«الجمعة البيضاء.. مع الخيل ياشقرا»
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
يصادف الجمعة الأخيرة من هذا الشهر ما بات يسمى بـ«الجمعة البيضاء»، التي تُعرف عالميًا باسم «الجمعة السوداء»، التي أصبحت في السنوات الأخيرة ظاهرة استهلاكية منتشرة في العالم العربي بسبب حملات التنزيلات المجنونة التي تغزو الأسواق والتي نقلتنا إلى ثقافة التسوق الأمريكية، المتزامنة مع احتفالات عيد الميلاد.
هذه الثقافة استوردناها ضمن ما استوردناه من ثقافات غربية منها الصالح ومنها الطالح على حد سواء، مدفوعين بالبريق الذي يصاحبها، حيث تبنت المحلات التجارية في العالم العربي فكرة «الجمعة السوداء» كموسم تخفيضات كبير يجذب المستهلكين بشكل لافت. وهي بهذا تشجع السلوك الاستهلاكي المفرط من خلال تقديم خصومات كبيرة، وعروض مغرية، وحملات تسويقية مكثفة. ويستغل التجار هذا الموسم لإثارة الشعور بالعجلة لدى المستهلك، مما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات شراء قد تكون غير مدروسة وشراء سلع قد لا يحتاجونها فعليًا، مدفوعين بالإعلانات والخصومات المؤقتة.
من الناحية الاقتصادية، فإن «الجمعة البيضاء» قد تحقق فوائد قصيرة المدى للتجار والمستهلكين على حد سواء. فهي تُسهم في زيادة المبيعات وتنشيط الأسواق، خاصةً في قطاع التجارة الإلكترونية، إلا أن هذه الفوائد تأتي على حساب تعزيز ثقافة الإسراف والاستهلاك غير المسؤول لدى الأسر، مما يؤثر سلبًا على الأوضاع المالية للأفراد، فضلا عن كونها تسهم في نشر نمط حياة مادي يركز على اقتناء المزيد من المنتجات، ويغفل أهمية الترشيد والاستهلاك الواعي. كما تؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية على الأفراد، حيث يشعر البعض بالحاجة إلى المشاركة في هذا «الموسم» من باب (مع الخيل ياشقرا) حتى لو لم يكن لديهم القدرة المالية الكافية.
فـ«الجمعة البيضاء» مثال واضح على كيف يمكن للظواهر الاستهلاكية العالمية أن تؤثر على العادات المحلية، فنحن لا ناقة لنا في هذه الاحتفالات ولا جمل، ورغم ذلك ننساق بشكل غريب خلفها، وما يزيد الطين بلة في هذه الفترة بالنسبة لنا في سلطنة عمان أنها تصادف شهر احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد، وموسم الإجازة وتقديم الرواتب والمعاشات، مما يجعل الميل للشراء أكثر في ظل تزامن هذه الظروف.
عليه ينبغي في هذه الفترة -التي بات فيها مجتمعنا مفتوحًا على هذه الصرعات- أن نركز أفرادًا ومؤسسات على تعزيز الوعي المالي بين الأفراد وتشجيعهم على التمييز بين الرغبات والاحتياجات، وتجنب الانجرار وراء حملات التسوق العشوائية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجمعة البیضاء
إقرأ أيضاً:
د. أبا الخيل: أمير القصيم نموذج مميز في الأعمال الخيرية
أكد نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد “كبدك” الدكتور راشد بن محمد أبا الخيل أن حصول صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم على جائزة شخصية العام للمسؤولية المجتمعية لعام ٢٠٢٤م لم يكن مفاجأة، مشيرًا إلى أن “تحقيق هذا الإنجاز غير مستغرب من سموه لمعرفتي عن كثب بما يقدمه في جمعية (كبدك) التي يقف على ناصية مجلس إدارتها، ووجودي كنائب للرئيس؛ إذ نلتقي باستمرار، ويتجلى أمامنا البذل والعطاء الذي يقدمه سموه، ويتنامى لميادين أرحب في الجمعيات الأخرى، وتحديدًا في منطقة القصيم؛ إذ يستشعر سموه أن هذا العمل في سياق المسؤولية من أجل تعزيز القيم الاجتماعية والإنسانية، الأمر الذي يسهم في نهوض المجتمع. ونلمس حرصه وتأكيده لبذل الجهد لمساعدة المرضى المسجلين لدى الجمعية، ومتابعة أحوالهم ومن يستحقون الدعم المالي من مرضى الكبد”.
وتابع أبا الخيل حديثه قائلاً: إن سمو أمير منطقة القصيم حريص على تلمس أحوال جميع المستفيدين في جمعية “كبدك”، أو الجمعيات الأخرى، ويحثنا خلال اجتماعات مجالس الإدارة أو الجمعيات العمومية على الاحتساب، والتذكير بالأجر والثواب لخدمة المرضى.
وأضاف بأن الحديث عن أعمال سموه الأخرى من الصعوبة حصرها؛ إذ له في كل ميدان خيري أو نشاط تنموي وتطويري وزراعي السبق والتشجيع. وعلى سبيل المثال لا الحصر: الجوانب الاجتماعية والتوعوية والتطوعية والإنسانية.
وسأل أبا الخيل الله أن يديم على سموه الكريم الصحة والعافية والتوفيق والسداد، وأن يديم على بلدنا الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، والعاملين المخلصين معهما.