تعيش ليبيا في حالة انقسامات سياسية وصراعات مسلحة على السلطة، جعلها ساحة حرب، لا تجف فيها الدماء، ولا يأمن فيها الإنسان، حيث يقف الليبيون على مفترق طرق بين متفائل ومتشائم، ويأملون بعضهم في أن تطوي الانتخابات صفحة الأزمة السياسية والأمنية بالبلاد.


بداية الاشتباكات وإطلاق سراح محمود حمزة

وفي السياق ذاته، أطلق فصيل "قوة الردع" غربي ليبيا سراح قائد اللواء 444، محمود حمزة، حيث اندلع قتال عنيف أول أمس الأثنين من شهر أغسطس الجاري بين قوات الردع واللواء 444، ونتج  عنه توقف الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي، ورفع حالة الطوارئ في البلاد.

حسب سكاي نيوز عربية.

وحدثت الاشتباكات عقب القبض على العقيد محمود حمزة قائد قوات اللواء 444 من داخل الطائرة عندما كان برفقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، أثناء استعدادهم لحضور الاستعراض العسكري بالكلية الجوية بمدينة مصراتة.

وذكر المواطنين، أن الطرفين تبادلا إطلاق النار على نطاق واسع في مناطق جنوب العاصمة، كما شاهدوا انتشارًا  للآليات العسكرية، وأكد ذلك مقاطع الفيديو المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي أظهرت فيها قنابل يدوية وقذائف صاروخية من طرفي الاشتباك.

وكشفت بعض الصور تعرّض عدد من المنازل لسقوط قذائف عشوائية في مناطق مختلفة في العاصمة الليبية، دون تحديد الهدف.

 

جرحى وقتلى

 

وتتخذ المجموعتين المسلحتين المواليتين للحكومة الليبية من العاصمة طرابلس مقرًا لها، وكان من شأن هذا الاشتباك  إغلاق مطار طرابلس وسقوط قتلى وأكثر من 30 جريحًا بإصابات متفاوتة.

ونُقل الجرحى إلى المراكز الصحية في طرابلس لتلقي العلاج الطبي اللازم، دون أن يحدد ما إذا كانوا مدنيين أو عسكريين. حسب ما ذكرته فرانس برس الفرنسية.

وغيرت شركات الطيران المدني مواعيد رحلاتها ونقل طائراتها إلى مطار مصراتة الدولي، وذلك خشية من أن تطالها الاشتباكات وتتعرض للاستهداف نتيجة القصف العشوائي، وعلقت رئاسة جامعة طرابلس الدراسة والامتحانات.

ودعى نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية رمضان أبو جناح، إلى التهدئة وتغليب صوت العقل على هذه الاشتباكات، حتى لا نتيح الفرصة لإشعال الفتن وتهديد أمن واستقرار الدولة، لا سيما وأن شعار حكومة الوحدة الوطنية " لا للحرب"، وتسعى من أجل انتشار الأمن في جميع البلاد.

ومن جانبه، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد بشأن الوضع الحالي تأثيره على التطورات الجارية للنهوض بالبيئة والنهوض بالعملية السياسية، إلى جانب الاستعداد للانتخابات الوطنية القادمة.

ودعى الهلال الأحمر الليبي إلى فتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالخروج سالمين بعد اندلاع اشتباكات في العاصمة، ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى التبرع بالدم.

وناشد الناطق الرسمي باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الأطراف المتنازعة بوقف الاشتباكات، وحملهم سلامة المدنيين كاملة.

 

مفاوضات لوقف إطلاق النار

 

وتستمر الاشتباكات من مساء الإثنين حتى الساعات الأخيرة من مساء اليوم الثلاثاء دون توقف، وهناك مفاوضات مكثفة جارية بين أطراف سياسية وعسكرية لم يسمها لوقف التوتر الأمني، ولم تصدر الحكومة أو المجلس الرئاسي أي تعليقات رسمية بشأن الاشتباكات.

تعتبر قوة اللواء 444 التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوحدة الوطنية، والقوة الأخرى قوات جهاز الردع التابعة للمجلس الرئاسي، أكثر القوى نفوذًا في طرابلس

وتسيطر قوة اللواء 444 على مدن هامة في غرب ليبيا تحت قيادة العقيد محمود حمزة، كما أنها تقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوبي البلاد.

وفيما يتعلق بقوات جهاز الردع، فهو جهاز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ومستقبل عن وزارتي الدفاع والداخلية، ويسيطر على معظم وسط وشرق طرابلس، بقيادة محمد المنفي.

وتفرض قوات الردع سيطرتها المطلقة على ميناء معيتيقة العسكرية الجوية التي تضمّ المطار المدني الوحيد في طرابلس وغرب البلاد، بينما تحتجز قوة الردع أشخاص  منذ نظام معمر القذافي الذين قضت ضدهم أحكام قضائية، ومن أبرز هؤلاء، عبد الله السنوسي صهر الراحل معمر القذافي، ورئيس مخابراته السابق.

وتتسارع على السلطة في ليبيا حكومتان، إحداهما تسيطر على غرب البلاد ومقرها طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة، أما الأخرى تضع نفوذها على شرف البلاد ويرأسها أسامة حماد والتي تحظى على دعم المشير خليفة حفتر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سكاي نيوز صاروخ الملاحة الجوية انقسام الوحدة الوطنية حكومة الوحدة اشتباكات عنيفة وزارة الدفاع اطلاق سراح قذائف صاروخية مطار مصراتة تبرع بالدم رئيس حكومة الوحدة الوطنیة اللواء 444

إقرأ أيضاً:

شهداء ومصابون.. ماذا يحدث في خان يونس ومحور «موراج»؟

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بسقوط شهداء وإصابة آخرين، بينهم أطفال، منذ فجر الأحد، في قصف لجيش الاحتلال على خان يونس في جنوب قطاع غزة.

وذكرت الوكالة الفلسطينية أن حصيلة الشهداء جرّاء استهداف جيش الاحتلال منزلاً وخيام للنازحين غرب خان يونس، ارتفعت إلى 19 شخصاً.

وأشارت إلى أن عدد شهداء قصف جيش الاحتلال خلال الـ24 ساعة الماضية ارتفع إلى 46 فلسطينياً.

وأوضحت أن «المناطق الشمالية لمدينة رفح تشهد قصفاً متواصلاً من مدفعية الاحتلال، كما تواصل الطائرات الحربية نسف مبانٍ سكنية، شمال مدينة رفح».

محور «موراج»

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بنشر قواته في محور «موراج» الفاصل بين مدينتي رفح وخان يونس، جنوبي غزة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في خطوة لاقت تنديداً فلسطينياً باعتبارها تهدف لعزل مدينة رفح عن باقي القطاع.

ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بياناً، قال فيه إن «قوات الفرقة 36 عادت للعمل في قطاع غزة وبدأت أنشطتها في محور موراج» وأن القوات الإسرائيلية «تعمل فيه لأول مرة».

وأفاد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن الهدف من السيطرة على محور «موراج» عزل مدينة رفح التي أخلاها الجيش الإسرائيلي من سكانها قسراً عن باقي مناطق القطاع.

محور فيلادلفيا الثاني

وتسمية الاحتلال الإسرائيلي لمحور ميراج بأنه «محور فيلادلفيا 2» تعيد للأذهان خطة أمنية إسرائيلية قديمة تُعرف بمحور فيلادلفيا، وهو شريط حدودي بطول 14 كيلومترًا على طول حدود غزة مع مصر. ويبدو أن إسرائيل تسعى الآن إلى استنساخ هذا النموذج ضمن استراتيجية أشمل لعزل أجزاء القطاع عن بعضها.

وبحسب المعطيات الميدانية، فإن محور ميراج هو الرابع من نوعه الذي يقيمه جيش الاحتلال داخل غزة، بعد محور «فيلادلفا» على الحدود الجنوبية، ومحور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، ومحور«مفلاسيم» الذي يفصل محافظة شمال غزة عن مدينة غزة.

وتهدف هذه المحاور إلى تقطيع أوصال غزة وتقسيمها إلى مناطق معزولة عن بعضها البعض يمكن التحكّم بها أمنيًا.

اقرأ أيضاًلندن تندد باحتجاز إسرائيل «نائبتين بريطانيتين» ضمن وفد برلماني بمطار بن جوريون

استشهاد 3 فلسطينيين في غارتين للاحتلال الإسرائيلي على حي الشجاعية شرق غزة

استشهاد 3 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مدينتي غزة ورفح

مقالات مشابهة

  • مجاعة تلوح في الأفق بمخيمات تندوف بعد قرار أمريكي بتقليص المساعدات الإنسانية
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول ماء الشمر والقرفة في الصباح؟
  • نكبة جديدة تلوح في الأفق..(البلاد) تسلط الضوء.. إسرائيل ترسخُ احتلالًا طويل الأمد في جنوب سوريا
  • بعد تعليق صفقة بيعها.. ماذا يحدث مع تيك توك؟
  • شهداء ومصابون.. ماذا يحدث في خان يونس ومحور «موراج»؟
  • ماذا يحدث لمعدتك عند الإفراط في تناول الترمس؟
  • قوة حماية طرابلس: بوغدادة والزوبي وبحرون يجرون طرابلس بحرب عبثية
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع جنوب وغرب أم درمان
  • اشتباكات مسلحة عنيفة جنوبي العراق خلال مداهمة وكر كبير لتجارة المخدرات
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع جنوب وغرب أم درمان