هل تصمُد جبهة لبنان؟
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
علي بن سالم كفيتان
صمدت جبهة غزة لعام ونيفٍ، وما زالت، فهل تصمد جبهة لبنان؟ وما مآلات ذلك الصمود لو استمر؟ تساؤلات نطرحها من واقع ما نشاهده من أحداث تدور رُحاها بين الكيان الصهيوني وحركات المقاومة في غزة ولبنان، بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر مع جماعة أنصار الله في اليمن؛ مما يُمكن توصيفه بمعركة "عض الأصابع" وأنَّ من يصرخ أولًا يخسر النزال.
ولا شك أن الصراخ والاستسلام بات بعيد المنال في جبهة غزة؛ فالوضع تخطّى حدود الإحساس بالألم، إلى مرحلة أعمق لم يدركها العدو وهي أولوية الثأر للكم الكبير من التضحيات التي سكبت على أرض غزة، فليس من المجدي الآن الدخول في صفقة تبادل أو اتفاق سلام؛ كون الفاتورة تخطّت السقف الذي يمكن من خلاله الوصول إلى أي وفاق خلال الأمد القريب، أو حتى المتوسط. ومن الواضح أن الكيان الصهيوني ينزف في الميدان من خلال تساقط جنوده يوميًا في أرض المعركة، مهما كان العدد؛ فالأهم هو استمرار هذا النزيف المؤلم للداخل الصهيوني، وتدفق الجثث اليومي إلى المقابر، وارتفاع نبرات النحيب الصهيوني والإحساس بالفقد؛ فهذا الخليط من الشعوب الذي جُمِع من كل بقاع الدنيا والموعود بـ"جنة الله على الأرض" يتجرّع أكثر من أي وقت مضى الألمَ الذي سقاه للشعب الفلسطيني منذ 75 عامًا. ولأول مرة بدأوا في إعادة حساباتهم باستعادة جنسياتهم الأصلية والعودة إلى الأوطان التي قدموا منها، فهل يصمد لبنان لعام آخر وتعمل المقاومة على زيادة الغلة وحصاد أرواح المزيد من المرتزقة؟
هذا أمر مفصلي في الحرب الدائرة حاليًا؛ فجبهة لبنان امتصت الصدمة بنجاح وإعادة بناء صفوفها في زمن قياسي، في الوقت الذي خطَّط فيه العدو لضرب القيادات، متوقعًا انهيارًا دراماتيكيًا للجبهات، بينما المشهد يبدو مختلفًا اليوم؛ حيث تبلي المقاومة في الجنوب اللبناني بلاءً حسنًا وتساهم بشكل مباشر في تخفيف الضغط على جبهة غزة المنهكة.
الداخل الصهيوني يغلي وبدأت تنهار القلاع والحصون التي يحتمي بها نتنياهو بعد أن وصلت صواريخ المقاومة إلى مخدعه في قيساريا وتسريب معلومات حساسة من مكتبه عبر أبرز المقربين منه، وصياح أعضاء الكنيست كالديكة واشتباكهم ليل نهار على خلفية خلع نتنياهو، بعد إخفاقاته الهائلة في حماية الصهاينة من نيران المقاومة، وانهيار الاقتصاد الصهيوني، ووقف الدراسة، وهجرة عشرات الآلاف منهم إلى خارج الكيان الإسرائيلي، في الوقت الذي يراهن فيه نتنياهو على استلام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية في يناير المقبل؛ لممارسة المزيد من الضغوط على الدول العربية وإيران، وتوسيع مظلة التطبيع، والاعتراف بالكيان الصهيوني، وتمرير النسخة المعدلة من "صفقة القرن" المؤجلة؛ إذ إنَّ صمت هذه الدول وترك نتنياهو يخوض حرب إبادة الشعب الفلسطيني بمفرده لم يحقق الهدف من منظور ترامب، وبما أن هناك من العرب من يرى في "حماس" و"حزب الله" و"أنصار الله" حركات تخريبية لا بُد من التخلص منها، فلن يكون هناك متسع لديهم للشجب والاستنكار والتعبير عن الأسف؛ بل ربما سيكون عليهم المشاركة مرغمين في الجبهات ودخول جيوشهم المترهلة إلى ساحات القتال في غزة وفي جنوب لبنان واليمن إلى جانب الكيان الصهيوني كنوع من دفع الفاتورة الدموية للحرب؛ فالمال لم يعد يكفي.
إيران حتى الآن ما زالت مُمسكة بخيوط اللعبة في الشرق الأوسط، واستطاعت من خلال حصادها لانهيار الأنظمة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ملأ الفراغ والتماهي مع الشعور بالظلم والخذلان الذي تمارسه بعض الأنظمة العربية ضد شعوبها، فما تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم لم يعد مدًا شيعيًا ولا طموحًا سياسيًا؛ بل أصبحت أيقونة للمقاومة ضد الطغيان الصهيوني. ومن هنا لم يعد تسويق إيران كعدو للمنطقة، يحظى بالقبول لدى الشعوب؛ مما أجبر الأنظمة التي حاولت شيطنتها لردحٍ من الزمن لإعادة النظر في العلاقات معها، والتسابق لفتح السفارات، والترحيب بتواجدها السياسي والاقتصادي؛ مما يعد نجاحًا باهرًا لإيران وفشلًا ذريعًا للعرب والكيان الصهيوني والغرب.
وكإجابة على تساؤلنا الذي عنونَّا به هذا المقال: هل تصمد جبهة لبنان؟ نرى أن الحالة اللبنانية مختلفة كل الاختلاف عن جبهة غزة؛ فلبنان الحديث تم بناؤه على توافقات طائفية وكل فصيل له مرجعيته خارج حدود الوطن، يستمد منها الدعم المالي والسياسي وحتى الاجتماعي، وهذا البناء الهش ربما يُقلِّل من اللحمة الوطنية اللبنانية ويُفسح المجال للتدخل في الشأن الداخلي؛ مما قد يحسم الحرب في الجنوب سريعًا، عبر إحياء توافقات الطائف، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل الكيان الصهيوني المُنهار.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تشييع مهيب للأمينين العامين لحزب الله نصر الله وصفي الدين وسط بيروت
حيروت – العربي الجديد
شُيع الأمينان العامان السابقان لحزب الله، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في المدينة الرياضية في بيروت – ملعب الرئيس كميل شمعون، وسط إجراءات أمنية مشددة وتدابير سير استثنائية فرضت في العاصمة والطرقات المؤدية إلى مكان المراسم، في حين حلّق الطيران الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء بيروت وضواحيها، تزامناً مع مراسم التشييع. وقال مصدر في حزب الله ضمن اللجنة المنسقة لمراسم التشييع لـ”العربي الجديد”، إن “التقديرات الأولية تشير إلى مشاركة أكثر من مليون شخص في التشييع سواء في ملعب المدينة الرياضية أو الباحة وخارجها وعلى الطرقات”.
وجاء تشييع نصر الله وصفي الدين بعد قرابة خمسة أشهر على اغتيالهما بغارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. ويعوّل حزب الله على المشاركة الكثيفة اليوم في المراسم، خصوصاً بعد خسائره الأخيرة سواء العسكرية أو السياسية، باعتبارها ستكون بمثابة استفتاء شعبي له، علماً أنه يؤكد في كل تصريحات مسؤوليه بأنّ “الحزب لا يحشد الناس بهذه المناسبة لإبراز القوة، وأن المقاومة ليست بحاجة إلى استفتاء”.
نعيم قاسم: المقاومة خيارنا السياسي ما دام الاحتلال موجوداً
في السياق، شدد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم على أن “إسرائيل لا تستطيع أن تستمرّ في احتلالها وعدوانها، والمقاومة موجودة وقوية عدداً وعدّة”. وأشار قاسم في كلمة مصوّرة له نقلت على شاشة كبيرة خلال مراسم تشييع إلى أن “الموافقة على وقف إطلاق النار في لحظة مناسبة كانت نقطة قوة، ونحن أصبحنا الآن في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وكيفية التعامل معها”، لافتاً إلى أن “أبرز خطوة اتخذناها أن تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولياتها”.
وأكد قاسم أننا “سنمارس عملنا في المقاومة نصبر أو نطلق متى نرى مناسباً، ولن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب، ولن نقبل باستمرار قتلنا”، مشيراً إلى أنَّ المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى، لافتاً إلى أن “حجم الإجرام غير مسبوق لإنهاء المقاومة في غزة ولبنان، ولكن في المقابل حجم الصمود والاستمرارية كان غير مسبوق”، مشدداً على أن “العدو الاسرائيلي لم يستطع التقدّم بسبب المقاومة وصمودها وعطاءاتها”.
وأضاف قاسم “المقاومة إيمان أرسخ من الجحافل وعشق يتغلغل في المحافل ونصر يخلد كل مقاتل والمقاومة باقية ومستمرة، المقاومة لم تنتهِ بل مستمرة في جهوزيتها وهي إيمان وحقّ ولا يمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحق، المقاومة تكتب بالدماء ولا تحتاج إلى الحبر على الورق”.
وتوجه الأمين العام لحزب الله إلى الأميركيين بالقول “اعرفوا أنه إذا كنتم تحاولون الضغط على لبنان فلم تتمكنوا من تحقيق أهدافكم وأنصحكم بأن تكفّوا عن هذه المؤامرات”، مؤكداً أن “حزب الله وحركة أمل كانا في متن تركيبة البلد، ولا يمكن لأحد أن يطلب منا أن ننكشف وأن نقدم ما لدينا من قوة”.
وتوجّه قاسم لنصر الله بالقول: “يا سيّدنا القيادات موجودة والمقاومين موجودون والشعب موجود”، مؤكداً أن “المقاومة أساس وهي خيارنا السياسي ما دام الاحتلال موجوداً”. في الإطار، قال قاسم إن “حزب الله سيتابع تحرك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسيا”، لافتاً إلى أن “المقاومة أساس وهي خيارنا الإيماني والسياسي.. ما زال الاحتلال موجوداً ونمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة والظروف ونناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية”، مشدداً على أن “الحزب متمسك بإخراج المحتل واستعادة الأسرى وإعادة الإعمار وإقرار خطة الانقاذ والنهضة السياسية والادارية والاجتماعية بأسرع وقت”. وتطرق قاسم إلى العلاقة مع حركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري قائلاً إنّ “التحالف مستمرّ، ولا تفكروا أن تلعبوا بيننا ونحن واحد في الخيارات وسنبقى معاً”.
وتعقب كلمة قاسم أداء صلاة الجنازة، ثم تنطلق مسيرة باتجاه مرقد نصر الله الذي استُحدث على طريق المطار القديم، بعدما دفن في مكان سري منذ اغتياله في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، علماً أن النعش سيكون محمولاً على سيارة بطريقة مرئية للمشيعين، على أن يُدفن صفي الدين يوم الاثنين في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في الجنوب اللبناني.
وعمد حزب الله إلى تركيب شاشات عملاقة في عدد من الطرقات المؤدية إلى مكان التشييع حتى يتمكن الناس من المشاهدة في حال تعذر عليهم الوصول، كما كثف عناصر الدفاع المدني التابعين للهيئة الصحية الإسلامية من انتشارهم مع وضع مراكز ثابتة وخيم طبية تأهباً لأي حدث أو حالات طارئة. واتخذت إجراءات أمنية مشددة، بحيث سُيّرت دوريات عسكرية على الطرقات المؤدية إلى المدينة الرياضية، في حين طغى أيضاً وجود عناصر الانضباط التابعين لحزب الله والمشرفين على مراسم التشييع. كذلك، فرضت تدابير سير استثنائية في بيروت، ودعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي المواطنين الذين لا يقصدون مكان التشييع، باستثناء قاصدي المطار، تجنّب الطرقات المؤدية إلى مكان إقامة المراسم، تسهيلاً لحركة المرور.
المشاركون في تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين
ومثل رئيس الجمهورية جوزاف عون رئيس البرلمان نبيه بري في مراسم التشييع، فيما مثل رئيس الوزراء نواف سلام وزير العمل محمد حيدر. وستكون الأحزاب السياسية المشاركة في المراسم من الدائرة المقربة من حزب الله والحليفة له، أبرزها حركة أمل، وتيار المردة، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والحزب الديمقراطي اللبناني، كما سيشارك التيار الوطني الحر، والحزب التقدمي الاشتراكي، في حين أعلن تيار المستقبل عدم المشاركة، بينما لم تُدعَ الأحزاب المعارضة يتقدمها حزب القوات اللبنانية.
وشاركت حركة حماس في التشييع من خلال وفد من الخارج بالإضافة إلى عددٍ من الشخصيات من لبنان، بحسب ما أكدت مصادر لـ”العربي الجديد”. أما على المستوى الخارجي، فإنّ حزب الله يتكتم حول الوفود المشاركة مكتفياً بالقول إنّ المشاركة ستكون كثيفة شعبياً ودبلوماسياً من أكثر من 60 دولة، وقد وصلت إلى بيروت أعداد كبيرة خصوصاً من العراقيين واليمنيين والإيرانيين، ولفتت مصادر من الحزب، لـ”العربي الجديد”، إلى أن 1100 شخصية ستأتي من خارج لبنان.
وقالت حركة حماس في تصريح صحافي، إنه “في هذا اليوم الجلل، نستذكر المواقف البطولية والمشرّفة للشهيد السيد حسن نصر الله، وتبنّيه المبدئي والصلب لقضية فلسطين، وإصراره على تشكيل جبهة الإسناد مع شعبنا في قطاع غزة في وجه العدوان الصهيوني الوحشي، وحرب الإبادة، وتحدّيه لتهديدات الاحتلال الفاشي، حتى قضى شهيداً كما تمنّى، دفاعاً عن كرامة أمته، وعلى طريق تحرير القدس”. وأكدت الحركة أن “جرائم الاحتلال الصهيوني وعمليات الاغتيال الجبانة بحقّ قادة المقاومة في فلسطين ولبنان وكل مكان؛ لن تُوقف مسيرتنا المباركة، ولن تزيدنا إلا إصراراً على المضيّ على طريق القادة الشهداء، حتى اقتلاع هذا الاحتلال البغيض الذي يهدّد المنطقة بأسرها، واستعادة أرضنا ومقدساتنا وتطهيرها من دنس الصهاينة الغاصبين”.
إلى ذلك، تعهد المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي مواصلة “مقاومة” إسرائيل في رسالة له بمناسبة تشييع الله حسن نصرالله في بيروت. وقال خامنئي في إشارة الى إسرائيل “على العدو أن يعلم أن مقاومة الاغتصاب والظلم والاستكبار لن تنتهي وستستمر حتى تحقيق غايتها النهائية”. وأشاد خامنئي بنصرالله، واصفا إياه بأنه “مقاتل عظيم” و”رائد” المقاومة في مواجهة إسرائيل.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في منشور عبر منصة إكس، إنه “يحقّ للشعب اللبناني العظيم أن يفخر بكل أبنائه الشجعان، وخاصة بهذين السيدين القائدين العظيمين؛ أبطال دافعوا عن شرف الأمة و بقوا على العهد والوعد حتى الشهادة في سبيل الله”. وكانت وكالة فارس الإيرانية للأنباء قد ذكرت أمس السبت أنّ الحكومة اللبنانية لم توجه الدعوة إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للمشاركة في المراسم، مشيرة إلى أن زيارة رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أيضاً تأتي بعد تلقيه دعوة من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وتوجه قاليباف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، إلى بيروت في طائرتين منفصلتين للمشاركة في مراسم تشييع جثماني نصر الله وصفي الدين. يشار إلى أن وفداً من البرلمان والخارجية الإيرانيين قد وصل إلى بيروت ترأسه نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية وحيد جلال زادة. كما نشرت وسائل إعلام إيرانية مقاطع مصورة تظهر مشاركة نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، العميد علي فدوي ونائب قائد فيلق القدس الإيراني العميد إيرج مسجدي في مراسم التشييع.
وبعيد وصوله إلى العاصمة بيروت، قال قاليباف إن “العدو الصهيوني قد طرد من لبنان”، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يتوعد باحتلال الجنوب اللبناني وتدميره لكنه اضطر إلى الانسحاب و”اليوم هذا البلد يشهد الاستقرار والأمن ويتجه نحو التنمية”، وأضاف أنه سيبحث خلال زيارته مع القادة اللبنانيين التهديدات ضد لبنان وحزب الله، وتعزيز العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن بلاده “ستدعم بلا شك أيّ إجماع بين الحكومة والبرلمان والمقاومة والشعب” في لبنان.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات من مطار بيروت، إن “حزب الله حي ومسيرة الانتصار مستمرة”، لافتاً إلى أن كثيراً من المسؤولين والمواطنين الإيرانيين يشاركون اليوم في مراسم التشييع، وتابع أن هذه المراسم تحمل “رسالة واضحة للعالم أن المقاومة حية وحزب الله حي”، مشدداً على أن “المقاومة التي حققت انتصارات كبيرة حتى الآن، ستحقق النصر النهائي أيضاً”. وحصل جدل قبل أيام بخصوص وصول طائرة إيرانية على متنها ركاب لبنانيين إلى بيروت بعد إنذارات إسرائيلية، أُرجئت على أثرها الرحلات الجوية إلى موعد غير محدد، الأمر الذي دفع بالراغبين في حضور مراسم التشييع للتوجه إلى العاصمة اللبنانية عن طريق بلدان أخرى منها العراق.
قمع وقفة في رام الله تزامناً مع تشييع نصر الله
وفي رام الله، هاجمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل ظهر اليوم الأحد، وقفة على دوار المنارة، في رام الله، وسط الضفة الغربية، تحت عنوان “وقفة الوفاء والعهد، وفاء لتضحية الشهداء، وبالتزامن مع تشييع الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله”. وقال منسق “المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون” عمر عساف لـ”العربي الجديد”، إن الشرطة الفلسطينية سحبت علماً لحزب الله ومزّقت بعض صور نصر الله خلال وقفة على دوار المنارة في رام الله ظهر اليوم، ما خلق احتكاكاً مباشراً بين المشاركين وعناصر الأمن، تخلله اعتداء على امرأة مشاركة.
وأكد عساف أن الشرطة الفلسطينية حاولت إنهاء الفعالية بالقوة، لكنها لم تستطع، لأن المشاركين أصروا على الاستمرار واشتبكوا معهم بالأيدي، فيما استمرت الفعالية لقرابة ساعة وسط هتافات ومشادات كلامية، مشيراً إلى أن “الأمن كان مستفزاً من أعلام حزب الله”. وفي المقابل؛ اقتادت الشرطة الفلسطينية الصحافي خالد صبارنة إلى إحدى مركباتها، واحتجزته لمدة عشر دقائق قبل إخلاء سبيله.