل الفلسطينيين في قطاع غزة، إزاء مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق، يؤاف غالانت.

ويشعر الفلسطينيون في القطاع بحالة من الخذلان العميق، بفعل فشل المجتمع الدولي في وقف حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو 414 يوما متواصلة، ما دفع بعضهم للتقليل من أهمية مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت، فيما يأمل آخرون في أن يتمكنوا يوما ما من مقاضاة نتنياهو وقادة جيش الاحتلال على جرائمهم البشعة بحق أبنائهم وعائلاتهم.

"تحقيق العدالة"
يقول رامي زياد، وهو بين قلائل نجوا من مجزرة جباليا الأولى، إن إصدار مذكرة اعتقال دولية ضد نتنياهو وغالانت خطوة متأخرة، لكنها مهمة نحو تحقيق العدالة لأهالي الضحايا، معبرا في حديث عبر الهاتف لـ"عربي21" عن أمله في أن يتمكن يوما ما من "مقاضاة دولة الاحتلال وقادتها المجرمين"، على المجزرة التي وقعت في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وقضت فيها أمه، وإخوته الثلاثة، وعدد كبير من أبناء عمومته وجيرانه شهداء.

زياد الذي فقد شقيقته وأبنائها أيضا في مجزرة بشعة وقعت في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا يوم الـ18 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يتمنى أن تتوقف الحرب ليتمكن بعدها من تحقيق العدالة لكل الضحايا من عائلته، داعيا إلى أكبر حراك حقوقي دولي ضد حكومة الاحتلال، والتي ما زالت تمارس القتل والتجويع والتشريد بحق الفلسطينيين في غزة.


"الغرب يدعم الإبادة"
كانت نائلة وحيد تهيم على وجهها وسط غزة، باحثة عن بعض الطحين لتصنع الخبر لأطفالها السبعة حين سمعت بخبر إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وغالانت، حيث تزداد أزمة الغذاء في القطاع بفعل سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال.

تقول وحيد في اتصال مع "عربي21" إن المشي أنهك قدميها وهي تجوب الشوارع والأسواق في رحلة بحث يومية عن الطعام والدقيق لأطفالها، مشيرة إلى أنها نزحت من بيت لاهيا إلى حي الشيخ رضوان وسط غزة، منذ بدء الحملة العسكرية الموسعة على شمال غزة في الخامس من أكتوبر تشرين الأول/ الماضي.

لا تأبه النازحة الأربعينية لقرار المحكمة الدولية، قائلة، إن المحكمة والمجتمع الدولي لم يكونوا جادين في حماية أرواح المدنيين في قطاع غزة، ولو كانوا كذلك لتدخلوا منذ أشهر طويلة لإيقاف الحرب ونزيف الدماء من الأبرياء، متهمة "الغرب" بدعم الإبادة والتورط مع نتنياهو في ذبح الفلسطينيين.

أغلقت نائلة هاتفها مع مراسل "عربي21" بسرعة خشية نفاذ بطارية هاتفها، ذلك أنها تضطر للسفر مشيا إلى مسافة بعيدة يوميا من أجل شحن هاتفها المتهالك، لتتمكن من التواصل والاطمئنان على عائلتها التي نزحت جنوبا.


"محاسبة نتنياهو"
أما النازحة في مدينة دير البلح، فاطمة الهجين فقالت، إنها سمعت بخبر إصدار مذكرة الاعتقال "الجمعة"، أي بعد يوم كامل من إصدار المذكرة، بفعل انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت، مشيرة في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أنها "تتمنى أن يحاسب نتنياهو على جرائمه لأنه أوجع ناس كثير".

وأضافت: "نحن ننتظر الموت في أي لحظة مثل كثير ممن رحلوا قبلنا بدون ذنب، وإذا لم تضع المحكمة حدا لهذا القتل والتشريد فمصيرنا الموت على يد نتنياهو". 

 لكن الهجين بدت غير متفائلة من إمكانية تقديم نتنياهو إلى المحاكمة عازية ذلك إلى تجنبه زيارة أي بلد يمكن أن تعتقله وتقدمه إلى العدالة. وختمت حديثها قائلة : "ياريت نعيش بسلام وأمان واستقرار".

والخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المتواصلة.

وفي 20 أيار/ مايو الماضي، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش الإسرائيلي بغزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

كما طلب خان مرة أخرى في آب/ أغسطس الماضي، من المحكمة سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.

وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل دولة الاحتلال مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يرحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
  • بوليفيا تدعم مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
  • دعوة للجنائية الدولية لطلب مساعدة الإنتربول للقبض على نتنياهو وغالانت
  • “همم” ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية باصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
  • العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
  • أمل وإحباط.. عربي21 تستطلع آراء ضحايا العدوان في غزة بشأن مذكرة اعتقال نتنياهو
  • الخارجية رحّبت بقرار المحكمة الجنائية الدولية بعد إصدار مذكرتيّ اعتقال بحقّ نتنياهو
  • العفو الدولية تبارك مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت.. هذا ما قالته
  • ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الدولية؟.. خبير يوضح لـCNN