حوار مثير لميركل مع صنداي تايمز: وبّخت نفسي على مصافحة ترامب
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
أجرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية مقابلة مع المستشارة السابقة لألمانيا أنجيلا ميركل تحدثت خلالها عن نشأتها، وحياتها السياسية، وزواجها، والانتخابات الرئاسية الأميركية، وقرارها باستقبال اللاجئين السوريين. كما تناولت المقابلة مذكراتها التي صدرت في كتاب بعنوان "الحرية"، وخوفها من الكلاب، وقضايا أخرى.
ووصفت ديكا آيتكينهيد كبيرة المحاورين بالصحيفة، ميركل بأنها قصيرة القامة في الـ70 من عمرها، ولا يبدو عليها أعراض التقدم في السن، أو أي انطباع بالغرور.
وأوضحت أن ميركل اختارت توقيت رحيلها عن المسرح العالمي بدقة شديدة. فبعد 16 عاما من توليها منصب المستشارة على مدى 4 ولايات متتالية، قالت: "هذا يكفي". وأضافت أن التوقيت "شيء مهم للغاية في السياسة. عليك أن تختار لحظتك، فهي التي تصنع الفارق بين النجاح والفشل".
أزمة اللاجئين السوريينفي عام 2005، تفوقت ميركل -التي كانت زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي– على جميع منافسيها الذكور الأعلى صوتا و"الأكثر صخبا" لتصبح أول مستشارة لألمانيا. وفي عهدها، ازدهر الاقتصاد، وشاركت في قيادة الجهود الدولية للتعامل مع الأزمة المصرفية العالمية بين عامي 2007-2009.
كما فتحت حدود ألمانيا أمام اللاجئين السوريين خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في بلادهم. وعملت وسيطا بين الغرب وروسيا بعد أن ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شبه جزيرة القرم في عام 2014.
وجاءت بداية النهاية في أغسطس/آب 2015، مع أزمة اللاجئين السوريين. وأمام دهشة العالم، تخلت المستشارة عن استفتاء شعبها واستشارة الحلفاء للوصول إلى إجماع قبل إعلان سياستها التي اعتادت عليها طوال حياتها، وفتحت حدود ألمانيا أمام مليون لاجئ من الشرق الأوسط.
ويقال إن السياسي الأميركي المخضرم هنري كيسنجر حذرها من أن "السماح بدخول مليون غريب يعني تعريض الحضارة الألمانية للخطر". فأجابت "لم يكن لدي خيار آخر"، ولم تندم على القرار إذ قالت "شعرت أن قيمنا وُضعت على المحك".
أقوى امرأةوذكرت المحاوِرة أن لقبي الزعيمة غير الرسمية لأوروبا وأقوى امرأة في العالم لم ينبعا من فراغ. وعندما استقالت في عام 2021، اعتُبرت مسيرتها السياسية الأكثر نجاحا في العصر الحديث.
وتطرق الحوار إلى مذكراتها "الحرية"، التي تقع في أكثر من 700 صفحة لم تُبدِ في جلها أي ندم. وعن ذلك تقول: "لقد بذلت كل ما في وسعي من قدرات ما رأيته مهما بالنسبة لي".
لقد كانت ميركل مستشارة لألمانيا الموحدة لفترة طويلة لدرجة أنه من السهل نسيان السنوات الـ35 الأولى من حياتها عندما كانت تعيش خلف الستار الحديدي في ألمانيا الشرقية. تقول ميركل نفسها إن الأهمية الكاملة لهذا النصف من حياتها لم تدركها حتى بدأت تكتب مذكراتها.
وتضيف: "في عام 1989، عندما سقط الجدار، انخرطت على الفور في العمل السياسي وبدأت للتو في القيام بالعديد من الأشياء ولم يكن لدي وقت على الإطلاق للتفكير في حياتي في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية)".
ألمانيا الشرقية"ومن خلال عملية الكتابة كان عليّ أن أفكر مليا كيف كانت شخصيتي خلال فترة الاستبداد" في ألمانيا الشرقية، مشيرة إلى أنها لم تكن من أولئك الذين كانوا يتبعون حقا خط الدولة الاشتراكية.
وتعود المحاوِرة آيتكينهيد إلى الوراء، وتحديدا إلى مولد أنجيلا كاسنر -وهو اسمها الأصلي- في مدينة هامبورغ عام 1954 في ألمانيا الغربية. وبعد 6 أسابيع من ولادتها، انتقلت العائلة إلى ألمانيا الشرقية الدولة التي لم تكن قد تجاوزت 5 سنوات من تأسيسها في ذلك الوقت.
تقول ميركل إنها تعلمت من والديها توخي الحذر والكتمان. "كانت الحياة في ألمانيا الشرقية محفوفة دوما بالمخاطر. فقد تستيقظ في الصباح دون أن تلقي بالا لما يدور في العالم. ولكن إذا تجاوزت حدودك السياسية يمكن أن يتغير كل شيء في ثوان، مما يعرض وجودك كله للخطر"، هكذا تتذكر ميركل سنواتها الأولى.
وعندما شيد حائط برلين في عام 1961 تغيرت الحياة في أسرة ميركل بشكل كبير، إذ لم تستطع تبادل الزيارات مع الشطر الغربي، وحتى المحادثات الهاتفية مع أصدقاء المدرسة كانت تتم بحذر، خوفا من أن ينصت عليها جهاز الأمن الداخلي (ستازي).
وزيرة المرأة والشبابوعند تخرجها في عام 1978، التحقت بقسم كيمياء الكم في أكاديمية العلوم في برلين الشرقية، حيث حصلت على درجة الدكتوراه، وكانت لا تزال تعمل هناك عندما سقط حائط برلين في عام 1989. وبحلول نهاية ذلك العام، انضمت إلى حزب جديد صغير، اسمه حزب الصحوة الديمقراطية، وأصبحت سياسية متفرغة. وفي غضون أشهر، اندمج حزبها مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي كان يرأس فرعه في ألمانيا الغربية المستشار هيلموت كول.
وبعد إعادة توحيد ألمانيا، عينها كول وزيرة لشؤون المرأة والشباب في حكومته الجديدة.
ووفقا لميركل، فإن إجبارها على تعلم اللغة الروسية في طفولتها بألمانيا الشرقية، كان مفيدا في إقامة علاقة عملية مع بوتين، الذي كان يعلم جيدا أنها كانت تخاف من الكلاب حتى الموت، لكن ذلك لم يمنعه من إحضار كلبته السوداء إلى اجتماعهما في منتجع سوتشي الروسي عام 2007.
وكتبت في مذكراتها تقول: "كان بإمكاني أن أعرف من تعابير وجه بوتين، أنه كان مستمتعا بالموقف".
ولطالما كانت ميركل تستهجن الاستعراض السياسي أو الغوغائية السياسية، حتى إنها كانت حذرة من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في البداية، ولم تكن تثق في أسلوبه الخطابي، حيث كانت ترى أن خطاباته "مملة جدا".
وقد تزوجت مرتين، الأولى من زميلها في قسم الفيزياء بالجامعة أولريش ميركل، الذي تزوجته عندما كانت في الـ23 من عمرها.
أما زوجها الثاني فهو يواكيم سوير (75 عاما)، الذي التقت به عندما كانت في الـ30 من عمرها وكانت مطلقة بالفعل. ومع ذلك، لم ينتقلا للإقامة في المقر الرسمي المخصص للمستشارة في برلين. ولا يزال الزوجان يعيشان حتى يومنا هذا في شقتهما المتواضعة ذات الإيجار المحدود في برلين الشرقية.
أنا وترامبوتفيد المحاوِرة أن أي شخص يرغب في معرفة تفاصيل عن حياة ميركل الخاصة من مذكراتها، سيخيب أمله.
ولعل المفارقة، أن ميركل ليس لديها أي حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، ولم تظهر كلمة "وسائل التواصل الاجتماعي" ولو مرة واحدة في مذكراتها.
وعندما سألتها المحاوِرة عن الملياردير الأميركي وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك، أجابت بالقول: "من الأهمية بمكان أن تحافظ الدولة والسياسة على السيادة والسلطة على الخيارات التي توفرها الاتصالات". وأردفت قائلة "علينا أن نتعلم الكثير عن هذا الأمر، فالتطورات التكنولوجية سريعة للغاية".
وتشير آيتكينهيد إلى أن أحدا لن يندهش عندما يقرأ قولها في الكتاب، قبيل الانتخابات الأميركية: "أتمنى من كل قلبي أن تهزم (مرشحة الحزب الديمقراطي) كامالا هاريس منافسها (الجمهوري دونالد ترامب)". لكنها علقت على النتيجة -في المقابلة- بابتسامة باردة: "نتيجة الانتخابات كانت واضحة. وهذه هي الديمقراطية".
وتذكرت في المقالة أنها وبخت نفسها لأنها دفعت ترامب لمصافحتها أمام الكاميرات عندما التقيا في عام 2017، وأدركت بعد فوات الأوان أن "وقاحته كانت متعمدة". واستنتجت من زيارتها لواشنطن أنه "لا يمكن أن يكون هناك عمل تعاوني في عالم متواصل مع ترامب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات اللاجئین السوریین ألمانیا الشرقیة فی ألمانیا فی عام
إقرأ أيضاً:
«فاينانشيال تايمز»: ترامب يستهل عصرا جديدا من الحمائية الأمريكية
ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استهل عصرًا جديدًا من (الحمائية) الأمريكية وجعل الحرب التجارية على أشدها بعد إطلاقه، لتعريفات جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين.
وقالت الصحيفة في تحليل نشرته، اليوم الأحد، إن ترامب لطالما أعلن نفسه رجل التعريفات الجمركية المستعد لفرض رسوم شاملة على الواردات من الدول التي أضرت بأمريكا، غير أن الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 78 عاما اتخذ الليلة الماضية الخطوة المثيرة الأولى نحو وضع هذه الرؤية قيد التنفيذ، ليضع الحروب التجارية والقومية الاقتصادية على رأس أجندة ولايته ثانية.
فمن منتجعه مار إيه لاجو في فلوريدا، أطلق ترامب تعريفات جمركية جديدة «عدوانية» على الواردات من كندا والمكسيك والصين، بعد يوم من تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم مرتفعة.
ورأت الصحيفة، أن ترامب يراهن على أنه يستطيع الضغط على شركاء الولايات المتحدة التجاريين للامتثال لرغبات واشنطن دون إثارة تسارع ضار آخر للتضخم، في وقت تظل فيه تكلفة المعيشة الشاغل الرئيسي للعديد من الأمريكيين.
وبالنسبة للعالم، فإن الخطوة الافتتاحية لترامب بشأن التجارة تعني أن سلسلة من البدول ستُجبر على الدخول في مفاوضات شاقة حول كل شيء من العجز التجاري وسياسة العملة إلى الهجرة وحتى الرغبة الجديدة لأمريكا في التوسع الإقليمي، وقد تهتز الأسواق المالية ويعاني الاقتصاد العالمي، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن إسوار براساد، الأستاذ بجامعة كورنيل، قوله: «تنذر هذه التعريفات بعصر جديد من الحمائية التجارية الأمريكية التي ستؤثر على جميع الشركاء التجاريين الأمريكيين، سواء المنافسين أو الحلفاء، وستعطل التجارة الدولية بشكل كبير».
ويرى خبراء الاقتصاد، أن الاقتصادات الأكثر تضررا ستكون المكسيك وكندا نظرا لاعتمادهما الشديد على الاقتصاد الأمريكي، إذ سيواجه كل منهما ركودا صريحا إذا أبقى ترامب على التعريفات الجمركية بنسبة 25% وسوف يتفاقم الضرر بسبب حقيقة أنه قبل أقل من ست سنوات، وقعت الدولتان على اتفاقية تجارية جديدة مع ترامب على أمل أن تعمل على استقرار العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال براد سيتسر، المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية والذي يعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية: «لا توجد ملاذات آمنة، إن الدولتين اللتين أبرمتا أكبر صفقة تجارية مع دونالد ترامب في ولايته الأولى هما أول دولتين تتعرضان للرسوم الجمركية».
وأشار الخبراء إلى، أن بعضا من تأثير هذه التعريفات يمكن تخفيفه من خلال ارتفاع قيمة الدولار واستبدال السلع الأمريكية المنتجة محليًا، في حين قد تختار الشركات تحمل بعض الزيادة في التكاليف من خلال هوا مش ربح أقل، لكن حجم الخطوات الأولى لترامب، إذا تم تنفيذها بالكامل، بدأ أكبر بكثير من الحروب التجارية الأكثر محدودية ضد الصين وحلفاء مجموعة السبع خلال آخر فترة له في منصبه.
وذكرت «فاينانشيال تايمز»، أن التعريفات الجمركية الأولى على المكسيك وكندا والصين قد تكون مجرد البداية، وكان مسؤولو ترامب يفكرون في فرض تعريفات جمركية شاملة على جميع الواردات وإضافتها للتعريفات التي فرضها الليلة الماضية.
وبحسب الصحيفة، يريد ترامب استخدام التعريفات الجمركية لجلب إيرادات لدفع تكاليف تمديد تريليونات الدولارات من التخفيضات الضريبية، والتي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال رسوم محسوبة بعناية ولكنها ضخمة قد يكون من الصعب تغييرها.
وبينما يضاعف ترامب من فرض التعريفات الجمركية، فإنه يواجه مقاومة قليلة من مجموعات الأعمال والجمهوريين المؤيدين للسوق الحرة الذين اعترضوا تقليديا على سياساته الشعبوية وسعوا إلى كبح جماحه. وقد رحب جيم ريش، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أيداهو الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بخطوات ترامب الأخيرة.
وقال ريش: «كان الرئيس ترامب واضحًا للغاية دائمًا في أنه إذا رأى أن الأمريكيين يتعرضون للاستغلال فلن يتسامح مع ذلك»، وفي إشارة إلى كندا والمكسيك والصين.
وأضاف: «هذه الحكومات تعلم جيدا أنها بحاجة إلى وقف تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين إلى بلادنا. وكلما أسرعوا في القيام بذلك، كلما كان ذلك أفضل».
وزير الخارجية الأمريكي يصل بنما لمناقشة مطالب ترامب باستعادة القناة
تؤثر على اقتصادات كندا والمكسيك والصين.. «تعريفة ترامب الجمركية» تهدد بإشعال حرب تجارية
البيت الأبيض: ترامب أكد لـ الرئيس السيسي أهمية دور مصر في إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين بغزة