بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية من الله
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
وفي هذ السياق يعتبر أن مقولة "الإسلام هو الحل" تحتوي على تناقض، ويتساءل قائلا "لماذا الإسلام هو الحل؟ ومشاكل الناس تتعلق بالسكن والتعليم الجيد والخدمات الصحية الجيدة وغيرها من المطالب.."
ويعارض مسألة أن الإسلاميين بإمكانهم أن ينازعوا على السلطة ويحكموا بالشريعة الإسلامية، وهذا في نظره "طريق مسدود"، و"ما يقوله الإسلاميون ليس هو ما يدعون إليه: الإسلام هو الحل".
ويعتبر بن كيران، وهو أمين عام حزب العدالة والتنمية "أن النزاع بين الإسلاميين والسلطة الحاكمة خطيئة"، لأنه يدخل الإسلاميين في متاهات طلاب السلطان عبر التاريخ، ومن يطلب السلطان والحكم يكون مصيره، إما القتل أو السجن أو التهميش أو النصر والحكم.
ويرى أن الإسلاميين وقعوا في خطأ آخر، عندما أوّلوا ما وقع لهم في سبيل طلب السلطان بأنه ابتلاء في سبيل الله، ويقول إن ذلك منعهم من أن ينتبهوا لأخطائهم.
ويشدد رئيس الحكومة المغربية الأسبق على أن دور الإسلاميين ليس طلب السلطان والحكم، مدللا على موقفه بالقول، " لم أجد في القرآن الكريم ولا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا يسمى طلب السلطان أو الحكم"، ولفت أنه لم يجد سوى قول الله عز وجل: "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت"، أي أن دور المسلم هو أن يساهم في الإصلاح.
ومن جهة أخرى، يتطرق رئيس الحكومة المغربية الأسبق في حديثه لبرنامج "المقابلة" إلى موضوع التطبيع بين المغرب و الاحتلال الإسرائيلي في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2020.
ويقول في رده على سؤال بشأن توقيع حزب إسلامي (حزب العدالة والتنمية) على اتفاق التطبيع: " فوجئنا كما فوجئ العالم كله بتوقيع سعد الدين العثماني (رئيس الحكومة) ولم يكن عند أحد منا علم وأنا شخصيا لم أكن أعلم".
ومن جهة أخرى، يصف الإسلامي المغربي عملية "طوفان الأقصى"، بأنها "هدية من الله عز وجل"، لأن "القضية الفلسطينية كادت أن تنتهي والمسجد الأقصى كاد أن يضيع"، واعتبر أن دروس طوفان الأقصى لا تنتهي.
كما يستعرض بن كيران مساره السياسي الذي بدأ في الستينيات والسبعينيات، حيث استهل هذا المسار في صفوف اليسار، ثم التحق في العام 1976 بتنظيم "الشبيبة الإسلامية"، والتي انفصل عنها في العام 1981، ليؤسس رفقة آخرين "الجماعة الإسلامية"، ومن الذين كانوا معه محمد يتيم وسعد الدين العثماني وعبد الله بها، وصولا إلى تأسيس "جمعية الجماعة الإسلامية" عام 1983.
وتولى الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عام 2008.
24/11/2024-|آخر تحديث: 24/11/202410:02 م (بتوقيت مكة المكرمة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رئیس الحکومة طلب السلطان
إقرأ أيضاً:
لماذا يبدو اقتصادنا خجولًا؟!
د. أحمد بن علي العمري
عُمان المجد والتاريخ والسؤدد، عُمان العظيمة في شتى المجالات، عُمان الأرض والثروة والمجد التليد.. عُمان هي البلد الوحيد في الخليج والوطن العربي التي يُمكن للمعادن وثرواتها الأخرى أن تفوق ثروة النفط والغاز المحدودة، ولذلك نسأل: لماذا يبدو اقتصادنا خجولًا، وربما يظهر ضعيفًا رغم العقود المتواصلة من التنمية والازدهار؟
هل هو سوء تدبير أم خوف من مستقبل غير آمن؟ هل هو تردد لعدم ضمان ما هو آتٍ أم حذر وعدم الجرأة على المغامرة في عالم يموج بالتقلبات الاقتصادية كل حين؟
لقد أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- عناية خاصة بتنمية اقتصادنا الوطني، ومنذ أول تشكيل وزاري عادت وزارة الاقتصاد إلى الحكومة، لتكون مستقلة تمامًا وتختلف في اختصاصاتها عن أي وزارة أخرى، وقد كانت من قبل تحت مسمى المجلس الأعلى للتخطيط.
لا يخالطنا شك أن سلطنة عُمان تملك كل المقومات لتكون من أفضل الدول الخليجية إن لم تكن العربية على المستوى الاقتصادي، لكن يبدو لي أن التردد والخوف من المغامرة والتوجس من المستقبل ربما يضعنا في نفس الترتيب الاقتصادي طوال سنوات ممتدة دون تغيير!
وعليه اقترح بأن تكون هناك لجنة مُخوَّلة لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود واتخاذ أي إجراء يضمن ذلك، تتبع جلالة السلطان المفدى، وتملك كل الصلاحيات، وتتشكل من كل من: وزارة الاقتصاد، ووزارة المالية، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووزارة الطاقة والمعادن، وجهاز الاستثمار العُماني، والمكتب الخاص، وممثل عن القطاع الخاص، على أن توكل لهذه اللجنة مسؤولية اتخاذ القرار المناسب وفق ما تراه مناسبًا لتحقيق الفائدة والمصلحة العامة للبلد، ووضع الخطوات والبرامج والمسارات لضمان النهوض الاقتصادي.
إننا في عُمان، بلد عظيم يملك مقدرات ضخمة، لا يجب أن يصعب علينا تحقيق الإنجاز الاقتصادي الباهر، وعلينا في هذا السياق أن نحد من الاعتماد على النفط، بل ربما لا نضعه في الحسبان من الأساس، ولنعتمد على خيرات الأرض الأخرى من معادن نادرة وإمكانات لإنتاج الطاقات المُتجددة بأنواعها، والاستفادة من البحار المفتوحة أمامنا المليئة بالكنوز البحرية، وغيرها الكثير من المقومات التي بالفعل لا تتوافر لأي بلد عربي.
ولا يجب أن ننسى الحديث عن القطاع السياحي، خاصة وأننا نملك مقومات سياحية لا مثيل لها، فنحن أول بلد تُشرق عليه الشمس، ولدينا طقس مميز واستثنائي في كل من الجبل الأخضر وظفار، وأجواء رائعة في شتاء عُمان المُعتدل، الجاذب للسياح.
كل ما سبق يدفعنا للتساؤل: هل المشكلة في عملية اتخاذ القرار أم في من يصنعه؟!
إنَّ الأمر يتطلب التفكير الجدي والتدبير العميق، من أجل تصحيح الأمور وتوجيه بوصلة اقتصادنا الوطني في الاتجاه الصحيح، وهذا ما يبتغيه ويوجه به دائمًا مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصر