وزراء ترامب منفوخون إعلاميًا
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
ماجد المرهون
majidomarmajid@outlook.com
سهَّل علينا وزراء ترامب تأكيد شعورنا بتطرفهم الفكري الذي يخرج من أفواههم نظرًا لافتقارهم للحنكة الدبلوماسية، وظهروا على شاكلة سيدهم المُعتاد على التفكير بصوتٍ مُرتفع والإعلان المُباشر بلا تردد، وهذا أمر جيد لا يترك مجالًا للتكهنات التحليلية أو الاحتمالات التأويلية كما يفعل نُظراؤه من الرؤساء المحنكين.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد الخبير بأروقة المحاكم جراء عشرات القضايا المُتهم بها قد قرر التركيز على اختيار الوزراء المنفوخين إعلاميًا، حيث ظهر معظمهم سابقًا وخلال عامٍ واحد بقدرةٍ جيدةٍ على الكلام وبرزوا إعلاميًا على المنابر الخطابية والمنصات الإلكترونية وحلبات المصارعة، وقد نتساءل هنا عن دور الكفاءة وهل كل متحدثٍ وممثلٍ جيد يكون بالضرورة كفاءةٍ جيدة؟! بالطبع لا لأن الكفاءة ليست مُهمة طالما أن الإدارة موكلة إلى آخرين من الذين يقدمون مصالح منظمة "آيباك" اليهودية ويعتبرون إسرائيل الولاية رقم 51 الأمريكية.
لاحظنا حملة ترامب الانتخابية والتي لم يتطرق للحديث فيها عن "الدولة العميقة" كما فعل خلال نهاية فترة رئاسته السابقة مع العلم أنه أول من أعلن للعالم رسميًا هذا المُصطلح -التفكير بصوت مرتفع- وبالطبع لم يرُق هذا الإعلان لحكومة الظل الخفية فأطاحوا به مقابل أسوأ شخصية ترأست الولايات المتحدة، بعد أن كنَّا نعتقد أن بوش الابن كان الأسوأ حتى جاء بايدن أكثر سوءًا من حيث الشخصية الاعتبارية أو الوجاهية إذ بات مصدرًا خصبًا للتهكم والسخرية في الإعلام الكوميدي الذي ينتقد الأخطاء بالضحك.
كما لاحظنا ولاحظ العالم أجمع استعانة ترامب بصديقه الملياردير إيلون ماسك الذي توهج لامعًا في مؤازرته، لأن الرؤية في التركيز على الشخصيات الإعلامية المعروفة والشخصيات المُفوهة المتحدثة جاءت مُبكرة وقد امتطوا صهوة القضية الفلسطينية بهدف الظهُور والتسويق الشخصي، وبلا شك فإن موقف معظم من استجلبهم ترامب يميل كُل الميل إلى الكيان الصهيوني المُحتل، فهل ياترى هم صهاينة أو بثقافة صهيونية؟! كلا ليس بالضرورة ويكفي فقط أن يؤدي كل منهم دوره بحسب المُتفق عليه مقابل الدعم والمال والوعود بتحقيق النفوذ للترويج للنظرية الإسرائيلية "السلام هو إسرائيل والإرهاب هو المقاومة".
إيلون ماسك الذي لم يتمكن من إخفاء مشاعرة مع الشأن الفلسطيني منذ البداية ثم رفضه لحجب المحتوى على منصة إكس قام بزيارة إلى إسرائيل بعد السابع من أكتوبر وما لبث الا عدة أيام حتى غير موقفه بالتعاطف مع إسرائيل، ولم يأت بعدها على ذكر فلسطين؛ إذ امتنع الرجل عن الحديث ولن يتأتى هذا التغيير الجذري مجانًا مع رجل أعمال صعب المراس ما لم يكن هناك مقابل -الفكر التجاري-، فما هو هذا المقابل؟! هو تأهيل إيلون ماسك للمرحلة الثانية خلال حملة ترامب الانتخابية ماسيعزز ارتفاع أسهم شركاته وتفعيل دوره في مُحاربة المثلية التي يحقد عليها بعد أن تسببت قوانين بايدن في تحول ابن ماسك من رجل إلى امرأة.
إنَّ التاريخ الأمريكي الحديث ممتاز في التدليس وقلب الحقائق بما يتوافق مع مصلحة النُخب الحاكمة واستنباط القوانين التي تأصل مفاهيم جديدة ضد المعقول والمقبول والأعراف المنطقية والأحكام الدولية ولكن ذاكرة الشعوب ضعيفة، فعندما أرادوا مكافحة الفكر الاشتراكي الذي استشرى قبل 70 عامًا جاءوا "بالمكارثية" وهي تنسب إلى جوزيف مكارثي عضو مجلس الشيوخ وباتت الدعوة للاشتراكية تندرج ضمن قانون جديد يسمى الإرهاب الفكري، وهنا تحول الفكر إلى إرهاب وإن لم يستند على أية إثباتات قطعية الدلالة وتحولت حرية التعبير التي يُقرها قانونهم إلى نوع جديد من أنواع الإرهاب، وهو ماتُطبقه ألمانيا -أسيرة معاهدة فرساي- اليوم في مكافحة وتجريم كل إشارة تظهر التعاطف مع فلسطين وإن كانت بسيطة مثل المقاومة والقتل والتدمير وحتى العلم والكوفية والمثلث الأحمر ولكن لا مانع من التعاطف مع إسرائيل، ونلاحظ اليوم كيفية استغلال حرية التعبير مع أعوان ترامب الجدد في بث إرهابهم الفكري إعلاميًا بكل حرية، ومحاولة إرجاع الوعي العام المُنفتح إلى ضلالات بيت الطاعة الأمريكي، وسكت ترامب هذه المرة عن الإشارة للدولة العميقة كما سكت ماسك عن الشأن الفلسطيني وأغلق هذا الملف واعتلى المنابر خبراء الحديث والكلام، وبالنسبة للكفاءة فهناك من يهتم بها.
لعل التركيز الإعلامي من أعلى المستويات الإدارية سيكون سِمة المرحلة القادمة وبإمتياز، لأن الوعي العالمي بدأ يستفيق ويتفاعل مع ماتنقله اخبار مواقع التواصل "من قلب الحدث" بعد استهداف النزاهة الصحفية والمهنية الإعلامية، وقد فاقت مواقع التواصل في نقلها كل المحطات الإخبارية العالمية التي اكتشف العالم مدى كذبها وتضليلها بعد أن وقعت في حرج شديد عندما أشاعت أن المقاومة الفلسطينية تقطع رؤوس الأطفال وانساق معها الرئيس بايدن بدون تقديم أي دليل -نفس السيناريو الأمريكي لشحن الكراهية العالمية ضد العراق- ثم عادت تلك القنوات العريقة للاعتذار وتبعها الرئيس الهرِم وفقدوا بالتالي مصداقيتهم مقابل منافسة منصات التواصل الاجتماعي التي يحركها التأثير العاطفي الإنساني بلا أجندة أو أطماع، فماهو الحل الآن؟
كما فعلوا سابقًا عندما استجلبوا القس الأمريكي المحدث المنطيق بيلي جرام الأب الروحي للرئيس جورج بوش الأب، فالحل اليوم لن يحيد كثيرا عن رتابة التخطيط الأمريكي التقليدي وهو استجلاب شخصيات كلامية جديدة لها قدرة عالية على الحديث والاقناع واستدراج الجماهير الى نشوة الهتاف والتصفيق والتصفير اللاواعي، ونشر ماتقوله هذه الشخصيات على مواقع التواصل في المسار الأول ثم عرضه على القنوات الإخبارية في المسار الثاني.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ماسك ينقذ أسهم تسلا بعد تقليصه عمله مع ترامب
الاقتصاد نيوز - متابعة
قفزت أسهم تسلا بنسبة 6.5% في بورصة فرانكفورت، اليوم الأربعاء، بعدما أعلنت الشركة أن أرباح أنشطتها الأساسية في قطاع السيارات تجاوزت التوقعات خلال الربع الأول، رغم تسجيلها نتائج دون المستوى في مجالات أخرى مثل الإيرادات وصافي الربح.
ويقيّم المستثمرون تصريح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بأنه سيقلّص بشكل كبير الوقت الذي يخصصه للعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعتبارًا من الشهر المقبل، ليتفرغ بدرجة أكبر لإدارة شركاته المتعددة.
وسجل سهم تسلا ارتفاعًا بنسبة تقارب 5% خلال تعاملات ما بعد إغلاق السوق أمس الثلاثاء، وفقا لـ"رويترز".
وقال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، يوم الثلاثاء، إنه سيقلّص عمله مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى يوم أو يومين أسبوعيًا بدءًا من الشهر المقبل، بعدما أثارت أساليبه الحادة في خفض التكاليف ردود فعل غاضبة من الرأي العام وقلقًا بين المستثمرين.
ومن المقرر أن ينتهي تفويض ماسك، الذي استمر 130 يومًا كموظف حكومي خاص في إدارة ترامب، في أواخر مايو (أيار).
وقال ماسك للمستثمرين، خلال مكالمة جماعية عقب إعلان شركة صناعة السيارات الكهربائية عن نتائج فاقت التوقعات المتدنية لوول ستريت: "أعتقد أنه بدءًا من الشهر المقبل، على الأرجح في مايو، سينخفض تخصيص وقتي لإدارة الكفاءة الحكومية بشكل كبير".
وعانت شركة تسلا خلال الأشهر الأخيرة من اضطرابات عدة، إذ انخفضت تسليمات سياراتها الكهربائية بشكل حاد، وأثارت أنشطة ماسك السياسية موجة احتجاجات، كما تراجع سهم الشركة إلى نحو النصف مقارنة بذروته في ديسمبر (كانون الأول).
وطالب عدد من المستثمرين ماسك بترك منصبه كمستشار في إدارة ترامب، والتركيز على إدارة تسلا عن كثب.
وقال ماسك إن مهمته الأساسية المتمثلة في تأسيس إدارة حكومية للكفاءة المالية المعنية بخفض التكاليف، قد أُنجزت.
نتائج أعمال الربع الأول
وأعلنت شركة تسلا عن انخفاض إيراداتها من قطاع السيارات بنسبة 20%، حيث جاءت نتائج الربع الأول دون توقعات وول ستريت.
كشفت شركة "تسلا" عن انخفاض في الإيرادات والأرباح للربع الأول يوم الثلاثاء، حيث انخفضت إيرادات قطاع السيارات بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي.
وجاءت أرباح "تسلا" دون التوقعات، حيث بلغت 27 سنتاً للسهم، مقابل 39 سنتاً، قدّرتها مجموعة بورصة لندن (LSEG).
بينما سجلت الشركة إيرادات خلال الربع الأول بقيمة 19.34 مليار دولار مقابل 21.11 مليار دولار تقديرية.
وانخفض إجمالي الإيرادات بنسبة 9% من 21.3 مليار دولار في العام السابق. وانخفضت إيرادات قطاع السيارات بنسبة 20% إلى 14 مليار دولار، مقارنة بـ 17.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأعلنت تسلا أن أحد أسباب هذا الانخفاض هو الحاجة إلى تحديث خطوط الإنتاج في مصانعها الأربعة للسيارات للبدء في إنتاج نسخة مُحدثة من سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات الشهيرة موديل Y. كما أشارت الشركة إلى انخفاض متوسط أسعار البيع وحوافز المبيعات، مما أثر سلباً على الإيرادات والأرباح.
انخفض صافي الدخل بنسبة 71% ليصل إلى 409 ملايين دولار، أو 12 سنتاً للسهم، مقارنةً بـ 1.39 مليار دولار أو 41 سنتاً في العام الماضي.
شهدت شركة تسلا بدايةً صعبةً لهذا العام، حيث يقضي الرئيس التنفيذي إيلون ماسك معظم وقته في البيت الأبيض برئاسة دونالد ترامب، مُشرفاً على جهودٍ لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية بشكلٍ كبير. وقد أثارت خطة الرئيس الشاملة للرسوم الجمركية مخاوف من ارتفاع تكاليف قطع الغيار والمواد الأساسية لإنتاج السيارات الكهربائية، بما في ذلك معدات التصنيع، وزجاج السيارات، ولوحات الدوائر المطبوعة، وخلايا البطاريات.
توقعات عام 2025
امتنعت تسلا عن التعهد بتحقيق نموٍّ هذا العام، وقالت إنها "ستعيد النظر في توقعاتنا لعام 2025 في تحديثنا للربع الثاني".
انخفضت أسهم تسلا بنسبة 41% حتى الآن في عام 2025، وسجّلت أسوأ انخفاض ربع سنوي لها منذ عام 2022 في الفترة التي انتهت في مارس. لم يشهد السهم تغيراً يُذكر في البداية خلال التداولات المطولة يوم الثلاثاء، لكنه ارتفع بعد ذلك بنسبة تقارب 5% بعد أن صرّح الرئيس ترامب بأنه لا يخطط لإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
في عرضها التقديمي للمساهمين، حذّرت تسلا المستثمرين من أن "حالة عدم اليقين في أسواق السيارات والطاقة تتزايد باستمرار، حيث تؤثر سياسات التجارة سريعة التطور سلباً على سلسلة التوريد العالمية وهيكل التكاليف لتسلا ونظرائها". وقالت الشركة إن هذه "الديناميكية" و"المشاعر السياسية المتغيرة" قد يكون لها تأثير ملموس على الطلب على منتجاتها على المدى القريب.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام