التشخيص المبكر يحمى من جلطة القلب
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
تعد الجلطة القلبية من الإصابات الخطيرة التى تعرض حياة الإنسان للخطر ومن الممكن أن تتسبب فى الوفاة، يبدأ الشعور بالجلطة عن طريق ألم فى الصدر والذراعين، وضيق فى التنفس، والشعور بالتعب الشديد.
وتحدث الجلطة القلبية عندما لا يحصل جزء من عضلة القلب على كمية كافية من الدم وغالباً ما ينتج عن انسداد فى الشريان القريب.
يقول الدكتور هانى أمين، استشارى القلب وقلب الأطفال جامعة عين شمس، جلطة القلب لم تعد مشكلة ولكن للمريض الذى تحرك فوراً عند شعوره بآلام وسط الصدر لأن وصول المريض مبكراً فى الدقائق أو الساعة الأولى من الجلطة يمكن الأطباء المعالجين من إذابة الجلطة وعمل قسطرة لتوسيع الشريان فى هذه الحالة لن تترك الجلطة أثراً على عضلة القلب أو تكون أثارها بسيطة لا تذكر.
أما المريض الذى يبدأ فى التحرك بعد 6 ساعات من حدوث الألم أو فى اليوم التالى فهذا سوف يواجه مشاكل كثيرة أهمها ضعف عضلة القلب.
ما هى جلطة القلب؟
يقول الدكتور هانى أمين إن الجلطة القلبية تعنى موتاً لجزء من أنسجة القلب وتحدث جلطة القلب نتيجة لانسداد كلى لأحد الشرايين التاجية بجلطة، فينقطع الدم عن جزء عن أنسجة القلب وبالتالى يؤدى الانسداد إلى موت الجزء الذى كان يتغذى عن طريق هذا الشريان الذى أصيب بالسدد.
وبعد فترة يتحول هذا الجزء من نسيج القلب إلى أنسجة متليفة, فإذا كان هذا الجزء صغيراً «انسداد شريان صغير الحجم» فإن المريض يعود بعد فترة من الراحة والعلاج تدريجياً لممارسة حياتة بشكل أقرب ما يكون إلى الطبيعى مع بعض الاحتياطات, أما إذا كانت مساحة الجزء المتأثر كبيرة «انسداد شريان أو فرع رئيسى»، أو كان مكان الإصابة مهماً وحساساً فمن الممكن أن تحدث مضاعفات خطيرة.
كيف تشخص جلطة القلب؟
يشكو المصاب بجلطة القلب من ألم شديد جداً عبر الصدر، وينتشر الألم عادة إلى الذراع اليسرى، وقد يكون مصحوباً بغثيان أو ضيق فى التنفس وعرق غزير أو إغماء وقد يبدو المريض شاحباً. ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى تأكد بواسطة رسم القلب الكهربائى وإجراء تحليل لأنزيمات القلب فى الدم وعمل موجات صوتية للقلب.
كيف تعالج جلطة القلب؟
ينبغى التأكيد على سرعة نقل المريض المشتبه بإصابته بجلطة القلب إلى المستشفى، فوصول المريض إلى المستشفى بسرعة يزيد من فرص استعمال الدواء الذى يمكنه إذابة الجلطة أو عمل قسطرة لتوسيع الشريان حيث أن الفائدة المرجوة من استعمال هذا الدواء تكون فى الساعات الأولى من بداية ألم الجلطة القلبية. ويعطى المريض فوراً مسكنات الألم القوية كالمورفين.
ويدخل المريض إلى غرفة العناية القلبية المركزة حيث يوضع تحت الرقابة المكثفة لمدة 24 ساعة على الأقل. وقد يعطى المريض عدداً من الأدوية مثل النيتروجليسرين بالوريد، ومثبطات المستقبلات بيتا والمستحضرات التى تزيد من نسبة السيولة بالدم كالهيبارين، وأمثاله.
هل يحتاج مريض الجلطة إلى علاج بعد خروجه من المستشفى؟
معظم المرضى يحتاجون إلى دواءين أو أكثر. واستعمال الأسبرين ومثبطات المستقبلات بيتا مثلا أمر روتينى فى معظم الحالات للوقاية من حدوث جلطة أخرى.
متى يعود مريض الجلطة إلى حياته العادية؟
إذا كانت الأمور كلها على ما يرام فإن المريض يزيد من نشاطه تدريجياً يوماً بعد يوم. ولكن ينبغى تجنب الأعمال المجهدة فى الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجلطة القلبية الإصابات الخطيرة طريق ألم عضلة القلب الجلطة القلبیة جلطة القلب
إقرأ أيضاً:
سيف على رقاب الجميع
إنه الرحيل. ومعه تتبخر الأشياء، ويرتد كل إنسان إلى المنتهى. لا يبقى هناك ما يسمى بالسلطة والنفوذ. وهنا يتذكر ما حل بالآخرين. أين ذهب "هتلر" نموذج الحاكم المنتشي بالسلطة؟ لقد تبخر كل شىء، ضاع مع الريح، لم يصمد.لم يكن أحد ليتصور أن تحل به هذه النهاية فى يوم من الأيام. رحل ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منه. مع الرحيل تختلف الأوضاع. يصبح المرء بلا رفيق، ولا يوجد من بات بذكره أو حتى يورد اسمه أو يستدعى سيرته. الكل لا يريد أن يتذكر من بات شبحا، جسدا ميتا مليئا بالثقوب، جثة عفنة لا حول لها ولا قوة. بات صاحبها عبئا على الطريق والرفيق، لا أحد يذكره. حتى إذا جاءت سيرته لفظها الكثيرون، وآثروا الانقياد وراء مواضيع أخرى. لا أحد يريد أن يتذكر من كان يملأ الحياة صخبا وضجيجا إرهابا وعنفا.
انتهى كل شىء. لا حول ولا قوة إلا بالله. راحت الدنيا وحلت الآخرة التى لا يراها أحد ما دام على قيد الحياة. من يحيا لا يرى إلا الحياة والقوة والاستقواء والسطوة و الهيمنة والنفوذ والتجبر. هذه هى فنون الحياة والبقاء، فليس له علاقة بالآخرة. فهذا الشخص مأفون عنيد لئيم رهيب فج غليظ وحش كاسر طغى وتجبر، وغيب عن نفسه عمدا أن الحياة قصيرة ولا ضمان لها، وأنها تنتهى فى لحظة دون تنبيه خلافا لعقيدة صاحبنا الذى كان يرى أنها باقية له إلى الأبد، ولهذا ومع هذا الشعور ينسى أن هناك رحيلا حتميا فى يوم من الأيام. قد يكون اليوم أو غدا أو فيما بعد ولكنه آتٍ على أى حال.
عندما يُذكر الرحيل يشعر المرء بالحزن. إنها لوعة الرحيل وتعاسة الفراق. لا يريد المرء أن يبدو حزينا. ولكن هذه هى الحياة أو هكذا تكون، فهى تبدأ وتنتهى فجأة دون أن تخبرنا بوثيقة حول موعد الرحيل، فهو أمر صعب على كل منا رغم أنه حق علينا جميعا. ورغم ذلك دائما ما نربط بينه وبين عنصر المفاجأة. نعلم أن الرحيل قادم، ولكن ما أن يأتى حتى نشعر بغصة وكأنه كان مفاجئا لنا. إنه الرحيل الصعب على الجميع التعامل معه، لا سيما عندما يرحل من نحب ومن كان يمسح دموعنا ويرفق بنا ويأخذ بيدنا لكى نرى معه وبرفقته جادة الطريق.
إنه الفراق بيننا وبين الأحبة وبيننا وبين هذه الدنيا التى كنا نعيش فى كنفها ونستنشق نسائمها. ولكنها الحياة وهكذا تكون. نشعر بالحلم الجميل ولكن لا يلبث أن يتبدد ويتحول إلى كابوس قاتل أمام البعض ممن لا يملكون أمامه إلا الاستسلام، فهذا هو القدر الذى يباغت الجميع بما لم يتوقعوه.
ما أصعب رحيل الأحباب وذوى القربى. وهنا تكون اللوعة مرة ومعها تتبدد الآمال وتطمر الفرحة ويغيب الشعور بالسعادة والحياة. إنه القدر الذى يتعين على الجميع الاستسلام له حيث لا يملكون أمامه سبيلا للهروب. وهذه هى الحياة. نقطة بداية ومولد حلم حتى نصل إلى النهاية التي يحكمها ويتحكم فيها الرحيل. يرحل الأحباب ونأسى لرحيلهم، ولكن ورغم هذا الفراق والرحيل الذى سيحل بالجميع يتعين علينا أن نبحث عن حلم جديد.نعم.. يجب أن ننظر إلى الحياة بروح جديدة كلها أمل. يجب أن نتجاوز مرحلة الأحزان، وأن نتجاوب مع حياة جديدة، والزمن كفيل بأن يخفف عن الإنسان همومه وأوجاعه سواء أكان يعانى فراقا بسبب الحب أو يضاجعه الأسى لفقد عزيز لديه. وهنا ينبغي على الإنسان الإفاقة، وأن يحاول النسيان ويندمج مع الأصدقاء، وأن يؤمن بأن الحياة يجب أن تكمل مسيرتها وأن تأتى بالجديد.