جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-27@09:54:44 GMT

وزراء ترامب منفوخون إعلاميًا

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

وزراء ترامب منفوخون إعلاميًا

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

 

 

 

سهَّل علينا وزراء ترامب تأكيد شعورنا بتطرفهم الفكري الذي يخرج من أفواههم نظرًا لافتقارهم للحنكة الدبلوماسية، وظهروا على شاكلة سيدهم المُعتاد على التفكير بصوتٍ مُرتفع والإعلان المُباشر بلا تردد، وهذا أمر جيد لا يترك مجالًا للتكهنات التحليلية أو الاحتمالات التأويلية كما يفعل نُظراؤه من الرؤساء المحنكين.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد الخبير بأروقة المحاكم جراء عشرات القضايا المُتهم بها قد قرر التركيز على اختيار الوزراء المنفوخين إعلاميًا، حيث ظهر معظمهم سابقًا وخلال عامٍ واحد بقدرةٍ جيدةٍ على الكلام وبرزوا إعلاميًا على المنابر الخطابية والمنصات الإلكترونية وحلبات المصارعة، وقد نتساءل هنا عن دور الكفاءة وهل كل متحدثٍ وممثلٍ جيد يكون بالضرورة كفاءةٍ جيدة؟! بالطبع لا لأن الكفاءة ليست مُهمة طالما أن الإدارة موكلة إلى آخرين من الذين يقدمون مصالح منظمة "آيباك" اليهودية ويعتبرون إسرائيل الولاية رقم 51 الأمريكية.

لاحظنا حملة ترامب الانتخابية والتي لم يتطرق للحديث فيها عن "الدولة العميقة" كما فعل خلال نهاية فترة رئاسته السابقة مع العلم أنه أول من أعلن للعالم رسميًا هذا المُصطلح -التفكير بصوت مرتفع- وبالطبع لم يرُق هذا الإعلان لحكومة الظل الخفية فأطاحوا به مقابل أسوأ شخصية ترأست الولايات المتحدة، بعد أن كنَّا نعتقد أن بوش الابن كان الأسوأ حتى جاء بايدن أكثر سوءًا من حيث الشخصية الاعتبارية أو الوجاهية إذ بات مصدرًا خصبًا للتهكم والسخرية في الإعلام الكوميدي الذي ينتقد الأخطاء بالضحك.

كما لاحظنا ولاحظ العالم أجمع استعانة ترامب بصديقه الملياردير إيلون ماسك الذي توهج لامعًا في مؤازرته، لأن الرؤية في التركيز على الشخصيات الإعلامية المعروفة والشخصيات المُفوهة المتحدثة جاءت مُبكرة وقد امتطوا صهوة القضية الفلسطينية بهدف الظهُور والتسويق الشخصي، وبلا شك فإن موقف معظم من استجلبهم ترامب يميل كُل الميل إلى الكيان الصهيوني المُحتل، فهل ياترى هم صهاينة أو بثقافة صهيونية؟! كلا ليس بالضرورة ويكفي فقط أن يؤدي كل منهم دوره بحسب المُتفق عليه مقابل الدعم والمال والوعود بتحقيق النفوذ للترويج للنظرية الإسرائيلية "السلام هو إسرائيل والإرهاب هو المقاومة".

إيلون ماسك الذي لم يتمكن من إخفاء مشاعرة مع الشأن الفلسطيني منذ البداية ثم رفضه لحجب المحتوى على منصة إكس قام بزيارة إلى إسرائيل بعد السابع من أكتوبر وما لبث الا عدة أيام حتى غير موقفه بالتعاطف مع إسرائيل، ولم يأت بعدها على ذكر فلسطين؛ إذ امتنع الرجل عن الحديث ولن يتأتى هذا التغيير الجذري مجانًا مع رجل أعمال صعب المراس ما لم يكن هناك مقابل -الفكر التجاري-، فما هو هذا المقابل؟! هو تأهيل إيلون ماسك للمرحلة الثانية خلال حملة ترامب الانتخابية ماسيعزز ارتفاع أسهم شركاته وتفعيل دوره في مُحاربة المثلية التي يحقد عليها بعد أن تسببت قوانين بايدن في تحول ابن ماسك من رجل إلى امرأة.

إنَّ التاريخ الأمريكي الحديث ممتاز في التدليس وقلب الحقائق بما يتوافق مع مصلحة النُخب الحاكمة واستنباط القوانين التي تأصل مفاهيم جديدة ضد المعقول والمقبول والأعراف المنطقية والأحكام الدولية ولكن ذاكرة الشعوب ضعيفة، فعندما أرادوا مكافحة الفكر الاشتراكي الذي استشرى قبل 70 عامًا جاءوا "بالمكارثية" وهي تنسب إلى جوزيف مكارثي عضو مجلس الشيوخ وباتت الدعوة للاشتراكية تندرج ضمن قانون جديد يسمى الإرهاب الفكري، وهنا تحول الفكر إلى إرهاب وإن لم يستند على أية إثباتات قطعية الدلالة وتحولت حرية التعبير التي يُقرها قانونهم إلى نوع جديد من أنواع الإرهاب، وهو ماتُطبقه ألمانيا -أسيرة معاهدة فرساي- اليوم في مكافحة وتجريم كل إشارة تظهر التعاطف مع فلسطين وإن كانت بسيطة مثل المقاومة والقتل والتدمير وحتى العلم والكوفية والمثلث الأحمر ولكن لا مانع من التعاطف مع إسرائيل، ونلاحظ اليوم كيفية استغلال حرية التعبير مع أعوان ترامب الجدد في بث إرهابهم الفكري إعلاميًا بكل حرية، ومحاولة إرجاع الوعي العام المُنفتح إلى ضلالات بيت الطاعة الأمريكي، وسكت ترامب هذه المرة عن الإشارة للدولة العميقة كما سكت ماسك عن الشأن الفلسطيني وأغلق هذا الملف واعتلى المنابر خبراء الحديث والكلام، وبالنسبة للكفاءة فهناك من يهتم بها.

لعل التركيز الإعلامي من أعلى المستويات الإدارية سيكون سِمة المرحلة القادمة وبإمتياز، لأن الوعي العالمي بدأ يستفيق ويتفاعل مع ماتنقله اخبار مواقع التواصل "من قلب الحدث" بعد استهداف النزاهة الصحفية والمهنية الإعلامية، وقد فاقت مواقع التواصل في نقلها كل المحطات الإخبارية العالمية التي اكتشف العالم مدى كذبها وتضليلها بعد أن وقعت في حرج شديد عندما أشاعت أن المقاومة الفلسطينية تقطع رؤوس الأطفال وانساق معها الرئيس بايدن بدون تقديم أي دليل -نفس السيناريو الأمريكي لشحن الكراهية العالمية ضد العراق- ثم عادت تلك القنوات العريقة للاعتذار وتبعها الرئيس الهرِم وفقدوا بالتالي مصداقيتهم مقابل منافسة منصات التواصل الاجتماعي التي يحركها التأثير العاطفي الإنساني بلا أجندة أو أطماع، فماهو الحل الآن؟

كما فعلوا سابقًا عندما استجلبوا القس الأمريكي المحدث المنطيق بيلي جرام الأب الروحي للرئيس جورج بوش الأب، فالحل اليوم لن يحيد كثيرا عن رتابة التخطيط الأمريكي التقليدي وهو استجلاب شخصيات كلامية جديدة لها قدرة عالية على الحديث والاقناع واستدراج الجماهير الى نشوة الهتاف والتصفيق والتصفير اللاواعي، ونشر ماتقوله هذه الشخصيات على مواقع التواصل في المسار الأول ثم عرضه على القنوات الإخبارية في المسار الثاني.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعوى قضائية ضد إيلون ماسك

الاقتصاد نيوز - متابعة

تتحدى دعوى قضائية مقدمة حديثاً التهديد الذي وجهه إيلون ماسك للموظفين الفيدراليين، والذي حذرهم من الرد على رسالة بريد إلكتروني تطالبهم بتقديم قائمة بإنجازاتهم خلال الأسبوع الماضي، أو مواجهة "الاستقالة" القسرية.

وتأتي الدعوى المعدلة في المحكمة الفيدرالية في كاليفورنيا وسط ارتباك وجدل داخل الحكومة الفيدرالية حول ما إذا كان يجب على الموظفين الرد على هذا البريد الإلكتروني من مكتب إدارة شؤون الموظفين.

وكانت طلبت وكالات اتحادية في الولايات المتحدة من موظفيها عدم الرد على رسالة بريد إلكتروني أرسلها ماسك مستشار الرئيس  دونالد ترامب تطلب منهم سرد ما أنجزوه في عملهم خلال الأسبوع الذي سبق إرسال الرسالة أو التعرض للفصل، وذلك مع استمرار حملة فوضوية لتقليص الجهاز الإداري في الدولة.

وأرسل مسؤولون عينتهم إدارة ترامب في مكتب التحقيقات الاتحادي "إف.بي.آي" ووزارة الخارجية رسائل بريد إلكتروني إلى الموظفين تأمرهم بعدم الرد على أي رسالة خارج تسلسل قيادتهم، في إشارة محتملة إلى وجود توتر بين حلفاء ترامب وماسك، الذي بدأ حملة لتقليص عدد العاملين المدنيين في الحكومة والذي يبلغ 2.3 مليون.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك نجم الاجتماع الأول لحكومة ترامب
  • حضور ماسك يهيمن على الاجتماع الأول لحكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
  • ثمن سياسات القوة التي ينتهجها ترامب
  • استقالات من "إدارة كفاءة الحكومة الأميركية" ضد إجراءات ماسك
  • ترامب يدعم مطلب ماسك بإثبات إنجازات الموظفين الاتحاديين أو مواجهة الفصل
  • إيلون ماسك تحت النيران: طرد الموظفين.. وغضب المشاهير.. واشتباكات دبلوماسية
  • ارتباك في الوكالات الحكومية.. ماسك يجدد تهديده للموظفين
  • ترامب يدعم رسائل ماسك بشأن "الإنجازات أو الفصل"
  • دعوى قضائية ضد إيلون ماسك
  • رئيس وزراء إسرائيل الأسبق يكشف عن خريطة حل الدولتين