100 مليون شجرة.. 31 غابة للحد من الآثار السلبية لـ«تغيرات المناخ» والاحتباس الحراري
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
جهود عدة تبذلها الدولة فى مواجهة التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى، ففى ظل الظروف المناخية التى تتعرض لها مصر فى السنوات الأخيرة، وفى ظل الزيادة المستمرة فى تعداد السكان، بدأت مجموعة من الوزارات تنفيذ المبادرة الرئاسية «100 مليون شجرة» لزراعة هذا العدد من الأشجار بجميع المحافظات والمدن الجديدة، فى إطار خطة محكمة لزيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء على مستوى الجمهورية.
وتتضمن المبادرة الرئاسية زراعة الغابات الشجرية، حيث تستهدف الحكومة زراعة أكبر عدد ممكن من الأشجار المختلفة، بالتعاون مع عدد من الوزارات المختلفة، ومنها التنمية المحلية، الزراعة، الإسكان، البيئة.
الحكومة تخصص 200 فدان بـ«بنى سويف» لإقامة مشروع استزراع «غابات شجرية وزراعات جوجوبا»مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، وافق، نهاية أكتوبر الماضى، على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن تخصيص قطعة أرض من الأراضى المملوكة للدولة ملكية خاصة بمساحة 200 فدان تقريباً، ناحية مركز ومدينة ببا، لصالح محافظة بنى سويف؛ وذلك لاستخدامها فى إقامة مشروع استزراع «غابات شجرية وزراعات جوجوبا»، باستخدام مياه الصرف الصناعى الناتجة عن محطة كهرباء بنى سويف بمعدل نحو 3000 م3/ يوم، وفقاً للقواعد والقوانين الحكومية المعمول بها فى هذا الشأن.
وفى يونيو 2023، وافق مجلس الوزراء على تخصيص قطعة أرض بمساحة 771.03 فدان، الواقعة ناحية المطاهرة بالمنيا، من المساحات المملوكة للدولة ملكية خاصة؛ لاستخدامها فى إقامة غابات شجرية، على أن تتولى المحافظة إدارة واستغلال تلك الغابات بالتنسيق مع وزارتى الزراعة والإسكان.
«مركز المعلومات»: 17 ألف فدان جارٍ العمل عليها لتحويلها إلى غاباتوحسب مركز المعلومات، التابع لمجلس الوزراء، هناك 31 غابة شجرية تسهم فى الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
«أسوان» تستحوذ على أكبر المساحات المزروعة بـ2185 فداناً و2000 فى سوهاج والأقصر بـ1700 فدانحيث تستحوذ محافظة أسوان على أكبر المساحات المزروعة بالغابات بـ2185 فداناً؛ حيث شكلت مساحة غابة «بلانة» وحدها 1235 فداناً، تلتها سوهاج بنحو 2000 فدان، ثم الأقصر، حيث شكلت مساحة الغابات المزروعة نحو 1700 فدان.
وأشارت تقارير مركز المعلومات إلى أن إجمالى المساحة الجارى العمل عليها لتحويلها إلى غابات فى محافظات الجمهورية قد بلغت 17 ألف فدان، مقسمة على 27 غابة فى 8 محافظات، واستحوذت قنا وحدها على 10 غابات منها، تلتها سوهاج وأسيوط بنحو 6 و4 غابات لكل منهما على التوالى، وتستحوذ غابة سرابيوم فى الإسماعيلية على مساحة 500 فدان، تُزرع بها 9 أنواع من الأشجار، تمثل شجرة الكافور النسبة الكبرى منها بمساحة بلغت نحو 90 فداناً وبنسبة 18% من إجمالى المساحة المزروعة، تليها فى الأهمية شجرة الكايا وشجرة الكازورينا بمساحة 70 فداناً لكل منهما وبنسبة 14% من إجمالى المساحة المزروعة.
بينما مساحات زراعة الأشجار الزيتية بغابة سرابيوم تتمثل فى الجوجوبا والجاتروفا على نحو 30 و25 فداناً لكل منهما على التوالى، بما يمثل 6% و5% لكل منهما من إجمالى مساحة غابة سرابيوم. وتساعد الغابات فى الحصول على الأخشاب وتصديرها بدلاً من استيرادها من الخارج لعمليات التصنيع، وما يتساقط من ورق الأشجار والأجسام المتحللة فى مثل تلك الغابات يعد ثروة كبيرة، إذا تم استغلالها لتدخل فى صناعة بعض أنواع الأسمدة والمواد التى تساعد على تحسين التربة.
كما وافق مجلس الوزراء على إنشاء 3 غابات شجرية فى البحر الأحمر، ومن المنتظر أن يصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراراً لتخصيص بعض المساحات المملوكة للدولة لصالح محافظة البحر الأحمر لتنفيذ «الغابات الشجرية»، ومن المفترض أن تبلغ المساحة المخصصة للغابات الثلاث 2.5 ألف فدان، توزيعها كالتالى: 1217.83 فدان بمدينة رأس غارب، و872.54 فدان فى سفاجا، و488.8 بمدينة القصير.
وفى الأقصر، تمتد مساحات شجرية تزيد على 1861 فداناً، منها غابة الحبيل الصناعية على مساحة 675 فداناً، تزداد سنوياً، لأغراض متكاملة، منها حماية البيئة وتنقية الهواء، وتوفير المياه، وزيادة الدخل القومى، ومن أشهر أشجار الغابة شجرة الهوهوبا، وتعرف كذلك بالجوجوبا، وهى ثمار تعطى أحد أغلى أنواع الزيوت، فاستحقت أن تلقب بـ«الذهب الأخضر».
ووفقاً لتقرير منظمة «الأغذية والزراعة» 2020، تبلغ المساحة الإجمالية للغابات حول العالم 4.06 مليار هكتار، بما يعادل 0.5 هكتار للشخص الواحد، وتغطى الغابات حالياً نسبة 30.8٪ من مساحة اليابسة فى العالم، لكن الغابات ليست موزعة بالتساوى حول العالم، حيث يوجد أكثر من نصف غابات العالم فى خمسة بلدان فقط هى: الاتحاد الروسى، والبرازيل، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية، والصين، ويقع ثلثا الغابات فى عشرة بلدان هى: الاتحاد الروسى، البرازيل، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، أستراليا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، إندونيسيا، بيرو، الهند، كما شهدت الخسارة الصافية من الغابات تراجعاً ملحوظاً منذ عام 1990، غير أن إزالة الغابات وتدهورها لا تزال تحدث بمعدلات مقلقة؛ ما يؤدى إلى خسارة فادحة فى التنوع البيولوجى.
ومنذ 2010 وحتى عام 2020، سجلت أفريقيا أعلى خسارة صافية للغابات، إذ بلغت الخسارة 3.94 مليون هكتار سنوياً، تليها أمريكا الجنوبية التى سجلت خسارة صافية بنحو 2.60 مليون هكتار سنوياً، ومنذ عام 1900، زاد معدَّل الخسارة الصافية فى أفريقيا، بينما انخفضت هذه الخسارة بشكل كبير فى أمريكا الجنوبية، حيث وصلت إلى أقل من النصف منذ عام 2010 مقارنة بالعقود السابقة، وقد بلغ إجمالى الصادرات العالمية من الأخشاب ومصنوعاتها 134.4 مليار دولار عام 2020، بانخفاض بلغ 0.4% مقارنة بعام 2019 الذى بلغ 135.0 مليار، كما بلغ إجمالى الواردات العالمية من الأخشاب ومصنوعاتها 137.6 مليار عام 2020، بانخفاض 3.9% مقارنة بعام 2019 الذى بلغ 143.2 مليار.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الغابات الشجرية الوقود الحيوى تغيرات المناخ غابات شجریة لکل منهما
إقرأ أيضاً:
فيلم السنة العاشرة.. صورة حياة في الغابات بعد الانهيار العظيم
تبدو العزلة التامة للفرد في بيئة ممتدة لكنها في ذات الوقت مغلقة بمثابة تحد تواجهه الشخصية وهي ترى أن مصيرها مرتبط بالخروج من تلك البيئة الصارمة.
هذه المعطيات لطالما عالجتها السينما في العديد من الأفلام وذلك من خلال وجود الشخصية الدرامية في العديد من البيئات، فتارة في كهوف جبلية أو صحراء قاحلة مفتوحة أو بحر هائج أو غابات ممتدة تجعل ذلك الامتداد الاستثنائي بمثابة فضاء مفتوح على أشكال شتى من التحديات.
هذه الفرضية يقدمها فيلم "السنة العاشرة" للمخرج بنجامين غودجر الذي يعرض حاليا في صالات العرض في أوروبا والولايات المتحدة ونال أصداءً واهتماما نقديا ملحوظا من منطلق تصنيفه على انه من أفلام الرعب وفي نفس الوقت انتماؤه إلى أفلام نهاية العالم ( ابوكاليبس) التي تم إنتاج الكثير منها وكانت ثيمتها الأساسية ترتكز على من تبقى حيا بعدما ضربت العالم جائحة ما من الأوبئة إلى الحروب الكونية.
حياة أولئك الناجين أو من هم لا يزالون على قيد الحياة بعد مرور 10 سنوات على الانهيار الذي نجهل ما هو بالضبط لكن ها نحن مع بضعة أشخاص يتنقلون وسط الغابات باحثين عن الماء والطعام ثم ليصطدموا مع جماعة أخرى تتسم بالوحشية والرغبة في القتل.
والحاصل أن ما يمكن استنتاجه هو وصول ما تبقى من البشر بعد عقد من الانهيار العظيم إلى حافة المجاعة وشح المياه وهو ما يظهر جليا حتى على ملابس أولئك الناجين الرثة والمائلة إلى اللون البني، ومن هنا يمكننا أن نستنتج بعد مرور الربع الأول من وقت الفيلم لماذا تتحاشى الشخصيات أسماع أصواتها فهي تخشى من الانكشاف لدى جماعات وحشية هائمة على وجوهها وبذلك أعادنا هذا الفيلم إلى أفلام سابقة من أهمها فيلم مكان هادئ بجزئيه وفيلم قفص العصافير وفيلم الصمت وفيلم لا تتنفس وغيرها، وكلها تقريبا كان فيها إسماع الصوت يؤدي إلى هجوم كائنات وحشية أو زومبي لكن في هذا الفيلم تبدو المعالجة مختلفة فهي بمثابة نوع من التحدي.
لقد تم استخدام الصمت أداة فيها كثير من الجرأة، فالشخصيات لا تطلب إحداها من الأخرى الصمت وعدم الكلام ولكن هو أمر تلقائي ولنا أن ننظر بشكل واقعي إلى أحداث فيلمية تمتد إلى أكثر من 90 دقيقة وحتى نهاية الفيلم من دون نطق كلمة واحدة مع عدم فقدان متعة المشاهدة وهو ما يحسب لكاتب السيناريو والمخرج تلك الجرأة في تقديم بناء سردي -صوري متقن ومتكامل من دون حوار.
وفي هذا الصدد يقول الناقد ايلودي ماريوت موقع فيلم هاوندس "يبدأ الفيلم ببناء التوتر بشكل جيد رغم الاستغناء عن الحوار، حيث يصور مشاهد الحركة المروعة باعتبارها بديلا بصريا للحوارات المتبادلة بين الشخصيات. إن صراخ مجموعة من الكلاب المتعطشة للدماء التي تبحث عن شخص ما لتنقض عليه أمر مرعب، ولكن القفز السريع إلى مكان آمن غالبًا ما يقلل من ثقل هذه اللحظات المتوترة. ورغم جودة الصورة والاستغناء عن الحوار، إلا أن أحد عيوب الحوار المحدود أو غير الموجود هو أن المشاهدين قد لا يشعرون بالارتباط الكامل بالشخصيات، مما يحول دون الوصول إلى أفكارهم أو مشاعرهم أو دوافعهم".
أما الناقدة كارينا جونز في موقع هافن هورر فتقول: "عليّ أن أعترف أنه على الرغم من إعجابي بفكرة وقصة الفيلم، إلا أن هناك بعض المشكلات الرئيسية التي برزت. إحدى هذه المشكلات تتعلق بالشخصية الرئيسية في الفيلم، فقد بدا وكأنه لا يستطيع اتخاذ الاختيار الصحيح أو القيام بالشيء الصحيح في الوقت الصحيح".
أما من وجهة نظر نقدية مقابلة، فإن تعمد المخرج تقديم الشخصية الرئيسية -الممثل توبي غودجر بهذه الصورة فقد كانت في إطار تلقائية أداء الشخصية، فهو شخصية عادية وليس بطلا خارقا أو استثنائيا ولهذا كان يمكن أن يفشل في مواجهة أولئك الذين يطاردون ضحاياهم وأن يقع ضحية مع أن نمطية أفلام من هذا النوع تقدم شخصية البطل المخادع القادر على إيجاد الحيل المناسبة للفرار.
على أن من التحولات الأساسية في الفيلم ومن خلال استخدام الحبكات الثانوية كمثل انتزاع المفتاح من رقبة أحد أشرس الشخصيات التي تلاحق أيا كان بصحبة عصابة شرسة وهو مشهد بدا جريئا وفيه بعض المبالغة إلا انه قادنا إلى حبكات ثانوية أخرى تمثلت في الهجوم على المنزل المتنقل والاستفادة مما يحتويه من مخزون غذائي.
واقعيا نحن أمام ثلاث شخصيات ممثلة في الأب وابنته المريضة والابن الذي سوف يبقى وحيدا بعد مقتل الأب ولهذا يمضي في رحلة البحث عن الطعام وهو يخوض مواجهات شرسة مع خصومه بينما كان هنالك مشهد الكلاب المتوحشة مما يقوي جانبه ويمنحه فرصة الاقتصاص من خصومه.
ولعل مضي الوقت الفيلمي والاقتراب بأحداث الفيلم من النهاية ومع الاستغناء عن الحوار كان بمثابة امتحان حقيقي لجهة توفر الفيلم حتى النهاية على عامل التأثير في المشاهد واجتذابه للمضي في متابعة الأحداث وهي ميزة أثبتت نجاح فكرة الاستغناء عن الحوار وترسيخ أهمية عنصر الصورة.
على أننا لابد أن نشير إلى أن استخدام ثنائية الصورة والحركة والمطاردات وحبس الأنفاس كانت من بين العناصر التي عوضت عن الحوار وأعطت زخما للأحداث كما وفرت قوة للصورة بكونها محملة بكثير من الدلالات والعناصر التعبيرية الغزيرة التي صارت بالتالي بدائل مقنعة لغرض المضي في متابعة الأحداث.
من جانب آخر هنالك الهم الإنساني الذي يحرك الشخصية للمضي في تحمل المخاطر، من خلال محاولة العثور على دواء للشقيقة المريضة التي زاد جرحها صعوبة وتفاقما ولهذا كان اندفاع الشقيق بشكل هستيري متحملا المخاطر قد تكلل بالنجاح جالبا الطعام والدواء من مكان متروك ولكنه وعندما يعود إلى المخبأ لن يعثر على الشقيقة لكن يدا تمتد وسط العتمة وتستقر على كتفه لتعيد إليه الأمل في عثوره عليها.
هذه الكثافة في الأحداث والصراعات في إطار مربع لا يتعدى تلك الغابة التي يختبئ فيها القتلة واللصوص والزومبي تكاملت من خلال التفاعل مع الشخصية الرئيسية وهي تمارس لعبة الكر والفر مع العديد من الخصوم بما أضفى على الفيلم صفة النوع المختلف عن الأشكال والمعالجات المعتادة في هذا النوع من أفلام الانهيار العظيم إذ غالبا ما تحتشد العديد من الشخصيات الناجية في مواجهة خصوم مختلفين وذلك في إطار فكرة الصراع من أجل البقاء.
...
سيناريو وإخراج/ بنجامين غودجر
تمثيل / دونكان لاكروا – الأب، توبي غودجر – الابن، هانا براون – الابنة
إنتاج/ بلو فوكس