اشتباكات عنيفة في ليبيا وحرب جديد تلوح في الأفق.. ماذا يحدث؟
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تعيش ليبيا في حالة انقسامات سياسية وصراعات مسلحة على السلطة، جعلها ساحة حرب، لا تجف فيها الدماء، ولا يأمن فيها الإنسان، حيث يقف الليبيون على مفترق طرق بين متفائل ومتشائم، ويأملون بعضهم في أن تطوي الانتخابات صفحة الأزمة السياسية والأمنية بالبلاد.
بداية الاشتباكات وإطلاق سراح محمود حمزة
وفي السياق ذاته، أطلق فصيل "قوة الردع" غربي ليبيا سراح قائد اللواء 444، محمود حمزة، حيث اندلع قتال عنيف أول أمس الأثنين من شهر أغسطس الجاري بين قوات الردع واللواء 444، ونتج عنه توقف الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي، ورفع حالة الطوارئ في البلاد.
وحدثت الاشتباكات عقب القبض على العقيد محمود حمزة قائد قوات اللواء 444 من داخل الطائرة عندما كان برفقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، أثناء استعدادهم لحضور الاستعراض العسكري بالكلية الجوية بمدينة مصراتة.
وذكر المواطنين، أن الطرفين تبادلا إطلاق النار على نطاق واسع في مناطق جنوب العاصمة، كما شاهدوا انتشارًا للآليات العسكرية، وأكد ذلك مقاطع الفيديو المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي أظهرت فيها قنابل يدوية وقذائف صاروخية من طرفي الاشتباك.
وكشفت بعض الصور تعرّض عدد من المنازل لسقوط قذائف عشوائية في مناطق مختلفة في العاصمة الليبية، دون تحديد الهدف.
جرحى وقتلى
وتتخذ المجموعتين المسلحتين المواليتين للحكومة الليبية من العاصمة طرابلس مقرًا لها، وكان من شأن هذا الاشتباك إغلاق مطار طرابلس وسقوط قتلى وأكثر من 30 جريحًا بإصابات متفاوتة.
ونُقل الجرحى إلى المراكز الصحية في طرابلس لتلقي العلاج الطبي اللازم، دون أن يحدد ما إذا كانوا مدنيين أو عسكريين. حسب ما ذكرته فرانس برس الفرنسية.
وغيرت شركات الطيران المدني مواعيد رحلاتها ونقل طائراتها إلى مطار مصراتة الدولي، وذلك خشية من أن تطالها الاشتباكات وتتعرض للاستهداف نتيجة القصف العشوائي، وعلقت رئاسة جامعة طرابلس الدراسة والامتحانات.
ودعى نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية رمضان أبو جناح، إلى التهدئة وتغليب صوت العقل على هذه الاشتباكات، حتى لا نتيح الفرصة لإشعال الفتن وتهديد أمن واستقرار الدولة، لا سيما وأن شعار حكومة الوحدة الوطنية " لا للحرب"، وتسعى من أجل انتشار الأمن في جميع البلاد.
ومن جانبه، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد بشأن الوضع الحالي تأثيره على التطورات الجارية للنهوض بالبيئة والنهوض بالعملية السياسية، إلى جانب الاستعداد للانتخابات الوطنية القادمة.
ودعى الهلال الأحمر الليبي إلى فتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالخروج سالمين بعد اندلاع اشتباكات في العاصمة، ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى التبرع بالدم.
وناشد الناطق الرسمي باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الأطراف المتنازعة بوقف الاشتباكات، وحملهم سلامة المدنيين كاملة.
مفاوضات لوقف إطلاق النار
وتستمر الاشتباكات من مساء الإثنين حتى الساعات الأخيرة من مساء اليوم الثلاثاء دون توقف، وهناك مفاوضات مكثفة جارية بين أطراف سياسية وعسكرية لم يسمها لوقف التوتر الأمني، ولم تصدر الحكومة أو المجلس الرئاسي أي تعليقات رسمية بشأن الاشتباكات.
تعتبر قوة اللواء 444 التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوحدة الوطنية، والقوة الأخرى قوات جهاز الردع التابعة للمجلس الرئاسي، أكثر القوى نفوذًا في طرابلس
وتسيطر قوة اللواء 444 على مدن هامة في غرب ليبيا تحت قيادة العقيد محمود حمزة، كما أنها تقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوبي البلاد.
وفيما يتعلق بقوات جهاز الردع، فهو جهاز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ومستقبل عن وزارتي الدفاع والداخلية، ويسيطر على معظم وسط وشرق طرابلس، بقيادة محمد المنفي.
وتفرض قوات الردع سيطرتها المطلقة على ميناء معيتيقة العسكرية الجوية التي تضمّ المطار المدني الوحيد في طرابلس وغرب البلاد، بينما تحتجز قوة الردع أشخاص منذ نظام معمر القذافي الذين قضت ضدهم أحكام قضائية، ومن أبرز هؤلاء، عبد الله السنوسي صهر الراحل معمر القذافي، ورئيس مخابراته السابق.
وتتسارع على السلطة في ليبيا حكومتان، إحداهما تسيطر على غرب البلاد ومقرها طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة، أما الأخرى تضع نفوذها على شرف البلاد ويرأسها أسامة حماد والتي تحظى على دعم المشير خليفة حفتر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سكاي نيوز صاروخ الملاحة الجوية انقسام الوحدة الوطنية حكومة الوحدة اشتباكات عنيفة وزارة الدفاع اطلاق سراح قذائف صاروخية مطار مصراتة تبرع بالدم رئيس حكومة الوحدة الوطنیة اللواء 444
إقرأ أيضاً:
التصعيد العسكري يغلق معبر تورخام ويعطل التجارة بين باكستان وأفغانستان.. ماذا يحدث؟
تحولت المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان حول معبر تورخام الحدودي إلى منطقة قتال حربية وذلك بعد توتر الأمور بين البلدين وصل إلى فتح النيران أفواهها، وفق ما ذكرت وسائل إعلام هندية وللدولتين المتنازعين أيضا.
ولمدة أسبوعين يستمر القتال بين البلدين عن معبر تورخام بين باكستان وأفغانستان.
ويستمر التصعيد الخطير في الأعمال العدائية بين البلدين، مع استمرار إطلاق النار والقصف المدفعي لليوم الثالث عشر على التوالي.
أدى ذلك إلى إصابة المنشآت الجمركية على الجانبين وتعطيل حركة التجارة والمسافرين علاوة على سقوط أشخاص.
حول سبب ذلك، فيأتى هذا التصعيد الحربي في سياق توترات متصاعدة بين البلدين، اللذين تبادلا في السنوات الأخيرة الاتهامات والضربات العسكرية على طول حدودهما المشتركة.
قالت مصادر باكستانية، إنه قد أدى تبادل القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف إلى وقوع خسائر بشرية ومادية، حيث قتل مدنيان في الجانب الباكستاني بينما أعلنت السلطات الأفغانية عن مقتل عدد من جنودها خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة الاشتباكات.
كما تسبب العنف المتواصل في توقف الحركة التجارية بشكل شبه كامل، مما أدى إلى تعطل شحنات البضائع القابلة للتلف، وخسائر اقتصادية كبيرة لكلا البلدين.
وصرح رئيس جمعية الجمارك في تورخام، مجيب خان شينوارى، بأن مئات الشاحنات المحملة بالسلع المختلفة لا تزال عالقة على جانبي الحدود، مما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين يشعر السكان المحليون بقلق متزايد بشأن سلامتهم وسط الانفجارات وإطلاق النار المستمر.
نشأ القتال في ٢١ فبراير إثر خلاف حول إنشاء موقع حدودي أفغاني وهو ما رفضته باكستان واعتبرته انتهاكًا لحدودها.
ويعتبر هذا التوتر امتدادًا للخلافات التاريخية بين البلدين حول قضايا الحدود والمسلحين الذين ينشطون عبر الحدود المشتركة. في السنوات الأخيرة، تبادل البلدان إطلاق النار عدة مرات، واستهدف كل طرف معارضي الآخر على أراضيه، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
كما أدى غياب التنسيق الدبلوماسي الفعّال إلى تفاقم الوضع، حيث تتواصل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بشأن دعم الجماعات المسلحة.
مع استمرار إغلاق معبر تورخام، تتصاعد معاناة التجار والمسافرين. وأكدت "وكالة خاما برس" الأفغانية أن الإغلاق المستمر أدى إلى توقف حركة الأشخاص والتجارة، مما تسبب فى أزمة كبيرة للعمال والتجار الذين يعتمدون على هذا المعبر كمصدر رئيسى لدخلهم.
وذكر ضياء الحق سرهادى، مدير غرفة التجارة والصناعة الباكستانية - الأفغانية المشتركة، أن أكثر من ٥٠.٠٠٠ شاحنة محملة بالبضائع، بما فى ذلك الفواكه والخضراوات، ما زالت عالقة على جانبي الحدود في انتظار إعادة فتح المعبر، وإن هذه الكميات قد تفسد قريبًا.
طالبت المنظمات الدولية في باكستان وأفغانستان بضرورة التوصل إلى اتفاق سريع يسمح بإعادة فتح المعبر واستئناف الأنشطة الاقتصادية.
وتشير بعض التقارير إلى وجود محادثات غير رسمية بين مسئولين من الجانبين لبحث سبل التهدئة وإيجاد حل وسط بشأن الخلاف الحدودي، إلا أن هذه الجهود لا تزال تواجه تحديات بسبب غياب الثقة بين الطرفين.