3 أيام من البحث والتحقيق حتى صباح الأحد، حين عثرت السلطات الإماراتية على جثة الحاخام اليهودي الشاب تسيفي كوغان، الذي كان في طريقه لمتجر محلي بهدف الإشراف على إجراءات "الكوشر" (الحلال) للبضائع لديه.

وصفت السلطات الإسرائيلية بمختلف المواقع هذه العملية بأنها "إرهابية" وتمثل جريمة من جرائم "معاداة السامية".

وقالت منظمة "حباد Chabad" اليهودية، إن الحاخام البالغ من العمر 28 عاماً، كان مبعوثها في دولة الإمارات، ويقيم في العاصمة أبو ظبي. 

وعمل كوغان، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والمولدوفية، جنبا إلى جنب مع الحاخام ليفي دوشمان، كبير الحاخامات في الإمارات العربية المتحدة، ومبعوثين آخرين من "حباد"، لسنوات عدة في تأسيس وتوسيع الحياة اليهودية داخل الإمارات. 

وأضافت المنظمة أن كوغان انضم إلى "حباد" عن طريق زوجته ريفكي، بعد زواجهما عام 2022. وبحسب نقابة الأخبار اليهودية (جي أن أس)، فإن زوجة كوغان هي ابنة أخت غابي هولتزبرغ، مبعوث "حباد" الذي قتل في مدينة مومباي الهندية عام 2008.

وقال مواطن إسرائيلي على معرفة بكوغان، لموقع "واي نت" العبري، إن القتيل كان "رجلاً لطيفاً ونشطاً جدا في المجتمع"، كما كان يُدير محل بقالة (سوبرماركت) في أبوظبي يقدم بضائع "كوشر" للمجتمع اليهودي في البلد العربي الذي بدأ تطبيع علاقاته بإسرائيل قبل أربع سنوات ضمن "اتفاقيات إبراهيم".

وأشارت منظمة "حباد" إلى دور فرعها الإماراتي في تأسيس أول مركز تعليمي يهودي في الخليج العربي، وجعل طعام "الكوشر" (الطعام المحلل تناوله وفق التعليمات اليهودية) متاحاً على نحو واسع في المنطقة. 

The Israeli mission in Abu Dhabi has been in contact with the family from the start of the event and is continuing to assist it at this difficult time; his family in Israel has also been updated.

— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) November 24, 2024

????️ Baruch Dayan Haemet
With great pain we share that Rabbi Zvi Kogan, Chabad-Lubavitch emissary to Abu Dhabi, UAE, was murdered by terrorists after being abducted on Thursday.
His body was recovered early Sunday morning, and his family has been notified.
Please do a mitzvah in… pic.twitter.com/UwKmGqu3YK

— Chabad.org (@Chabad) November 24, 2024 صورة تجمع بين كوغان (اليسار) والحاخام الأكبر لدولة الإمارات العربية المتحدة ليفي دوتشمان، 2021 "حكمة، فهم، معرفة"

بالعودة لمنظمة "حباد"، نتعرف أكثر على فلسفة الحركة اليهودية وتاريخ تأسيسها الذي يعود لـ250 عاماً. وتصف نفسها بأنها "أكبر منظمة يهودية في العالم والقوة الأكثر ديناميكية في الحياة اليهودية اليوم" كما ورد في بيان على موقعها الإلكتروني.

وكلمة "حباد" اختصار عبري للقدرات الفكرية الثلاث (الحكمة، الفهم، المعرفة). ويولي النظام الفلسفي الديني للحركة أهمية كبيرة لفهم العقل واعتراف الإنسان بالخالق، والغرض الإلهي من الخلق، إضافة للدور الهام والمهمة الفريدة لكل كائن.

وتأسست "حباد،" ويُطلق عليها أيضاً "حباد-لوبافيتش"، كحركة حسيدية على يد الحاخام شنؤور زلمان عام 1772 في روسيا البيضاء. وانتشرت الحركة في روسيا والدول المحيطة بها، حتى وصلت مختلف أرجاء العالم وكان لها تأثير في جميع جوانب الحياة اليهودية.

خلال القرن الماضي، عانت الحركة من ملاحقات بالاتحاد السوفيتي وسياسات ألمانيا النازية، ليتغير مقرها الرئيسي بين أكثر من دولة حتى انتقل أخيراً إلى حيّ بروكلين بمدينة نيويورك الأميركية عام 1940، وما زال لغاية اليوم.

تسترشد الحركة بتعاليم قادتها السبعة (Rebbes- زعماء روحيين للطائفة الحسيدية)، الذين شرحوا الجوانب الأكثر دقة وحساسية للتصوف اليهودي، وجسدوا الصفات التوراتية القديمة للتقوى والقيادة.

الطائفة الحسيدية (حاسيديم): نشأت في القرن السابع عشر في أوروبا الشرقية، تركز على الممارسات الروحية، والتصوف، والاتصال الشخصي بالله. أسسها الحاخام يسرائيل بعل شيم توف، الذي علم أن العبادة يجب أن تكون مليئة بالفرح والمحبة لله، وأنه يجب السعي لرباط روحي عميق من خلال الصلاة والموسيقى والعيش بفرح. تعتمد  في الحياة على عناصر صوفية مستمدة من الكابالا، حيث يُعتقد أن كل فعل مهما كان عادياً يمكن أن يكون عبادة لله.

ووفق بيان المنظمة، لم يهتم الحاخامات المؤسسون بأنفسهم فقط، بل بمجمل الحياة اليهودية الروحية والجسدية، وأولوا الاهتمام لجميع التفاصيل مهما كانت صغيرة.

وبعد المحرقة اليهودية (الهولوكوست)، اشتهر الحاخام مناحيم مندل شنيرسون الذي جلب تعاليم "حباد" إلى كل مجتمع يهودي تقريبا حول العالم.

والخط الجديد للحركة الذي نراه اليوم، امتداد لما تم تأسيسه في أوائل الأربعينيات، عندما عين الحاخام يوسف يتسحاق شنيرسون، الربّي السادس لـ"حباد" وهو صهره، والحاخام اللاحق منخيم مندل، لقيادة الأذرع التعليمية والخدمية الاجتماعية للحركة.

وحالياً، يوجد 4 آلاف عائلة مبعوثة من الـ"حباد" تُشرف على أكثر من 3500 مؤسسة تضم فرق عمل عدادها عشرات الآلاف، لخدمة المجتمعات اليهودية في مختلف مناطق سكنها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحیاة الیهودیة

إقرأ أيضاً:

باحث: الشعب الفلسطيني يريد الحياة ويرفض الموت

قال الدكتور شفيق التلولي باحث سياسي فلسطيني، إنّ الحراك الشعبي الكبير في غزة رفضا للعدوان الإسرائيلي وتعبيرا عن تمسك الفلسطينيين بأرضهم يعكس إرادة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، سواء عبر التعبير السلمي أو من خلال مظاهر الاحتجاج التي تؤكد تشبثهم بأرضهم.

قبل العيد.. ضبط 192 قضية مخدرات في أكتوبرإعلامي عن رحيل زيزو من الزمالك: حصل علي شيكات من الأهلي

وأضاف التلولي في تصريحات عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ هذه التظاهرات رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني يريد الحياة ويرفض الموت ويرفض تلك الحرب البشعة التي تنال منه والتي أعيدت مجددا إلى الواجهة عبر الشراهة في القتل.

وتابع: «هذا الحراك يسقط سردية نتنياهو الذي يقول بأن الشعب الفلسطيني إرهابي، ولكن الفلسطينيون خرجوا إلى الشوارع وعبروا عن رفضهم للحرب برمتها، كما أن هذا الحراك موجه لحركة حماس، حيث تطالب بعض الأصوات في غزة بأن تأخذ الحركة خطوة إلى الوراء في المرحلة المقبلة، مفسحة المجال لتصعيد الحراك الشعبي الذي يعكس إرادة الشعب في الخلاص من العدوان الإسرائيلي».

مقالات مشابهة

  • زعيم بالجالية اليهودية في إيران يهاجم الاحتلال ويشبه الصهيونية بـ”داعش”
  • زعيم بالجالية اليهودية في إيران يهاجم الاحتلال ويشبه الصهيونية بـداعش
  • حكم إماراتي بالإعدام ضد المتهمين بقتل الحاخام الإسرائيلي كوغان
  • بطارية نووية مبتكرة قد تدوم مدى الحياة دون إعادة شحن
  • سر الحياة السعيدة.. سامح حسين يكشفه في «ضرس العقل» ويُحذّر من هذا الفخ |شاهد
  • الاعرجي يزور قبر الحاخام اليهودي خازن بيت المال إسحاق جاؤون في بغداد
  • وداعاً لإعادة الشحن.. بطارية نووية تعمل مدى الحياة
  • علي هذه الأرض ما يستحق الحياة
  • باحث: الشعب الفلسطيني يريد الحياة ويرفض الموت
  • بريطانيا.. السجن مدى الحياة لمدان قتل صديقه وقطّعه لـ27 قطعة