تصاعد الهجرة اليهودية للبرتغال هرباً من واقع الحرب المستمرة
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
تتواصل التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن هجرة متزايدة من دولة الاحتلال إلى العديد من دول العالم في ضوء تدهور الأوضاع الأمنية بسبب العدوان على قطاع غزة ولبنان، لكن الهجرة إلى البرتغال تكتسب زخما خاصا لدى الاسرائيليين لأبعاد تاريخية، خاصة وأنها تمثل بالنسبة لهم "حياة رغيدة" في بلد تكلفة المعيشة منخفضة، إلا الخطورة في تمثل بخسارة ديموغرافية واقتصادية لـ"إسرائيل".
وأكد الكاتب الاقتصادي في صحيفة "معاريف"، نير كيفنيس أنه "يحيا أسبوعه الثالث في البرتغال، وقد قادته الظروف العائلية من المدينة إلى الريف، على بعد ساعة وربع بالسيارة من لشبونة إلى المنطقة التي يقيم فيها، وهي بلدة إقليمية صغيرة نسبيًا عدد سكانها 55 ألفا، وحولها عدد غير قليل من التجمعات الزراعية، وهي أشبه بمنطقة سهل الحولة شمال فلسطين المحتلة، خاصة من حيث درجات الحرارة الباردة في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "تزايد موجات الهجرة اليهودية المتواصلة إلى البرتغال في السنوات الأخيرة، تعني أننا أمام الجيل المؤسس للمجتمع الإسرائيلي الذي وصلها قبل أربع سنوات أو أكثر، مع بدء وباء كورونا 2019، حين اهتز كل شيء، وبدأوا البحث عن الحياة في مكان أخضر ومنعزل، ولا يفرض الإغلاقات، خاصة وأن الأسعار فيها رخيصة، وتحضّرها المتسارع في الجيل الأخير، خلق فرصًا مجنونة، بالمعنى الحرفي للكلمة، خاصة في مجال العقارات، وشراء المزارع بعشرات آلاف اليوروهات فقط".
وكشف أن "الموجة الثانية من المهاجرين اليهود من إسرائيل إلى البرتغال هم من رأوا الانقلاب القانوني لحكومة اليمين 2023 كإشارة إنذار حمراء، خاصة من الشباب والليبراليين الذين مارسوا حقهم في الهجرة من الدولة، حتى جاءت الحرب على غزة، وتدخل شهرها الرابع عشر، لتؤكد لهم أنهم كانوا على حق، فقد هربوا من الدولة في الوقت المناسب، بل إن البعض يقارنه بجيل الأجداد الذين فرّوا من أوروبا".
وأشار أن "المهاجرين اليهود الجدد نسبيًا إلى البرتغال هم "لاجئو" الحرب الأخيرة، ومنهم من كان هنا قبلها، لكنه قرر البقاء بسبب الحرب، واستكشاف إمكانية الاستقرار في دولة الاحتلال، يقولون إن لديهم أصدقاء سيموتون من أجل اللحاق بهم، لأنهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا من الحصول على سعر مناسب لمنازلهم في المستوطنات الشمالية في الوقت الحالي عقب انتهاء حرب لبنان".
وأكد "لسنا أمام هجرة الجائعين للخبز، بل هجرة من كانوا على المسار الصحيح في الحياة، من المدرسة الثانوية والجيش، الأكاديمية والمهنة، ثم حدث خطأ ما في الدولة تمثلت آثاره في الاقتصاد، وهم يعترفون اليوم بأن ما أذهلهم في البرتغال هو أسلوب الحياة المحلي السلمي الهادئ، الذي يعيش بشكل متواضع، ويعطي الأولوية للثقافة الأسرية والترفيهية على السعي وراء تحقيق مكاسب كبيرة من المال".
وأوضح أن "العديد من المهاجرين اليهود إلى البرتغال يتلقون رواتبهم بالشيكل (الدولار يساوي 3.70 شيكل)، سواء ما زالوا يعملون في مهن عن بعد، أو مستحقات التأمين، وعندما يحولونها إلى مصطلح تكلفة المعيشة في الريف البرتغالي، يتبقى لديهم فائض كبير، لأنه بالنسبة لعائلة من زوج وزوجة وطفلين يكفيهم ثلاثة آلاف يورو، مع افتراض أن المنزل مملوك لهم، وليس بالإيجار، وهو مبلغ يمكن العيش عليه تقريبًا بأي مكان في البرتغال غير لشبونة أو بورتو".
وختم بالقول "شعرت بحزن شديد وأنا أرى العديد من الإسرائيليين الناجحين المهاجرين للبرتغال، لأنني أود أن أراهم في إسرائيل، من العلمانيين والمتعلمين والليبراليين، لكن الدولة ظلت مع الأسف تستنزفهم للعديد من السنوات، وسوف تستنزف أكثر إذا استمرت هذه الحرب اللعينة الدائرة في غزة ولبنان، لأن النتيجة الفورية لها أن ينضم المزيد من الإسرائيليين لأولئك المقيمين في البرتغال، ويسارعوا للهجرة، خشية من استدعائهم للجولة الاحتياطية الرابعة منذ اندلاع الحرب، لأنه ليس لديهم خيار سوى الهروب بالفعل، وهذا هو ثمن الحرب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية هجرة الاحتلال البرتغال إسرائيل الاحتلال البرتغال هجرة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى البرتغال فی البرتغال
إقرأ أيضاً:
دعوة إسرائيلية لإزاحة القيادة الحالية وانتخاب أخرى تنقذ الدولة
تكشف التطورات السياسية داخل الاحتلال الإسرائيلي عن عمق الأزمة القيادية، مما زاد من الأصوات المطالبة بعدم ضرورة أن يكون الزعيم المطلوب لإنقاذ الدولة متوافقا مع وجهات نظر جميع الإسرائيليين، ولا يلزم أن يكون لديه كاريزما وقدرة بلاغية ممتازة، وليس بالضروري أن يكون عسكريا ممتازا أو محاميا من الطراز الأول، فقط أن يكون حريصا على الدولة التي تتهاوى، ولا تجد من يكبح جماح تهاويها إلى المنحدر الزلق.
وقال الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، موتي شكلار، إنه "مع مرور الوقت، يدرك الإسرائيليون أن الخلافات بينهم أصبحت أقوى، ولم يعد هناك تقريبا أي قضية لا تعتمد على خلاف لحلّها، مما يستدعي إيجاد قيادة مختلفة لهم، تعمل على انتشالهم من هذه الحفرة العميقة، وتعمل على إدارة التقاطعات الأساسية لوجودهم، دون أن تحوز بالضرورة كاريزما، ولديها مهارات ممتازة ، فقط ما يجب أن يقلقه هو مصلحة الدولة".
وأضاف شكلار في مقال ترجمته "عربي21" أن "مثل هذه الزعامة باتت ضرورية للدولة أكثر من أي شيء آخر، ومن المؤسف أننا لا نملك قادة قادرين على بناء روح مشتركة بين الإسرائيليين، حتى أفضلهم لا ينظرون للأعلى، بل نحو مصالحهم الخاصة فقط".
وضرب على ذلك مثالا بـ"الوزير المُقال يوآف غالانت، الطامح لقيادة الدولة، وأثبت ذلك بالفعل أثناء الحرب، فزار كل المستوطنات المحيطة، على عكس الوزراء الآخرين، وتحمل اتهامات المستوطنين، لكنه فشل أيضا في الارتقاء لما هو أبعد من الطابق الأول من قصة الحرب، حيث افتقرت كلماته للإجابات على أسئلة جوهرية، مثل: كيف وصلنا لوضع شاركت فيه أقلية ضئيلة فقط من الجنود في القتال، وكيف يمكن الثقة في زمن الحرب بحكومة لا يشارك أبناء العديد من أعضائها في الجيش".
وذكر أن كلمات غالانت غابت عنها "الروح المتفائلة التي تشجع الشراكة بين الإسرائيليين، وتقوّيها في مواجهة التحديات المقبلة، خاصة في ظل استنزاف قوات الاحتياط".
وأوضح أن "انتصار إسرائيل في الحرب أمر مستحيل دون البعد الأخلاقي والروحي، ومن بين جوانب القيادة الأخرى القدرة على تسخير أغلبية الإسرائيليين لمواجهة التحديات مثل تجديد الحرب وتحرير الأسرى، حيث لا تكفي الأوامر السياسية، واستغلال الأغلبية اليمينية في الكنيست، فالوزراء الذين يدعون لتجديد الحرب، ولا يحاولون إقناع الجمهور بضرورتها وعدالتها، نسوا دروس حرب لبنان الثانية 2006".
وأشار إلى أن "أي زعيم لابد أن يستشعر نبض جمهوره، وإذا كانت أغلبية الإسرائيليين تؤيد إطلاق سراح المختطفين، فلابد أن ينتبه لهذا الأمر، وسيكون من الصعب مواجهة التحديات العديدة التي تنتظر دولة الاحتلال دون تغيير نموذج القيادة الحالية، مع الأمل بأن نجد في الانتخابات المقبلة قوى جديدة، مأخوذة من نوع مختلف من المواد القيادية".