أعلنت أوكرانيا، اليوم الربعاء، أن روسيا هاجمت منشآتها لتخزين الحبوب خلال الليل، لكن سفينة حاويات غادرت ميناء أوديسا على البحر الأسود، رغم تهديد موسكو باستهداف الشحن بعد أن تخلت عن اتفاق تصدير.

وفي العاصمة الروسية، قالت خمسة مصادر إن السلطات تدرس إعادة فرض قيود صارمة على رأس المال، حيث أظهر الروبل توتر الغزو الروسي لجارتها، الأمر الذي أدى إلى إنفاق عسكري ضخم وفرض عقوبات غربية، بحسب وكالة رويترز الإخبارية.

جاءت مغادرة السفينة جوزيف شولت التي ترفع علم هونغ كونغ من أوديسا، والتي حوصرت في الميناء منذ شن حرب روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير من العام الماضي، في أعقاب الهجوم الروسي الأخير على البنية التحتية لتصدير الحبوب في البلاد.

وقال مسئولون أوكرانيون إن الضربات الجوية التي وقعت خلال الليل دمرت الصوامع والمخازن في ريني على نهر الدانوب، وهو طريق حيوي في زمن الحرب لصادرات المواد الغذائية. 

ونشروا صورا لمرافق تخزين مدمرة وأكوام من الحبوب المتناثرة وعباد الشمس.

ولم يصدر تعليق من موسكو. 

وقال مصدر في الصناعة إن الميناء يواصل عملياته ، ليخفف من ارتفاع أسعار القمح القياسية في شيكاغو عن أدنى مستوى لها في شهرين.

وشنت روسيا ضربات جوية منتظمة على الموانئ الأوكرانية وصوامع الحبوب منذ منتصف يوليو تموز عندما انسحبت من الاتفاق الذي تدعمه الأمم المتحدة لتصدير الحبوب إلى أوكرانيا.

وهددت موسكو بمعاملة أي سفن تغادر أوكرانيا كأهداف عسكرية محتملة ، وأطلقت أسطولها البحري يوم الأحد طلقات تحذيرية على سفينة متجهة نحو أوكرانيا.

على الرغم من التهديدات، أعلنت أوكرانيا الأسبوع الماضي عن “ممر إنساني” في البحر الأسود للإفراج عن سفن الشحن التي حوصرت في موانئها بسبب حصار روسي بحكم الأمر الواقع، متعهدة بالتوضيح بأنها لا تخدم أي غرض عسكري.

وقال نائب رئيس الوزراء أولكسندر كوبراكوف على فيسبوك: "استخدمت السفينة الأولى الممر المؤقت للسفن التجارية من وإلى موانئ بيج أوديسا".

وأكدت شركة بيرنهارد شولت شيب مانجمنت، التي تمتلك السفينة بالاشتراك مع بنك صيني، أن السفينة كانت في طريقها إلى اسطنبول.

وقالت كوبراكوف إنها كانت تحمل أكثر من 30 ألف طن متري من البضائع في 2114 حاوية، مضيفة أن الممر سيستخدم بشكل أساسي لإجلاء السفن من موانئ تشورنومورسك وأوديسا وبيفديني على البحر الأسود.

ولم توضح موسكو ما إذا كانت ستحترم ممر الشحن، وأعربت مصادر الشحن والتأمين عن مخاوفها بشأن السلامة.

وأوكرانيا مصدر رئيسي للحبوب والبذور الزيتية، وتقول الأمم المتحدة إن إمداداتها حيوية للدول النامية، حيث يشكل الجوع مصدر قلق متزايدا. 

ولم يذكر كوبراكوف ولا شركة الشحن البضائع الموجودة على متن السفينة جوزيف شولت، ولكن نادرًا ما يتم نقل الحبوب في حاويات.

وجاءت الهجمات على مخازن الحبوب الأوكرانية في أعقاب شنها هجومًا مضادًا مدعومًا من الغرب في أوائل يونيو الماضي في محاولة لطرد القوات الروسية من الأراضي التي تحتلها في الجنوب والشرق.

وجعلت التحصينات وحقول الألغام الروسية الواسعة على طول خط المواجهة من الصعب على القوات الأوكرانية اختراقها، لكنهم أعلنوا أنهم استعادوا قرية أخرى يوم الأربعاء، وهي أول مستوطنة أعلنوا استعادتها منذ 27 يونيو.

وقال نائب وزير الدفاع الاوكراني آنا ماليار على “تليجرام” إنه تم تحرير أوروزين من القوات الروسية المدافعون الأوكرانيون مترسخون في ضواحي القرية.

ورفع الجنود الأوكرانيون علم البلاد فوق نصب تذكاري محطم للحرب في مقطع فيديو نشره الجيش وحدد موقعه الجغرافي من قبل رويترز للقرية. 

ولم يتضح متى تم تصويره.

ولم تؤكد وزارة الدفاع الروسية خسارة المستوطنة، لكنها قالت إن طائراتها المدفعية والحربية تهاجم القوات الأوكرانية في منطقة أوروزين.

وتشير استعادة القرية إلى أن أوكرانيا تمضي قدماً في هجومها باتجاه بحر آزوف على بعد 90 كيلومتراً (55 ميلاً) إلى الجنوب، بهدف قطع القوات الروسية التي تحتل ساحلها الجنوبي الشرقي إلى النصف.

وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إنه أحبط محاولة من قبل مخربين أوكرانيين لعبور الحدود إلى منطقة بريانسك لليوم الثاني على التوالي.

وأدى الصراع والعقوبات المصاحبة له إلى إجهاد الموارد المالية لروسيا، ما أجبر البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة إلى 12% يوم الثلاثاء بعد أن انخفض الروبل إلى أقل من 100 مقابل الدولار، وأكدت يوم الأربعاء بعد أن قالت المصادر إن المسئولين يفكرون في إلزام المصدرين ببيع عائداتهم من العملات الأجنبية.

موانئ الدانوب

لجأت أوكرانيا إلى موانئ نهر الدانوب بعد أن انسحبت روسيا من الصفقة الدولية التي سمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود ، سعياً وراء شروط أفضل لصادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.

وأصبحت الموانئ النهرية، التي استحوذت على حوالي ربع صادرات الحبوب، منذ ذلك الحين هي الطريق الرئيسي للخروج من الحبوب الأوكرانية، والتي يتم إرسالها أيضًا على قوارب إلى ميناء كونستانتا الروماني على البحر الأسود لشحنها فيما بعد.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، هاجمت روسيا إسماعيل - الميناء الداخلي الرئيسي لأوكرانيا عبر نهر الدانوب من رومانيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية مع تكثيف استخدامها للقوة لمنع أوكرانيا من تصدير الحبوب.

وأعربت تركيا، التي توسطت في صفقة الحبوب إلى جانب الأمم المتحدة، عن أملها في أن تنضم روسيا إليها هذا الشهر.

وشدد مسئول كبير بالأمم المتحدة على أن الصفقة ضرورية لتحقيق الاستقرار في أسعار المواد الغذائية في الأسواق العالمية لحماية الفئات الأكثر ضعفا، قائلا إن كل الجهود تبذل لإعادة تشغيلها.

وقالت ريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، في مؤتمر صحفي في نيروبي، إنه أمر صعب ومن الواضح أن قصف البنية التحتية للحبوب أو قصفها لا يساعد الأسواق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: استحوذت استخدمت الهجوم الروسي الهجمات البحر الأسود العاصمة الروسية المواد الغذائیة الأمم المتحدة البحر الأسود بعد أن

إقرأ أيضاً:

الروسية التي أصبحت سلطانة مصر

لا تزال معركة حطين -السبت 25 ربيع الآخر 583 هـ - 4 يوليو 1187 م-التى انتصر فيها صلاح الدين الأيوبى على الصليبيين، واحدة من أهم المعارك الفاصلة والحاسمة عبر التاريخ، خاصة فى تأثيراتها العسكرية والاستراتيجية والسياسية، ومنها تحرير القدس ومعظم الأراضى التى احتلها من رفعوا الصليب كذبا وبهتانا ليستعمروا الآخرين، وهى عادة متأصلة فى الأوربيين، الذين ما زالوا يطورون فى طرق الاستعمار، حتى تعدوا فكرة الاستعمار بالوكالة، والاستعمار من الداخل.

وأظن أن تأثيرات معركة حطين، باقية حتى اليوم، خاصة فى درسها الأكبر وهو أن هذه المنطقة من العالم، التى تسمت حديثا بالشرق الأوسط، قادرة على لفظ أى جسم دخيل عليها، مهما طال بقاؤه الغريب بها ولو لعشرات أو مئات السنين، وعلى سبيل المثال، فقد طرد المماليك الصليبين نهائيا من الشام بعد بقاؤهم لأكثر من قرنين ما بين 1096 و1291م.

وهكذا فإن كانت الدولة الأيوبية، قد انتصرت فى "معركة" أو "معارك" ضد الصليبيين، فإن دولة المماليك قد انتصرت فى الحرب، حيث واصل الظاهر بيبرس ومن بعده قلاوون وأبناؤه المعارك ضدهم، حتى جاء الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون/ 1290- 1293م)، وقضى عليهم نهائيا بتحريره آخر معاقلهم فى عكا فى مايو 1291م.- وانظروا لدلالة شهر مايو-ثم انظروا إلى دلالة قبرص، فبعد هذا الطرد الذى تحقق على يد الأشرف خليل، زاد عليه الأشرف برسباى بغزو قبرص فى صيف 1426م، لتأمين المنطقة نهائيا من هجمات الصليبيين الذين تحولوا لقراصنة يهاجمون الموانئ الإسلامية و السفن التجارية الخارجة منها أو العائدة إليها.

هكذا بوضوح كامل يسجل التاريخ أن المماليك هم الذين انتصروا فى الحرب الصليبية، وهم الذين غزوا أوروبا، لتأمين هذه المنطقة، ومن أجل هذا نفهم لماذا يلصق المؤرخون الفرنجة واتباعهم من المؤرخين كل قبيح وكل شر بالمماليك، فى محاولة للثأر تاريخيا مممن قضوا على واحدة من أكبر المظاهر الاستعمارية الأوربيية، بل يصل الأمر بالبعض منهم، بالتقليل من انجاز تاريخى لا يقل أهمية، وهو أن المماليك قضوا أيضا على الخطر المغولى الذى كان سيمتد إلى أوربا ويدمرها تدميرا.

ويبدو أن حكام المماليك، كحكام غرباء على بلاد غريبون عنها فى أصولهم، فطنوا لذلك، فازدهرت فى عهدهم فكرة التأريخ لحكمهم، فظهر فى عهدهم مؤرخون عظام مثل المقريزى وابن تغرى بردى وابن العميد وابن إياس وغيرهم من الذين اعتنى بهم المماليك وشجعوا كتاباتهم، لعلمهم انها ستحفظ لهم تاريخهم بعد رحيلهم.

لكن المماليك لم يكتفوا بالتأريخ، فأقاموا الشواهد العظمى مثل الخانقات والمستشفيات والمدارس وبالطبع المساجد، وكلها تشهد على نهضة ما، معرفية وعلمية وثقافية شاعت فى عصرهم، كما تشهد على الحكام بأسمائهم، لدرجة أن المساجد العامرة حتى اللحظة، خلدت من لا ذكر أو أهمية لهم فى التاريخ، فمسجد السلطان حسن هو أعظم أثر إسلامى على الأرض، حتى يقال إنه الهرم الرابع، ومع ذلك لا أهمية تاريخية تذكر للسلطان نفسه.

قلت ما سبق، مع ملاحظة أنه رغم ذلك فإن عصر المماليك بمآسيه ومساخره خاصة فى الصراع على الحكم، أورث شعوب المنطقة فقرا بعد فقر، كما كان مقدمة لأبشع احتلال عرفته المنطقة وهو الاحتلال العثمانى.

وقلت ما سبق، كمقدمة لأذكر بملحوظة قد تبدو مفاجأة رغم أنها أمام أعيننا طيلة القراءة فى التاريخ، وهى أن معظم قادة المماليك كانوا من منطقة القوقاز، فكما كان منهم أتراك، كان منهم شركس وأبخاز وكرج ومغول وتتر وصقالبة، والصقالبة هم أكثر من نشروا الإسلام فى آسيا، وقد ذكرت فى الحلقة السابقة، أن ألمش بن يلطوار، كان أول الحكام الصقالبة المسلمون لمملكة الصقالبة التي تعرف بالمراجع الحديثة باسم دولة فولغا بلغاريا ومؤسس مدينة الأبوغا في تتارستان في روسيا الآن.

وقلت كل ما سبق، لأتحدث عن مسجد المرأة البيضاء، أو مسجد فاطمة الشقراء، وهو المسجد البديع القائم حتى الآن فى شارع تحت الربع.وقد شُيد عام 873 هـ/ 1468م فى فترة حكم السلطان المملوكي (قايتباي)، حيث أسسه شخص يُدعى (رشيد الدين البهائي)، وتم تجديده على يد (فاطمة شقراء) التي سُمي المسجد باسمها.

أما عن فاطمة الشقراء نفسها فهناك دراسة تاريخية تؤكد، أنها كانت إحدى الجاريات الروسيات المُعتقات، وهي شركسية أو تترية الأصل، تم أسرها فى إحدى الحروب، واتخذها السلطان قايتباى زوجة له، فأنجبت له ولى العهد السلطان محمد فأصبحت الزوجة الرسمية ووالدة ولى العهد.

وربما كانت فاطمة الشقراء أول امرأة حذت حذو الرجال في تخليد اسمها، أنشأت ورعت العديد من المساجد والمدارس والأسبلة العامة، حيث كانتتخشى أن يضيع أثرها واسمها بعد وفاتها.

وكان حدسها صحيحا، فهي حتى الآن ما تزال تذكر في التاريخ، ولا يزال المصريون يرددون اسمها، لسبب واحد، وهو مسجدها مسجد فاطمة الشقراء، مع ملاحظة أنها ربما كانت أول سيدة من خارج البيت النبوى، يطلق اسمها على مسجد، تلك السيدة التى كانت من مسلمى روسيا.

[email protected]

وأهل مكة كانوا يحتفلون

ركن الغباء في التاريخ

مقالات مشابهة

  • بوتين: القوات المسلحة الروسية ستتزود بـ1.4 مليون طائرة مسيرة هذا العام
  • شركة يابانية تفجر مفاجأة بشأن الأجهزة المنفجرة في لبنان
  • أوكرانيا: تسجيل 194 اشتباكا قتاليا على الخطوط الأمامية مع روسيا
  • 100 ألف و385 طن رصيد الحبوب والغلال في صومعة القطاع العام بميناء دمياط
  • روسيا تعلن التصدى لـ54 مسيرة وتسيطر على مدينة جديدة ومهمة بشرق أوكرانيا
  • شركة تايوانية تفجر مفاجأة بشأن "بيجر حزب الله اللبناني"
  • ترامب: كان من الممكن أن نصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن أوكرانيا
  • قناة إسرائيلية تفجر مفاجأة عن مصدر الأجهزة التي انفجرت في عناصر ”حزب الله ” وخبير تقني يكشف كيف تم الاختراق
  • الروسية التي أصبحت سلطانة مصر
  • التجارة: سنخلط 40 ألف طن من الحنطة الروسية مع المحلية لإنتاج طحين الصفر