جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-24@19:59:20 GMT

وزراء ترامب منفوخون إعلاميًا

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

وزراء ترامب منفوخون إعلاميًا

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

 

 

 

سهَّل علينا وزراء ترامب تأكيد شعورنا بتطرفهم الفكري الذي يخرج من أفواههم نظرًا لافتقارهم للحنكة الدبلوماسية، وظهروا على شاكلة سيدهم المُعتاد على التفكير بصوتٍ مُرتفع والإعلان المُباشر بلا تردد، وهذا أمر جيد لا يترك مجالًا للتكهنات التحليلية أو الاحتمالات التأويلية كما يفعل نُظراؤه من الرؤساء المحنكين.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد الخبير بأروقة المحاكم جراء عشرات القضايا المُتهم بها قد قرر التركيز على اختيار الوزراء المنفوخين إعلاميًا، حيث ظهر معظمهم سابقًا وخلال عامٍ واحد بقدرةٍ جيدةٍ على الكلام وبرزوا إعلاميًا على المنابر الخطابية والمنصات الإلكترونية وحلبات المصارعة، وقد نتساءل هنا عن دور الكفاءة وهل كل متحدثٍ وممثلٍ جيد يكون بالضرورة كفاءةٍ جيدة؟! بالطبع لا لأن الكفاءة ليست مُهمة طالما أن الإدارة موكلة إلى آخرين من الذين يقدمون مصالح منظمة "آيباك" اليهودية ويعتبرون إسرائيل الولاية رقم 51 الأمريكية.

لاحظنا حملة ترامب الانتخابية والتي لم يتطرق للحديث فيها عن "الدولة العميقة" كما فعل خلال نهاية فترة رئاسته السابقة مع العلم أنه أول من أعلن للعالم رسميًا هذا المُصطلح -التفكير بصوت مرتفع- وبالطبع لم يرُق هذا الإعلان لحكومة الظل الخفية فأطاحوا به مقابل أسوأ شخصية ترأست الولايات المتحدة، بعد أن كنَّا نعتقد أن بوش الابن كان الأسوأ حتى جاء بايدن أكثر سوءًا من حيث الشخصية الاعتبارية أو الوجاهية إذ بات مصدرًا خصبًا للتهكم والسخرية في الإعلام الكوميدي الذي ينتقد الأخطاء بالضحك.

كما لاحظنا ولاحظ العالم أجمع استعانة ترامب بصديقه الملياردير إيلون ماسك الذي توهج لامعًا في مؤازرته، لأن الرؤية في التركيز على الشخصيات الإعلامية المعروفة والشخصيات المُفوهة المتحدثة جاءت مُبكرة وقد امتطوا صهوة القضية الفلسطينية بهدف الظهُور والتسويق الشخصي، وبلا شك فإن موقف معظم من استجلبهم ترامب يميل كُل الميل إلى الكيان الصهيوني المُحتل، فهل ياترى هم صهاينة أو بثقافة صهيونية؟! كلا ليس بالضرورة ويكفي فقط أن يؤدي كل منهم دوره بحسب المُتفق عليه مقابل الدعم والمال والوعود بتحقيق النفوذ للترويج للنظرية الإسرائيلية "السلام هو إسرائيل والإرهاب هو المقاومة".

إيلون ماسك الذي لم يتمكن من إخفاء مشاعرة مع الشأن الفلسطيني منذ البداية ثم رفضه لحجب المحتوى على منصة إكس قام بزيارة إلى إسرائيل بعد السابع من أكتوبر وما لبث الا عدة أيام حتى غير موقفه بالتعاطف مع إسرائيل، ولم يأت بعدها على ذكر فلسطين؛ إذ امتنع الرجل عن الحديث ولن يتأتى هذا التغيير الجذري مجانًا مع رجل أعمال صعب المراس ما لم يكن هناك مقابل -الفكر التجاري-، فما هو هذا المقابل؟! هو تأهيل إيلون ماسك للمرحلة الثانية خلال حملة ترامب الانتخابية ماسيعزز ارتفاع أسهم شركاته وتفعيل دوره في مُحاربة المثلية التي يحقد عليها بعد أن تسببت قوانين بايدن في تحول ابن ماسك من رجل إلى امرأة.

إنَّ التاريخ الأمريكي الحديث ممتاز في التدليس وقلب الحقائق بما يتوافق مع مصلحة النُخب الحاكمة واستنباط القوانين التي تأصل مفاهيم جديدة ضد المعقول والمقبول والأعراف المنطقية والأحكام الدولية ولكن ذاكرة الشعوب ضعيفة، فعندما أرادوا مكافحة الفكر الاشتراكي الذي استشرى قبل 70 عامًا جاءوا "بالمكارثية" وهي تنسب إلى جوزيف مكارثي عضو مجلس الشيوخ وباتت الدعوة للاشتراكية تندرج ضمن قانون جديد يسمى الإرهاب الفكري، وهنا تحول الفكر إلى إرهاب وإن لم يستند على أية إثباتات قطعية الدلالة وتحولت حرية التعبير التي يُقرها قانونهم إلى نوع جديد من أنواع الإرهاب، وهو ماتُطبقه ألمانيا -أسيرة معاهدة فرساي- اليوم في مكافحة وتجريم كل إشارة تظهر التعاطف مع فلسطين وإن كانت بسيطة مثل المقاومة والقتل والتدمير وحتى العلم والكوفية والمثلث الأحمر ولكن لا مانع من التعاطف مع إسرائيل، ونلاحظ اليوم كيفية استغلال حرية التعبير مع أعوان ترامب الجدد في بث إرهابهم الفكري إعلاميًا بكل حرية، ومحاولة إرجاع الوعي العام المُنفتح إلى ضلالات بيت الطاعة الأمريكي، وسكت ترامب هذه المرة عن الإشارة للدولة العميقة كما سكت ماسك عن الشأن الفلسطيني وأغلق هذا الملف واعتلى المنابر خبراء الحديث والكلام، وبالنسبة للكفاءة فهناك من يهتم بها.

لعل التركيز الإعلامي من أعلى المستويات الإدارية سيكون سِمة المرحلة القادمة وبإمتياز، لأن الوعي العالمي بدأ يستفيق ويتفاعل مع ماتنقله اخبار مواقع التواصل "من قلب الحدث" بعد استهداف النزاهة الصحفية والمهنية الإعلامية، وقد فاقت مواقع التواصل في نقلها كل المحطات الإخبارية العالمية التي اكتشف العالم مدى كذبها وتضليلها بعد أن وقعت في حرج شديد عندما أشاعت أن المقاومة الفلسطينية تقطع رؤوس الأطفال وانساق معها الرئيس بايدن بدون تقديم أي دليل -نفس السيناريو الأمريكي لشحن الكراهية العالمية ضد العراق- ثم عادت تلك القنوات العريقة للاعتذار وتبعها الرئيس الهرِم وفقدوا بالتالي مصداقيتهم مقابل منافسة منصات التواصل الاجتماعي التي يحركها التأثير العاطفي الإنساني بلا أجندة أو أطماع، فماهو الحل الآن؟

كما فعلوا سابقًا عندما استجلبوا القس الأمريكي المحدث المنطيق بيلي جرام الأب الروحي للرئيس جورج بوش الأب، فالحل اليوم لن يحيد كثيرا عن رتابة التخطيط الأمريكي التقليدي وهو استجلاب شخصيات كلامية جديدة لها قدرة عالية على الحديث والاقناع واستدراج الجماهير الى نشوة الهتاف والتصفيق والتصفير اللاواعي، ونشر ماتقوله هذه الشخصيات على مواقع التواصل في المسار الأول ثم عرضه على القنوات الإخبارية في المسار الثاني.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك يضيف 70 مليار دولار إلى ثروته بعد فوز ترامب بالانتخابات

المناطق_متابعات

ارتفعت ثروة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 347.8 مليار دولار يوم أمس الجمعة، مدفوعة بالارتفاع المستمر في أسهم شركة تسلا وجولة تمويلية جديدة تقدر قيمة شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي xAI عند 50 مليار دولار، ليضيف ماسك 70 مليار دولار إلى ثروته بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وصعدت أسهم تسلا بنسبة 3.8% يوم أمس الجمعة، ما يعكس التفاؤل المستمر أن خطط فريق ترامب للسيارات ذاتية القيادة ودعم السيارات الكهربائية ستمنح شركة ماسك ميزة على نظيراتها، كما ارتفع السهم بنسبة 45% منذ 4 نوفمبر، وهو اليوم السابق للانتخابات، مضيفًا حوالي 350 مليار دولار إلى القيمة السوقية وفقا لـ “البيان”.

أخبار قد تهمك إيلون ماسك يكشف عن سيارة أجرة ذات بابين وأبواب جناحية بدون عجلة قيادة 12 أكتوبر 2024 - 7:53 صباحًا إيلون ماسك يكشف حقيقة الأجسام الطائرة.. برامج سرية أم كائنات فضائية؟ 10 أكتوبر 2024 - 7:05 صباحًا

وفي الوقت نفسه، تضاعفت قيمة شركة xAI أكثر من الضعف، حيث ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن فوز ترامب ساعد في دفع اهتمام المستثمرين الجدد، وانضم ترامب إلى ماسك في إطلاق سبيس إكس يوم الأربعاء؛ وتناقش الشركة بيع أسهم خاصة من شأنها أن ترفع قيمتها إلى أكثر من 250 مليار دولار.

وبحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، أصبح ماسك، أغنى شخص في العالم، الآن أكثر ثراءً من أعلى مستوى سابق له عند 340.4 مليار دولار سجله في نوفمبر 2021. وزادت ثروته – التي يستمد أكثر من ثلثيها من أسهم وخيارات تسلا – بنسبة 35% منذ اليوم السابق للانتخابات.

غذت العلاقات الوثيقة بين إيلون ماسك وترامب ثقة المستثمرين، فبعد تأييده لترامب في وقت سابق من هذا العام، تبرع ماسك بأكثر من 100 مليون دولار لحملته، كما تم تعيينه رئيسًا لـ”وزارة كفاءة الحكومة” الجديدة، حيث سيعمل جنبًا إلى جنب مع رجل الأعمال في مجال التكنولوجيا الحيوية فيفيك راماسوامي.

ويرى محللو وول ستريت أن جهود تحرير القيود التنظيمية المتوقعة من جانب الإدارة القادمة تشكل ميزة كبيرة لشركة تسلا، وخاصة لمبادراتها المتعلقة بالقيادة الذاتية الكاملة، والتي واجهت التدقيق التنظيمي.

وإلى جانب تسلا، ساهمت مشاريع ماسك في مجال الذكاء الاصطناعي والفضاء في توسيع ثروته، فقد أضافت حصته البالغة 60% في شركة إكس إيه آي، وهي شركة خاصة للذكاء الاصطناعي تقدر قيمتها بنحو 50 مليار دولار، 13 مليار دولار إلى ثروته.

وفي الوقت نفسه، ساهمت حصته البالغة 42% في سبيس إكس، والتي تقدر قيمتها بنحو 210 مليارات دولار في عرض شراء في يونيو، بنحو 88 مليار دولار.

تشير التكهنات حول جولة التمويل القادمة لشركة SpaceX، والتي قد تقدر قيمة الشركة بمبلغ 250 مليار دولار، إلى أن صافي ثروة ماسك قد يرتفع أكثر، ما قد يضيف 18 مليار دولار إلى ثروته.

صافي ثروة ماسك الحالية يضعه في المرتبة الأولى متفوقاً بـ 80 مليار دولار عن لاري إليسون، رئيس مجلس إدارة شركة أوراكل، الذي يحمل لقب ثاني أغنى رجل في العالم بثروة تبلغ 235 مليار دولار.

تأتي معظم ثروة ماسك من حصته البالغة 13٪ في شركة تسلا، والتي تقدر حاليًا بـ 145 مليار دولار، وعلى الرغم من حجم الثروة التاريخي، تظل أسهم تسلا أقل بنحو 14 في المائة عن أعلى مستوى لها على الإطلاق في أواخر عام 2021.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يحظر المحتوى المثلي على أكس
  • ارتفاع جنوني لثروة ماسك بعد فوز ترامب
  • ثروة إيلون ماسك زادت بقوة بعد فوز ترامب.. وهذه قيمتها الآن
  • إيلون ماسك: أمريكا تتجه بسرعة كبيرة نحو "الإفلاس"
  • رئيس الوزراء النيبالي يدعو المليادير الأمريكي إيلون ماسك لزيارة نيبال
  • إيلون ماسك.. رجل الدولة!
  • إيلون ماسك يضيف 70 مليار دولار إلى ثروته بعد فوز ترامب بالانتخابات
  • إيلون ماسك يهاجم جيف بيزوس بسبب ترامب
  • هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟