"زراعة الشيوخ" توصي بتقييم الوضع المائي واشتراك 3 جهات في تحرير عقود الأراضي
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ناقشت لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، خلال اجتماعها مساء اليوم، برئاسة المهندس عبد السلام الجبلى، رئيس اللجنة، طلب المناقشة العامة المقدم من النائب جمال أبو الفتوح، وكيل لجنة الزراعة، بشأن استيضاح سياسة الحكومة حول دعم مشاريع التوسع الأفقي في الرقعة الزراعية كأحد روافد زيادة الصادرات المصرية، والذى سبق وأحاله المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، لمناقشته بلجنة الزراعة والرى.
وشهد الاجتماع استعراض النائب جمال أبوالفتوح طلب المناقشة، موضحا أن التوسع في الرقعة الزراعية يعد أحد الحلول الأساسية لمواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه الدول النامية، حيث يسهم في تحسين الأمن الغذائي، وزيادة الإنتاج المحلي في العديد من هذه الدول، بما فيها مصر.
وأوضح أن التوسع في الرقعة الزراعية ضرورة ملحة بسبب التحديات التي يفرضها النمو السكاني السريع وزيادة استهلاك الغذاء.
وقال النائب محمد السباعى، وكيل لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، لدينا طموحات كبيرة قي مصر فى التوسع الزراعى، متابعا، كما أن المواطن يسمع كلاما وأرقاما كبيرة حول المساحات المستهدف زراعتها، متسائلا: هل لدينا القدرة علي تحقيق ما تريده الدولة في ظل محدودية المياه، وهل هناك بيانات حول ما تم تحقيقه وما هو مستهدف والجدول الزمني له؟.
ومن جانبه قال الدكتورمحمود أبو سديرة عضو لجنة الزراعة، إن التحديات الحالية في ملف المياه، تتطلب ترشيد استخدام المياه.
وفي ذات السياق أكد الدكتور أسامة الظاهر، رئيس قطاع المياه الجوفية، أن الفترة الحالية تتطلب ضرورة التوسع الرأسي في الزراعة، من خلال تعظيم العائد من وحدة المياه ووحدة الأرض، مشيرا إلي أهمية التنسيق في ربط وحدة المياه ووحدة الأرض قبل الزراعة.
واستعرض الظاهر، التحديات والمعوقات التى تواجههم في إعداد الخطط اللازمة لتعظيم الاستفادة من وحدة المياه علي أرض الواقع.
وأكد على أهمية عرض كافة العقود على وزارة الرى قبل الزراعة، لتحديد المناطق التى يمكن زراعتها مع تعظيم الاستفادة من المياه.
وقال المهندس محمد طلبة نائب المدير التنفيذي لهيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية، إن الهيئة تحصل على موافقة وزارة الرى على كل طلب تقنين، مشيرًا إلي أن هناك محافظات تقبل طلبات التقنين دون موافقة الرى.
وعقب المهندس عبد السلام الجبلى، بأن ذلك الموضوع هام جدا نظرا لارتباطه بالاستثمارات في القطاع الزراعى، سواء كانت عامة أو خاصة، لأنها في النهاية لصالح الدولة، ونسعى للحفاظ عليها.
ودعا الجبلي إلي ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية في ذلك الملف، وهى الزراعة والرى وجهة الولاية علي الأرض، بحيث يكون أى تعاقد يتم إبرامه مع أى مستثمر يتضمن 3 جهات وليس جهة واحدة، وذلك نظرا لأهمية دور كل جهة، فالزراعة تحدد المحاصيل المطلوبة في تلك المنطقة، والرى تحدد موارد المياه، وجهة الولاية تتولي إجراءات تسليم الأرض.
وتابع: “الهدف من ذلك هو نجاح الاستثمارات وتحقيق كامل الاستفادة منها بما يحقق استدامتها، بالإضافة إلي أهمية التركيز على التوسع الرأسي”.
واتفق معه نواب اللجنة، وقال النائب وجيه سنبل، إن دور وزارة الرى يعد الأهم، لأنها التى تحدد مدى وجود مياه من عدمه في تلك المنطقة قبل البدء في زراعتها.
وأكد النائب محمد سعد الشلمة، ضرورة وضع محددات لزراعة المحاصيل في تلك الأراضي الصحراوية المستخدمة للمياه الجوفية.
وأكد محمد حسين نائب رئيس قطاع استصلاح الأراضي، أهمية التركيز علي مساحات الأراضي المجاورة لمحطات المعالجة التى أنشاتها الدولة، واستغلالها جيدا من خلال التوسع الرأسي.
وأوصت اللجنة في نهاية المناقشات، إعادة تقييم الوضع المائى الحالي لبحث مدى وحجم التوسع الأفقي في الزراعة.
كما أوصت اللجنة، بإعداد قاعدة بيانات شاملة لجميع الآبار في مصر في كافة الأراضي الصحراوية في مصر، والالتزام باشتراك وزارتى الزراعة والرى مع جهات الولاية في تحرير عقود الأراضي.
كما أوصت اللجنة الحكومة، بخطة محددة للتوسع الرأسي وتعظيم الاستفادة من وحدة المياه، لمواجهة محدودية المياة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زراعة الشيوخ مجلس الشيوخ الزراعة الزراعة والرى لجنة الزراعة الاستفادة من وحدة المیاه
إقرأ أيضاً:
القمامة تهزم الحكومة فى شوارع القاهرة
أزمة تلوث فى العاصمة .. و"الأهالى" يطالبون بإنقاذهم من الكابوس
الأحياء تواجه معركة مع النفايات ..وغياب الحلول الفعالة
تئن شوارع القاهرة تحت وطأة القمامة المتراكمة، حيث يعيش السكان فى معاناة يومية لا تنتهى، تلك الأطنان من النفايات التى تملأ الأزقة والشوارع تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن، الذين أصبحوا ضحايا حقيقية لهذا التلوث المستمر، ورغم الشكاوى المتكررة، يظل المسئولون صامتين، وكأن حياة هؤلاء لا تعنيهم.
بينما تتفاقم الأزمة فى مختلف أحياء القاهرة، يصرخ الأهالى فى وجه الإهمال البيئى، يطالبون بتدخل عاجل لإنقاذهم من هذا الكابوس، فى كل زاوية تجد القمامة تهدد صحتهم وسلامتهم، ولكن لا مجيب، وفى ظل غياب أى إجراءات فاعلة، يشعر السكان وكانهم فى معركة خاسرة، بينما الحياة تدور حولهم فى مكانٍ ضاع فيه أبسط معايير الإنسانية.
وفى جولة ميدانية لمؤسسة الوفد الإعلامية فى العديد من أحياء القاهرة، كان الهدف هو الكشف عن المعاناة اليومية التى يعيشها المواطنون، رصدت «الوفد» مختلف المناطق، حيث وجدنا أن مشهد القمامة لا يقتصر على مكان بعينه، بل هو واقع يعيشه سكان معظم الأحياء، ما يكشف عن مدى الإهمال والتجاهل الذى يعانى منه الأهالى فى تلك المناطق يعبرون عن يأسهم من وعود المسئولين التى تبدو مجرد كلمات فارغة دون أى تنفيذ على أرض الواقع.
عزبة أبو حشيش.. بيئة ملوثة
فى جولة ميدانية لـ«الوفد» داخل عزبة أبو حشيش، إحدى المناطق الشعبية فى القاهرة، قال سامح سيد 45 عامًا، مهندس معمارى، تتراكم أكوام القمامة بشكل عشوائى وسط شوارع العزبة الضيقة، لتشكل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان وصحتهم، مؤكدًا، أن النفايات المنتشرة تشمل بقايا طعام، قطع أثاث قديمة، ومواد بلاستيكية مهملة، فى مشهد يعكس غياب الرقابة والاهتمام من الجهات المسؤولة، هذا الإهمال البيئى لا يقتصر تأثيره على المظهر العام فقط، بل يمتد ليؤثر بشكل خطير على الصحة العامة للسكان، خاصة الأطفال وكبار السن، الذين أصبحوا عرضة للأمراض الناتجة عن التلوث وانتشار الحشرات والقوارض داخل المنطقة.
ومن جانبه شاكر محمد، أحد سكان المنطقة، عبّر عن معاناة الأهالى بقوله: «الوضع أصبح لا يحتمل، نعيش يوميًا مع روائح كريهة وحشرات وقوارض، وطرقنا جميع الأبواب بلا جدوى، المسئولون يبررون الوضع بعدم وجود إمكانيات، لكننا نركن هنا كأننا لسنا بشرًا»، حالة من الغضب والاستياء تسود بين سكان المنطقة، الذين يرون أن تجاهل شكاواهم المتكررة يعكس غياب أى رؤية لحل الأزمة، الوضع تفاقم مع مرور الوقت، حيث تحولت القمامة إلى جزء من الحياة اليومية للسكان، مما أثر على صحتهم وبيئتهم فى ظل انتشار تحديث الأوبئة الخطيرة.
وقالت نرمين. س، مدرسة لغة عربية بمدرسة غمرة، أن تراكم النفايات بهذا الشكل يعد كارثة بيئية وصحية على حد سواء، وأكدت أن القمامة المتكدسة تؤدى إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، بالإضافة إلى توفير بيئة مثالية لتكاثر الحشرات والبكتيريا، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية بين الاطفال، هذا المشهد ليس فقط مصدر إزعاج بصرى، بل تهديد حقيقى للصحة العامة، ويحتاج إلى تدخل فورى لمنع حدوث أضرار أكبر قد تصيب بالامراض المميتة.
رغم المناشدات المستمرة للمسؤولين، يعانى السكان من تجاهل إدارة هيئة النظافة التى تكتفى بالوعود دون تنفيذ أى خطوات ملموسة لحل الأزمة، الحاجة أم سمير، وهى سيدة مسنة تعيش فى المنطقة منذ أكثر من 50 عامًا، قالت بحسرة: «زمان كانت عربيات النظافة بتيجى، دلوقتى تحول المكان لمقلب زبالة، تعبنا من الكلام والمناشدات، ومحدش سامعنا»، الأهالى يشعرون بأنهم تركوا يواجهون مصيرهم وحدهم، بينما تظل الجهات المسؤولة غائبة عن المشهد، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
محور الموت.. بمدينة نصر
وفى مدينة نصر، على محور عمر سليمان، أصبحت أكوام المخلفات الصلبة فى منتصف الطريق تشكل تهديدًا حقيقيًا على أرواح المواطنين، يقول رجب موسى من سكان مدينة نصر، أن المخلفات تتراكم بشكل مرعب فى الطريق، خاصة فى ساعات الليل، السائقين لا يستطيعون رؤيتها فى الوقت المناسب، ما يؤدى إلى حوادث مروعة، ونفر من منازلنا إليهم لاسعافهم، نحن نعيش فى حالة من الرعب المستمر بسبب إهمال هيئة النظافة المسؤولة عن رفع المخلفات من الشوارع» ويضيف آخر: «لا يوجد أى اهتمام من هيئة النظافة بإزالة هذه المخلفات، والأمر يبدو وكأنهم يتركوننا نواجه الموت فى كل لحظة».
ومن جانبه أحد السائقين، فإن الأمر قد أصبح لا يحتمل «كل مرة أتعامل مع هذه المخلفات على الطريق، أخشى أن أفقد حياتى أو حياة الآخرين، فى ساعات الذروة، تزداد الحوادث بسبب إهمال رفع المخلفات من الطريق، المسؤولون لا يأبهون بما يحدث، وكأننا لا نملك الحق فى العيش بسلام»، مؤكدًا أن الشوارع غير آمنة على الإطلاق، ولا تكاد تمر أيام دون وقوع حادث بسبب المخلفات المكدسة على محور عمر سليمان.
وتوجه محامٍ من سكان مدينة نصر، نداءً عاجلًا لهيئة النظافة، قائلًا: «على المسؤولين أن يتحملوا المسؤولية الكاملة، يجب أن تتم إزالة هذه المخلفات بشكل دورى، ويجب فرض غرامات صارمة على من يتركونها فى الطريق، الأرواح التى تهدر بسبب الإهمال النظافة لا تعوض، والتقاعس عن العمل هو ما يؤدى إلى المزيد من الضحايا.
الزاوية الحمراء تختنق بالقمامة
قال عمرو مصطفى، 42 عامًا، طبيب بشرى وأحد سكان الزاوية الحمراء، أن الأوضاع فى شوارعنا أصبحت كارثية، فالقمامة مكدسة على الأرصفة وفى الطرقات بلا أى تدخل من هيئة النظافة المسئولة، ما زاد الأمر سوءًا هو غياب العمالة المنتظمة عن رفع القمامة، مما جعل بعض السكان يلجأون للتخلص منها بشكل عشوائى، والبيئة أصبحت خصبة لانتشار الأمراض، ومعها تتفاقم معاناة السكان يومًا بعد يوم.
وأضاف: «من شدة قلق الأهالى على صحتهم وصحة أطفالهم، يضطرون إلى جمع أموال فيما بينهم لتوظيف عمال يومية لإزالة القمامة من الشوارع الجانبية على نفقتهم الخاصة، هذا الحل المؤقت يضع ضغطًا إضافيًا على كاهل الأسر التى بالكاد تتحمل نفقاتها الأساسية، وكل هذا يحدث رغم وجود هيئة نظافة مسؤولة عن نظافة القاهرة، لكنها تتجاهل دورها تمامًا وكأنها غير موجودة.
وتابع: أن المشكلة ليست فى الشوارع الجانبية فقط، فهيئة النظافة تعتمد على الودر لرفع القمامة من الشوارع الرئيسية، لكن هذا الحل يتسبب فى تدمير الأسفلت الذى كلف الدولة ملايين الجنيهات لإعادة رصفه، بدلًا من معالجة المشكلة من جذورها، يتم إهدار موارد الدولة وخلق أزمات جديدة تزيد الوضع سوءًا، دون أى رقابة حقيقية أو محاسبة للمسؤولين عن هذا الإهمال.
وأكد مصطفى، قائلًا: «الحل يبدأ بفرض عقوبات صارمة على الموردين المتقاعسين عن أداء واجبهم، ووضع آليات رقابية فعالة لضمان انتظام العمل، كما أن توعية المواطنين بضرورة التخلص السليم من القمامة وتوفير حلول مبتكرة مثل الحاويات الحديثة أو نقاط جمع مركزية، يمكن أن يغير الواقع المؤلم الذى نعيشه، نحن بحاجة إلى خطة شاملة، تجمع بين المسؤولية الحكومية والمشاركة المجتمعية، لإنقاذ شوارعنا من كارثة تراكم القمامة وانتشارها بشكل كبير».
ومن جانبه أكدت سمية عامر، أن تزايد تراكم القمامة بشكل غير مسبوق عند شارع المستعمرة، لجأ بعض الأهالى إلى حرق المخلفات فى محاولة للتخلص منها بسرعة، إلا أن هذه الطريقة تتسبب فى تلوث الهواء وتفشى الروائح الكريهة، مما يفاقم الوضع الصحى فى المنطقة، الحرق العشوائى يزيد من انتشار الأمراض التنفسية والجلدية، ويخلق بيئة غير صالحة للعيش، فى الوقت الذى كان من المفترض أن تكون هناك حلول جذرية وفعالة لمواجهة أزمة القمامة المستمرة، وتظل هذه الممارسات العشوائية جزءًا من معاناة المواطنين الذين يشعرون بالعجز فى مواجهة إهمال هيئة النظافة المسئولة، ويزيد الوضع تعقيدًا مع تكرار الحوادث الصحية التى تهدد حياة الأطفال وكبار السن فى المنطقة.
"البساتين .. معاناة يومية "
فى شارع 306 بالبساتين، أصبحت أكوام القمامة منتشرة فى كل زاوية، ما يعكس إهمالًا شديدًا من مسؤولين محافظة القاهرة عن ملف النظافة، تقول فاطمة أحمد، ربة منزل، وهى تحاول تحريك أطفالها بعيدًا عن أكوام النفايات «أطفالنا معرضين للأمراض طوال الوقت، نعيش فى حالة من القلق المستمر، لا نعرف أين نذهب ولا أين نعود، فأصبحنا نرى القمامة فى كل مكان، ولا أحد يهتم بتنظيف شوارعنا» الوضع فى الشارع لا يتحمل، والأهالى يعانون من غياب المسؤولية تجاه هذه الأزمة التى تزداد تفاقمًا مع مرور الأيام.
أما فى شارع الجزائر بالبساتين، فالوضع ليس أفضل حالًا، حيث باتت القمامة تشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة، تقول خديجة سعيد، وهى أم لثلاثة أطفال، «أطفالى لا يستطيعون اللعب فى الخارج بسبب القمامة المنتشرة فى الشوارع، نحن لا نعرف أين نذهب لنشعر بأننا فى مكان آمن بلا وباء، ليس هناك أى اهتمام من المسؤولين بتنظيف المنطقة ورفع القمامة، نعيش فى وسط هذا الكابوس اليومى دون أى حلول» الوضع أصبح لا يطاق، فى ظل غياب أى رقابة على رفع المخلفات.
وفى شارع النصر بالبساتين، يزيد التكدس الكبير للقمامة من معاناة السكان الذين يعانون من تدهور النظافة فى المنطقة، تقول نرمين عبدالله، ربة منزل، «أين نحن من الحياة الطبيعية؟ أطفالنا يمرضون باستمرار بسبب الحشرات التى تخرج من بين أكوام القمامة، نذهب إلى المسئولين ونطرق أبوابهم، لكن لا أحد يسمعنا، أصبحنا لا نعرف أين نذهب ولا أين نعود، نريد شوارع نظيفة، فقط نريد أن نعيش فى بيئة صحية، لكن لا أحد يكترث بنا».
شبرا مصر.. أزمة لا تنتهي
وفى شارع شبرا مصر، تحديدًا أمام بنزينة بترومين بحى الساحل، أصبح تراكم القمامة ظاهرة مألوفة تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم، يشكو أصحاب المحلات التجارية من الإهمال الواضح فى تنظيف الشوارع، حيث يقول الحاج حمادة سيد، صاحب محل صغير فى المنطقة، «القمامة تتراكم أمام محلى بشكل مستمر، وكلما حاولنا تنظيف المكان، تعود القمامة مجددًا فى اليوم التالى، لا نجد أى استجابة من مسؤولى النظافة، وهذا يؤثر سلبًا على مبيعاتنا وصحة زبائننا، المنطقة أصبحت غير صالحة للتجارة بسبب هذا الإهمال».
أما أم جرجس، إحدى سكان المنطقة، فتقول بمرارة، أن المنطقة أصبحت مليئة بالقمامة، وأصبحنا لا نعرف كيف نتعامل مع هذه المشكلة، نحن نعيش وسط الروائح الكريهة والحشرات، وأطفالنا لا يستطيعون اللعب فى الخارج بسبب تلوث المكان، نطرق أبواب المسؤولين، لكن لا أحد يستجيب لنا، لا نعلم إلى متى سنظل نعيش فى هذا الوضع.
دار السلام..حيوانات مسعورة تهددالأهالي
فى حى دار السلام، أصبح تراكم القمامة فى الشوارع مشهدًا يوميًا يفاقم من معاناة السكان، حيث تنتشر أكوام النفايات فى كل مكان، مما يشكل تهديدًا صحيًا خطيرًا، يقول شريف سيد صاحب ورش اصلاح سيارات، أن نحن لا نستطيع المرور بجانب هذه التراكمات دون أن نشعر بالخوف من انتشار الأمراض أو الحشرات السامة، الوضع أصبح لا يطاق، فنحن نعيش وسط القمامة التى أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، تتفاقم المشكلة أكثر بسبب تزايد الحيوانات المسعورة التى تجد فى أكوام القمامة مأوى لها، مما يزيد من القلق بين الأهالى.
وبالإضافة إلى ذلك، يشكو الأهالى من تزايد أعداد الحيوانات الضالة والمصابة بالعديد من الأمراض التى تتنقل بين أكوام القمامة، ما يضاعف من خطورة الوضع، تقول إحدى ربات المنازل فى المنطقة «أصبحنا نرى الكلاب الضالة والحيوانات المسعورة تتجول بحرية وسط القمامة، ما يجعل الخروج من المنزل أمرًا محفوفًا بالمخاطر، لا نعلم إلى متى سنظل نعيش فى هذا التلوث وسط تجاهل تام من المسئولين».
طالب الأهالى بضرورة تدخل عاجل من محافظة القاهرة لإزالة القمامة وتنظيف المناطق بشكل كامل، بالإضافة إلى وضع خطة واضحة لإدارة النفايات ومنع تكرار الكارثة، كما يدعون إلى محاسبة المسئولين عن هذا الإهمال الجسيم، الذى تسبب فى تدهور حياتهم اليومية، الأهالى يؤكدون أن صبرهم بدأ ينفد، وأنهم مستعدون للتصعيد إعلاميًا فى حال استمرار التجاهل، آملين أن يصل صوتهم أخيرًا إلى من يملك القرار لإنقاذهم من هذه المعاناة التى تهدد حياتهم وحياة أطفالهم بالأمراض والأوبئة.