كشفت المديرية العامة لمستشفى خولة صباح اليوم عن أبرز المشروعات المنفذة خلال العامين 2023-2024، التي أسهمت في توطين خدمات الرعاية الصحية التخصصية وتجويدها داخل سلطنة عُمان وتقليل قوائم انتظار المرضى.

ومن أبرز هذه المشروعات توطين عمليات جراحية مثل عمليات الجنف المبكر، وعمليات الضفيرة العضدية، وعمليات نقل الأنسجة الحرة ذات الأوعية الدقيقة للأطفال أو الكبار بعد الحوادث أو استئصال الأورام، وعلاج تمدد الأوعية الدموية الدماغية، وتوطين خدمة جراحة مناظير مفصل الفك الصدغي، وتوطين عمليات استبدال مفصل الفك الصدغي في مستشفى النهضة.

وجاءت هذه المشروعات المنفذة في مستشفيي خولة والنهضة ومجمع الوطية لأمراض النساء والولادة بدعم من الشركات الحكومية والخاصة ووزارة الصحة، بشعار "شركاء في التميز من أجل صحة مستدامة".

وأكد معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة، راعي الحفل، على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق الأهداف الصحية للوزارة، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي تقوم به الكوادر الطبية، من أطباء وممرضين وصيادلة، الذين يُعدّون شركاء حقيقيين في التنمية الصحية، وإسهاماتهم الفاعلة في تخفيف آلام المرضى وتحسين جودة حياتهم.

وقال معاليه: "على مدار السنوات الماضية، واجهنا تحديات كبيرة نتيجة تراكم العديد من الحالات الصحية، ولكن الجهود المستمرة من جميع العاملين في القطاع الصحي كان لها الأثر الإيجابي الملحوظ، والقطاع الصحي شهد قفزات نوعية بفضل رؤية الحكومة ودعم الشركاء في القطاع الخاص".

من جانبه، أوضح الدكتور راشد بن محمد العلوي مدير عام المديرية العامة لمستشفى خولة، أن العامين الماضيين شهدا بذل الكثير من الجهود في المديرية ومؤسساتها الثلاث، مستشفى خولة، ومستشفى النهضة، ومجمع الوطية الصحي، وقد شملت هذه الجهود تطوير وتحديث العديد من المرافق والخدمات، واستبدال الأجهزة القديمة بأخرى حديثة، وإدخال تقنيات وأجهزة جديدة، بالإضافة إلى تحديث البرامج العلاجية والرعائية لتواكب الزيادة المضطردة في عدد المرضى والعمليات، مشيرًا إلى أن هذه الإنجازات تحققت بالشراكة مع كافة المساهمين والداعمين، سواء من مسؤولي وزارة الصحة أو من القطاع الخاص، حيث بلغ حجم الدعم المقدم للمديرية خلال العامين المنصرمين أكثر من 4 ملايين ريال عُماني، وأعرب عن أمله في مواصلة مجالات العمل المشترك في إطار الشراكة المجتمعية، لخدمة المواطن والمقيم في سلطنة عُمان.

الرعاية النهارية

وحول المشروع الوطني للرعاية النهارية وبدء التشغيل الفعلي لغرف العمليات في مبنى الرعاية النهارية بمستشفى خولة، الذي بلغت تكلفته أكثر من 2.1 مليون ريال عُماني، أوضحت الدكتورة علياء بنت علي البلوشية، اختصاصية تخدير ورئيسة قسم الرعاية النهارية بمستشفى خولة، أن المشروع يهدف إلى الاستغلال الأمثل لمبنى الرعاية النهارية والتشغيل الكامل لغرف العمليات لتقليل قوائم انتظار العمليات وتجويد الخدمات الطبية التخصصية، وانطلقت الخطة التشغيلية للمشروع في أكتوبر 2023 عبر 3 مراحل، تضمنت المرحلة الأولى 20 فترة جراحية أسبوعيًا باستخدام التخدير الكلي والموضعي في 4 غرف عمليات جراحية، فيما تشمل المرحلة الحالية 47 فترة جراحية أسبوعيًا في الفترتين الصباحية والمسائية باستخدام 5 غرف عمليات بمعدل 150 عملية أسبوعيًا في مختلف التخصصات الطبية.

وقد تم تمويل المشروع من قبل شركة تنمية نفط عُمان ووزارة الطاقة والمعادن ومؤسسة اليسر الخيرية، حيث بلغ مجموع الدعم في المرحلة الأولى أكثر من مليون و372 ألف ريال عُماني، وفي المرحلة الثانية تجاوز 799 ألف ريال عُماني، وبلغت تكلفة بعض العمليات المجراة في قسم الرعاية النهارية 2182 ريال عُماني لعملية الرباط الصليبي، و684 ريال عُماني لعملية النزول الأبيض، و404 ريالات عُمانية لعملية استئصال اللوز واللحمية.

وأشارت الدكتورة إلى استلام 89 جهازًا طبيًا و4000 أداة جراحية بدعم من شركة تنمية نفط عُمان ووزارة الطاقة والمعادن، كما تم شراء عدد من الأدوات الجراحية لمختلف التخصصات الطبية لمستشفى خولة ومستشفى النهضة، وفي انتظار استلام 6000 أداة جراحية إضافية في المرحلة الثانية، التي تتضمن أيضًا شراء حوالي 85 جهازًا طبيًا وحوالي 8000 أداة جراحية، يُذكر أنه يتم إجراء 150 عملية جراحية أسبوعيًا، ومن المتوقع أن ترتفع العمليات إلى 250 عملية أسبوعيًا لتقليل قوائم انتظار العمليات الجراحية في العديد من التخصصات، وتحسين جودة الخدمات الطبية التخصصية، وتوفير الرعاية اللازمة للمرضى.

العمود الفقري

أما المشروع الثاني فهو استحداث خدمة جراحة مناظير العمود الفقري وخدمة التوجيه الجراحي للعمليات المعقدة، وفي هذا السياق أوضح الدكتور سلطان بن سيف الكلباني رئيس وحدة جراحة العمود الفقري، أن الهدف من المشروع هو توطين خدمة عمليات الجنف المبكر وعمليات ترميم العمود الفقري المعقدة، إضافة إلى استحداث خدمات التنظير الجراحي لتحسين نتائج العمليات للأمراض التنكسية، وقد اشتملت الخطة التشغيلية للمشروع على استحداث جهاز التصوير والتوجيه الجراحي في صالة العمليات الكبرى، وإجراء 50 عملية جنف خلال عام 2024، منها 10 عمليات جنف مبكر، كما تضمنت الخطة استحداث جهاز التنظير الجراحي لعمليات العمود الفقري وإجراء عمليات اليوم الواحد باستخدام صالة العمليات النهارية، يُذكر أن تمويل المشروع تم بدعم من الشركة العمانية الهندية للسماد "أوميفكو".

وحدة علاج الألم

وذكرت الدكتورة ولاء بنت أسد الله العجمية، اختصاصية تخدير وعلاج الألم ورئيسة قسم علاج الألم، تفاصيل مشروع استحداث وحدة متكاملة تحت سقف واحد لرعاية مرضى الآلام الحادة والمزمنة وافتتاح وحدة الألم كوحدة متكاملة تضم خمس غرف، وقالت: "أصبحت وحدة علاج الألم مركزًا رائدًا في إدارة الألم في سلطنة عُمان لمعالجة الحالات المعقدة بأحدث التقنيات".

وتضم الوحدة غرفتين مخصصتين للعيادات لمعاينة المرضى وتقييمهم، تخدمان 100 مريض أسبوعيًا، وغرفتين للإجراءات التداخلية تخدمان 50 مريضًا أسبوعيًا، إضافة إلى غرفة مخصصة للملاحظة بعد الإجراءات التداخلية تُستخدم أيضًا لجلسات الحقن الوريدي بالكيتامين، كما تم تفعيل عيادة تفاعلية لمتابعة المرضى عن بُعد باستخدام تقنية الطب الاتصالي.

وأضافت الدكتورة: إن عدد الإجراءات التداخلية ارتفع بعد افتتاح الوحدة، حيث بلغ خلال العام الحالي 1488 إجراءً، بزيادة تجاوزت 600 مريض مقارنة بالعامين الماضيين، وأشارت إلى أن عدد المرضى الذين كانوا في قائمة الانتظار سابقًا بلغ 995 مريضًا بمدة تجاوزت 72 أسبوعًا، أما الآن فقد انخفض العدد إلى 500 مريض بمدة انتظار لا تتجاوز 12 أسبوعًا، مع تطلعات مستقبلية لخفض العدد إلى 200 مريض بمدة لا تتجاوز 6 أسابيع.

ومن المشروعات الجديدة أيضًا افتتاح وحدة المناظير في مستشفى النهضة، بدعم من مؤسسة اليسر الخيرية للشيخة أمينة بنت سعود بهوان، التي قدمت أدوات وأجهزة طبية للوحدة، بالإضافة إلى افتتاح عيادة النوم بشكل مبدئي، كما تم إجراء أكثر من 53 عملية زراعة قرنية في مستشفى النهضة، وتوطين عمليات نوعية ومتقدمة لترميم وتجميل الرأس والرقبة، واستحداث عيادة حماية الطفل الأولى من نوعها لتقييم الحالات المحولة من مختلف المؤسسات الصحية، وتوطين عمليات دقيقة لاستبدال فصل الفك الصدغي.

وفي إطار تحسين البنية الأساسية، تم إضافة معدات طبية حديثة في مستشفى خولة، وتحديث وصيانة أجنحة الجراحة للرجال والنساء، وصيانة صالة العمليات الرئيسية، إلى جانب تحسين واجهات وممرات المستشفى، كما افتُتح مقهى للموظفين والزوار في مستشفى خولة بدعم من شركة تنمية نفط عُمان للأعمال الإنشائية، وشركة النهضة التي أسهمت في التصميم والتشغيل الفعلي.

واختُتم الحفل الذي أقيم بفندق "كراون بلازا" بتكريم الجهات الداعمة للمشروعات في المديرية العامة لمستشفى خولة من القطاعات الحكومية والخاصة، وجاء التكريم تعبيرًا عن التقدير والامتنان للجهود المبذولة من مختلف القطاعات لتحقيق رؤية وزارة الصحة نحو "صحة رائدة مستدامة للجميع"، بحضور أصحاب السمو والسعادة وعدد من المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرعایة النهاریة مستشفى النهضة العمود الفقری لمستشفى خولة مستشفى خولة ریال ع مانی فی مستشفى أسبوعی ا أکثر من بدعم من جهاز ا

إقرأ أيضاً:

مواجهة الخطابات الطائفية.. الإعلام الديني العُماني أنموذج يحتذى

 

 

 

د. يوسف الشامسي **

 

عادت العنجهية الصهيوأمريكية لقصف لبنان وغزة واليمن مستبيحة الأطفال والنساء والشيوخ، في إجرامٍ تاريخيٍّ يلزم الضمير الإنسانيّ بالانتفاض غضبًا وإدانةً، ولم تكن سلطنة عُمان- بحكمة قيادتها ووعي شعبها- إلّا صوتًا صادقًا يجسّد وشيجة الدين وصلة الجوار؛ فانطلقت كلمتها الرسمية رافضةً هذا العدوان الغاشم؛ ولكن حتى حق الإدانة هذا بات اليوم مصدر واستفزاز لكبرياء سفّاكي الدماء ومجرمي التاريخ؛ فهم يريدونها إبادة بلا ضجيج من العرب والمسلمين إمعانًا في الإذلال، لذا نراهم قد أطلقوا خفافيشهم وجيّشوا مرتزقتهم الأقارب والأباعد لتصعيد الشحن الإعلامي لا لموقف الإدانة ذاته؛ وإنما لإشعال ما يمكن إشعاله من فتن وخلافات لتفتيت المجتمعات المتماسكة وإشغالها من الداخل.

ومن ذاك ما رأينا من تصاعد الكتابات المغرضة والموجهة بالإعلام الغربي وبعض أقلام المرتزقة حوالينا وفي وسائل التواصل الاجتماعي، في حالة تتكرر بنفس الوتيرة مع كل خطاب إدانة تصدره سلطنة عُمان ضد اعتداءات الصهاينة في المنطقة، فتخرج الدبابير تارة لاتهام السلطنة بدعم أطراف الصراع، وتارة تعزف على وتر المذهبية والخلافات الطائفية في عُمان مع محاولة تشويه الرموز، ولأن البروباجندا (الدعاية) السوداء وإلقاء التهم لم تعد تؤت نفعًا لسذاجة تلك التهم ومبالغتها في الفبركة والتزوير، بقي جهد الدبابير مستنفرًا في السعي لإذكاء ما أمكن من خلافات طائفية في الداخل، مُستغلة التنوع المذهبي، ومحاولة تسميم الفروقات في المناسبات الدينية كتواقيت دخول رمضان والعيد بسموم الصراعات السياسية، كل ذلك لا يخلو من خدمة أجندات الصهاينة، في فهل تؤثر مثل هذه الخطابات الطائفية على مجتمعنا؟ وما جهود إعلامنا للتصدي لهذه المخططات؟

إنَّ المتتبع للنزاعات الداخلية في عُمان على مر التاريخ يكاد لا يذكر مثالًا واحدًا أسبابه كانت خلافات طائفية، وإلى يومنا هذا نجد مؤشرات غير مباشرة لدى الكثير من التقارير الإقليمية والدولية؛ بما في ذلك تقارير حقوق الإنسان، تُشيد بغياب التوترات الطائفية في عُمان، ما يجعلها نموذجًا للتعايش في منطقة تعاني من انقسامات مذهبية؛ فعلى سبيل المثال، وضع مؤشر السلام العالمي سلطنة عُمان في الترتيب الـ37 عالميًا في عام 2024. وكذلك مؤشر الدول الهشة (FSI) الذي يصنف عُمان كواحدة من أكثر دول المنطقة استقرارًا. ويعود هذا الاستقرار بلا شك إلى إدارة حكيمة للتنوع، يحظر فيها الخطاب الطائفي، ويُركّز فيها على الهوية الوطنية الموحدة، وإضافة لتبنّي دبلوماسية الحياد في الصراعات الإقليمية ودورها الفاعل كوسيط إقليمي يجنّبها تداعيات الصراعات الخارجية.

هذا الواقع النموذجي الممتزج بجوهر الهوية العُمانية مدعاة للفخر والإشادة من سليمي القلوب؛ بينما يغيض تجّار الحروب ومقاولي الأزمات، فتتكالب مكائدهم- كما سنستعرض لاحقًا- محاولة إيجاد ثقب لها من هذا المدخل؛ إذ بانفراط التماسك الاجتماعي وفقدان اللحمة الوطنية يمّحي أثر هذا الكيان إقليميًا ودوليًا، فيغوص في وحل مشاكله محاولًا لملة بنيانه؛ فرغم وجود هذه القوة الدفاعية التي تحظى بها عُمان والتي قد تجعل من تأثير الهجمات الطائفية الموجهة على مجتمعنا محدود نسبيًا؛ ولكنه يظلّ- كباقي المجتمعات- ليس بمأمنٍ تام من التأثرّ، وكما قيل "من مأمنه يأتي الحذر".

ومن المحاولات التي تستهدفها تلك الحملات التأثير على فئات المراهقين والشباب- خصوصًا عبر منصات التواصل الاجتماعي- بالقفز على قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية المشروعة وتغليفها بصبغة طائفية، أو السعي لتهشيم فسيفساء الهوية الوطنية والتي ارتكزت على التعايش لقرون؛ وذلك بتضخيم الاختلافات المذهبية بينها عبر الخطاب الطائفي المستورد، ويتجلى ذلك كثيرًا عند المناسبات الدينية، كما أشرنا من قبل، في محاولة لتقسيم الناس لفُسطاطين مُتناحرين، واتهام طائفة ما بالتلاعب بالدين، ثم تحويل الخلافات الفقهية من دائرة "الطبيعي" إلى صراع على "الشرعية الدينية" وربطها بمواقف سياسية كالاتهام بالتبعية لدولة أجنبية، أو نشر مقاطع محرّضة عند بعض المناسبات لطائفة ما ورميها بالتبديع أو الكفر. وهذا ما لا يخفى على المتتبع لهذه الحملات التحريضية، خصوصًا تلك التي تستغل الحسابات الوهمية لتأجيج التناحر والتنابز اللفظي بين فئات المجتمع الواحد، في محاولة لتفكيك المجتمع من الداخل، وتغريب التنوع المذهبي بتعزيز فكرة أن "الآخر" لا ينتمي للدين الذي تنتمي جماعتي له، وبمحاولة الإساءة للقدوات والرموز الدينية لإضعاف الثقة بها عبر رميها بالجهل أو التكسّب أو تصويرها كأدواتٍ بأيدي الساسة، هذه الحملات التحريضية لربما ستطفو من جديد بعد أيام إن اختلفت رؤية هلال العيد بيننا وبين الدول الأخرى، فينبغي استباقيا كشفها وتفكيك خطاباتها المفتعلة وارتباطها الوثيق بمخطّطاتٍ تهدف إلى إشغال المجتمعات العربية بمعاركها الداخلية، كي تغرق في وحل التشرذم، بعيدًا عن قضاياها المصيرية.

ولا ريب أن التنبُّه لأساليب تلك الخطابات الطائفية الخارجية بات ضروريًا كي لا يُستفز الناس بها من جهة، وللإشادة من جهة بالدور الذي تقوم به الدولة في ترسيخ مبادئ التعايش والمواطنة والتصدّي لتلك الحملات عبر الوسائل التوعوية المختلفة، وخاصة عبر الإعلام الديني.

لدينا اليوم أكثر من 16 برنامجًا دينيًا تُبّثُ عن عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية المحلية، تعكس هوية عُمان الدينية في الشكل والمضمون، وتتجلى عبرها قيم الوحدة الإسلامية والمواطنة والتعايش بأرقى أسلوب في أدقّ تفاصيلها. وأجزمُ أنها حالة فريدة في عالم الإعلام اليوم تستحق العناية والدراسة لإبرازها كمثال عالميّ يحتذى؛ فالمتابع على سبيل المثال لتلفزيون سلطنة عُمان يجدُ التنوع في المقدمين للبرامج الدينية من مختلف المذاهب الفقهية الموجودة بالسلطنة، ويتم ترجمة مضامين البرامج بلغة الإشارة لتصل التوعية الدينية الصحيحة للفئات المهمشة إعلاميا، تأكيدا لقيم الرحمة والعدل وتعزيزًا لمبدأ المساواة ودمج مختلف الفئات في النسيج الاجتماعي والديني.

استمعُ مثلًا لاستدلالات فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام، في برنامج "سؤال أهل الذكر"، تجده يستعرض الأقوال من مختلف المدارس الفقهية، فيستحسن في مواضع تفسير ابن عاشور (ت: 1394هـ) وهو مالكيّ المذهب، ويثني على كتاب "كشف المعاني" لابن جماعة (ت: 733هـ) وهو من كبار علماء الشافعية، ويتصل المُستَفتون بالبرنامج من مختلف بلدان العالم؛ فيُجيب فضيلته كلًا حسب مرجعيتهم الفقهية، ويشدد على مبادئ وحدة الأمة لرفع الظلم عن بعضها البعض، ويلهج بالدعاء لمناصرة المستضعفين في غزة ولبنان واليمن، ويحضّ لدعمهم إعلاميا، وعلى المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الداعمة للصهاينة، والأخذ بكل السبل المشروعة للوقوف في وجه العدوان.

هذا نموذجٌ واحدٌ، وعلى منواله نجد حضور ذات القيم والمبادئ في باقي البرامج الدينية المحلية، كل ذلك بلا شك يعزز الوحدة والاندماج الداخلي ويؤصِّل التعايش ليتجذَّر غرسه في جوهر الهوية العُمانية. وهكذا يضمن المجتمع تأسيس قواعد رصينة ثابتة لبنيانه، فلا يبقي لهجمات الأبواق الطائفية التحريضية القريبة والبعيدة إلا طنينًا لا يتجاوز "غرف الصدى" في منصاتهم وبين ذبابهم.

** أكاديمي بقسم الاتصال الجماهيري بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية في نزوى

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة أسيوط يُعلن نجاح جراحة دقيقة لاستئصال ورم ضخم من مخ طفلة
  • الإصلاح والنهضة: السحور مع حزب الاتحاد يُجسد تطور السياسة المصرية
  • «مصر للطيران»: تسيير 4 رحلات إلى مطار بورسودان أسبوعيًا اعتبارًا من الأحد المقبل
  • بوطازوت تضطر للانسحاب من تقديم "للا العروسة" بعد إجرائها عملية جراحية
  • إنقاذ رضيع بعملية جراحية نادرة في مستشفى الثورة بالحديدة
  • ماني ينفجر غاضبًا في وجه الانتقادات المتكررة
  • وسط مراوغات الاحتلال.. القاهرة تسارع الزمن لإنقاذ غزة.. خطة مصرية جديدة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار.. حماس توافق على الإفراج عن 5 رهائن أسبوعيًا
  • اشتراطات إجراء العمليات الجراحية والموافقة المستنيرة للمريض بالقانون الجديد
  • الكشف عن تفاصيل عقد خرافي ضحى به مبابي من أجل ريال مدريد
  • مواجهة الخطابات الطائفية.. الإعلام الديني العُماني أنموذج يحتذى