بوابة الوفد:
2025-01-30@19:00:28 GMT

مأساة فاوست: بين المعرفة والطموح المفرط

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

يُعتبر كريستوفر مارلو (1593-1564) من أبرز كتّاب المسرح الموهوبين فى عصر الملكة إليزابيث الأولى. فقد أظهرت أعماله، مثل دكتور فاوست، مهارته الاستثنائية فى دمج الدراما والشعر والموضوعات الفلسفية العميقة. ومنذ بداية دراستى فى الأدب الانجليزى وأنا أعتقد أنّ موهبته كان من الممكن أن تتفوق على موهبة وشهرة ويليام شكسبير، لو لم يُقْتَل بشكل مفاجئ فى مشاجرة عام 1593 عن عمر لا يتجاوز 29 عامًا.

لقد منعه موته المبكر من أن يحقّق كامل إمكانياته، لكن تأثيره فى تطور التراجيديا الإنجليزية كان عظيما.

تظل شخصية فاوست واحدة من أبرز الأساطير التى ألهمت الفكر الإنسانى عبر العصور، حيث تتجسد مأساة الإنسان فى سعيه الحثيث وراء المعرفة المطلقة والطموح اللامحدود. وكريستوفر مارلو لم يكن وحده الذى عالج هذه الاسطورة فقد تناولها كل من غوته فى مسرحيته الشعرية (عام 1808)، فاوست وكذلك توماس مان فى روايته دكتور فاوست (عام 1947)، التى تصوّر بطلها الموسيقار، وهو يعقد اتفاقًا مع الشيطان ليحصل على العبقرية الفنية.

كانت رؤية فاوست للمعرفة أداة للسلطة والخلود، اعتقادًا منه أن امتلاك هذه المعرفة سيمنحه القدرة على التحكم فى الحياة وتحقيق الخلود. لكنّه فى غمرة طموحه، فقد البوصلة الأخلاقية، فباع روحه فى صفقة غير قابلة للإلغاء. كما يوضّح مارلو، فإن السعى وراء القوة هو فخٌ يخدع صاحبه دون أن يدرك العواقب الكارثية التى قد تترتب عليه.

يعبّر فاوست عن تعطش مفرط لامتلاك المعرفة والسيطرة بقوله: « لَو كانت لى أرواحٌ بعدد النجوم فى السماء، لما ترددت فى أن أهبها جميعها لميفوستوفيليس (الشيطان). به سأصبح إمبراطورًا عظيمًا للعالم، وأبنى جسرًا فى الهواء المتحرك لعبور المحيط مع كوكبة من الرجال؛ سأوحّد الجبال التى تفصل الشواطئ الأفريقية، وأجعل تلك الأرض قارة تتصل بإسبانيا، لتكونا معًا ثروتى الملكية...»

تطرح المسرحية تساؤلات هامة عن العلاقة بين المعرفة والأخلاق. ففى سعيه الحثيث وراء «الحقول الكاملة» للمعرفة، لم يتساءل فاوست عن الثمن الذى سيُدفع مقابل ذلك. ورغم نبل سعيه لفهم العالم، أغفل الأسئلة الأعمق المتعلقة بالأخلاق وقيمة الروح.

فى نهاية المسرحية يصرخ فاوست: «إلهى، إلهي! لا تنظر إليّ بتلك النظرة القاسية! أيتها الأفاعى والثعابين، دعونى أتنفس قليلًا! يا جهنم القبيحة، لا تفتحى فمك!»

تُجسد هذه الصرخات اليائسة لفاوست فى نهاية المسرحية التحوّل الكامل فى شخصيته. هنا، يحاول العودة إلى حياة البراءة ويتوسل لله، بعد فوات الاوان، أن يغفر له ذنبه العظيم.

مأساة فاوست تقدم درسًا تحذيريًا غاية فى الأهمية: تظل الروح، ذلك الوميض الوحيد فى عتمة الوجود، أغلى ما يملك الإنسان، ولا يجب بأى حال أن تُباع أو تُستبدل مهما توافرت المغريات وعَظُمَت المكاسب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأدب الإنجليزى

إقرأ أيضاً:

تعليم الفيوم يشارك بعروض التربية المسرحية في معرض القاهرة الدولي للكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شاركت التربية المسرحية بمديرية التربية والتعليم بالفيوم، بعروض مسرحية في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته السادسة والخمسين، تحت إشراف هشام أبو عوف مدير، إدارة الشئون التنفيذية بالمديرية، والدكتور محمد صلاح الدين حمزة مدير إدارة الأنشطة بالمديرية.

وذلك في إطار مشاركة مديرية التربية والتعليم بالفيوم، خلال فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب

وقد قدمت التربية المسرحية بالمحافظة ثلاث عروض مميزة على المسرح المخصص داخل المعرض يوم الأربعاء، جاءت العروض على النحو التالي:

1. *استعراض"فتافيت السكر"*:
  - ألحان الراحل أحمد جلال البشيهي.
  - توزيع: إيهاب حمدي محمد، موجه التربية المسرحية بإدارة غرب الفيوم.
  - أداء طالبات مدرسة التقوى الإسلامية الخاصة بإدارة غرب الفيوم.
  - تدريب: هبة أحمد محمد.
  - إشراف: محمود أبو سيف، موجه أول إدارة غرب الفيوم.

2. *أوبريت "سجل حلمك لبكره"*:
  - أشعار: أشرف أبوجليل.
  - أداء: طلاب مدرسة كمال بركات الرسمية لغات بإدارة سنورس.
  - تدريب: الشيماء سعد الدين، مشرفة التربية المسرحية.
  - إشراف: لبنى عبدالعظيم إسماعيل، موجه أول التربية المسرحية بإدارة سنورس.

3. *مسرحية "كلام من دهب"*:
  - تأليف: مجدي مرعي.
  - إخراج: رجاء محمود، موجه التربية المسرحية بإدارة شرق الفيوم.
  - أداء: منتخب من طلاب إدارتي غرب وشرق الفيوم، من مدارس مختلفة (مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية، ومدرسة المحمدية الإعدادية بنات بإدارة غرب الفيوم، ومدرسة عثمان بن عفان الابتدائية، ومدرسة المسلة الإعدادية بنات بإدارة شرق الفيوم)
  - إشراف: الموجه العام نجلاء أحمد جلال البشيهي، موجه أول إدارة غرب الفيوم: محمود أحمد عبد التواب أبو سيف، موجه أول إدارة شرق الفيوم: علا إبراهيم منصور.
  
وقد لاقت العروض استحسانًا كبيرًا من الحضور، وعبّر العديد من الزوار عن إعجابهم بمستوى الأداء العالي والإبداع الذي قدمه طلاب وطالبات محافظة الفيوم، مما يعكس اهتمام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بتطوير المواهب الفنية لدى الطلاب وتشجيعهم على التعبير الفني، حيث تجسد هذه الفعاليات جزءًا من الجهود المستمرة لدعم الأنشطة الثقافية والفنية وتعزيز الوعي الفني بين الطلاب، وتوفير منصة لعرض إبداعاتهم، وتعكس أيضًا اهتمام وزارة التربية والتعليم بتعزيز الأنشطة الثقافية والفنية في المدارس.

مقالات مشابهة

  • الأمانة العامة تنظم ندوة سياسية في أبين بعنوان “التصالح والتسامح الجنوبي..الواقع والطموح”
  • آيسل نور تتالق في عرض "طقوس الإشارات والتحولات" على خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية
  • تعليم الفيوم يشارك بعروض التربية المسرحية في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • المبشر: الاعتماد المفرط على البعثة الأممية يضعف من قدرتنا على حل مشاكلنا بأنفسنا
  • مأساة مرورية في لحج: وفاة 3 أشخاص وإصابة 15 آخرين
  • المكتب الإقليمي لمجلس العلوم الدولي في مسقط .. الأهمية والطموح
  • العروض المسرحية بـ"ليالي مسقط" تسلط الضوء على القضايا المجتمعية في قوالب ترفيهية وإبداعية
  • وسط تبادل إطلاق النار على الحدود مع المكسيك.. «ترامب» يواصل سعيه لترحيل المهاجرين
  • رحلة صيد تتحول إلى مأساة بسيدي بنور
  • 1.2 مليون زائر لمعرض الكتاب في 3 أيام.. ووزير الثقافة: الإقبال يجسد قيمة المعرفة عند المصريين