ألماسصاروخ إسرائيلي أعاد حزب الله هندسته ويستخدمه لضرب إسرائيل
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
يقول مسؤولون إسرائيليون إن حزب الله اللبناني غنم صاروخ إسرائيلي متقدم مضاد للدبابات في حرب عام 2006، وأن إيران قامت بإعادة هندسته.ويقول مسؤولون دفاعيون إسرائيليون إن حزب الله يستخدم صاروخًا متقدمًا ضد إسرائيل أعيدت هندسته من سلاح إسرائيلي استولى عليه في حرب سابقة.
ويعتقد أن مقاتلي حزب الله استولوا على صواريخ سبايك الإسرائيلية الأصلية المضادة للدبابات خلال حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006 في لبنان وشحنوها إلى إيران لاستنساخها.
وبعد ثمانية عشر عامًا، يطلق حزب الله هذه الصواريخ التي أسماها صواريخ (ألماس) على القواعد العسكرية الإسرائيلية وأنظمة الاتصالات وقاذفات الدفاع الجوي بدقة وقوة كافية لتشكل تحديًا كبيرًا للقوات العسكرية الإسرائيلية. الصواريخ يصل مداها إلى 10 أميال (حوالي ١٦ كيلو مترا)، وتحمل أجهزة توجيه متقدمة لِـتـَتـَبـّع الأهداف وتحديدها.
إن قيام إيران وأذرعها باستنساخ أنظمة الأسلحة لاستخدامها ضد الخصوم الذين صمموها ليس بالأمر الجديد. على سبيل المثال، قامت إيران بنسخ الطائرات بدون طيار والصواريخ الأمريكية.
لكن صاروخ (ألماس) هو مثال على الاستخدام المتزايد للأسلحة التي صنعتها إيران، والتي "تغير بشكل كبير ديناميكيات القوة الإقليمية"، وفقًا لمحمد الباشا، محلل أسلحة الشرق الأوسط الذي يدير شركة استشارية للمخاطر مقرها في فيرجينيا.
يقول السيد الباشا: "ما كان في السابق انتشارًا تدريجيًا لأجيال الصواريخ القديمة تحول إلى نشر سريع للتكنولوجيا المتطورة عبر ساحات القتال النشطة".
فيما قال مسؤولون دفاعيون إسرائيليون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إن صواريخ (ألماس) من بين مخزونات أسلحة حزب الله التي استولت عليها القوات الإسرائيلية منذ بدء غزوها للبنان قبل حوالي شهرين.
وقد برزت هذه الصواريخ باعتبارها من بين الأسلحة الأكثر تطوراً بين مخزون كبير من الذخائر الأقل جودة في الغالب، بما في ذلك صواريخ كورنيت المضادة للدبابات المصممة في روسيا. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال سابقا أن القوات الإسرائيلية المتقدمة في جنوب لبنان عثرت على مخزونات كبيرة من الأسلحة الروسية التي تعزز قدرة حزب الله القتالية.
إن صاروخ ألماس هو صاروخ موجه لا يحتاج إلى خط نظر مباشر لإطلاقه من المركبات البرية والطائرات بدون طيار والمروحيات والصواريخ التي تطلق من الكتف. وهو ما يسمى صاروخ الهجوم العلوي، مما يعني أن مساره الباليستي يمكن أن يضرب من فوق أهدافه مباشرة بدلاً من الجانب، ويضرب الدبابات عندما تكون مدرعة قليلاً وعرضة للخطر.
وقال مسؤولون دفاعيون إسرائيليون إن صاروخ ألماس هدد الوحدات والمعدات الإسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية.
وفي تحليل أجراه مركز ألما للأبحاث والتعليم في أبريل، والذي يدرس القضايا الأمنية على الحدود الشمالية لإسرائيل، وجد أنه "من المرجح للغاية أن تنشر أسلحة من عائلة ألماس الحالية والمستقبلية عبر جميع الجبهات التي يسيطر عليها حلفاء إيران، وأن الصواريخ ستهدد مجموعة متنوعة من الأهداف المهمة على مدى متزايد، ولن تقتصر على الأهداف الإسرائيلية فقط".
هناك ما لا يقل عن ثلاثة أنواع معروفة من صواريخ ألماس، كل منها مطور عن سابقتها. في يونيو، قال باحثو مركز ألما في إسرائيل "إن حزب الله يبدو أنه يستخدم الجيل الرابع الأحدث الذي، من بين تحسينات أخرى، أرسل تصويرًا أكثر وضوحًا للرحلة التي قام بها" يمكن أن تحمل ألماس نوعين من الرؤوس الحربية، وفقًا لمجموعة CAT-UXO، وهي مجموعة معنية بالتوعية بالذخائر. الأول يمكنه أن ينفجر على مرحلتين، مما يسهل اختراق الدروع. أما الآخر فعبارة عن قنبلة وقود هوائية تنفجر في كرة نارية.
ظهرت صواريخ ألماس لأول مرة بعد سنوات من انتهاء الحرب في لبنان عام 2006، فبعد وقت قصير من انتهاء الحرب، أجرى الجيش الإسرائيلي جردا لمخزون المعدات التي نشرها في لبنان. وقد ظهر اختلاف في عدد الأسلحة، بين ما أدخل إلى لبنان، وما أعيد إلى إسرائيل، وما تحطم خلال القتال.
وأصبح من الواضح أن نظام صواريخ سبايك بأكمله، بما في ذلك قاذفة وعدة وحدات صاروخية، قد تركه الجيش على الأرجح في الميدان، وفقًا لاثنين من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين. ومنذ تلك اللحظة، عرفت إسرائيل أن هناك خطرًا كبيرًا من نقل الأسلحة إلى إيران، حيث يمكن تفكيكها وإعادة هندستها.
لقد مولت إيران حزب الله وأسلحته لعقود من الزمان، وانضم الحزب إلى الهجمات على إسرائيل لدعم حماس، بعد وقت قصير من شن حماس هجوماً في إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ويزعم مسؤولو الاستخبارات الإسرائيليون أن حزب الله استخدم ألماس في الحرب الأهلية في سوريا التي بدأت في عام 2011. وجنبًا إلى جنب مع روسيا وإيران، ساهم حزب الله بمقاتليه وقوته لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب مسؤولين دفاعيين إسرائيليين، فإن حزب الله يصنع الآن صواريخ ألماس في لبنان لتقليل اعتماده على سلاسل التوريد الإيرانية. ويُعتقد أيضًا أن الصواريخ تُنتج في إيران للجيش الإيراني.
وقال خبراء الأسلحة إن ألماس شوهد علنًا في عام 2020 أثناء تسليم الشركة المصنعة لطائرات بدون طيار تم إنتاجها حديثًا للجيش الإيراني. وكشف الجيش الإيراني عن الصاروخ بإطلاقه خلال مناورة عسكرية عام 2021.
ولكن لم تظهر تقارير عن استخدام ألماس في القتال إلا في وقت مبكر من هذا العام، في هجمات على إسرائيل يبدو أن حزب الله نفذها جميعًا، وفقًا لباحثين من شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية مقرها بريطانيا.
في يناير، أصدر حزب الله مقطع فيديو لضربة على القاعدة البحرية الإسرائيلية في رأس الناقورة، على الحدود مع لبنان، قائلاً إنه استخدم صاروخ ألماس. كما زعمت العديد من مقاطع الفيديو اللاحقة خلال الربيع نشر صواريخ ألماس ضد أهداف إسرائيلية.
ويبدو أن بعض الصواريخ صنعت في عام 2023. وأظهر باحثو مركز ألما طرق تهريب عبر العراق وسوريا والتي يُزعم أن إيران تستخدمها لإرسال الأسلحة إلى حزب الله.
لارا جاكس، مقيمة في روما، تقدم تقارير عن الجهود الدبلوماسية والعسكرية التي يبذلها الغرب لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا. وهي صحفية منذ ما يقرب من 30 عامًا.
*رونين بيرجمان كاتب في مجلة نيويورك تايمز، ومقره في تل أبيب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: صواریخ ألماس إن حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
“التايمز”: استخدام صواريخ “ستورم شادو” لضرب العمق الروسي لن يؤثر على التقدم السريع للقوات الروسية
روسيا – رأت صحيفة “تايمز” أن استهداف عمق روسيا بصواريخ “ستورم شادو” البريطانية يعكس محاولة الغرب وقف التقدم السريع للقوات الروسية مشيرة إلى أن هذه الصواريخ لن تؤثر جذريا في مجريات الصراع.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته امس الخميس: “إن موافقة بريطانيا على تنفيذ كييف ضربات باستخدام صواريخ من طراز “ستورم شادو” بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية تعكس محاولة الغرب وقف تقدم القوات الروسية”.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الأمن والدفاع ماثيو سافيل قوله: “إن هذه الصواريخ لن تُحدث تغييرا جذريا في مجريات الصراع، نظرا لامتلاك أوكرانيا عددا محدودا منها”.
وبحسب سافيل، “لم يتبقَ أمام أوكرانيا سوى الأمل في شتاء معتدل وطرق موحلة قد تُبطئ وتيرة خسارة الأراضي التي تسيطر عليها السلطات الأوكرانية”.
وأضاف :”نحن لا نتحدث عن انهيار شامل، لكن هناك خطر الانسحاب الحتمي وفقدان المزيد من الأراضي.. ولكن خلال الشهر الماضي، تسارعت وتيرة التقدم الروسي.. الأوكرانيون منهكون، ولا يستطيعون استبدال الوحدات الموجودة على الخطوط الأمامية.. إنهم مستنزفون جسديا ومعنويا، وليس لديهم أي فرصة لالتقاط الأنفاس”.
وكانت وكالة “بلومبرغ” قد ذكرت يوم الأربعاء أن القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت لأول مرة صواريخ “ستورم شادو” البريطانية البعيدة المدى لضرب العمق الروسي، جاء ذلك بعد أن نقلت صحيفة “التايمز” عن مصادر في الحكومة البريطانية أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وافقت على السماح لصواريخ “ستورم شادو” البريطانية البعيدة المدى بشن ضربات في عمق الأراضي الروسية.
وتعتبر موافقة واشنطن ضرورية لأن هذه الصواريخ موجهة بأنظمة أمريكية، وأوضحت الصحيفة أن بريطانيا لن تصدر إعلانا رسميا حول هذا الموضوع.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد في كلمة موجهة للشعب الروسي يوم الخميس أن الأهداف التي حددها العدو عندما ضربت الصواريخ الغربية البعيدة المدى روسيا، لم تتحقق. مشددا على أن هذه الصواريخ لا يمكن أن تؤثر على مسار العملية الخاصة.
كما لفت بوتين إلى أن الصراع في أوكرانيا بعد الهجوم بالصواريخ الغربية على الأراضي الروسية اكتسب طابعا عالميا، لافتا إلى أن من المستحيل استخدام صواريخ بعيدة المدى دون متخصصين من البلدان التي صنعت فيها وهذا أمر معروف.
وحذر من رد روسي حاسم وبطريقة مماثلة في حالة تصعيد الأعمال العدوانية، وقال: “أوصي بأن تفكر النخب الحاكمة في تلك الدول التي لديها خطط لاستخدام قواتها العسكرية ضد روسيا، بجدية في هذا الأمر”.
وأشار الرئيس بوتين إلى أن “روسيا تعتبر نفسها محقة إذا استخدمت أسلحة ضد منشآت عسكرية لدول تستخدم أسلحتها ضدها”.
وكشف عن تنفيذ القوات الروسية اختبارا ناجحا لأحدث منظومة صواريخ فرط صوتية متوسطة المدى تحمل اسم “أوريشنيك”.
وأكد الرئيس أن اختبارات صواريخ “أوريشنيك” في الظروف القتالية جاءت ردا على الأعمال العدوانية التي ترتكبها دول “الناتو” ضد روسيا، مضيفا أنه “تم تنفيذ الضربة على مصنع في دنيبروبيتروفسك بواسطة الصاروخ الباليستي فرط الصوتي لكنه خال من الرأس النووية”.
وأوضح الرئيس بوتين أن أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية، بما في ذلك الأمريكية في أوروبا، لن تكون قادرة على اعتراض صواريخ مثل أوريشنيك.
المصدر: “التايمز”+ RT