أقدم كائن حي على وجه الأرض عاش ملايين الأعوام.. دورة حياته «معكوسة»
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
في عالم البحار غرائب وعجائب، فلم تتوقف الاستكشافات على أنواع الحيتان والقروش أو الأسماك، بل حوى البحر عالما واسعا من الكائنات الخلابة والغريبة، بين قوية الشكل والصفات، الموجود منها والمُنقرض.
كائن أقدم من الديناصورات.. ما هو؟وبين العام والآخر يتوصل العلماء إلى مزيد من الاستكشافات حول كائنات يُعتقد أنها الأقدم على وجه الأرض، ولعل الديناصورات هي أكثر ما يُثير اهتمام البشر، الذين يعتقدون أنها أوائل الكائنات الحية التي عاشت على الأرض، إذ ظهرت قبل 230 مليون سنة، ولكن هل بالفعل الديناصورات هي الأقدم؟
في مغامرة مليئة بالاستكشافات، وُجد أنه على الرغم من تفاصيل حياة الديناصورات ولكنها ليست الأقدم، إذ سبقها كائن ظهر لأول مرة منذ 700 مليون سنة.
ويتساءل العديد عن أقدم كائن حي على وجه الأرض، وهو الأمر الذي كشفه الباحثون منذ أكثر من عام، إذ وُجد أنه ليس من الثدييات أو حتى القوارض التي عاشت في الصحراء، ولكنه كائن بحري متعدد الخلايا «ctenophore» الذي يتشابه مع قنديل البحر وظهر لأول مرة منذ 700 مليون سنة، لتنتهي أسطورة أن الإسفنج البحري كان أول الحيوانات لأن حفرياتها تعود إلى حوالي 600 مليون سنة.
ما هو ctenophores.. أقدم كائن حي على وجه الأرض؟ووفقًا لدراسة قام بها فريق من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، ونُشرت في «ديلي ميل» فإن ctenophores هي أقرب الأقارب للحيوانات الأولى وربما يمكن العثور عليها تسبح في محيطات اليوم وأحواض السمك.
وCtenophores تستطيع السفر لأكثر من أربعة أميال تحت السطح، ولديها 8 مجموعات من الأهداب، مرتبة أسفل جوانبها مثل الأمشاط، تتدفق على جوانبها، والتي تستخدمها للدفع عبر المحيطات أثناء سفرها، على عكس قنديل البحر الشائع.
ما هو شكل أقدم كائن حي على وجه الأرض؟تتكون أجسادها من كتلة من الهلام، مع طبقة سميكة من خليتين من الخارج، وأخرى تبطن التجويف الداخلي، ويتراوح حجمها من بضعة ملليمترات إلى 1.5 متر، وكان تم التعرف على 186 نوعًا حيًا فقط.
تعمل جميع ctenophores تقريبًا كحيوانات مفترسة، إذ تأخذ فرائس تتراوح من اليرقات المجهرية والقشريات الصغيرة.
ووفقًا لـ دانييل روخسار، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا والمعد المشارك للدراسة، فإنهم لم يستطيعوا التوصل لشكل الحيوان بالتحديد لأنها كانت حيوانات رخوة الجسم ولم تترك سجلا أحفوريا مباشرا.
ولكن الباحثين السابقين، توصلوا إلى أن صبغيات الإسفنج وقناديل البحر والعديد من اللافقاريات الأخرى تحمل جينات مماثلة، رغم أن بينهما أكثر من نصف مليار سنة من التطور المستقل، كما أن كروموسومات العديد من الحيوانات تتطور ببطء، قائلين: «في البداية، لم نتمكن من معرفة ما إذا كانت كروموسومات ctenophore مختلفة عن تلك الموجودة في الحيوانات الأخرى لمجرد أنها تغيرت كثيرا على مدى مئات الملايين من السنين، أم لا، ولكن يمكن أن تكون مختلفة لأنها تشعبت أولا قبل ظهور جميع سلالات الحيوانات الأخرى».
وعندما قارن الفريق كروموسومات بعض الحيوانات المتنوعة من جينومات جيلي وإسفنج البحر وغيرها، وجدوا أن ctenophores وغيرها من الحيوانات تشترك في تركيبات معينة من الكروموسومات الجينية، بينما تمت إعادة ترتيب كروموسومات الإسفنج والحيوانات الأخرى بطريقة مختلفة تماما، ليتوصلوا لشكل مُقارب منه.
مفاجأة.. هذا الحيوان يسير عكس الطبيعيعلى الرغم من مرور الكثير على اكتشاف طبيعة هذا الحيوان، إلا أنه مؤخرًا اكتشف الباحثون جوان سوتو أنجيل وباول بوركهارت، في منشور حديث لـ PNAS، أن هذا النوع يمكنه عكس دورة حياته، والعودة من مرحلة البلوغ إلى مرح اليرقات.
فتولد الحيوانات، وتنمو، وتتكاثر، وتموت - بهذا الترتيب عادةً، لكن هناك عددا قليلا فقط من الأنواع قادرة على الانحراف عن هذا المبدأ العام
لقد أذهلت Ctenophores، والتي تسمى أيضًا الهلام المشط، العلماء منذ فترة طويلة بقدراتها على التجدد وقدرتها على التكاثر في مرحلة اليرقات، ما يؤدي إلى طمس الخطوط الفاصلة بين مرحلة البلوغ والشباب غير الناضج.
خلصت التجارب السابقة إلى أن التحول من اليرقة إلى البالغ لا رجعة فيه، ولكن عندما لاحظ سوتو-أنجل أن كائن ctenophore بالغًا قد اختفى من خزانات البحر، ويبدو أنه تم استبداله بيرقة، أصبح فضوليًا لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن يكون واحدًا أم لا، وبالتعاون مع قائد مجموعة مركز مايكل سارس باول بوركهارت، قاموا بالتجارب لمحاولة إعادة إنتاج هذا الارتداد المحتمل في ظل ظروف خاضعة للرقابة.
فعند تعرضه لضغوط الجوع والإصابة الجسدية، استطاع التحول من شكله الفصي البالغ إلى مرحلة يرقات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غرائب وطرائف أقدم حيوان أضخم حيوان ملیون سنة
إقرأ أيضاً:
«معلومات الوزراء»: 2024 أكثر الأعوام قسوة بالنسبة للمدنيين العالقين في النزاعات
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الضوء على التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بعنوان «لمحة عامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، حيث قدم التقرير تحليلًا للأزمات والاحتياجات العالمية والخطط الإنسانية اللازمة لمعالجتها، وطالب بتوفير أكثر من 47 مليار دولار أمريكي لمساعدة ما يقرب من 190 مليون شخص يواجهون احتياجات عاجلة تهدد حياتهم.
أشار التقرير، إلى أن هناك نحو 305 ملايين شخص حول العالم سيحتاجون في عام 2025 إلى المساعدة الإنسانية والحماية بشكل عاجل في ظل تصاعد أزمات عديدة تسفر عن عواقب وخيمة يتأثر بها المتضررون من هذ الأزمات، موضحاً أن منطقة جنوب وشرق إفريقيا تستضيف أكبر عدد من المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية بإجمالي عدد يُقدر بنحو (85) مليون شخص، حيث تمثل الأزمة الكارثية في السودان 35% من إجمالي عدد المحتاجين إلى المساعدة في المنطقة، وتليها منطقتا الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا حيث يحتاج 29 مليون شخص إلى المساعدة والحماية، ونحو 57 مليون شخص في غرب ووسط إفريقيا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، وفي آسيا والمحيط الهادئ هناك 55 مليون شخص، أما في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي فهناك 34 مليون شخص بما في ذلك 5 مليون شخص متضرر من أزمة فنزويلا، أما في أوروبا فلا يزال يحتاج 15 مليون شخص إلى المساعد بسبب استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية.
وفي هذا الصدد، أشار التقرير إلى أن هناك دافعان رئيسان وراء هذه الاحتياجات، وكلاهما من صنع الإنسان، وهما: النزاعات المسلحة، وحالة الطوارئ المناخية العالمية، وطبقًا للتقرير، فإن المدنيون يتحملون النصيب الأكبر من العبء الناجم عن النزاعات المسلحة التي تتجاهل بشكل صارخ القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك الأعمال الوحشية الجماعية.
وأوضح التقرير أن عام 2024 كان من أكثر الأعوام قسوة في التاريخ الحديث بالنسبة للمدنيين العالقين في النزاعات، وقد يكون عام 2025 أسوأ من ذلك إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، ففي منتصف عام 2024 نزح ما يقرب من 123 مليون شخص بشكل قسري بسبب النزاع والعنف بزيادة سنوية هي الثانية عشرة على التوالي.
بالإضافة إلى ذلك، يعيش طفل واحد من كل خمسة أطفال في العالم - أي ما يقرب من 400 مليون طفل - في مناطق النزاع أو يفرون منها، وتبلغ الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال مستويات غير مسبوقة، حيث شهد السودان وحده ارتفاعًا بنسبة 480% من عام 2022 إلى عام 2023.
كما تُعد أزمة الأمن الغذائي العالمية بمثابة صاعقة، حيث تؤثر على أكثر من 280 مليون شخص يوميًّا مع انتشار الجوع الحاد وتفاقمه، كما يمنع العنف والنزوح إنتاج الغذاء ويعوق إتاحة الوصول إلى الأسواق الحيوية.
وفيما يتعلق بحالة الطوارئ المناخية العالمية، أشار التقرير إلى أن العالم على مشارف أن يشهد تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية مستوى 1.5 درجة مئوية مما ينذر بدق ناقوس الخطر، وتزيد أزمة المناخ من تكرار حدوث الكوارث وشدتها، والتي لها تبعات مدمرة على أرواح ملايين البشر وسبل عيشهم.
أشار التقرير إلى أنه في عام 2023، تم تسجيل 363 كارثة متعلقة بالطقس، والتي أثرت على ما لا يقل عن 93.1 مليون شخص وتسببت في مقتل الآلاف، وفي العام ذاته، تسببت الكوارث في حدوث نحو 26.4 مليون حالة نزوح / تنقلات، وأكثر من ثلاثة أرباع هذه الحالات ناجمة عن حالات الطقس.
هذا، وقد تسببت أزمة المناخ في دمار كبير في أنظمة الغذاء، حيث إن موجات الجفاف مسؤولة عن أكثر من 65% من الأضرار الاقتصادية الزراعية في السنوات الخمس عشرة الماضية، ما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وخاصة في المناطق التي تعتمد على زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة.
وأفاد التقرير أن الصراعات يمكن أن تسهم بشكل مباشر في تغير المناخ، حيث يقدر الباحثون أن الانبعاثات في أول 120 يومًا من الصراع في غزة تتجاوز الانبعاثات السنوية لـ 26 دولة وإقليمًا منفردًا، وفي الوقت نفسه، سجلت أكبر 30 شركة نفط وغاز باستثناء تلك الموجودة في البلدان الأكثر فقرًا ما مجموعه 400 مليار دولار سنويًّا من التدفقات النقدية الحرة منذ اتفاق باريس في عام 2015.
أشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة تحتاج إلى جمع ما يزيد عن 47 مليار دولار لمساعدة ما يقرب من 190 مليون شخص عبر 72 دولة بحلول عام 2025، موضحًا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحتاج في الوقت الراهن إلى 15.9 مليار دولار، في ظل الزيادات الكبيرة في التمويل المطلوب للاستجابة للأزمات المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان.
وأوضح التقرير أن الأزمة المتصاعدة في السودان أدت إلى زيادة متطلبات التمويل في شرق وجنوب إفريقيا والتي تتطلب في الوقت الراهن 12 مليار دولار تقريًبا، أما في غرب ووسط إفريقيا، فثمة حاجة إلى 7.6 مليار دولار، كما تتطلب منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الوقت الراهن 5.1 مليار دولار، في حين تحتاج أوروبا إلى 3.3 مليار دولار، وفي مختلف أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، يدعو الشركاء في مجال العمل الإنساني إلى توفير 3.6 مليار دولار.
أشار التقرير في ختامه إلى أنه في عام 2025 سيواصل الشركاء في مجال العمل الإنساني تحسين الطريقة التي يقدمون بها خدماتهم للمتضررين من الأزمات، من خلال: احترام وتعزيز العمل الإنساني الذي تقوده الجهات المحلية، ومتابعة الاستجابات التي تركز على الأشخاص والخاضعة للمساءلة، بالإضافة إلى توسيع نطاق المساعدات النقدية حيثما كان ذلك ممكنًا ومناسبًا.