في عالم البحار غرائب وعجائب، فلم تتوقف الاستكشافات على أنواع الحيتان والقروش أو الأسماك، بل حوى البحر عالما واسعا من الكائنات الخلابة والغريبة، بين قوية الشكل والصفات، الموجود منها والمُنقرض. 

كائن أقدم من الديناصورات.. ما هو؟ 

وبين العام والآخر يتوصل العلماء إلى مزيد من الاستكشافات حول كائنات يُعتقد أنها الأقدم على وجه الأرض، ولعل الديناصورات هي أكثر ما يُثير اهتمام البشر، الذين يعتقدون أنها أوائل الكائنات الحية التي عاشت على الأرض، إذ ظهرت قبل 230 مليون سنة، ولكن هل بالفعل الديناصورات هي الأقدم؟

في مغامرة مليئة بالاستكشافات، وُجد أنه على الرغم من تفاصيل حياة الديناصورات ولكنها ليست الأقدم، إذ سبقها كائن ظهر لأول مرة منذ 700 مليون سنة.

أقدم كائن حي على وجه الأرض عاش 700 مليون سنة

ويتساءل العديد عن أقدم كائن حي على وجه الأرض، وهو الأمر الذي كشفه الباحثون منذ أكثر من عام، إذ وُجد أنه ليس من الثدييات أو حتى القوارض التي عاشت في الصحراء، ولكنه كائن بحري متعدد الخلايا «ctenophore» الذي يتشابه مع قنديل البحر وظهر لأول مرة منذ 700 مليون سنة، لتنتهي أسطورة أن الإسفنج البحري كان أول الحيوانات لأن حفرياتها تعود إلى حوالي 600 مليون سنة.

ما هو ctenophores.. أقدم كائن حي على وجه الأرض؟

ووفقًا لدراسة قام بها فريق من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، ونُشرت في «ديلي ميل» فإن ctenophores هي أقرب الأقارب للحيوانات الأولى وربما يمكن العثور عليها تسبح في محيطات اليوم وأحواض السمك.

وCtenophores تستطيع السفر لأكثر من أربعة أميال تحت السطح، ولديها 8 مجموعات من الأهداب، مرتبة أسفل جوانبها مثل الأمشاط، تتدفق على جوانبها، والتي تستخدمها للدفع عبر المحيطات أثناء سفرها، على عكس قنديل البحر الشائع.

ما هو شكل أقدم كائن حي على وجه الأرض؟

تتكون أجسادها من كتلة من الهلام، مع طبقة سميكة من خليتين من الخارج، وأخرى تبطن التجويف الداخلي، ويتراوح حجمها من بضعة ملليمترات إلى 1.5 متر، وكان تم التعرف على 186 نوعًا حيًا فقط. 

تعمل جميع ctenophores تقريبًا كحيوانات مفترسة، إذ تأخذ فرائس تتراوح من اليرقات المجهرية والقشريات الصغيرة.

ووفقًا لـ دانييل روخسار، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا والمعد المشارك للدراسة، فإنهم لم يستطيعوا التوصل لشكل الحيوان بالتحديد لأنها كانت حيوانات رخوة الجسم ولم تترك سجلا أحفوريا مباشرا.

ولكن الباحثين السابقين، توصلوا إلى أن صبغيات الإسفنج وقناديل البحر والعديد من اللافقاريات الأخرى تحمل جينات مماثلة، رغم أن بينهما أكثر من نصف مليار سنة من التطور المستقل، كما أن كروموسومات العديد من الحيوانات تتطور ببطء، قائلين: «في البداية، لم نتمكن من معرفة ما إذا كانت كروموسومات ctenophore مختلفة عن تلك الموجودة في الحيوانات الأخرى لمجرد أنها تغيرت كثيرا على مدى مئات الملايين من السنين، أم لا، ولكن يمكن أن تكون مختلفة لأنها تشعبت أولا قبل ظهور جميع سلالات الحيوانات الأخرى». 

وعندما قارن الفريق كروموسومات بعض الحيوانات المتنوعة من جينومات جيلي وإسفنج البحر وغيرها، وجدوا أن ctenophores وغيرها من الحيوانات تشترك في تركيبات معينة من الكروموسومات الجينية، بينما تمت إعادة ترتيب كروموسومات الإسفنج والحيوانات الأخرى بطريقة مختلفة تماما، ليتوصلوا لشكل مُقارب منه.

مفاجأة.. هذا الحيوان يسير عكس الطبيعي

على الرغم من مرور الكثير على اكتشاف طبيعة هذا الحيوان، إلا أنه مؤخرًا اكتشف الباحثون جوان سوتو أنجيل وباول بوركهارت، في منشور حديث لـ PNAS، أن هذا النوع يمكنه عكس دورة حياته، والعودة من مرحلة البلوغ إلى مرح اليرقات. 

فتولد الحيوانات، وتنمو، وتتكاثر، وتموت - بهذا الترتيب عادةً، لكن هناك عددا قليلا فقط من الأنواع قادرة على الانحراف عن هذا المبدأ العام

لقد أذهلت Ctenophores، والتي تسمى أيضًا الهلام المشط، العلماء منذ فترة طويلة بقدراتها على التجدد وقدرتها على التكاثر في مرحلة اليرقات، ما يؤدي إلى طمس الخطوط الفاصلة بين مرحلة البلوغ والشباب غير الناضج.

خلصت التجارب السابقة إلى أن التحول من اليرقة إلى البالغ لا رجعة فيه، ولكن عندما لاحظ سوتو-أنجل أن كائن ctenophore بالغًا قد اختفى من خزانات البحر، ويبدو أنه تم استبداله بيرقة، أصبح فضوليًا لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن يكون واحدًا أم لا، وبالتعاون مع قائد مجموعة مركز مايكل سارس باول بوركهارت، قاموا بالتجارب لمحاولة إعادة إنتاج هذا الارتداد المحتمل في ظل ظروف خاضعة للرقابة. 

فعند تعرضه لضغوط الجوع والإصابة الجسدية، استطاع التحول من شكله الفصي البالغ إلى مرحلة يرقات. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غرائب وطرائف أقدم حيوان أضخم حيوان ملیون سنة

إقرأ أيضاً:

لمحة مبكرة عن فجر الكون من مجرّة بعيدة

يبدو أن مجرة اكتُشفت عند أطراف الزمن الكوني تمثل أقدم دليل معروف على إعادة تأيّن الكون، وهي المرحلة التي أُضيئت فيها أرجاء الكون للمرة الأولى بعد عتمة الانفجار العظيم.

فعقب الانفجار العظيم مباشرة، امتلأ الكون المبكر بغاز الهيدروجين والهيليوم الساخن، وهو ما تسبب في تبعثر الفوتونات وجعل الكون شبه معتم. لكن ومع مرور مئات الملايين من السنين، بدأت النجوم الأولى في التشكل وبثّ الضوء، مما أدى إلى تأيّن هذه الغازات، أي تفكيك ذراتها إلى مكوناتها الأساسية، فأتاح ذلك للفوتونات أن تتدفق بحرية، وبدأ الكون يصبح شفافًا شيئًا فشيئًا. إلا أن التوقيت الدقيق لهذه العملية لا يزال موضعًا للدراسة والنقاش.

وفي هذا السياق، استخدم الباحث يوريس ويتستوك من جامعة كوبنهاجن في الدنمارك، وزملاؤه، تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) لدراسة مجرّة تُعرف باسم JADES-GS-z13-1-LA، تُرصد كما كانت قبل 330 مليون سنة من الانفجار العظيم، مما يجعلها واحدة من أقدم المجرات المعروفة حتى الآن.

تشير بيانات الضوء فوق البنفسجي المنبعث من هذه المجرة إلى أنها كانت محاطة بفقاعة كونية يبلغ قطرها نحو 200 ألف سنة ضوئية، ويُعتقد أن هذه الفقاعة تشكلت نتيجة تفاعل ضوء النجوم في المجرة مع الهيدروجين المحيط بها في الكون المبكر (كما ورد في دورية «نيتشر» - doi.org/g89w79). ويقول ويتستوك معلقًا: «رؤية هذا النوع من الدلائل في وقت مبكر جدًا من عمر الكون يتجاوز أكثر توقعاتنا تفاؤلًا».

وقد علّق الباحث ميشيل ترينتي من جامعة ملبورن على هذه النتائج قائلًا: إن الملاحظات تتوافق مع المراحل الأولى من عملية إعادة التأيّن الكوني، وأضاف: «إنه أمر مدهش ومثير للحماسة. لم أكن أتوقع أن يتمكن الضوء فوق البنفسجي الصادر عن هذه المجرة من الوصول إلى تلسكوب جيمس ويب، فقد كنا نتوقع أن الغاز الهيدروجيني البارد والمتعادل الذي يحيط بها سيحجب الفوتونات. لكننا الآن نشهد بداية عملية إعادة التأيّن».

أما طبيعة هذه المجرة الصغيرة نفسها فلا تزال غير مفهومة تمامًا؛ فقد يكون توهجها الساطع ناتجًا عن وجود عدد كبير من النجوم الضخمة، الساخنة، والشابة، أو ربما لوجود ثقب أسود مركزي بالغ القوة. ويعلق ترينتي على ذلك بالقول: «إن صح هذا الاحتمال، فسيكون هذا أول دليل معروف على وجود ثقب أسود فائق الكتلة في مركز مجرة بهذا القِدم».

أول فقاعة.. وأول دليل

ورغم أن الفلكيين قد رصدوا في السابق مجرات لاحقة في عمر الكون تمتلك فقاعات مشابهة، إلا أن JADES-GS-z13-1-LA تظل حتى اللحظة أقدم مثال معروف لمثل هذه الحالة.

وفي هذا الشأن، يقول ريتشارد إيليس من جامعة كوليدج لندن: «هذه المجرة تُعد معيارًا مرجعيًا. وجود هذه الفقاعة يشير إلى أن المجرة كانت نشطة منذ فترة طويلة، ويمنحنا لمحة أعمق عن اللحظة التي بدأت فيها المجرات بالخروج من ظلام الكون المبكر».

وقد استغرق تلسكوب جيمس ويب قرابة 19 ساعة من الرصد المتواصل لاكتشاف أسرار هذه المجرة، وهو وقت طويل نسبيًا يعكس صعوبة التحدي.

ويأمل ويتستوك أن تقود هذه النتائج إلى اكتشاف دلائل إضافية على فجر إعادة التأيّن الكوني، قائلا: «لدينا عدد من الأهداف الأخرى قيد الدراسة. قد نجد دلائل أقدم، أو ربما نكون قد بلغنا أقصى حدود هذا النوع من الاكتشافات».

جوناثان أوكالاهان

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

مقالات مشابهة

  • اكتشاف أقدم طريقة نقل استخدمها الإنسان
  • لمحة مبكرة عن فجر الكون من مجرّة بعيدة
  • وزير الخارجية أمام البرلمان: الأعوام العشرة الأخيرة شهدت زيادة وعي المواطنين بحقوق الإنسان
  • إطلاق 32 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في محمية الملك خالد
  • طرح 26 مناقصة بتكلفة 400 مليون ريال في 3 أشهر.. وإسناد مشاريع بتكلفة 203 ملايين
  • إطلاق أكثر من 30 كائنًا فطريًا في محمية الملك خالد الملكية
  •  تعرف على أعلى درجة حرارة سجلتها المملكة في شهر نيسان خلال الأعوام الماضية
  • عمرها ألفا عام .. انهيار أقدم شجرة في اليمن والجزيرة العربية .. فيديو
  • أزهري يوضح حكم الشرع في قتل وتعذيب الحيوانات
  • عالم أزهري يعلق على قـ.تل طبيب لكلب عمدًا: لايجوز إيذاء أي كائن حي