عربي21:
2025-02-07@07:31:19 GMT

مستقبل حزب العدالة والتنمية

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

احتفل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الاثنين الماضي، بالذكرى الــ٢٢ لتأسيسه على أيدي رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ورفاقه الذين انشقوا عن الخط السياسي الذي رسمه الراحل نجم الدين أربكان، ورأوا أنه لا بد من السير في خط سياسي جديد بدلا من الإصرار على محاولة المضي قدما في طريق مسدود، وتكرار الاصطدام بجدار الحظر من قبل المحكمة الدستورية.



حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه في ١٤ آب/ أغسطس ٢٠٠١ حقق نجاحا غير مسبوق في السياسة التركية، ليحكم البلاد منذ فوزه في أول انتخابات برلمانية خاضها عام ٢٠٠٢، كما أن هذا النجاح جاء رغم ما تعرض له الحزب من مؤامرات مختلفة ومحاولة انقلاب دموية وتحديات جسيمة، الأمر الذي يجعله أغلى من أي نجاح آخر.

هناك قادة مؤسسون لحزب العدالة والتنمية وأسماء ذات وزن التحقوا بصفوفه بعد مدة من تأسيسه، ولكنهم اختلفوا مع أردوغان وانشقوا عن الحزب، كما قام بعضهم بتأسيس أحزاب سياسية بعد انشقاقهم، إلا أنهم فشلوا في شق صفوف حزب العدالة والتنمية الذي نجح إلى حد كبير في الحفاظ على شعبيته وتماسكه. ويعني ذلك، أن الأغلبية الساحقة من المؤيدين للحزب رأوا أن الحق مع أردوغان في خلافاته مع هؤلاء المنشقين، أو أن هؤلاء المنشقين غير جديرين بالثقة.

هناك عوامل عديدة أسهمت في تحقيق حزب العدالة والتنمية هذا النجاح؛ ولعل غياب حزب قادر على المنافسة من أبرز تلك العوامل، كما أن لجوء المعارضة إلى أساليب غير ديمقراطية ومحاولة الاستقواء بالخارج دفع المؤيدين لحزب العدالة والتنمية إلى ترك ملاحظاتهم وانتقاداتهم جانبا ليلتفوا حوله لحماية التجربة والمكاسب
حزب العدالة والتنمية حركة سياسية ولدت من رحم الشعب التركي، كما ذكر أردوغان في كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب، وكان ذلك من أهم أسباب فوزه في أول انتخابات خاضها بعد حوالي سنة من تأسيسه. وعلى الرغم من بقائه في السلطة لمدة طويلة، استطاع أن يجدد نفسه من خلال مراجعة سياساته والاستماع إلى مطالب الشارع وضم أسماء جديدة إلى صفوفه. كما أنه لم يلتفت إلى أساليب غير ديمقراطية، بل احترم إرادة الشعب والتزم بقواعد اللعبة.

ومما لا شك فيه أن هناك عوامل عديدة أسهمت في تحقيق حزب العدالة والتنمية هذا النجاح؛ ولعل غياب حزب قادر على المنافسة من أبرز تلك العوامل، كما أن لجوء المعارضة إلى أساليب غير ديمقراطية ومحاولة الاستقواء بالخارج دفع المؤيدين لحزب العدالة والتنمية إلى ترك ملاحظاتهم وانتقاداتهم جانبا ليلتفوا حوله لحماية التجربة والمكاسب، كما رأينا في الانتخابات الأخيرة.

المعارضة التركية في وضع سيئ للغاية يمنعها من تقديم بديل لحزب العدالة والتنمية، وهي تعاني من صراعات داخلية وتناقضات، كما أنها فشلت في استغلال الفرص التي قدمها الشعب التركي في الانتخابات المحلية الأخيرة لتثبت أنها مؤهلة لقيادة البلاد وخدمة الشعب. وكان فوز مرشحي المعارضة في بعض المدن الكبرى، مثل إسطنبول وأنقرة، فرصة لا تعوض لرفع شعبية المعارضة، إلا أن رئيسي البلديتين، أكرم إمام أوغلو ومنصور ياواش، ضيعا تلك الفرصة بسبب إخفاقهما المدوي في خدمة سكان المدينتين.

أردوغان وضع أمام حزب العدالة والتنمية مهمة جديدة، وهي حمل البلاد إلى أهداف تم تلخيصها تحت عنوان "قرن تركيا". ولا يمكن الوصول إلى تلك الأهداف في فترة رئاسة أردوغان الأخيرة، وبالتالي يحتاج الحزب إلى رئيس آخر قادر على مواصلة الطريق. ويبدو أن حزب العدالة والتنمية يرى أنه من المبكر أن تتم مناقشة خلافة أردوغان
حزب العدالة والتنمية يقترب يوما بعد يوم من أخطر محطة للأحزاب السياسية، وهي محطة انتقال القيادة من رئيس قوي أسس الحزب وقاده لمدة طويلة إلى رئيس آخر يرجى أن يحمل الراية بنجاح. ومن المؤكد أن أكبر تحد أمام الحزب أن يتجاوز تلك المحطة بسلام ليواصل مسيرته، علما بأن هناك أمثلة كثيرة لسقوط الأحزاب في تلك المحطة.

ليس هناك "رجل ثان" في حزب العدالة والتنمية، لتنتقل رئاسة الحزب إليه بشكل سلس. وبالتالي، يطرح هذا السؤال نفسه: "ماذا بعد أردوغان؟"، لأن أردوغان أهم عامل يحمي الحزب من التفكك ويحافظ على تماسكه. ويدور الحديث أحيانا حول احتمال تولي هذا الوزير أو ذاك رئاسة حزب العدالة والتنمية بعد أردوغان، إلا أن نجاح رجل في منصب لا يعني بالضرورة أنه سينجح في مناصب أخرى، لأن تولي رئاسة حزب سياسي ليس كتولي وزارة وأنها تتطلب مؤهلات ومهارات وتجارب مختلفة.

أردوغان وضع أمام حزب العدالة والتنمية مهمة جديدة، وهي حمل البلاد إلى أهداف تم تلخيصها تحت عنوان "قرن تركيا". ولا يمكن الوصول إلى تلك الأهداف في فترة رئاسة أردوغان الأخيرة، وبالتالي يحتاج الحزب إلى رئيس آخر قادر على مواصلة الطريق. ويبدو أن حزب العدالة والتنمية يرى أنه من المبكر أن تتم مناقشة خلافة أردوغان، ويؤمن بأن المياه ستجد مجراها، إلا أن ذاك المجرى قد لا يكون ما يحلم به قادة الحزب وأنصاره.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدالة والتنمية تركيا أردوغان أحزاب قرن تركيا تركيا أردوغان العدالة والتنمية أحزاب قرن تركيا مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لحزب العدالة والتنمیة حزب العدالة والتنمیة قادر على إلا أن کما أن

إقرأ أيضاً:

نواب البرلمان عن مؤتمر EGYPES 2025: منصة استراتيجية لتعزيز الاستثمار والصناعة والتنمية الاقتصادية في مصر

اقتصادية النواب: مؤتمر EGYPES 2025.. خطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد المصري وجذب الاستثماراتصناعة النواب: EGYPES 2025.. قاطرة لتعزيز التصنيع المحلي ودعم الصناعات الوطنيةخطة النواب: مؤتمر EGYPES 2025.. رافد اقتصادي لتعزيز إيرادات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة

اكد عدد من أعضاء مجلس النواب علي أهمية انعقاد الدورة الثامنة من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة (EGYPES 2025) تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يمثل خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني عبر جذب المزيد من الاستثمارات في قطاعي البترول والغاز الطبيعي.

أكد النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، أن انعقاد الدورة الثامنة من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة (EGYPES 2025) تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يمثل خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني عبر جذب المزيد من الاستثمارات في قطاعي البترول والغاز الطبيعي.

وأضاف الدسوقي أن المؤتمر يعد فرصة ذهبية لمناقشة مستقبل أنظمة الطاقة، والتحديات التي تواجه الصناعة، مشيراً إلى أن مشاركة عدد كبير من قادة صناعة الطاقة ورواد الشركات العالمية تعكس مدى اهتمام المستثمرين بالسوق المصري، وهو ما يعزز ثقة المؤسسات الدولية في المناخ الاستثماري بالبلاد.

وأشار النائب إلى أن الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة المالية، تبذل جهودًا كبيرة لضمان نجاح هذا الحدث، مؤكداً أن المعرض المصاحب للمؤتمر سيوفر منصة فريدة لعرض أحدث الابتكارات في قطاع الطاقة، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإنتاج المحلي من الموارد البترولية والغازية.

كما شدد على أهمية سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول، لكونها عاملاً رئيسيًا في الحفاظ على تدفق الاستثمارات الأجنبية، وتوسيع نطاق الاستكشافات النفطية والغازية، مما يساهم في خفض الفاتورة الاستيرادية للمنتجات البترولية وتعزيز الاقتصاد المصري.

واختتم الدسوقي تصريحه بالإشارة إلى أن مبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز التي تم التطرق إليها خلال الاجتماع تعكس اهتمام الدولة بتعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة، وهو ما سيؤدي إلى تقليل الانبعاثات الضارة، وتحقيق وفر اقتصادي للمواطنين، مؤكداً أن البرلمان يدعم كافة الجهود الحكومية التي من شأنها تحقيق أمن واستدامة الطاقة في مصر.

كما، أشادت النائبة مرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بأهمية انعقاد مؤتمر EGYPES 2025 في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية، مشيرة إلى أن الحدث يعد فرصة هامة لبحث آليات تعظيم الموارد المالية للدولة من خلال تعزيز الاستثمارات في قطاع البترول والغاز، مما ينعكس إيجابًا على الموازنة العامة ويخفف الضغط على الميزان التجاري المصري.

وأوضحت النائبة أن قطاع البترول يُعتبر أحد أهم موارد النقد الأجنبي في مصر، حيث تساهم صادرات الغاز الطبيعي في توفير العملة الصعبة، وبالتالي فإن أي جهود تُبذل لزيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد ستؤدي إلى تحقيق وفورات مالية كبيرة.

كما أشادت الكسان بجهود وزارة المالية ووزارة البترول في متابعة موقف سداد مستحقات الشركاء الأجانب، مؤكدة أن هذا الملف يجب أن يكون على رأس الأولويات، حيث إن استمرار ضخ الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة يتطلب بيئة اقتصادية مستقرة وشفافة، مما يعزز ثقة المستثمرين ويضمن استدامة التدفقات المالية للقطاع.

وأضافت أن مبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز تعد أحد الحلول الذكية التي تدعم توجه الدولة نحو الطاقة النظيفة، كما أنها ستوفر مبالغ كبيرة على المواطنين مقارنة بأسعار البنزين، فضلًا عن دورها في تقليل الفاتورة الاستيرادية للوقود.

واختتمت النائبة تصريحها بالتأكيد على أن لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب تدعم جميع المبادرات الحكومية التي تهدف إلى تحقيق التوازن المالي للدولة، وتعزيز الإيرادات العامة، مشددة على أهمية الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لتطوير قطاع البترول والطاقة بما يواكب التطورات العالمية.

ومن جانبها، أكدت النائبة إيفلين متي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن مؤتمر EGYPES 2025 يعد فرصة ذهبية لتعزيز التصنيع المحلي ودعم الصناعات الوطنية، مشيرة إلى أن قطاع البترول والطاقة يُعتبر من الركائز الأساسية لتطوير الصناعات التحويلية والقطاعات الإنتاجية المختلفة، مما يساهم في خلق المزيد من فرص العمل، وزيادة معدلات النمو الصناعي.

وأضافت النائبة أن المؤتمر سيجمع بين رواد الصناعة من مختلف دول العالم، مما يتيح لمصر نقل التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير قطاع الطاقة، مؤكدة أن تعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية في هذا المجال سيؤدي إلى تحسين كفاءة الإنتاج، وتقليل تكلفة التصنيع، وبالتالي زيادة قدرة المنتج المصري على المنافسة في الأسواق العالمية.

وأشارت متي إلى أن سداد مستحقات الشركاء الأجانب يعكس التزام الدولة بتعهداتها المالية، مما يعزز الاستقرار في قطاع البترول ويفتح المجال لمزيد من الشراكات الدولية، مؤكدة أن استقرار قطاع الطاقة يعد عنصرًا حيويًا في دعم القطاع الصناعي وضمان توفير مصادر الطاقة اللازمة بأسعار تنافسية.

كما أكدت أن مبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز لا تعود بالنفع فقط على المواطنين من خلال توفير تكاليف الوقود، ولكنها أيضًا تدعم الصناعات المحلية من خلال تعزيز إنتاج مستلزمات التحويل والصيانة، مما يخلق سوقًا جديدًا للشركات الوطنية المتخصصة في هذا المجال.

واختتمت النائبة تصريحها بالتأكيد على أن لجنة الصناعة تدعم بقوة كافة الجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة، وتعزيز الإنتاج المحلي، مما يسهم في تقليل الاستيراد، ودعم الاقتصاد الوطني، ورفع تنافسية المنتج المصري على المستويين الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • نواب البرلمان عن مؤتمر EGYPES 2025: منصة استراتيجية لتعزيز الاستثمار والصناعة والتنمية الاقتصادية في مصر
  • مستقبل وطن يختتم البرنامج التدريبي للمعلمين في الداخلة
  • وزير الكهرباء يبحث مع وفد من مجموعة أبو ظبي للاستثمار والتنمية مشاريع توليد الكهرباء
  • قافلة طبية لـ«مستقبل وطن» في سوهاج ضمن مبادرة «صحتك عندنا بالدنيا»
  • الكشف عن الوضع الصحي لحليف الرئيس أردوغان
  • فلسطين قضية عادلة
  • تمكين الشباب والهجرة الآمنة.. تعاون مصري دولي لتعزيز الفرص والتنمية
  • استثمارات «النفط والغاز».. الطريق إلى الاكتفاء والتنمية
  • (العدالة الصحية للجميع
  • دعوة تاريخية: أنباء عن اعتزام أوجلان عرض حل لقضية الأكراد