كشفت روسيا عن تطوير طائرة من دون طيار قاذفة للهب، مصممة لمواجهة المسيّرات الأوكرانية وإسقاطها، وفقا لموقع "ديفينس نيوز".

ونشرت القوات الروسية على منصة "تلغرام" لقطات تظهر مركبة جوية من دون طيار مزودة بمادة قابلة للاشتعال، وتنفث ألسنة لهب قوية أثناء تحليقها في الهواء.

وقال الزميل المقيم في مركز التحليل السياسي الأوروبي الأميركي فيديريكو بورساري عن الفيديو: "يبدو أنها طائرة من دون طيار تجارية رباعية المراوح، تحمل خزانا مملوءا بمادة قابلة للاشتعال ويمكنها رشها لأسفل، مما يخلق تأثير قاذف اللهب بمدى فعال يتراوح من مترين إلى 3 أمتار".

وقال الخبراء إن المنصة يبدو أنها تم تطويرها خصيصا لاستهداف الطائرات المسيّرة المعادية.

ومن المرجح أن يكون هذا الإجراء الروسي المضاد ردا على استخدام الجيش الأوكراني طائرات مسيّرة من نوع "إف بي في" لرش "الثرمايت" فوق مناطق يشتبه في وجود قوات روسية ومعدات معادية بها.

و"الثرمايت" مادة كيميائية تحتوي على بودرة الألومنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق مروعة وقاتلة، حيث تبقى مشتعلة لدقائق بعد انفجارها.

شكوك

ومع ذلك، يشكك بعض المحللين في فعالية قاذفات اللهب، حيث إن توجيه تيار اللهب بدقة نحو المسيّرات الأوكرانية سريعة الحركة التي تسقط الثرمايت سيكون أمرا صعبا.

وأشار المستشار في التكنولوجيا العسكرية الروسية في مركز التحليلات البحرية صامويل بينديت، إلى أن "هذا النوع من الطائرات من دون طيار الروسية قد يعمل هذا ضد بعض الطائرات التي تحوم في مكانها للمراقبة، لكن إذا كانت المسيّرة تتحرك فسيكون من الصعب جدا إطلاق هذا السائل على هدف متحرك".

كما أشار بورساري إلى أن "الكمية المحدودة من المحلول القابل للاشتعال التي يمكن أن تحملها الطائرة من دون طيار الروسية قيد آخر، فهي تكاد تكفي لطلعة واحدة قبل الحاجة إلى إعادة تعبئتها، وفقا للتقديرات".

وأضاف بورساري: "مع استنفاد الطائرة من دون طيار للسائل القابل للاشتعال وانخفاض ضغط آلية الرش، قد تتسبب الحرارة العائدة في إتلاف الطائرة القاذفة نفسها وتجعلها تتحطم إذا استمر المشغل في تحليقها".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات القوات الروسية الجيش الأوكراني روسيا أوكرانيا الدفاعات الروسية القوات الروسية الجيش الأوكراني أخبار روسيا من دون طیار

إقرأ أيضاً:

المسيّرات الإستراتيجية.. تصعيد عسكري جديد في الذكرى الثانية لحرب السودان

الخرطوم- شنت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات المتتالية بالطائرات المسيّرة لضرب البنية التحتية وتدمير منشآت الطاقة بالسودان خلال الأيام الماضية.

وأعلنت شركة كهرباء السودان، أمس الاثنين، انقطاع التيار الكهربائي عن مدينتي عطبرة والدامر بولاية نهر النيل شمالا؛ بعد استهداف مسيّرة مجهولة المصدر محطة كهرباء بمدينة عطبرة شمالي البلاد.

واعتبرت قيادات عسكرية رفيعة تحدثت للجزيرة نت استخدام "المسيرات" بكثافة تطورا خطيرا في مسار الحرب السودانية، بالتزامن مع الذكرى الثانية لاندلاعها في 15 أبريل/نيسان 2023.

ويأتي هجوم قوات الدعم السريع المتكرر بالطيران المُسيّر لتعويض ما فقدته من مكاسب على "الأرض" بضربات من "الجو" بعد تراجعها المستمر بمحاور القتال المختلفة إثر اتساع رقعة سيطرة الجيش السوداني المباغتة على عدد من المدن والولايات.

وتداولت الأوساط السودانية عقب توالي قصف المسيرات لسد مروي في الولاية الشمالية -الذي يعتبر المصدر الأهم لتوليد الطاقة الكهربائية في السودان- بشأن نوعية المسيّرات المستخدمة والمناطق التي تنطلق منها وإمكانية تحييدها بعد تسببها في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من البلاد.

إعلان تطور خطير

وقال المحلل العسكري العميد جمال الشهيد -للجزيرة نت- إن استخدام مليشيا الدعم السريع للطيران المسيّر الإستراتيجي يُعد تطورا بالغ الخطورة في المشهد السوداني الراهن، وعدّه تحديا جديدا في مسار المعركة التي تدور حاليا جاء بعد تصدي الجيش السوداني لعدد كبير من المسيّرات الانتحارية التقليدية منذ بدء الحرب.

وأفاد الشهيد بأن استهداف المرافق الحيوية مثل محطات الكهرباء وشبكات المياه ومخازن الوقود والمستشفيات جزءٌ من حرب ممنهجة تستهدف إنهاك الدولة وشل الحياة في المناطق التي لا تسيطر عليها المليشيا بهدف الضغط على الحكومة والمواطنين، وزعزعة الاستقرار.

وأشار إلى أن الدفاعات الأرضية التابعة للجيش السوداني تمكنت من التصدي لعدد كبير من هذه المسيرات خاصة التقليدية، ولكن يبقى التحدي الأكبر هو كيفية التعامل مع المسيّرات الإستراتيجية التي فاقمت من معاناة المواطنين.

بقايا مسيّرات استهدف بها الدعم السريع مطار مروي وسد مروي (مواقع التواصل) سلاح المسيّرات

وقال العميد بالجيش السوداني عمر عبد الرحمن باشري -للجزيرة نت- إن لجوء مليشيا الدعم السريع إلى استخدام المسيّرات سببه فشلها في تحقيق نصر على الأرض بعد خسارتها خلال العامين الماضيين لقوتها الصلبة والمدربة التي تقدّر بأكثر من 100 ألف مقاتل.

وأوضح باشري أن تدمير القوة الصلبة لقوات الدعم السريع جعلهم يستعينون باللصوص وقطاع الطرق في بوادي كردفان ودارفور الذين أصبحوا يُعرفون في الأوساط الشعبية بـ"الشفشافة" حيث تم حشدهم واستنفارهم من الحواضن القبلية من دون انضباط أو تدريب عسكري على فنون الحرب، لذلك انسحبوا بمسروقاتهم في الأيام الأخيرة من ميادين القتال.

وأفاد بأن استخدام قوات الدعم السريع لسلاح المسيّرات أمر مزعج ولكنه ليس حاسما، وفقا لتعبيره، مشيرا إلى أن الحروب عبر التاريخ القديم والممتد لا تحسمها المسيّرات، بل المشاة والقوات البرية على الأرض، كما حدث منذ التسعينيات في حروب العراق وأفغانستان واليمن.

إعلان

وأثَّرت الهجمات الأخيرة للطائرات المسيّرة (الدرونز) -التي يُعتقد أنها تنطلق من مناطق بدارفور وكردفان ومن تشاد أحيانا- في حياة الناس بشكل مباشر بعد إصابتها لمحطات الكهرباء في أم دباكر والشواك ودنقلا وسد مروي مرات عدة، مما تسبب في انعدام المياه وأحدث شللا متكررا في خدمات المستشفيات وشبكات الاتصال المختلفة.

منظومة الدفاع

وأوضح اللواء المتقاعد بالجيش السوداني أسامة محمد أحمد عبد السلام -للجزيرة نت- أن الدعم السريع سبق الجيش بالبدء باستخدام المسيّرات الانتحارية في الأيام الأولى للحرب، وظل يستخدمها في ضرب أهداف في مدن كنانة وربك وشندي، وحاول ضرب مدينة كوستي.

وقال عبد السلام إن هناك نوعين من المسيّرات تستخدمها مليشيا الدعم السريع، الأولى انتحارية وهي تنفذ مهمة لمرة واحدة وتحمل دانات مدفعية "هاوزر أو هاون 120" تصيب الهدف وتتفجر بعده كأنها مدفعية بعيدة المدى، وهذا النوع من الطائرات يُرى بالعين المجردة، وهذه الطائرات بطيئة في السرعة ويمكن إسقاطها بأي سلاح أرضي، وهي من المسيّرات التي استهدفت الرئيس عبد الفتاح البرهان في منطقة جبيت.

والثانية هي المسيّرة الإستراتيجية، وتحمل صواريخ وتحلّق على علو مرتفع جدا، وتنفذ مهمتها ثم تعود من حيث أتت كأنها طائرة عادية، لذلك من الصعب جدا التعامل معها بمضادات أرضية، فهي تحتاج إلى نظام دفاع جوي متكامل.

وأشار إلى أن منظومة الدفاع الجوي المطلوبة لإيقاف المسيّرات الإستراتيجية وحماية المنشآت الحيوية هي أشبه بفكرة القبة الحديدية، وتحتوي على كواشف (رادارات) تغطي محيط المنشأة المراد حمايتها لكشف الأهداف من مسافات بعيدة والتعامل معها بصواريخ مضادة للطائرات تُفجِّرها في الجو.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا .. هجوم روسي بالمسيّرات على دنيبرو يوقع عدة ضحايا
  • الذكاء الاصطناعي يتفوّق على الإنسان في «الطائرات المسيَّرة» بأبوظبي
  • زيلينسكي وأمين عام الناتو يبحثان أمن أوكرانيا وأوروبا وسط تحذيرات من تصعيد روسي
  • سرب من الطائرات الحربية الكويتية يرافق طائرة الرئيس السيسي أثناء مغادرته الكويت «فيديو»
  • القوات الروسية تستهدف مطارا عسكريا أوكرانيا ومراكز لتجميع الراجمات والمسيرات
  • المسيّرات الإستراتيجية.. تصعيد عسكري جديد في الذكرى الثانية لحرب السودان
  • الطائرات الحربية الكويتية ترافق طائرة الرئيس السيسي لحظة دخولها الأجواء الكويتية| فيديو
  • أوكرانيا تسقط 40 طائرة روسية بدون طيار آخر 24 ساعة
  • طيار يوضح أسباب تعرض الطائرات الصغيرة للحوادث بشكل أكبر مقارنةً بالكبيرة.. فيديو
  • زيلينسكي ينتقد حياد ترامب تجاه الهجمات الروسية ويدعوه لزيارة أوكرانيا