عربي21:
2025-03-10@13:05:15 GMT

مستقبل حزب العدالة والتنمية

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

احتفل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الاثنين الماضي، بالذكرى الــ٢٢ لتأسيسه على أيدي رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ورفاقه الذين انشقوا عن الخط السياسي الذي رسمه الراحل نجم الدين أربكان، ورأوا أنه لا بد من السير في خط سياسي جديد بدلا من الإصرار على محاولة المضي قدما في طريق مسدود، وتكرار الاصطدام بجدار الحظر من قبل المحكمة الدستورية.



حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه في ١٤ آب/ أغسطس ٢٠٠١ حقق نجاحا غير مسبوق في السياسة التركية، ليحكم البلاد منذ فوزه في أول انتخابات برلمانية خاضها عام ٢٠٠٢، كما أن هذا النجاح جاء رغم ما تعرض له الحزب من مؤامرات مختلفة ومحاولة انقلاب دموية وتحديات جسيمة، الأمر الذي يجعله أغلى من أي نجاح آخر.

هناك قادة مؤسسون لحزب العدالة والتنمية وأسماء ذات وزن التحقوا بصفوفه بعد مدة من تأسيسه، ولكنهم اختلفوا مع أردوغان وانشقوا عن الحزب، كما قام بعضهم بتأسيس أحزاب سياسية بعد انشقاقهم، إلا أنهم فشلوا في شق صفوف حزب العدالة والتنمية الذي نجح إلى حد كبير في الحفاظ على شعبيته وتماسكه. ويعني ذلك، أن الأغلبية الساحقة من المؤيدين للحزب رأوا أن الحق مع أردوغان في خلافاته مع هؤلاء المنشقين، أو أن هؤلاء المنشقين غير جديرين بالثقة.

هناك عوامل عديدة أسهمت في تحقيق حزب العدالة والتنمية هذا النجاح؛ ولعل غياب حزب قادر على المنافسة من أبرز تلك العوامل، كما أن لجوء المعارضة إلى أساليب غير ديمقراطية ومحاولة الاستقواء بالخارج دفع المؤيدين لحزب العدالة والتنمية إلى ترك ملاحظاتهم وانتقاداتهم جانبا ليلتفوا حوله لحماية التجربة والمكاسب
حزب العدالة والتنمية حركة سياسية ولدت من رحم الشعب التركي، كما ذكر أردوغان في كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب، وكان ذلك من أهم أسباب فوزه في أول انتخابات خاضها بعد حوالي سنة من تأسيسه. وعلى الرغم من بقائه في السلطة لمدة طويلة، استطاع أن يجدد نفسه من خلال مراجعة سياساته والاستماع إلى مطالب الشارع وضم أسماء جديدة إلى صفوفه. كما أنه لم يلتفت إلى أساليب غير ديمقراطية، بل احترم إرادة الشعب والتزم بقواعد اللعبة.

ومما لا شك فيه أن هناك عوامل عديدة أسهمت في تحقيق حزب العدالة والتنمية هذا النجاح؛ ولعل غياب حزب قادر على المنافسة من أبرز تلك العوامل، كما أن لجوء المعارضة إلى أساليب غير ديمقراطية ومحاولة الاستقواء بالخارج دفع المؤيدين لحزب العدالة والتنمية إلى ترك ملاحظاتهم وانتقاداتهم جانبا ليلتفوا حوله لحماية التجربة والمكاسب، كما رأينا في الانتخابات الأخيرة.

المعارضة التركية في وضع سيئ للغاية يمنعها من تقديم بديل لحزب العدالة والتنمية، وهي تعاني من صراعات داخلية وتناقضات، كما أنها فشلت في استغلال الفرص التي قدمها الشعب التركي في الانتخابات المحلية الأخيرة لتثبت أنها مؤهلة لقيادة البلاد وخدمة الشعب. وكان فوز مرشحي المعارضة في بعض المدن الكبرى، مثل إسطنبول وأنقرة، فرصة لا تعوض لرفع شعبية المعارضة، إلا أن رئيسي البلديتين، أكرم إمام أوغلو ومنصور ياواش، ضيعا تلك الفرصة بسبب إخفاقهما المدوي في خدمة سكان المدينتين.

أردوغان وضع أمام حزب العدالة والتنمية مهمة جديدة، وهي حمل البلاد إلى أهداف تم تلخيصها تحت عنوان "قرن تركيا". ولا يمكن الوصول إلى تلك الأهداف في فترة رئاسة أردوغان الأخيرة، وبالتالي يحتاج الحزب إلى رئيس آخر قادر على مواصلة الطريق. ويبدو أن حزب العدالة والتنمية يرى أنه من المبكر أن تتم مناقشة خلافة أردوغان
حزب العدالة والتنمية يقترب يوما بعد يوم من أخطر محطة للأحزاب السياسية، وهي محطة انتقال القيادة من رئيس قوي أسس الحزب وقاده لمدة طويلة إلى رئيس آخر يرجى أن يحمل الراية بنجاح. ومن المؤكد أن أكبر تحد أمام الحزب أن يتجاوز تلك المحطة بسلام ليواصل مسيرته، علما بأن هناك أمثلة كثيرة لسقوط الأحزاب في تلك المحطة.

ليس هناك "رجل ثان" في حزب العدالة والتنمية، لتنتقل رئاسة الحزب إليه بشكل سلس. وبالتالي، يطرح هذا السؤال نفسه: "ماذا بعد أردوغان؟"، لأن أردوغان أهم عامل يحمي الحزب من التفكك ويحافظ على تماسكه. ويدور الحديث أحيانا حول احتمال تولي هذا الوزير أو ذاك رئاسة حزب العدالة والتنمية بعد أردوغان، إلا أن نجاح رجل في منصب لا يعني بالضرورة أنه سينجح في مناصب أخرى، لأن تولي رئاسة حزب سياسي ليس كتولي وزارة وأنها تتطلب مؤهلات ومهارات وتجارب مختلفة.

أردوغان وضع أمام حزب العدالة والتنمية مهمة جديدة، وهي حمل البلاد إلى أهداف تم تلخيصها تحت عنوان "قرن تركيا". ولا يمكن الوصول إلى تلك الأهداف في فترة رئاسة أردوغان الأخيرة، وبالتالي يحتاج الحزب إلى رئيس آخر قادر على مواصلة الطريق. ويبدو أن حزب العدالة والتنمية يرى أنه من المبكر أن تتم مناقشة خلافة أردوغان، ويؤمن بأن المياه ستجد مجراها، إلا أن ذاك المجرى قد لا يكون ما يحلم به قادة الحزب وأنصاره.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدالة والتنمية تركيا أردوغان أحزاب قرن تركيا تركيا أردوغان العدالة والتنمية أحزاب قرن تركيا مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لحزب العدالة والتنمیة حزب العدالة والتنمیة قادر على إلا أن کما أن

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة: المرأة شريك أساسي في مسيرة التطوير والتنمية

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تتقدم أسرة جامعة القاهرة بأسمى آيات التقدير والاحترام لجميع السيدات من منسوبي الجامعة، تقديرًا لعطائهن المستمر وجهودهن المتميزة في كافة المجالات الأكاديمية والإدارية والبحثية.

 جامعة القاهرة تمثل نموذجًا مشرفًا للتميز والإبداع

وقالت جامعة القاهرة فى بيان لها، إن المرأة في جامعة القاهرة تمثل نموذجًا مشرفًا للتميز والإبداع، فهي شريك أساسي في مسيرة التطوير والتنمية، تساهم بجهدها وعلمها في بناء مستقبل أفضل وتعزيز دور الجامعة كمؤسسة رائدة في خدمة المجتمع.

في هذا اليوم، نؤكد على دعمنا المستمر لتمكين المرأة، وتوفير بيئة تعليمية وعملية تساعدها على تحقيق طموحاتها والمساهمة بفعالية في التنمية والتقدم.

مقالات مشابهة

  • كيف تحقق الحوافز الضريبية في الشريعة الإسلامية التوازن بين العدالة والتنمية؟
  • حزب العدالة والتنمية التركي: استهداف قوات الأمن في الساحل هجوم إرهابي يستهدف وحدة سوريا
  • تقرير: تركيا وإسرائيل تقتربان من التصادم في سوريا
  • تحذير إسرائيلي من التدخل في سوريا.. من لا يريد الشرع سيحصل على أردوغان
  • العدالة والتنمية التركي يعلق على التطورات في الساحل السوري.. استهداف لوحدة سوريا
  • لوموند: تركيا شريك لا غنى عنه لأوروبا الضعيفة
  • جامعة القاهرة: المرأة شريك أساسي في مسيرة التطوير والتنمية
  • الاسكان والتنمية المحلية يتعاملان مع 24 ألف شكوى في شهر
  • مستقبل وطن يوزع 2000 وجبة ساخنة على المسافرين بمحطة سكة حديد قنا
  • مستقبل وطن ينظم يومًا ترفيهيًا لذوي الهمم لزيارة معالم الإسكندرية