في مفاجأة مقلقة، كشفت دراسة جديدة أجرتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عن انخفاض حاد وغير مسبوق في مخزونات المياه العذبة على مستوى العالم خلال العقد الماضي، لافتة إلى أن هذه النتائج المثيرة للقلق تضع العالم على حافة أزمة مائية غير مسبوقة، تهدد الأمن الغذائي والبيئي لمليارات البشر.

تقلص هائل في حجم المياه العذبة

وحسب ما ورد على موقع «روسيا اليوم»، فقد تمكن العلماء - باستخدام بيانات دقيقة من الأقمار الصناعية - من رصد تقلص هائل في حجم المياه العذبة المخزنة في التربة والجليد، ما يشير إلى تحول مناخي جذري قد يدفع الكوكب نحو مرحلة جفاف مستمرة.

وأوضحت الدراسة أن الأرض فقدت ما يعادل ضعف حجم بحيرة إيري الأمريكية من المياه العذبة خلال السنوات الأخيرة، مؤكدة أن هذا الانخفاض المذهل يؤدي إلى عدة عوامل، من بينها تغير أنماط هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، والتوسع الزراعي، فضلًا عن سوء إدارة الموارد المائية.

تأثير الظواهر المناخية المتطرفة

وأكد العلماء أن الظواهر المناخية المتطرفة، مثل موجات الجفاف الحادة وفترات الأمطار الغزيرة، تلعب دورًا حاسمًا في تفاقم هذه الأزمة؛ إذ إن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة التبخر، بينما تمنع التربة الجافة الأمطار من النفاذ إلى أعماق الأرض لتغذية الخزانات الجوفية.

دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة 

ويحذر الخبراء من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الزراعة والصناعة والإمدادات الغذائية، لافتين إلى أن أزمة المياه تهدد بتشريد الملايين من الناس وزيادة حدة الصراعات على الموارد المحدودة، داعين الحكومات والمنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الأزمة، من خلال تبني سياسات مستدامة لإدارة المياه، والاستثمار في تكنولوجيات جديدة لتحلية المياه، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وكالة ناسا وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وكالة الفضاء أزمة مياه المياه العذبة المیاه العذبة

إقرأ أيضاً:

شحّ المتساقطات يهدد لبنان: الزراعة والطاقة في خطر

"صيف آخر"... بهذه الكلمات البسيطة والمعبّرة، يلخص المزارعون في لبنان واقع موسم الشتاء الحالي، الذي لم يجلب خيراته بعد. فقد بدا شهر كانون الثاني جافاً وقاسياً، تاركاً خلفه آمالاً معلقة على تغير الأحوال الجوية في الأسابيع المقبلة. وفي وقت تتضاءل فيه كميات الأمطار المتساقطة بشكل غير مسبوق، تعيش الأراضي الزراعية والجداول والأنهار حالة من العطش، وسط تساؤلات حول مستقبل هذا الموسم الزراعي الحيوي الذي يعوّل عليه اللبنانيون لتأمين جزء كبير من أمنهم الغذائي.

تشير الإحصاءات إلى أنّ كميات المتساقطات لهذا الموسم لا تزال شحيحة، إذ تتراوح بين 240 و250 ملمترا فقط، في حين أنّها كان يُفترض أن تبلغ في هذه الفترة من السنة حوالي 400 ملمتر على الأقل. والأدهى من ذلك، أنّ العام الماضي شهد كميات أمطار قاربت 700 ملمتر في نفس الفترة، ما يعكس التراجع المقلق في معدلات الأمطار هذا الموسم. ووفقاً لخبراء تحدثوا إلى "لبنان24"، فإنّ المنخفضات الجوية الفعّالة ما زالت تتمركز فوق الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، خصوصاً جنوب إيطاليا وفوق تونس، وهي مناطق غالباً ما كانت تشهد مرور هذه المنخفضات باتجاه لبنان خلال شهر كانون الثاني. ومع اقتراب انتهاء هذا الشهر دون بوادر لتحسن الوضع، يبقى الأمل معقوداً على شهر شباط، لعلّه يحمل معه الخير ويعوض بعضاً من الخسائر التي خلفها تأخر الأمطار.
وعليه، يحذّر الخبراء في هذا السياق من نقطة أساسية، ألا وهي تغيّر أنماط الطقس في لبنان، إذ إنّ النماذج الحالية تؤشّر إلى أزمة كبيرة قد لا نواجهها هذا العام فقط، إنّما من المحتمل أن تحوّل لبنان إلى بلد يفتقر إلى الأمن المائي، خاصة مع سيطرة إسرائيل على مناطق استراتيجية في جبل الشيخ مؤخرًا، حيث بات لديها المقدرة على أن تقطع عن لبنان مصدرا أساسيا للمياه، هذا عدا عن الدراسات التي تؤكّد أن سنوات الجفاف في لبنان بدأت تشهد معدلات مرتفعة منذ خمسينيات القرن الماضي، خاصة مع التغير المناخي، الذي كان للبنان النصيب الأكبر، وقد تجلى ذلك بشكل واضح من خلال ارتفاع معدلات الحرارة في لبنان نتيجة لظاهرة الإحتباس الحراري.
وسواء وصلت منخفضات بعد كانون الثاني أم لم تصل، يؤكّد الخبراء أنّها لن تكون قادرة على تعويض خسائر عدم هطول الأمطار، خاصةً وأن مصروف المياه سيختلف حاليا، مع عودة الجنوبيين إلى أراضيهم، والبدء بالتحضير للمواسم الزراعية، إلا أن منظومة المنخفضات الجوية لا تزال بعيدة، وامتلاء الأنهار والبحيرات قد يكون ضربا من الخيال، طالما أن لا منخفضات مؤثّرة قد تصل خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وعلى سبيل المثال تعاني بحيرة القرعون من أزمة مياه طاحنة، دفعت ثمنها ملايين الدولارات، ففي وقت كان يجب أن يكون معدل المياه في البحيرة في هذا الوقت من السنة 100 مليون ملمترا مكعبا، لم تتخط نسبة المياه 23 مليون ملمترا مكعبا، وهذه النسبة من المياه، تعني تلقائيا تراجع القدرة على إنتاج الكهرباء من البحيرة، وبحسب الأرقام فإنّ القدرة ستنفض إلى أكثر من 45%، وهو ما يقدر بأكثر من 26 مليون دولار، وهذا الامر يشمل في طبيعة الحال الخسارة التي ستتكبدها كهرباء لبنان، إذ بسبب النقص الناجم عن الطاقة الكهرومائية بسبب شح الأمطار، فإنّها ستكون مضطرة إلى الذهاب نحو خيار المعامل الحرارية، ما يعني ارتفاع سعر الكيلواط بشكل مباشر، والذي سيرتد على شكل خسائر.
في ظل هذا المشهد المقلق، يبدو أنّ حلول أزمة المتساقطات تحتاج إلى أكثر من دعاء المزارعين. إذ بات من الضروري وضع استراتيجية وطنية مستدامة لإدارة الموارد المائية، ومواجهة التحديات المناخية المتزايدة. ويبقى السؤال، هل يستطيع شباط أن يعوّض ما خسره لبنان في الشتاء، أم أنّ الأزمة ستستمر لتترك بصمة جديدة على صفحات معاناة البلاد؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • رئيس مياه القناة: إعادة ضخ المياه لجامعة سيناء بعد اصلاح الكسر المفاجئ
  • أمانة القصيم تكثّف جهودها الميدانية لإزالة مياه الأمطار وتعالج أكثر من 45 موقعًا لتجمع المياه ببريدة
  • شحّ المتساقطات يهدد لبنان: الزراعة والطاقة في خطر
  • خبراء ومحللون يقرعون أجراس الخطر في العالم العربي بعد تصريحات ترامب عن غزة
  • خبير تركي يدق ناقوس الخطر حول الزلازل
  • رايتس ووتش تدق ناقوس الخطر بالكونغو مع تقدم حركة متمردة مسيئة
  • ستراتفور: المياه والدم لا يختلطان.. توجس من حروب مياه بجنوب آسيا
  • المهدوي: مجلس الدولة في مواجهة أزمة شرعية غير مسبوقة
  • كارثة عالمية.. والعلماء يدقون ناقوس الخطر!
  • رئيس شركة مياه مطروح يقوم بجولة تفقدية لروافع المياه بالمحافظة