رجح الخبير العسكري العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي أن تصعد إسرائيل بشكل كبير بعد القصف الصاروخي غير المسبوق لحزب الله كما ونوعا، متوقعا إقدامها على قصف أهداف تابعة للدولة اللبنانية وقد تشمل مطار بيروت وموانئ بحرية.

وقال الفلاحي -في حديثه للجزيرة- إن ما قام به حزب الله مؤلم بعد استهدافه أهدافا عسكرية واقتصادية مما جعل إسرائيل تعاني بشكل حقيقي.

وفي هذا السياق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قرابة 4 ملايين شخص دخلوا الأحد إلى الغرف المحصنة في إسرائيل بعد إطلاق 340 صاروخا من لبنان منذ صباح اليوم.

ويعتقد الفلاحي أن حزب الله يتبنى سياسة ردع جديدة يحاول إثباتها بعدد غير مسبوق من الصواريخ نحو أهداف إسرائيلية متعددة على المستوى التكتيكي والتعبوي والإستراتيجي.

وأشار إلى أن سياسة الحزب جاءت بعد تصعيد إسرائيلي واستهدافه منطقة تبعد نحو 300 متر عن السراي الحكومي اللبناني (مقر مجلس الوزراء)، مضيفا أن الحزب أرسل رسائل مفادها أنه قادر على إدارة المواجهة والتصعيد نحو تل أبيب.

في المقابل، توقع الخبير العسكري أن ترد إسرائيل على صواريخ حزب الله بضرب أهداف تابعة للحزب وأخرى للدولة اللبنانية بما فيها المطار والموانئ، خاصة أن التوغل البري لا يزال محدودا ولم يحقق اختراقات يُعتد بها.

واستدل بتصاعد أصوات داخل إسرائيل تنادي بضرورة ضرب أصول الدولة اللبنانية، لافتا إلى أن تل أبيب ركزت بالفترة الماضية على "عدم استعداء ما تبقى من الشعب اللبناني في سبيل استمرار الضغط على حزب الله".

وفي هذا الإطار، نقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية عن مصدر سياسي قوله إن "إسرائيل ميزت حتى الآن بين أهداف لبنانية لم تهاجمها وأهداف تابعة لحزب الله".

ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن تل أبيب حذرت بيروت أنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق ستتم مهاجمة أهداف لبنانية، في حين نشر حزب الله صورة كتب عليها: "بيروت يقابلها تل أبيب".

بدورها، قالت صحيفة معاريف إن الجيش الإسرائيلي قد يستهدف مبنى البرلمان اللبناني في بيروت ضمن الخيارات بالحرب على لبنان، من أجل إعلان "النصر" وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيرات جديدة بقصف مبان في مناطق حارة حريك والغبيري وبرج البراجنة والحدث وشويفات العمروسية في الضاحية الجنوبية لبيروت تمهيدا لقصفها، حيث توقع الفلاحي ليلة ساخنة بالأحداث.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حزب الله تل أبیب

إقرأ أيضاً:

ما خيارات العرب بعد رفض واشنطن وتل أبيب نتائج قمة القاهرة؟

تثار تساؤلات بشأن الموقف العربي المرتقب بعد التصريحات الإسرائيلية والأميركية الرافضة لنتائج القمة العربية الطارئة المتعلقة بتطورات القضية الفلسطينية، في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي هذا الإطار، قال خالد عكاشة -مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية- إن الأطراف العربية وخاصة القاهرة تمتلك كثيرا من السيناريوهات والخيارات للتعامل مع التعنت الإسرائيلي والأميركي.

وأوضح عكاشة -في حديثه للجزيرة- أن القاهرة قد تفكر في تصعيد ما إذا تم تعطيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ورفض المضي قدما إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، معربا عن قناعته بأن هذه الخطوة جاهزة لدى القاهرة.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي براين هيوز رأى أن الخطة العربية لإعمار القطاع "تتجاهل واقع كونه مدمرا، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حاليا".

ولا تعالج الخطة العربية -وفق هيوز- حقيقة أنه لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة، مؤكدا أن الرئيس دونالد ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء "غزة خالية من (حركة المقاومة الإسلامية) حماس".

ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية -في بيان- الخطة العربية بأنها "مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن" ورفضت الاعتماد على السلطة الفلسطينية وبقاء حماس في السلطة.

إعلان

وحسب عكاشة، فإن الجهد الدبلوماسي يعدّ أحد أوراق الضغط خاصة إذا تم التوصل إلى مخرج ما بشأن الوضع الإنساني غير المقبول في الأراضي الفلسطينية.

ورجح أن يكون هناك فصل جديد من الجهود الدبلوماسية بين القاهرة والدوحة وواشنطن، مشيرا إلى أن جميع الأطراف أشادوا بنتائج القمة، بعدما لم تقتصر الخطة العربية على إعادة إعمار غزة فحسب، بل شملت إرساء مفهوم السلام في الشرق الأوسط.

ولفت مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية إلى أن الولايات المتحدة تجيد توزيع الأدوار، إذ يرفع مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز سقف مطالب واشنطن وتل أبيب، في حين يتفهم المبعوث الأميركي إلى المنطقة ستيفن ويتكوف وجهة النظر العربية ويتحدث بلهجة بها مساحات من الضغط على إسرائيل.

وكذلك، يبرز خيار الذهاب إلى الشركاء الأوروبيين والمجتمع الدولي، معربا عن قناعته بأن الدول العربية لديها القدرة على التحرك لمواجهة هذا التعنت، ولفت إلى أنها تحاول تبريد الساحة التي يقوم بتسخينها الطرف الآخر.

ونبه عكاشة إلى كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره اللبناني جوزيف عون أمام القمة، عندما أكدا أن الأمر ليس مقتصرا على قطاع غزة فحسب، في ظل العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية واستمرار احتلال أراضٍ في جنوب لبنان.

وخلص إلى أن الموقف السوري واللبناني إلى جانب القاهرة والدوحة "قادر في الفترة القادمة على إحداث متغيرات حقيقية"، مستندا في حديثه إلى "وجود صلابة وتمسك بمخرجات القمة العربية، لأنها واقعية وحاسمة وتضع خارطة طريق مقبولة ومعقولة".

وأكد البيان الختامي للقمة العربية -أمس الثلاثاء- رفض مقترحات تهجير الفلسطينيين، واعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، وتوافق القادة على إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب، وحضّوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه.

إعلان

ورحب البيان الختامي بقرار تشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع لفترة انتقالية، بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية من العودة إلى غزة.

ودعا البيان مجلس الأمن الدولي لنشر قوات لحفظ السلام في قطاع غزة والضفة الغربية، وأكد أن السلام هو خيار العرب الإستراتيجي القائم على رؤية الدولتين.

مقالات مشابهة

  • ما هي أهداف إسرائيل من "تجويع غزة"؟
  • خبير عسكري: استمرار اسقاط الطائرات الأمريكية في اليمن تطور لافت
  • خبير عسكري : استمرار اسقاط الطائرات الامريكية في اليمن .. تطور لافت
  • ما خيارات العرب بعد رفض واشنطن وتل أبيب نتائج قمة القاهرة؟
  • عودة “إسرائيل” لعدوانها على غزة… تدوير للفشل أم أهداف سياسية جديدة؟
  • خبير عسكري: تغيير القيادات العسكرية في إسرائيل يرتبط بإخفاقات 7 أكتوبر
  • عارف بعد خسارة الهلال: السيناريو المتوقع
  • القاهرة الإخبارية: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة تدين العنف غير المسبوق
  • البخيتي: حضور السفير السعودي اجتماع واشنطن يكشف عن مخطط عسكري يستهدف اليمن لصالح “إسرائيل”
  • خبير استراتيجى: الوضع بين إسرائيل وحماس وصل مرحلة حرجة