أمريكا.. ما بين المحاولة والفشل
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
أم الحسن الرازحي
إن المتتبع لأخبار أمريكا في الفترة الأخيرة ومع محاولاتها للسيطرة على العالم كله إلا أن حُلمها الأَسَاسي يكمن في السيطرة على اليمن بحد ذاتها؛ فهي ومنذ بداية العدوان على اليمن في عام ٢٠١٥م تدعم وتؤيد وتساند كُـلّ من عارض اليمن وأبدى عدوانه الوحشي عليها.
دعمت كُـلّ الدول التي اتجهت بجنودها وجحافل جيوشها البرية والبحرية والجوية إلى اليمن للسيطرة عليها.
ذلك كله لما تعرف عن بلادنا السعيدة، حَيثُ إن اليمن يمتلك الموقع الاستراتيجي والذي يتمثل في باب المندب، ذلك المعبر المهم والممر الرئيسي لكل السفن التجارية وغيرها فهو نقطة اتصال وتواصل بين دول العالم.
لأجل هذا سعت أمريكا وبذلت كُـلّ ما تستطيع ومَدَّت سيطرتَها على البحر، جعلت من البحر ساحة عرض عسكرية؛ فحاملات طائراتها في جهة ومدمّـراتها في جهة، أساطيلها وكلّ ما تملك في البحرين الأحمر والعربي، كُـلّ هذا زادها اطمئناناً، وتخيَّلت أنها قد أحكمت السيطرة وأنه بمُجَـرّد إحساسها بأقل خطر ستشن حربًا عالمية لا نستطيع مواجهتها، هذه كانت محاولتها.
ولكن الحقيقة التي لم يكن أحد يتخيلها ظهرت فجأةً، ومع استمرار عدوان أمريكا و”إسرائيل” على أولى القبلتين، قتلهم للأطفال والنساء تدمير المساكن، استهدافهم لكل المقدرات الحياتية في غزة ولبنان؛ هو ما زاد أنصار الله غضبًا وحميةً وحُبًّا للجهاد ضد هذا العدوّ الذي قد زاد فساده وإجرامه، بدأت الصواريخ البالستية والمجنحة وغيرها تنهال عليهم وتضج مضاجعهم بأصواتها ودوي انفجارها، دمّـرتهم، أقلقتهم، هزت كيانهم، زادت الرعب والخوف في قلوبهم، أصبحت بوارجهم وأساطيلهم وحاملاتهم وكل ثكناتهم العسكرية غير آمنة، جنودهم يعترفون بالفشل، منهم من اعترف قائلاً: (إن الحوثيين أول من استخدم الصواريخ البالستية لاستهداف السفن وكمضادات لها) قوة أنصار الله أصبحت قوة عظمى لا يمكن أن يستهان بها، ويجب على كُـلّ من يريد السيطرة ويحلُم بها أن يراجع حساباته وليكن على علم أن القوة دائمًا يؤتيها الله لعباده المؤمنين.
تلك المحاولات الهشة باءت بالفشل، ذلك الجهد الذي بذلوه طيلة السنين الماضية صارت هباء، هكذا تكون نهاية من سعى في الأرض فساداً، ومهما حاولوا الإضرار بنا فلن يستطيعوا (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُون).
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أمريكا بين الأمس واليوم
كانت تقدم نفسها بأنها هي اليد الغليظة وأنها الآمرة والناهية وأنها من يجب أن تسبح جميع الدول بحمدها وتقدس لها
بل كانت الفرصة تتاح لها لتسرح وتمرح وتتدخل في شؤون اغلب البلدان لاسيما البلدان العربية .
استطاعت نتيجة الضعف الذي سيطر على غالبية الحكام أن تفتن وأن تدمر وأن تحرك أطراف لضرب أطراف هنا أوهناك، لكنها سرعان ما تهاوت وشعرت بالخطر المحدق عليها والذي أثار حفيظتها وساهم في كشف نواياها حيث بدأت تسمع بمن يصفها بأنها هي الشيطان الأكبر وأنها ليست سوى مجرد (قشة).
بمجرد سماعها لصوت جاء من أقصى المدينة التي لطالما تجاهلها النظام العميل الذي فرضت عليه السياسة المتلاشية اليوم شن حرب ظالمة ما كان لهم أن يخوضوها حتى لا تكون هي البداية في سقوطهم وتلاشيهم .
لكنهم أصروا على جرمهم واستكبروا استكبارا حيث شنوا حربهم وكادوا كيدهم وشهروا سيوفهم على نجل حليف القرآن كما شهرها أسلافهم في كربلاء الجرح الغائر في صدر الزمان .
كل ذلك جاء نتيجة انزعاجهم من المشروع القرآني الذي أذن بزوالهم وتوعد بسقوطهم وقلب الطاولات فوق رؤوسهم كابر عن كابر ليمضي محلقاً في الأرجاء حاملاً في أنحاءه بشائر نصرٍ لاحت في سماء الانتصار برغم الفقدان والألم وسقوط القائد الشهيد في قلب المعركة المحقة والفاصلة بين الحق والباطل والخير والشر والموقف واللا موقف لتتهاوى مشاريع الخيانة والارتزاق والذلة والارتهان وتمضي عجلة التحرر والنهضة والسمو والرفعة شامخة إلى الأمام فتجرف كل شائب في طريقها وتحرر الأوطان من كوابيس الكبت والظلم والطغيان
لتتحول إلى جموع ثائرة وأصوات هادرة تصدع بهتاف القائد المؤسس للمسيرة القرآنية الخالدة التي حملت في طياتها نقلة نوعية رافقتها عناية الله الكبير المتعال بقيادة الربان الحكيم والقائد الملهم العظيم علم الزمان وقاهر طغاة الإجرام السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه، والذي حظي بفضل الله في تحقيق بلوغ المرام وترجم ما سطره شهيد القرآن في محاضراته القيمة التي قامت لها قيامتهم وكانت لهم بمثابة مؤشر خوف أثار انزعاجهم ومخاوفهم لماهم عليه من الدراية للسنن الإلهية المنذرة بسقوطهم.
وبالفعل سقطوا في وحل الهزيمة والانكسار وخابت رهانهم وبدى كبيرهم الذي علمهم السحر (قشة) هزيلة عجزت عن تحقيق أي مكاسب في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وانكشف الغطاء وأزيح الستار عن الوجه المظلم الذي لطالما تحرك بالزيف والخديعة والتهديد والوعيد، فأمريكا التي يتولاها اليوم ترامب الأعجف للمرة الثانية هي في طريقها للزوال هي وربيبتها إسرائيل أما من ناصروهم من الدمم المستعربة فذاك حالهم ويكفيهم موقفهم المهين وانجرارهم نحو العهر والفساد والتطبيع والعمالة والتحرك المساند للعدو الصهيوني في حربه الظالمة على أخوتنا الفلسطينيين في قطاع غزة .
لكن المعركة لم تنتهي بعد فكل ظالم لابد له من الزوال والمشروع القرآني الذي سطره الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه لم يقتصر في مواجهته للأعداء على فترة زمنية محددة وإنما جاء مخلصاً لكل الشعوب من مشاريع الهيمنة والاستكبار وذلك هو ما تحمله مؤشرات الغد الواعد بالنصر الحاسم الكفيل بإسقاط كل طواغيت الأرض وهو الله معكم يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير .
والرحمة والرضوان على شهيد الإنسانية وباني نهضتنا القرآنية الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه والنصر الموعود والغلبة لناصر المستضعفين وقاهر المستكبرين سيف الله الغالب السيد القائد العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه.