اليمن ينتصرُ لِغزّة.. ويكتسي ثوبَ العزَّة
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
خديجة المرّي
شعبٌ عظيم يقف دائمًا مُناصًرا ومُساندًا لفلسطين ولبنان، لا يكل ولا يمل ولا يستكين، مُنطلق صادق بِمبادئ الأخلاق الإنسانية والدين، مُحرّر أرضه من الطُغاة الظالمين، وساع لتحرير أرض فلسطين من كيان غاصب لعين؛ لأَنَّهُ شعبٌ قوي بقوّة إيمانه، واثق بنصر الله له ومعونته في كُـلّ وقتٍ وحين.
يستمر الطُّوفان المليوني البشري اليمني الأسبوعي، الـ 58 على التوالي بزخمه وجمالهِ الشعبي، وحضوره المُتميز، مُتدفقاً كسيلٍ جارف مُناصرةً لفلسطين ولبنان، ومُغيظاً لبني صهيون والأمريكان.
تحت هطول الأمطار، ورغم صعوبة الأوضاع، تدفقت الحشود المليونية واحتشدت بعزومٍ حيدرية، من كُـلّ حدبٍ وصوب للساحات مُتسابقة، وكأنها في سباقٍ مع غيوث الرحمة الإلهية، في كُـلّ محافظات الجمهورية في كُـلّ مناطقها الحرة الأبية وبالأخص في ميدان السبعين الأكثر حشودًا في بلد الإيمان والحكمة.
وحملت هذه المسيرات شعار: «مع غزة ولبنان دماء الشهداء تصنع النصر» وذلك تزامنًا مع الذكرى النسوية للشهيد، حَيثُ تزّينت الساحات بجمال صور الشهداء الأخيار، وازدادت جمالًا برفع الشعارات والهُتافات المُدوية والمُزلزلة لِكل الأعداء، واكتستْ عزةً ومهابة بأعلام اليمن ولبنان وفلسطين التي تُرفرف خفاقةً عاليةً في كُـلّ ميدان.
صادعين بأصواتهم الجهورية وخناجر ألسنتهم الناطقة بالحقّ، مُردّدين بعضًا من هُتافاتهم العالية التي هي بمثابة صواريخ على الأعداء مُتساقطة، قائلين وبصوتٍ واحدٍ:- «الجهاد الجهاد كُـلّ الشعب على استعداد» مُعبرين عن حبهم وعشقهم للجهاد، واستعدادهم التام للتحَرّك والجهوزية في ميادين القتال، هاتفين «هزمت دول الاستكبار.. بدماء الشهداء الأبرار»، «أمريكا ولّت أدبار… بدماء الشهداء الأبرار» مُوضحين بأن دماء الشهداء هي من صنعت النصر، وبأن أمريكا ودول الاستكبار قد ولّت بفضل دمائهم الطاهرة الهزيمة والأدبار.
مُؤكّـدين على ثباتهم وموقفهم الأخلاقي والإنساني، والتزامهم المبدئي بأهم قضاياهم وشعوب أمتهم، في وجه العدوّ الأمريكي وبأنهم لا يخشون من تهديداته، ولا يخافون من تصاعد ضرباته، مهما تعددت قواه، ومهما برزت قوته، فأمريكا في نظرهم مُجَـرّد قشة، وقد كرّرها المُحتشدون مُردّدين بكل عنفوانهم وشموخهم «لا نخشى أمريكا الهشة.. هي والله مُجَـرّد قشة»، «هربت هربت إبراهام… يمن العزة والإسلام… أسقط هيبة إبراهام»، «في غزة أو في لبنان.. أمريكا رأس العدوان.. والفيتو أكبر برهان» مُتحدين الباطل بشتى وسائله وأساليبه العدائية مُكرّرين بهُتاف «متحدي الباطل متحدي.. من باب المندب إلى الهندي».
ومع تحمس المُحتشدين، وارتفاع معنوياتهم إلى عنان السماء، يُطل بشير الخير العميد/يحيى سريع، بين أوساطهم بأخبارٍ تُثلج صدورهم ببشارات نصرٍ تُزيد من عزمهم وثباتهم وقوّتهم، مُعلنًا استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية الصهيونية جنوب فلسطين بصاروخ فرط صوتي طراز”فلسطين2″ مؤكّـدًا بأنّ القواتِ المُسلحة لن تتوقف عملياتها العسكرية، إلا بِوقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عن قطاعِ غزة، وإيقاف العدوانِ على لبنان.
ختامًا يُجدد هذ الشعب الصامد الأبيّ استمراره في رفع راية الجهاد، وكسر عنجهية وغطرسة كُـلّ الأشرار، واستمرار حضوره الدائم والمُشرف في معركة الفتح الموعد والجهاد المقدس، واستمراره في السير والمضي في درب كُـلّ الشهداء الذين بدمائهم صنعنا المجد والحرية، وهزمنا أعتى القوى الشيطانية، كما أنهُ وفي كُـلّ مسيرة يدعو أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية للتحَرّك الجاد والجهاد والدفاع معه، فهذا هو الخيار الذي أثبته الواقع ولا خياره بعده، وهو الذي يحقّق للشعوب الكرامة والاستقلال والرفعة.
إنهُ بالفعل الشعب الثائر الذي ينتصر لغزّة، ويكتسي ثوب العزة في هذه المعركة المُقدسة، ينتصر لغزة بكل ما أُوتي من قوّة، فسلامُ الله على أهل اليمن، أهل السند وأهل المدد.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی ک ـل
إقرأ أيضاً:
العدوان الأمريكي على اليمن وإفشاله
ارتكب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدّو العالم كله، خطيئته العسكرية، أو خطأه العسكري الأوّل، بشنّ حرب عدوانية على اليمن. فقد أخطأ ترامب، من حيث لا يدري، أنه ذهب إلى الحرب ضد شعب اليمن، الذي طالما هزم دولاً كبرى، معتمداً على عدالة قضيته (تعرّضه للعدوان العسكري)، ومستنداً إلى مناعة جباله، وشدة شكيمة شعبه وإيمانه، وحساسية موقعه الاستراتيجي، ولا سيما سيطرته على باب المندب، من جهة، ووجوده الخليجي، في العصر الراهن، المؤثّر في الاقتصاد العالمي، في حالة تهديده لإنتاج النفط، أو خطوط نقله، من جهة أخرى.
فإلى جانب دروس التاريخ المتعدّدة، في مناعة اليمن على السيطرة العسكرية والاحتلال، ثمة تجربة الحرب الأخيرة، التي لم تحقّق انتصاراً، من خلال القصف الكثيف، لسنوات كذلك. أي إن تهديد ترامب، بالتدخل العسكري البرّي، سيواجَه، يقيناً بالصمود، وبمقاومة قاسية، تنتظره حيثما حلّ أو تحرّك.
إذا كان العدوان العسكري الذي شنّه ترامب في 15 /3 /2025، مصيره الفشل، ما لم يتدحرج إلى حرب إقليمية أوسع (هذه لها حساب آخر) في احتمالات الفشل أيضاً، فإن ترامب يكون قد ذهب إلى الاختبار الأقسى لاستراتيجيته التي لم تترك دولة، أو قوّة، في العالم، إلّا عادتها، بشكل أو بآخر، ولا سيما بالتهديد والوعيد، أو بالحرب الاقتصادية، من خلال العقوبات، أو رفع الجمارك، كجزء من الحرب الاقتصادية، والضغوط، بما هو دون استخدام القوّة العسكرية، التي تبقى كمسدس، تحت طاولة المفاوضات.
في الواقع، إن ما يُهدّد به ترامب، في شنّه الحرب على اليمن، لا يمكن اعتباره جديداً، لأن إدارة بايدن وبريطانيا، مارستا القصف الجوّي، والتهديد، من قبل، ولكن من دون نجاح، أو تحقيق هدف العدوان العسكري الجويّ، في التأثير على قدرات اليمن الصاروخية، أو استراتيجيته، المساندة، حتى المشاركة، للمقاومة في قطاع غزة. بل وصل الأمر، بعد كل ذلك، وبعد تهديدات ترامب، إلى توسّع اليمن في دعم المقاومة والشعب في قطاع غزة، ردّاً على سياسات التجويع، ووقف المساعدات الإنسانية. أي الانتقال إلى درجة أعلى وأقوى، في الوقوف اليمنيّ، إلى جانب المقاومة والشعب في قطاع غزة.
على أن التأكيد أعلاه، على فشل ترامب، في مغامرته العسكرية العدوانية ضد اليمن، لا يعني أن أحداً في اليمن، يمكنه أن يقف متفرجاً، أو شامتاً، وإنما يجب أن يتّحد اليمن كلّه خلف قيادة أنصار الله. بل يجب على الدول العربية، والشعوب العربية، والدول الإسلامية، والشعوب الإسلامية، وكل أحرار العالم، أن يرفعوا الصوت عالياً، ضدّ ترامب وعدوانه، وأن يقفوا، وفي المقدّمة الشعب الفلسطيني وفي طليعته المقاومة والشعب في غزة، إلى جانب اليمن الفلسطيني العربي المسلم، الحرّ الشجاع، القدوة والنموذج.
* كاتب وسياسي فلسطيني