احتفل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الاثنين الماضي، بالذكرى الــ٢٢ لتأسيسه على أيدي رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ورفاقه الذين انشقوا عن الخط السياسي الذي رسمه الراحل نجم الدين أربكان، ورأوا أنه لا بد من السير في خط سياسي جديد بدلا من الإصرار على محاولة المضي قدما في طريق مسدود، وتكرار الاصطدام بجدار الحظر من قبل المحكمة الدستورية.
حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه في ١٤ آب/ أغسطس ٢٠٠١ حقق نجاحا غير مسبوق في السياسة التركية، ليحكم البلاد منذ فوزه في أول انتخابات برلمانية خاضها عام ٢٠٠٢، كما أن هذا النجاح جاء رغم ما تعرض له الحزب من مؤامرات مختلفة ومحاولة انقلاب دموية وتحديات جسيمة، الأمر الذي يجعله أغلى من أي نجاح آخر.
هناك قادة مؤسسون لحزب العدالة والتنمية وأسماء ذات وزن التحقوا بصفوفه بعد مدة من تأسيسه، ولكنهم اختلفوا مع أردوغان وانشقوا عن الحزب، كما قام بعضهم بتأسيس أحزاب سياسية بعد انشقاقهم، إلا أنهم فشلوا في شق صفوف حزب العدالة والتنمية الذي نجح إلى حد كبير في الحفاظ على شعبيته وتماسكه. ويعني ذلك، أن الأغلبية الساحقة من المؤيدين للحزب رأوا أن الحق مع أردوغان في خلافاته مع هؤلاء المنشقين، أو أن هؤلاء المنشقين غير جديرين بالثقة.
هناك عوامل عديدة أسهمت في تحقيق حزب العدالة والتنمية هذا النجاح؛ ولعل غياب حزب قادر على المنافسة من أبرز تلك العوامل، كما أن لجوء المعارضة إلى أساليب غير ديمقراطية ومحاولة الاستقواء بالخارج دفع المؤيدين لحزب العدالة والتنمية إلى ترك ملاحظاتهم وانتقاداتهم جانبا ليلتفوا حوله لحماية التجربة والمكاسب
حزب العدالة والتنمية حركة سياسية ولدت من رحم الشعب التركي، كما ذكر أردوغان في كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب، وكان ذلك من أهم أسباب فوزه في أول انتخابات خاضها بعد حوالي سنة من تأسيسه. وعلى الرغم من بقائه في السلطة لمدة طويلة، استطاع أن يجدد نفسه من خلال مراجعة سياساته والاستماع إلى مطالب الشارع وضم أسماء جديدة إلى صفوفه. كما أنه لم يلتفت إلى أساليب غير ديمقراطية، بل احترم إرادة الشعب والتزم بقواعد اللعبة.
ومما لا شك فيه أن هناك عوامل عديدة أسهمت في تحقيق حزب العدالة والتنمية هذا النجاح؛ ولعل غياب حزب قادر على المنافسة من أبرز تلك العوامل، كما أن لجوء المعارضة إلى أساليب غير ديمقراطية ومحاولة الاستقواء بالخارج دفع المؤيدين لحزب العدالة والتنمية إلى ترك ملاحظاتهم وانتقاداتهم جانبا ليلتفوا حوله لحماية التجربة والمكاسب، كما رأينا في الانتخابات الأخيرة.
المعارضة التركية في وضع سيئ للغاية يمنعها من تقديم بديل لحزب العدالة والتنمية، وهي تعاني من صراعات داخلية وتناقضات، كما أنها فشلت في استغلال الفرص التي قدمها الشعب التركي في الانتخابات المحلية الأخيرة لتثبت أنها مؤهلة لقيادة البلاد وخدمة الشعب. وكان فوز مرشحي المعارضة في بعض المدن الكبرى، مثل إسطنبول وأنقرة، فرصة لا تعوض لرفع شعبية المعارضة، إلا أن رئيسي البلديتين، أكرم إمام أوغلو ومنصور ياواش، ضيعا تلك الفرصة بسبب إخفاقهما المدوي في خدمة سكان المدينتين.
أردوغان وضع أمام حزب العدالة والتنمية مهمة جديدة، وهي حمل البلاد إلى أهداف تم تلخيصها تحت عنوان "قرن تركيا". ولا يمكن الوصول إلى تلك الأهداف في فترة رئاسة أردوغان الأخيرة، وبالتالي يحتاج الحزب إلى رئيس آخر قادر على مواصلة الطريق. ويبدو أن حزب العدالة والتنمية يرى أنه من المبكر أن تتم مناقشة خلافة أردوغان
حزب العدالة والتنمية يقترب يوما بعد يوم من أخطر محطة للأحزاب السياسية، وهي محطة انتقال القيادة من رئيس قوي أسس الحزب وقاده لمدة طويلة إلى رئيس آخر يرجى أن يحمل الراية بنجاح. ومن المؤكد أن أكبر تحد أمام الحزب أن يتجاوز تلك المحطة بسلام ليواصل مسيرته، علما بأن هناك أمثلة كثيرة لسقوط الأحزاب في تلك المحطة.
ليس هناك "رجل ثان" في حزب العدالة والتنمية، لتنتقل رئاسة الحزب إليه بشكل سلس. وبالتالي، يطرح هذا السؤال نفسه: "ماذا بعد أردوغان؟"، لأن أردوغان أهم عامل يحمي الحزب من التفكك ويحافظ على تماسكه. ويدور الحديث أحيانا حول احتمال تولي هذا الوزير أو ذاك رئاسة حزب العدالة والتنمية بعد أردوغان، إلا أن نجاح رجل في منصب لا يعني بالضرورة أنه سينجح في مناصب أخرى، لأن تولي رئاسة حزب سياسي ليس كتولي وزارة وأنها تتطلب مؤهلات ومهارات وتجارب مختلفة.
أردوغان وضع أمام حزب العدالة والتنمية مهمة جديدة، وهي حمل البلاد إلى أهداف تم تلخيصها تحت عنوان "قرن تركيا". ولا يمكن الوصول إلى تلك الأهداف في فترة رئاسة أردوغان الأخيرة، وبالتالي يحتاج الحزب إلى رئيس آخر قادر على مواصلة الطريق. ويبدو أن حزب العدالة والتنمية يرى أنه من المبكر أن تتم مناقشة خلافة أردوغان، ويؤمن بأن المياه ستجد مجراها، إلا أن ذاك المجرى قد لا يكون ما يحلم به قادة الحزب وأنصاره.
twitter.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدالة والتنمية تركيا أردوغان أحزاب قرن تركيا تركيا أردوغان العدالة والتنمية أحزاب قرن تركيا مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لحزب العدالة والتنمیة حزب العدالة والتنمیة قادر على إلا أن کما أن
إقرأ أيضاً:
مستقبل وطن يطلق ملتقى شباب صعيد مصر في المنيا بمشاركة 15000 شاب وفتاة
أطلق حزب مستقبل وطن، فعاليات مؤتمر شباب صعيد مصر ، في محافظة المنيا، بمشاركة 15 ألف شاب وشابة، على أرض ستاد جامعة المنيا بحضور، المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس حزب مستقبل وطن، والنائب أحمد عبد الجواد، نائب رئيس الحزب والأمين العام، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والنائب علاء عابد نائب رئيس الحزب، وأحمد حسام عوض، أمين الشباب المركزي للحزب، والدكتور عصام الدين صادق فرحات رئيس جامعة المنيا، والنائب محمد نشأت العمدة أمين الحزب بمحافظة المنيا، بالإضافة إلى مشاركة كافة قيادات الأمانة المركزية، وأمناء الأمانات النوعية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وأمانات محافظات الصعيد كافة.
وأكد المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس الحزب، خلال كلمته أهمية وعي الشباب المصري، باعتبارهم الحصن المنيع في مواجهة التحديات، مشيرا لدعم شباب مصر لرئيس الجمهورية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
في سياق متصل، قال الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، إن أبناء الصعيد هم رمز للقوة والالتزام، واهتمام الوزارة والحزب بهم يعد ركيزة أساسية لتحقيق تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل.
واستعرض أحمد حسام عوض، أمين الشباب المركزي، عددا من المبادرات والمشروعات التي نفذها حزب مستقبل وطن لدعم الشباب على مدار الفترة السابقة، ومن بينها مشروع "شبابنا" وبرنامج "ريادة" وغيرها.
وأوضح الدكتور عصام فرحات، أن الجامعة تحرص على إتاحة كافة سبل الرعاية لأبنائها من الشباب، وتوفير البيئة الملائمة، مشيدا بجهود حزب مستقبل وطن داخل المحافظة.
واختتم النائب أحمد عبد الجواد، نائب رئيس الحزب، والأمين العام، فعاليات ملتقى شباب الصعيد بعرض عدد من المخرجات والتوصيات وتشمل: تدشين 5 أكادیمیات شباب مستقبل وطن في محافظات( قنا - سوهاج - المنيا - بني سويف - أسيوط) لسابق إنشائها بمحافظة الدقھلیة استكمالا لإنشاء أكادیمیات شباب مستقبل وطن بكافة محافظات الجمهورية، فضلا عن تخصيص 250,000 شهادة تدريب دولية وعالمية معتمدة، في ضوء بروتوكول التعاون المبرم بین أمانة الشباب المركزیة ومؤسسة EYOOG, الإعلان عن تخصيص 100,000 شهادة لشباب الصعید مجانا من IBM العالمیة في مجالت التقنیة الحدیثة, من مشروع “شبابنا" الذي يوفر مائة ألف فرصة توظيف وتدريب لشباب مصر سیتم تخصيص 20 ألف فرصة توظیف لشباب الصعید، كما ستكون ھناك أولویات وفرص لشباب الصعید للالتحاق ببرنامج ریادة والحصول على شھادات معتمدة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، توفیر أثنتي عشرة منحة دراسیة لخریجي جامعات المنیا واسیوط وقنا والأقصر وأسوان وجنوب الوادى بواقع منحتین لكل جامعة للحصول على درجة الدكتوراة فى احد التخصصات الحدیثة والنادرة، من احدى الجامعات المرموقة بالمملكة المتحدة، كما تم الإعلان عن إطلاق مبادرة لسداد ديون جميع صغار المزارعين بأنحاء الجمهورية لصالح بنك التنمية والائتمان الزراعي على مرحلتين، الأولى في شهر يناير، والثانية في النصف الثاني من شهر فبراير.
وتضمن المؤتمر في الختام، حفلًا غنائيًا أحياءه المطرب الشاب حمادة هلال، مما أضاف طابعًا احتفاليًا يعزز من أجواء الفرح والتفاعل بين المشاركين من الشباب.