الأردنيون على موعد مع مواجهة ساخنة بين قيس زيادين وطلال الشرفات
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
#سواليف
من المنتظر أن يشهد مساء يوم غد الاثنين #مواجهة ساخنة ومباشرة بين النائب السابق والقيادي في الحزب المدني الديمقراطي #قيس_زيادين وعضو مجلس الأعيان السابق ومفوض المؤسسين في حزب المحافظين د. #طلال_الشرفات عبر برنامج ” #نبض_البلد ” بعد معركة فكرية طفت على السطح بين الطرفين خلال الفترة المقبلة.
وسيتاح خلال المواجهة المرتقبة لزيادين والشرفات فرصة عرض وجهات نظرهما المتباينة والتطرق إلى الخلافات العميقة التي انفجرت في الفترة الأخيرة، مما يزيد من حدة الترقب في الساحة السياسية الأردنية.
بداية السجال
وكانت تصاعدت التوترات السياسية في الأردن مؤخرًا بين النائب السابق قيس زيادين وعضو مجلس الأعيان السابق د. طلال الشرفات، في مواجهة حادة عبر مقالات انتقد كل منهما الآخر فيها بشدة.
بدأت الأزمة عندما تحدث الشرفات، في لقاء مع فعاليات تربوية وشعبية في البادية الشمالية، عن تأسيس “حزب المحافظين”، مشيرًا إلى أنه حزب وطني يؤمن بالهوية الأردنية ويحافظ على القيم المجتمعية ضد محاولات التغريب، قائلا:”رسالتكم الصادمة وصلت، وغضبكم الموجع يُمكن فهمه دون تبريره، وعودتكم إلى مساحات الموالاة الراسخة الأصيلة واجب وطني لا يعلو عليه واجب “في منطقة كانت منذ التأسيس معقلاً للموالاة التقليدية”.
وأكد الشرفات أن الحزب سيظل محايدًا في العلاقة مع المؤسسات العامة، لكنه سيكون ناقدًا للسياسات عندما يستدعي الأمر. كما دعا أبناء البادية إلى العودة إلى مساحات الموالاة الراسخة، معتبرًا أن ذلك “واجب وطني”.
ردًا على ذلك، انتقد زيادين تصريحات الشرفات، مؤكدًا أن محاولات الأخير لتوزيع “صكوك غفران” على الأردنيين والتأكيد على الانتماء للموالاة التقليدية تضر بالوحدة الوطنية.
وأكد زيادين أن تصنيف الأردنيين إلى “موالاة” و”غير موالاة” ليس إلا محاولات لتخوين معارضي الفكر المحافظ، مشيرًا إلى أن الأحزاب السياسية يجب أن تكون قائمة على المواطنة وليس على تصنيفات ضيقة.
في المقابل، رد الشرفات على زيادين، متمسكًا برؤيته حول ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية من خلال حزب المحافظين، وحذر من خطورة محاولات تفكيك المجتمع من خلال الانحياز للأجنبي أو التغريب. كما أكد أن الحزب يسعى لتعزيز قيم الاستقلال والسيادة الوطنية في مواجهة الضغوط الخارجية.
فيما قال زيادين:”لفت نظري توصيف حزب جديد تحت التأسيس من أحد مؤسسيه الأخ طلال الشرفات، فالتوصيف لم يصف الحزب ومبادئه، بل كال الاتهامات على كل من يخالفه الرأي، فادعى أنه يملك الحق الحصري للدفاع عن قيم المجتمع وبذلك ممارسة الوصاية، وأنه الحامي للهوية الوطنية الأردنية، وذلك يعني أن أي خلاف على طريقة الحماية الأمثل يعني أن الطرف الآخر ضد الهوية الوطنية.”
ويتوقع أن يشهد اللقاء مفاجآت لم تكن بالحسبان.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
الأولوية القصوى هي لقضية إيقاف الحرب (15 – 15)
دمرت الحرب معظم بلادنا، وقتلت الالاف من شعبنا، وأدت لنزوح الملايين داخليا وخارجيا. وسميت آثارها أكبر مأساة في عصرنا. ثم صعدت الفلول واجهزتهم الأمنية والإعلامية خلاف الكراهية، بهدف اكمال مشروع الحرب الأهلية الشاملة، حيث يحارب الكل ضد الكل. ويتم القتل بناء على الهوية والسحنة واللهجة. ليتم تدمير السودان تماما وتقسيمه لدويلات صغيرة فاشلة ومنشغلة بالحرب صد شعبها والدول المجاورة. هذا طريق كارثي ومصير أسود لا نتمناه لبلادنا العزيزة. الواقع اثبت ان لا منتصر في هذه الحرب. وديمومتها هو استمرار وتصعيد للدمار والمعاناة. واثبتت تجارب العالم كله وتجارب بلادنا ان كل الحروب تنتهي باتفاق سلام. ولن يتحقق أي اتفاق سلام، بدون وحدة القوي المدنية، لتخاطب المتحاربين والعالم بصوت واحد. ورغم الخلافات بين القوى السياسية، فلا طريق آخر غير الاتفاق. ولنبدأ بالمطابة بإيقاف الحرب جميعا، ومن يود ان ينسق لفترة ما بعد الحرب فهذا ممتاز، ومن لا يريد ان ينسق حول ذلك فذاك جيد ومفهوم.
اننا نقرأ التاريخ لنتعلم منه، وإذا لم نتعلم نه لا فائدة لنا من قراءته. فقد مرت الحركة السياسية السودانية، خلال تطورها، بفترات من الصعود والهبوط، صدامات كثر وتحالفات متعددة. وقدمنا، خلال عرضنا للتحالفات، كيف تحالف الحزب مع حزب الامة بعد ان هاجمه، بعنف، وبالرغم من كل ما مارسه الحزب الوطني الاتحادي ووزير الارشاد من عداء للحزب الشيوعي ولاتحاد العمال، وما تم في مذبحة عنبر جودة، وتشريد العاملين، دعم الحزب الحكومة الوطنية ورفض الصراع الذي أدى لانشقاق الحزب الوطني الاتحادي. أما بيان الحزب حول انتخابات المجلس المركزي فهو يعبر عن موقف عقلاني وموضوعي، لان التحالف يتم بين قوى تحمل رؤي مختلفة. أما حل الحزب وطرد نوابه وهجوم الأنصار على دوره لم يمنع تحالفه مع حزبي الامة والاتحادي قبل الانتفاضة. وكانت الموقف خلال الانتفاضة، تجربة ملهمة وجديرة بالدراسة فرغم كل التعقيدات والمصاعب والتنكر للوعود، لم يرفض الحزب التحالف، بل أصر على استمرارية وتقوية قوى الانتفاضة في وجه الداعين لوحدة قوى اليسار. تجربة مظاهرات السكر فهي أوضح مثال على رفض المواقف غير الناضجة والتمسك بالمبادي، والنظر للإطار الأكبر وعدم الإغراق في التفاصيل. وجاءت كل بيانات الحزب خلال مقاومة حكم الاسلامويين لتوضح ايمانه، الذي لا يتزعزع، بالعمل المشترك والجبهة الواسعة.
أعتقد بان أفضل ما اختم به هذه المقالات، لأنني ركزت في هذه المقالات الاعتماد على الوثائق، هو ما ورد في الورقة التي قدمها الحزب الشيوعي الى المؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي، وتم نشرها في القاهرة بتاريخ 8 نوفمبر 1998:
" اهتم ميثاق التجمع بالفترة الانتقالية، وافرد لها حيزا كبيرا، وذلك إدراكا منه لحقيقة ان إقامة حياة مستقرة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا في السودان، عقب اسقاط نظام الجبهة، وفق تطلعات شعبنا للسلام والديمقراطية والوحدة الوطنية، ووفق التزامات التجمع، تتطلب ليس فقط إزالة آثار حكم الجبهة، وانما أيضا التخلص من العوامل المختلفة التي أدت الى انتاج الأزمة منذ الاستقلال، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية وتشريعية واجتماعية وإدارية، كان غيابها وراء تلك الازمة.\وهذه مهمة عسيرة تتطلب أعلى درجات التوحد والعزم لإنجازها. انها الجهاد الأكبر مقارنة بمهمة الإطاحة بنظام الجبهة. ذلك لأنها ستكون محفوفة بكل مغريات ومخاطر المنافع الحزبية والذاتية الضيقة. ولهذا فان على التجمع ان يعد اعدادا دقيقا لكيما تصبح الفترة الانتقالية فترة حاسمة نتجنب ونتفادى كل السلبيات التي خبرناها في الفترات السابقة، وترسى الأسس السليمة والقويمة لسودان ديمقراطي موحد ومتصالح مع نفسه"
ثم تركز الورقة حول معالجة الاختلافات اثناء الفترة الانتقالية، فتقول:
" ليس مستبعدا، بل الأرجح، ان تقوم خلافات بين الفصائل وداخل أجهزة الحكم خلال الفترة الانتقالية، فالتجمع ليس تنظيما شموليا، وانما هو تحالف مؤسس على اتفاقات محددة.
ان الاختلاف في الفترة الانتقالية جائز، بل ضروري أحيانا بين أعضاء المجلس الوطني ومجلس الوزراء، وسيكون خلافا بين اشخاص (وربما حزاب) يجمعهم برنامج واحد. ولذلك سيكون على الأرجح خلافا حول تفسير أو تنفيذ البرنامج لا ضده. وفي حالة الاختلافات الخطيرة يمكن رد الأمر الى هيئة قيادة التجمع لتحلها وفق منهج التراضي. "
siddigelzailaee@gmail.com