دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- واصل سعر الدولار ارتفاعه أمام الجنيه المصري، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ تحرير سعر الصرف في 6 مارس/آذار الماضي-وفق بيانات البنك المركزي المصري- ليلامس "الأخضر" مستوى الـ50 جنيهًا.

وأرجع مصرفيون، أسباب هذا الارتفاع إلى اتجاه البنوك والشركات والأفراد ذوي الملاءة المالية إلى إغلاق المراكز في التعاملات على أدوات الدين الحكومية، وتوفير النقد الأجنبي لطلبات الاعتمادات المستندية لاستيراد السلع قبل إجازة رأس السنة الصينية، وتوقعوا أن يستقر سعر الدولار أدنى مستوى 50 جنيهًا مع نهاية العام.

وخلال أول 24 يومًا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ارتفع سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري بنسبة حوالي 1.5% من مستوى 48.89 جنيه بنهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 49.62 جنيه، الأحد، وفق متوسط أسعار السوق.

وسبق أن قرر البنك المركزي المصري، في اجتماع استثنائي للجنة السياسة النقدية، في 6 مارس الماضي، السماح لسعر الصرف أن يتحدد وفقًا لآليات السوق، بهدف القضاء على تراكم الطلب على النقد الأجنبي، وإغلاق الفجوة بين سعر الصرف في السوق الرسمي والموازي.

وانعكس تحرير سعر الصرف على انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، ووصل متوسط سعر الدولار إلى 49.43 جنيه للشراء في أول يوم من قرار تحرير سعر الصرف، قبل أن ينخفض الدولار على مدار الأيام المتتالية ليصل إلى أدنى مستوى يوم 24 مارس الماضي وبلغ 46.49 جنيه، وبعدها تراوح سعر الدولار حول مستويات ما بين 47-48 جنيهًا، ولكن مع مطالبات صندوق النقد الدولي بضرورة التحرير الكامل لسعر الصرف، عاود الدولار ارتفاعه خلال الشهر الجاري ليصل إلى أعلى مستوياته منذ تحرير سعر الصرف.

وقال الخبير المصرفي وعضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي، محمد عبدالعال، إن الجنيه المصري يشهد تقلبات أمام العملات الأجنبية خلال آخر أسبوعين، وهو أمر طبيعي ويعكس مرونة سعر الصرف في سوق النقد، مضيفًا أن هذه التقلبات لا تمثل تخفيضًا جديدًا في سعر صرف الجنيه أمام الدولار، ولكن تحركات في نطاق ضيق في حدود 1.5%، بدليل أن سعر صرف الدولار ارتفع من مستوى 49.46 جنيه يوم 19 نوفمبر إلى 49.66 جنيه في اليوم التالي، وبعدها عاود الانخفاض إلى مستوى 49.6 جنيه بنهاية الأسبوع الماضي.

وأرجع عبدالعال، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، سبب تقلبات سعر صرف الدولار، إلى اتجاه البنوك والشركات والأفراد ذوي الملاءة المالية إلى إغلاق المراكز في التعاملات على أدوات الدين الحكومية، وتوفير النقد الأجنبي لطلبات الاعتمادات المستندية لاستيراد السلع ومستلزمات الإنتاج، معربا عن أمله في تحرك سعر الجنيه أمام الدولار لمستويات أعلى من الحالية لتعكس مرونة سعر الصرف بشكل كامل.

وسُمح للبنوك العاملة في مصر، بتدبير العملة للاعتمادات المستندية لاستيراد قائمة تضم 13 سلعة أبرزها السيارات دون اشتراط الحصول على الموافقة المسبقة من البنك المركزي المصري، وذلك لأول مرة منذ مارس 2022، وفق مصادر مصرفية.

وتوقع الخبير المصرفي، أن يستقر الدولار دون مستوى الـ50 جنيهًا حتى نهاية عام 2024، لعدة عوامل إيجابية أبرزها، قرب موافقة صندوق النقد الدولي على صرف شريحة جديدة من القرض لمصر بقيمة 1.2 مليار جنيه، ونمو تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وكذلك استمرار ارتفاع صافي الاحتياطي النقدي الأجنبي للبلاد، وعدم وجود تراكم في طلبات الاستيراد لدى البنوك، غير أنه أشار إلى هناك تحديات تواجه هذا الاستقرار، أبرزها التوترات الجيوسياسية، والالتزامات الدولية المنتظر سدادها خلال الفترة المقبلة.

وزار وفد من بعثة صندوق النقد الدولي مصر، خلال الأسبوع الماضيين، للتشاور بشأن المراجعة الرابعة من قرض الصندوق المقدم لمصر بقيمة 8 مليارات دولار، وحال التوصل لاتفاق، سيصرف الصندوق شريحة من القرض بقيمة 1.2 مليار دولار لمصر خلال الأيام المقبلة.

من جانبه، أرجع الخبير المصرفي هاني أبو الفتوح، سبب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، إلى تزايد الطلب على العملة الأجنبية لتغطية استيراد السلع من الصين قبل إجازة رأس السنة الصينية، والتي تشهد غلق للشركات الصينية لفترة تتراوح بين أسبوعين لثلاثة أسابيع، مضيفًا أن ارتفاع سعر الدولار يتم في نطاق ضيق أمام الجنيه المصري في حدود أقل من 1.5%.

وانخفضت قيمة الواردات المصرية من الصين من 14.8 مليار دولار عام 2022 إلى 12.9 مليار دولار عام 2023، وفق بيانات جهاز الإحصاء.

وقال أبو الفتوح، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن هناك عدة عوامل ستتحدد تحركات سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار خلال الفترة المقبلة، منها السلبية وأبرزها التوترات الجيوسياسية وحالة الضبابية في الحروب بمختلف أنحاء العالم، والعوامل الإيجابية أبرزها إشادة صندوق النقد الدولي بمرونة سعر الصرف في مصر، والتقارير الإيجابية الصادرة عن وكالتي موديز وفيتش بشأن التصنيف الائتماني لمصر، واستمرار نمو صافي الاحتياطي النقدي الأجنبي للبلاد، متوقعًا أن يستقر سعر الدولار أدنى مستوى 50 جنيهًا، على الأقل حتى الربع الأول من العام المقبل.

وللمرة الأولى منذ عام 2019، رفعت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، تصنيف مصر بمستوى واحد من "B-" إلى "B"، مع نظرة مستقبلية مستقرة.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: البنك المركزي المصري الجنيه الحكومة المصرية الدولار صندوق النقد الدولي عملات أمام الجنیه المصری صندوق النقد الدولی تحریر سعر الصرف سعر الصرف فی سعر الدولار سعر صرف جنیه ا

إقرأ أيضاً:

ارتفاع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ عامين محققاً ثمانية مكاسب متتالية

ارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له في عامين تقريباً، محققاً مكاسبه الثامنة على التوالي، ومواصلاً موجة صعوده وسط تقييم المستثمرين لتوقعات مسار الفدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.

كما بلغت عملة بتكوين المشفرة مستوى قياسياً يقترب من 100 ألف دولار.

وصل مؤشر الدولار إلى مستوى مرتفع عند 108.071، أي أقل بقليل من مستوى 108.44 الذي لامسه في نوفمبر 2022. وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.73% حتى الآن هذا الأسبوع.

وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى آي.جي الأمر "يتعلق الآن فقط بمحاولة معرفة العوامل المحفزة، ومن الواضح أن الأمر يتعلق بما إذا كان الفدرالي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة أم لا في ديسمبر".

ووفقاً لخدمة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي، فإن التوقعات بشأن خطوة الشهر المقبل متقلبة، ويتوقع المستثمرون بنسبة 57.8% خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مقارنة بـ72.2% قبل أسبوع.

وارتفعت بيتكوين لفترة وجيزة إلى مستوى قياسي بلغ 99388 دولاراً قبل أن تتراجع المكاسب.

وزادت العملة المشفرة بأكثر من 40% منذ الانتخابات الأميركية في وقت سابق من نوفمبر مدفوعة بتوقعات بأن يقدم الرئيس المنتخب دونالد ترامب على تخفيف اللوائح الخاصة بالعملات المشفرة. وارتفعت في أحدث التعاملات 1% إلى 99028 دولاراً.

إلى ذلك، صعد الدولار بنحو 3% منذ بداية الشهر وسط توقعات بأن تعيد سياسات ترامب التضخم للارتفاع وتحد من قدرة الفدرالي الأميركي على خفض أسعار الفائدة وتبقي العملات الأخرى تحت ضغط.

وتراجع الجنيه الإسترليني 0.14%في أحدث التعاملات إلى 1.25705 دولار، ولامس في وقت سابق أدنى مستوى مقابل الدولار منذ 14 مايو عند 1.25655.

وتراجع اليورو، الذي يشكل جزءاً كبيراً من مؤشر الدولار، بنسبة 0.05% إلى 1.0469 دولار بعد أن هبط أمس الخميس إلى أدنى مستوى في 13 شهراً مسجلاً 1.0461 دولار.

اليورو ضحية الانتخابات

وأصبح اليورو أحد الضحايا الرئيسيين للصعود الذي حققه الدولار بعد الانتخابات الأميركية، كما كان التصعيد الأخير بين روسيا وأوكرانيا وعدم اليقين السياسي في ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، من أسباب زيادة الضغوط على العملة الأوروبية.

وانخفض الين الياباني بأكثر قليلاً من 7% مقابل الدولار منذ أكتوبر وتراجع إلى ما دون 156 مقابل الدولار الأسبوع الماضي لأول مرة منذ يوليو تموز، ما أثار احتمال أن تتخذ السلطات اليابانية خطوات مجدداً لدعم العملة.

وصعد الدولار في أحدث التعاملات 0.2% إلى 154.84 ين.

ووصل الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى في عام عند 0.58265 دولار مع زيادة التوقعات بأن البنك المركزي في البلاد قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الأسبوع المقبل.

مقالات مشابهة

  • سعر الدولار اليوم الأحد 24-10-2024 أمام الجنيه المصري في البنوك
  • سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024
  • أسعار صرف الدولار الأمريكي خلال التعاملات المسائية
  • ارتفاع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ عامين محققاً ثمانية مكاسب متتالية
  • سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة
  • الدولار قرب أعلى مستوى في 13 شهرًا
  • الدولار قرب أعلى مستوى في 13 شهراً
  • الدولار يستقر قرب أعلى مستوى له في أكثر من عام
  • الدولار قرب أعلى مستوى في 13 شهرا وسط ترقب لمسار الفائدة